2025-03-16
تصعيد عسكري أمريكي يهز صنعاء وصعدة وذمار.. وترامب يتوعد الحوثيين برد "قاسٍ" وسط صمت دولي وتساؤلات يمنية عن غياب الدعم لاستعادة العاصمة
في 26 فبراير 2021، استشهد العميد عبدالغني شعلان، قائد القوات الخاصة في مأرب، خلال معركة بطولية ضد مليشيا الحوثي الإرهابية في جبهة الكسارة غرب مأرب، ليترك خلفه إرثًا من التضحية والفداء.
اليوم، وبعد مرور أربع سنوات على استشهاده، يستمر اليمنيون في استذكار تضحياته وبطولاته التي كانت نقطة تحول في معركة الدفاع عن مأرب، آخر معاقل الحكومة الشرعية في شمال اليمن.
عبدالغني شعلان: القائد الاستثنائي
وُلد العميد عبدالغني شعلان في عام 1981، في قرية "بيت شعلان" التابعة لمديرية المحابشة في محافظة حجة شمال غرب اليمن. نشأ في بيئة عسكرية، حيث التحق في أواخر التسعينيات بكلية الطيران والدفاع الجوي في صنعاء وتخرج منها عام 2004.
وكان تخرجه يتزامن مع بداية التصعيد العسكري لمليشيا الحوثي في صعدة، ليبدأ مسيرته العسكرية في فترة عصيبة شهدت تطورات حاسمة في تاريخ اليمن.
مسيرته العسكرية
تدرج شعلان في عدة مناصب عسكرية وأمنية، حيث عمل ضابط رادار وصواريخ في القاعدة الجوية، ثم انتقل إلى العديد من الوحدات العسكرية التابعة للفرقة الأولى مدرع.
في 2011، انحاز إلى ثورة الشباب السلمية ضد النظام السابق، وساهم في حماية المعتصمين. وعندما تقدمت مليشيا الحوثي واحتلوا صنعاء في 2014، أصبح شعلان نائبًا لمدير شرطة محافظة الجوف، ثم تم تكريمه بترقيته إلى رتبة مقدّم نتيجة لمساهماته الأمنية المتميزة في مكافحة العصابات المسلحة.
التحاقه بالمعركة ضد مليشيا الحوثي
في عام 2015، مع تصاعد الهجوم الحوثي على المناطق اليمنية، وصل العميد شعلان إلى مأرب ليشارك في معركة الدفاع عنها. كانت مأرب آنذاك آخر معقل للحكومة الشرعية في شمال اليمن، مما جعلها هدفًا إستراتيجيًا للمليشيا الحوثية. شغل شعلان عدة مناصب في القيادة العسكرية خلال هذه المعركة، أبرزها قيادة الحزام الأمني للمدينة، وشارك في معارك بطولية في جبهتي الجفينة والفاو.
قيادة قوات الأمن الخاصة في مأرب
في نوفمبر 2016، تولى عبدالغني شعلان قيادة قوات الأمن الخاصة في مأرب، وبدأ مرحلة جديدة من مسيرته العسكرية. ورغم الإمكانيات المحدودة، نجح شعلان في بناء قوات أمنية ذات كفاءة عالية، معتمدًا على استراتيجية التكامل بين مختلف القوات الأمنية والعسكرية، مما ساعد مأرب على مقاومة مليشيا الحوثي والحفاظ على استقرار المدينة.
كان شعلان معروفًا بتواضعه وشجاعته، وقد قاد قوات الأمن الخاصة في العديد من المعارك الهامة، ونجح في تعزيز أمن المدينة في وقت كانت مليشيا الحوثي تسعى للسيطرة عليها. لعب دورًا محوريًا في معركة "البلق"، حيث أظهر بسالة غير مسبوقة في التصدي لهجوم مليشيا الحوثي، ليخلد اسمه في ذاكرة الشعب اليمني كأحد أبطال الدفاع عن الوطن.
