2025-03-16
تصعيد عسكري أمريكي يهز صنعاء وصعدة وذمار.. وترامب يتوعد الحوثيين برد "قاسٍ" وسط صمت دولي وتساؤلات يمنية عن غياب الدعم لاستعادة العاصمة
تواصل مليشيا الحوثي المدعومة من إيران تحشيد قواتها العسكرية في محافظة مأرب الغنية بالنفط، في إطار ما وصفته مصادر مطلعة بأنه "حرب استباقية" تهدف إلى مواجهة الضغوط الاقتصادية الناجمة عن تصنيف الولايات المتحدة للمليشيا كمنظمة إرهابية.
هذا التصعيد العسكري يأتي في وقت حساس للغاية بالنسبة للمليشيا، التي تواجه تحديات كبرى بسبب العقوبات الأمريكية، وهو ما قد يؤثر بشكل كبير على مواردها المالية والاقتصادية. مما قد يؤثر بشكل بالغ على قدرتها في إدارة مناطق سيطرتها. كما أن هذا التوتر العسكري يتزامن مع حالة من الانسداد السياسي وتدهور الأوضاع الاقتصادية في اليمن، مما يزيد من خطر تحول البلاد إلى مرحلة جديدة من الحرب.
التحشيد العسكري في مأرب
تتزايد التوترات العسكرية في مأرب مع استمرار مليشيا الحوثي في حشد مقاتليهم على تخوم المحافظة، مستهدفين المواقع الاستراتيجية التي تخضع لسيطرة الجيش الوطني. فقد شهدت الأيام الأخيرة تصعيدًا من قبل المليشيا في جبهات مختلفة بالمحافظة، ما أسفر عن مواجهات عنيفة بين القوات الحكومية والمليشيا الحوثية. على الرغم من هذه المحاولات الهجومية، فقد تمكنت القوات اليمنية من التصدي للهجمات، وتدمير العديد من المعدات العسكرية التي استخدمتها المليشيا في الهجمات الأخيرة.
التوجيهات العسكرية والجاهزية القتالية
في ظل هذه الأوضاع، وجه رئيس مجلس القيادة الرئاسي، رشاد العليمي، برفع الجاهزية القتالية للجيش الوطني وتعزيز استعداداته لمواجهة الهجمات الحوثية.
كما أكد على ضرورة التصدي لما وصفه بـ"الأعمال العدوانية" التي تقوم بها مليشيا الحوثي، ودعا إلى تعزيز التعاون بين الجيش والمقاومة الشعبية، خاصة من قبل القبائل التي تشهد محافظة مأرب حالة من الاستنفار.
دور القبائل في التصدي للمليشيا
في إطار الاستعدادات العسكرية المتصاعد، أعلنت عدة قبائل كبيرة من مأرب، مثل مذحج وحِمْيَر وقبائل خولان وسنحان وبني حشيش، عن جاهزيتها التامة للوقوف إلى جانب الجيش الوطني والمقاومة في معركة استعادة الدولة. هذه القبائل، التي تمتد جذورها في مناطق مختلفة من اليمن، أكدت أنها ستدافع عن الأراضي اليمنية في مواجهة مليشيا الحوثي الإرهابية.
كما دعت أبناء المناطق الواقعة تحت سيطرة المليشيا إلى رفض المشاركة في ما وصفوه بالمعارك العبثية.
وأكدت القبائل أهمية توحيد الصف الوطني لمواجهة المليشيا، وحشد الموارد لدعم الجيش والمقاومة، فضلاً عن ضرورة توفير الدعم الدولي في هذه المعركة الحاسمة.
التصعيد الحوثي وخلفياته
في المقابل، كثفت مليشيا الحوثي من عملياتهم العسكرية في محاولة للسيطرة على مأرب، والتي تعد من أهم المصادر الاقتصادية في البلاد. وقد تحدث قادة المليشيا عن معركة مأرب كـ"المعركة الحاسمة" التي ستحقق انتصارهم بعد أكثر من عقد من الحرب. ورغم الهزائم السابقة التي تكبدتها المليشيا خلال محاولاتها للسيطرة على مأرب بين 2021 و2022، فإنها تحاول استغلال الظروف الراهنة لتحقيق أهدافها.
التصعيد الأميركي وتأثيره على المليشيا
تزامن التصعيد العسكري الحوثي مع تنفيذ الرئيس الأمريكي أمرًا تنفيذيًا بتصنيف مليشيا الحوثي كجماعة إرهابية، مما يزيد من الضغوط الاقتصادية عليهم.
