الحوثيون في قائمة الإرهاب: تبرير أم دعاية؟

2025-02-18 02:21:28 أخبار اليوم/ مجلة فير أوبزرفر الأمريكية

   

أعاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تصنيف مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران "منظمة إرهابية أجنبية"، وذلك ردًا على ممارساتهم القمعية في اليمن منذ عقد من الزمن وهجماتهم على الدول المجاورة.

إلا أن الجماعة المتمردة تسوق بأن هذا التصنيف جاء بسبب دعمها للفلسطينيين، وهو ما يخدم دعايتهم المضللة.

ففي 22 يناير 2025، باشر الرئيس ترامب إعادة إدراج الحوثيين كمنظمة إرهابية أجنبية، بعد أن كانت إدارة بايدن قد علقت هذا الإجراء في يناير 2021، واكتفت بمعاقبتهم بتصنيفهم "إرهابيين عالميين محددين بشكل خاص" عام 2024؛ بسبب عدوانهم في البحر الأحمر.

وقد سارعت وسائل الإعلام الموالية لمليشيا الحوثي وإيران إلى نشر تقارير تزعم أن هذا التصنيف هو ذريعة لمعاقبة الشعب اليمني على دعمه للفلسطينيين ضد الاحتلال الإسرائيلي.

وهذه التقارير، التي تتجاهل جرائم مليشيا الحوثي اليومية بحق اليمنيين، لا تساهم إلا في تضخيم الدعاية الحوثية."

- الدعاية المناصرة لمليشيا الحوثي

طغت الدعاية على الجمهور العالمي مرة أخرى؛ بسبب التحيز للمتمردين الحوثيين، وتضخيم الدعاية المؤيدة لهم.

إذ يجري الاشادة بهؤلاء المقاتلين مرة أخرى كممثلين لجميع اليمنيين، الذين يبلغ تعدادهم أكثر من 30 مليون نسمة. ومع ذلك، فإن ثلثي هؤلاء السكان محتجزون تحت تهديد السلاح من قِبل الجماعة المتمردة.

فمنذ شهر سبتمبر 2014، احتجزت الجماعة المتمردة أكثر من ثمانية ملايين يمني كرهائن، في ظل قيامها بضربات بالطائرات المسيَّرة أو الصواريخ.

وتستند إعادة إدراج المتمردين الحوثيين مؤخرا في قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية إلى عقد من الجرائم المرتكبة ضد اليمنيين العاديين، والاستهداف العشوائي للمدنيين في جميع أنحاء البلدان المجاورة.

كما استهدفت هجماتهم الأخيرة السفن التجارية المدنية، بما يؤثر على الاقتصاد العالمي، ويهدد بكارثة بيئية، حيث استهدفت ناقلات النفط على طول البحر الأحمر، وبحر العرب.

إن تضخيم الدعاية المؤيدة لمليشيا الحوثي لا تفيد الفلسطينيين ولا اليمنيين. بل على العكس من ذلك، تتسبب مليشيا الحوثي بمعاناة أكبر وهم ينتقمون من خصومهم اليمنيين. كما تضطر الحكومات في الدول الإقليمية إلى الدفاع عن نفسها من الضربات العشوائية للجماعة المتمردة.

وقد لعبت الرِّعاية الإيرانية دورا حيويا في تمكين مليشيا الحوثي بالأسلحة والدّعم المالي والدّعاية، مما عزز من قبضة القمع العنيفة للمتمردين في جميع أنحاء اليمن. ولولا هذا الدَّعم، لكانت مليشيا الحوثي قد أذعنت لمحادثات السلام مع الفصائل المتنافسة من أجل البقاء.

- جريمة مليشيا الحوثي في اليمن

عززت الطائرات المسيَّرة والصواريخ والخبرات الإيرانية قوة مليشيا الحوثي منذ سنوات، ويمكن أن يُنسب إلى إيران الفضل في نجاحات المليشيا الكبيرة.

