شهدت مدينة مأرب، شمال شرقي اليمن، الأحد 16 فبراير، مسيرة جماهيرية حاشدة، تضامنًا مع الشعب الفلسطيني ورفضًا للمخططات الرامية إلى تهجيره من أرضه. وندد المشاركون بالتصريحات الأخيرة الصادرة عن الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب"، والتي أثارت جدلًا واسعًا حول إمكانية تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، وسط مطالبات عربية ودولية بالتصدي لهذه المشاريع.

وجابت المسيرة شوارع مدينة مأرب، حيث رفع المتظاهرون الأعلام الفلسطينية ولافتات أكدت رفضهم القاطع لدعوات التهجير القسري التي تستهدف سكان قطاع غزة والضفة الغربية والقدس المحتلة، مؤكدين أن أي محاولات لفرض واقع جديد تهدف إلى اقتلاع الفلسطينيين من أرضهم تعد انتهاكًا صارخًا للحقوق والقوانين الدولية.

وفي بيان صادر عن الوقفة، دعا المحتجون إلى محاسبة الداعين لمخططات التهجير والداعمين لها أمام المحاكم الدولية، باعتبارها شرعنة لسياسات التوسع والتمييز العنصري وتأجيج الأوضاع في المنطقة. كما طالبوا بموقف عربي وإسلامي حازم وموحد لمواجهة هذه المخططات، واتخاذ خطوات عملية وملموسة لمساندة الشعب الفلسطيني وحماية حقوقه المشروعة وإقامة دولته المستقلة.

وشدد البيان على ضرورة أن تتحمل الأمم المتحدة وكافة الهيئات الدولية مسؤولياتها القانونية والأخلاقية في التصدي لمحاولات تهجير الفلسطينيين، من خلال فرض إجراءات قانونية صارمة لمحاسبة المسؤولين عنها أمام محكمة الجنايات الدولية، بالإضافة إلى فرض عقوبات دولية على الاحتلال لوقف انتهاكاته المستمرة بحق الفلسطينيين.

وعلى صعيد الوضع الإنساني المتدهور في غزة، شددت المسيرة على ضرورة تنفيذ جميع بنود اتفاق وقف إطلاق النار، خاصة ما يتعلق بإدخال المساعدات الإنسانية، بما في ذلك الغذاء والدواء ووسائل الإيواء للنازحين، وتسريع عملية إجلاء الجرحى للعلاج في مستشفيات الدول العربية والإسلامية.

كما طالب المتظاهرون بضرورة بدء عملية إعادة إعمار غزة، بعد الدمار الكبير الذي لحق بها جراء العدوان الإسرائيلي المستمر لأكثر من 15 شهرًا، بدعم غربي وأمريكي.

وفي ختام بيانها، وجهت جماهير مأرب تحية إجلال لصمود الشعب الفلسطيني وثباته في وجه الاحتلال، كما أشادت بمقاومته الباسلة التي وصفوها بأنها "السد المنيع في وجه مشاريع الاحتلال التوسعية والقمعية، والصوت الحر المدافع عن حقوق الشعب الفلسطيني في أرضه ومقدساته".

وأكد المشاركون أن القضية الفلسطينية كانت وما زالت وستظل محور النضال العربي والإسلامي، وأن أي محاولات لفرض واقع جديد لن تنجح أمام صمود الفلسطينيين ودعم الشعوب العربية والإسلامية لحقوقهم المشروعة.

تأتي هذه المسيرة في وقت تتزايد فيه ردود الفعل العربية والدولية الرافضة لأي محاولات لفرض واقع جديد على الفلسطينيين، وسط تصاعد التحذيرات من تداعيات خطيرة لأي مخططات تهدف إلى تهجير سكان غزة إلى خارج وطنهم.