دوره في المعركة الكبرى ضد مليشيا الحوثي
كان الهجوم الحوثي على مأرب في 2020-2021 من أعنف الهجمات في الحرب. دفعت مليشيا الحوثي بكل قوتها، مستعينة بأسلحة متطورة وخبراء ميدانيين من الحرس الثوري الإيراني، بهدف السيطرة على المدينة الاستراتيجية. في تلك اللحظات الحرجة، كان العميد شعلان في مقدمة الصفوف، يقود قواته بثبات، متفانيًا في الدفاع عن المدينة.
في جبهات مأرب الغربية، خاصة في منطقة "البلق" الاستراتيجية، قاد شعلان معركة شرسة لصد الهجوم الحوثي، وتمكن مع جنوده من تحقيق هزيمة ساحقة للمليشيا، مما شكل نكسة كبيرة لها. ومع استمرار المقاومة، استشهد شعلان في 26 فبراير 2021، تاركًا إرثًا من التضحية والفداء.
الملحمة التي شهدتها مأرب
في يوم استشهاده، كانت مأرب تشهد معركة ضارية، حيث قاد العميد شعلان القوات الخاصة في مواجهة الهجوم الحوثي.
لم يكن شعلان مجرد قائد عسكري، بل كان مصدر إلهام لجنوده، معروفًا بشجاعته وحرصه على تقديم أفضل التوجيهات العسكرية.
بعد ساعات من المعركة، تمكن الجيش الوطني والمقاومة الشعبية من تحرير الأرض التي كانت تحت سيطرة مليشيا الحوثي ، إلا أن شعلان سقط شهيدًا، ليخلد اسمه في تاريخ معركة مأرب.
الإرث العسكري والتضحية
ظل عبدالغني شعلان، طوال مسيرته، رمزًا للوطنية والتضحية. كان دائمًا في قلب المعركة، لا يهاب المخاطر ولا يختبئ خلف جنوده. بمهارته في القيادة، نجح في بناء قوة أمنية فعالة، قادرة على التصدي لأي تهديد. في 2016، تولى قيادة فرع قوات الأمن الخاصة في مأرب، ونجح في تطويرها وتوسيع قدراتها، مما جعل مأرب نموذجًا للأمن في المناطق المحررة.
الذكرى والتكريم
بعد استشهاده، أُقيمت له جنازة رسمية وشعبية ضخمة في مأرب، وشارك فيها العديد من القادة العسكريين والقبائل اليمنية. ورغم رحيله، تظل ذكراه حية في أذهان اليمنيين، فقد شكلت وفاته دافعًا قويًا للمقاتلين في الجبهات للاستمرار في الدفاع عن وطنهم.
اليوم، وبعد أربع سنوات على استشهاده، تواصل القوات الخاصة في مأرب السير على نهجه، مؤكدة التزامها بالدفاع عن المدينة ومقاومة مليشيا الحوثي. كما أُطلقت العديد من المبادرات لتخليد اسمه، منها إطلاق اسمه على مواقع عسكرية ومرافق أمنية تكريماً لإرثه البطولي.
ستظل ذكرى العميد عبدالغني شعلان حية في وجدان الشعب اليمني، وستبقى تضحياته مصدر إلهام للأجيال القادمة. كان شعلان نموذجًا للقائد الذي لم يتردد في التضحية من أجل وطنه، وظل في مقدمة الصفوف حتى آخر لحظة في حياته. إن استشهاده لم يكن نهاية، بل بداية لملحمة جديدة في معركة استعادة الدولة اليمنية، وسُجّل اسمه كأحد أبطال الدفاع عن مأرب والشعب اليمني.
حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد
وزير الدفاع في حوار مع “العين الإخبارية”: حربٌ لم ينطفئ لهيبها، وهدنٌ مكسورة، وسلامٌ يُغتال قبل أن يولد.. هنا اليمن.. هنا تُسرق أحلام شعب بقبضة مليشيا لا تعرف إلا لغة الدم.. وهنا قوات شرعية تقف كالطود الأشم، وشعبٌ يقس مشاهدة المزيد