استهدفت الجماعة المتمردة اليمنيين في جميع أنحاء المحافظات المحررة، وهو ما كانت تسعى إليه من خلال زحفها عام 2015 إلى عدن، وهي مدينة ساحلية في اليمن.

كما شنت ضربات صاروخية على مطار عدن في ديسمبر 2020، مستهدفة وزراء الحكومة المعترف بها دوليا.

لقد قصفت البنية التحتية النفطية في محافظتي حضرموت وشبوة منذ شهر أكتوبر 2022، مما أدى إلى تفاقم أزمة اقتصادية كبيرة في جميع أنحاء جنوب اليمن.

وتحتجز مليشيا الحوثي آلاف السجناء السياسيين المعتقلين تعسفًا والمحكوم عليهم من قِبل محاكم هزلية في صنعاء، عاصمة اليمن.

ومنذ شهر يونيو 2024، شنت الجماعة المتمردة حملة إجرامية ضد جميع اليمنيين العاملين في وكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية، وأولئك التابعين للسفارات الغربية. لقد اتهمت الجميع بشكل صارخ، بمن فيهم أزواج، بالعمل كجواسيس.

فكثيرا ما تأتي الاتهامات من قِبل نظام الأمن والمخابرات الحوثي الذي تم إنشاؤه للتجسس على أنشطة الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية في جميع أنحاء الأراضي الخاضعة لسيطرة الجماعة المتمردة.

إذ يقوم الموالون لها، من الموظفين وأفراد الأمن، بدور مماثل للشرطة السرية لألمانيا الشرقية الشيوعية سابقا، ويقومون بالإبلاغ عن أنشطة وسياسات واتصالات الموظفين اليمنيين والأجانب.

إن تكتيك مليشيا الحوثي الأخير -وهو خطوة يائسة لفرض شروط مواتية وسط حملة فاشلة لدعم غزة وجولة جديدة من العقوبات الأمريكية- خلَّف أكثر من 20 مليون يمني رهائن لدعايتهم.

وقالت الرئيسة المؤقتة لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، جويس مسويا: "يحتاج ما لا يقل عن 19.5 مليون شخص في اليمن إلى المساعدة الإنسانية والحماية هذا العام، بزيادة 1.3 مليون شخص عمّا كان عليه في عام 2024".

وهناك قرابة 17 مليون شخص، أي ما يقرب من نصف سكان اليمن، غير قادرين على تلبية احتياجاتهم الغذائية الأساسية.

إن هذه نتيجة مباشرة لجرائم مليشيا الحوثي، التي أعاقت إيصال المساعدات الإنسانية واحتجزت عمَّال الإغاثة تعسفًا.

وقد انخفض حجم الإغاثة التابعة للأمم المتحدة بأكثر من 75٪ منذ عام 2022. وهناك مانحون دوليون يحتجون على استيلاء مليشيا الحوثي على المساعدات المالية والغذائية التي أرسلتها وكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية في الأراضي التي يسيطر عليها المتمردون.

لقد أثبتت مليشيا الحوثي مرارا وتكرارا أن السلام ليس من مصلحتهم. وكجزء من دعاية مليشيا الحوثي، العدو موجود في كل مكان، وهناك حاجة إلى جهاز الأمن القمعي للقيام بالردع، أو سجن الناس بالجملة.

ووفقا لخطاب المليشيا، فإن العدو هو المسؤول عن غياب الحكم الرشيد. إن الحملات الداعمة للفلسطينيين ليست سوى ستار من الدّخان لصرف الانتباه عن جرائمهم ضد شعبهم.

                              

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
استعدادات الحكومة للحسم العسكري: وزير الدفاع يكشف خطط المواجهة مع الحوثيين

وزير الدفاع في حوار مع “العين الإخبارية”: حربٌ لم ينطفئ لهيبها، وهدنٌ مكسورة، وسلامٌ يُغتال قبل أن يولد.. هنا اليمن.. هنا تُسرق أحلام شعب بقبضة مليشيا لا تعرف إلا لغة الدم.. وهنا قوات شرعية تقف كالطود الأشم، وشعبٌ يقس مشاهدة المزيد