ورغم أن قيادات مليشيا الحوثي حاولوا التقليل من تأثير هذا التصنيف، إلا أنهم أكدوا في تصريحات عديدة أن أي محاولة لفرض عقوبات اقتصادية ستكون بمثابة إعلان حرب، مشيرين إلى استعدادهم لمواجهة هذه الإجراءات بكل قوة. كما هددوا بالتصعيد العسكري كرد على أي مساس بسبل عيش الشعب اليمني واستقراره الاقتصادي.
في ظل ذلك، يدور نقاش داخل القيادة العسكرية الأمريكية حول الاستراتيجية الأمثل للتعامل مع مليشيا الحوثي. ويتركز النقاش حول خيارين رئيسيين: الأول، اتباع نهج أكثر تقليدية لمكافحة الإرهاب من خلال توجيه ضربات مستمرة تستهدف الأفراد الذين يخططون وينفذون الهجمات الحوثية المستمرة. الثاني، تبني نهج أكثر دفاعية بالتركيز على استهداف البنية التحتية ومرافق تخزين الأسلحة التابعة للمليشيا، وهو ما يهدف إلى تقليل قدرة مليشيا الحوثي على شن هجمات مستمرة. ويستمر هذا النقاش في ظل التحديات العسكرية المتزايدة والتهديدات المترتبة على التصعيد في مأرب والمناطق الأخرى.
ردود فعل إقليمية ودولية
يرى مراقبون أن التصعيد العسكري الحوثي في مأرب قد تكون له تبعات إقليمية واسعة، حيث قد يسهم في تعقيد العلاقة بين القوى الدولية والإقليمية المعنية بالشأن اليمني.
إذ يرى البعض أن سيطرة مليشيا الحوثي على مأرب قد تمكنهم من الحصول على الموارد النفطية التي تحتاجها المليشيا في ظل العقوبات الأميركية، وهو ما يعزز من موقفهم العسكري.
في هذا السياق، يرى العديد من المحللين أن المعركة على مأرب ستكون نقطة فارقة في الحرب، إذ قد تفتح الطريق أمام مليشيا الحوثي للتوسع نحو المحافظات الشرقية الغنية بالموارد أيضا. كما أن السيطرة على مأرب ستمنح المليشيا موقفًا تفاوضيًا أقوى أمام الأطراف الدولية والإقليمية.
في المقابل، حذر المبعوث الأممي إلى اليمن من أن استمرار التوتر العسكري قد يؤدي إلى تصعيد أكبر، مما يهدد البلاد بالانزلاق إلى حرب جديدة في حال استمر الانسداد السياسي.
المرحلة المقبلة: تحضيرات وتهديدات يؤكد العديد من المحللين العسكريين أن المرحلة المقبلة ستكون حاسمة في مسار الحرب اليمنية. فعلى الرغم من التهديدات المتبادلة بين مليشيا الحوثي والولايات المتحدة، إلا أن الوضع العسكري على الأرض في مأرب يشير إلى تصعيد وشيك، لا سيما مع الاستعدادات العسكرية التي يقوم بها الجيش اليمني والقبائل.
الجيش الوطني، الذي يحظى بدعم جوي سعودي، يبدو مستعدًا للدفاع عن مأرب بفضل تحشيد قواته وتعزيز قدراته القتالية. في الوقت ذاته، يشير بعض الخبراء إلى أن مليشيا الحوثي تواجه تحديات في ميدان المعركة، خاصة مع ضعف تجربتها العسكرية، إذ أن غالبية مقاتليها هم من الشباب الذين تم تجنيدهم دون تدريب عسكري كافٍ.
خاتمة يبدو أن اليمن يواجه مرحلة جديدة من التصعيد العسكري، حيث لا يمكن استبعاد تجدد القتال في مناطق أخرى، مثل تعز والحديدة، في حال اندلاع معركة كبيرة في مأرب. كما أن التصعيد الحوثي في هذه المنطقة يمثل تحديًا حقيقيًا لمجلس القيادة الرئاسي وحلفائه الإقليميين والدوليين، الذين يواجهون في الوقت ذاته ضغوطًا اقتصادية وسياسية قد تؤثر على استراتيجية التعامل مع الوضع اليمني.
حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد
وزير الدفاع في حوار مع “العين الإخبارية”: حربٌ لم ينطفئ لهيبها، وهدنٌ مكسورة، وسلامٌ يُغتال قبل أن يولد.. هنا اليمن.. هنا تُسرق أحلام شعب بقبضة مليشيا لا تعرف إلا لغة الدم.. وهنا قوات شرعية تقف كالطود الأشم، وشعبٌ يقس مشاهدة المزيد