2025-03-16
تصعيد عسكري أمريكي يهز صنعاء وصعدة وذمار.. وترامب يتوعد الحوثيين برد "قاسٍ" وسط صمت دولي وتساؤلات يمنية عن غياب الدعم لاستعادة العاصمة
دعا زعيم حزب "العمال الكردستاني" السجين في تركيا، عبد الله أوجلان، جميع المجموعات التابعة للحزب إلى تسليم أسلحتها وحل نفسها.
وخاطب أوجلان، الذي يقضي عقوبة السجن المؤبد في جزيرة إيمرالي جنوب بحر مرمرة منذ 26 عامًا، قيادات الحزب قائلاً: "عقدوا مؤتمركم واتخذوا قرارًا؛ يجب على جميع المجموعات إلقاء أسلحتها، ويجب على حزب العمال الكردستاني حل نفسه".
وأضاف في رسالة قرأها أعضاء من حزب "الديمقراطية والمساواة للشعوب" باللغتين الكردية والتركية، بعد زيارتهم له يوم الخميس: "أدعو إلى نزع السلاح، وأتحمل المسؤولية التاريخية عن هذه الدعوة".
وأشار أوجلان في رسالته المؤرخة 25 فبراير، إلى أن "العلاقات التركية الكردية كانت قائمة على التعاون والتحالف المتبادل لأكثر من ألف عام، لكن هذا التحالف تم كسره خلال الـ200 سنة الماضية. المهمة الآن هي إعادة بناء هذه العلاقة التاريخية التي أصبحت هشة".
وأوضح أن "الحاجة إلى مجتمع ديمقراطي أمر لا مفر منه، وأن حزب العمال الكردستاني حصل على الدعم بسبب إغلاق القنوات السياسية الديمقراطية". وأكد أن "احترام الهويات، وحرية التعبير، والتنظيم الديمقراطي، والبنى الاجتماعية والسياسية التي تستند إليها جميع الفئات، لا يمكن أن تتحقق إلا في ظل وجود مجتمع ديمقراطي".
وأشار إلى أن "القرن الثاني للجمهورية لن يكون له استمرارية دائمة إلا إذا كان مبنيًا على الديمقراطية، فالتسوية الديمقراطية هي السبيل الوحيد لتحقيق النظام". وأضاف: "يجب تطوير لغة السلام والمجتمع الديمقراطي بما يتوافق مع الواقع، وأدعو إلى إلقاء السلاح، وأتحمل المسؤولية التاريخية عن هذه الدعوة".
كما دعا أوجلان جميع المجموعات إلى حل نفسها والاندماج مع الدولة والمجتمع، قائلًا: "اعقدوا مؤتمركم طواعية، واتخذوا القرارات اللازمة. يجب على جميع المجموعات إلقاء أسلحتها، ويجب على حزب العمال الكردستاني حل نفسه".
وأنهى رسالته قائلًا: "أبعث بتحياتي إلى كل من يؤمن بالعيش المشترك ويستجيب لدعوتي".
تطلعات للديمقراطية
عُقد المؤتمر في ميدان تقسيم في إسطنبول تحت شعار "دعوة للسلام والمجتمع الديمقراطي"، وتم بثه مباشرة في مدينتي "وان" و"ديار بكر". قرأ السياسي الكردي المخضرم أحمد تورك رسالة أوجلان باللغة الكردية، فيما قرأتها بروين بولدان، نائبة حزب "الديمقراطية والمساواة للشعوب"، باللغة التركية.
وشهد المؤتمر حضورًا من سياسيين أكراد، وممثلي منظمات مدنية، ووسائل الإعلام المحلية والدولية. واضطر المنظمون لفتح قاعة ثانية لاستيعاب الحضور.
وقال عضو الوفد البرلماني، سري ثريا أوندر: "زملاؤنا في السجون ينتظروننا بفارغ الصبر، ورغبتنا هي تحريرهم". وأضاف: "المثقفون والفنانون والأكاديميون الذين يناضلون من أجل السلام لهم نصيب كبير في هذا السلام، ونحيي ذكرى جميع الذين فقدناهم، سواء كانوا جنودًا أو ضباط شرطة، ونأمل ألا نعيش مثل هذه الأيام مجددًا".
ووجه أوندر شكره إلى الرئيس رجب طيب إردوغان، ورئيس حزب "الحركة القومية" دولت بهشلي، ورئيس حزب "الشعب الجمهوري" أوزغور أوزال، وكل من ساهم في هذه العملية، قائلاً: "نحن عند نقطة تحول في التاريخ، ولكنها نقطة تحول إيجابية".
ردود الفعل السياسية
رحب حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا بدعوة أوجلان لحل حزب العمال الكردستاني وإلقاء السلاح، معتبرًا هذه الدعوة فرصة تاريخية.
وأكد نائب رئيس الحزب، إفكان آلا، أن الحكومة تتوقع من الحزب أن يمتثل لهذه الدعوة.
مبادرة جديدة
جاءت هذه الدعوة في إطار مبادرة أطلقها رئيس حزب "الحركة القومية" التركي، دولت بهشلي، في 22 أكتوبر الماضي، والتي طالبت أوجلان بإصدار أمر لمسلحي الحزب بإلقاء أسلحتهم وإعلان انتهاء الإرهاب في تركيا. وفي هذا السياق، أكد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أنه يراها فرصة تاريخية، لكنه استبعد بشكل قاطع إطلاق سراح أوجلان.
الدعم الدولي
رحب البيت الأبيض بدعوة أوجلان، مشيرًا إلى أنها خطوة إيجابية نحو إحلال السلام في المنطقة. وأكد المتحدث باسم مجلس الأمن القومي، بريان هيوز، أن هذا التطور سيعزز التعاون مع حلفاء الولايات المتحدة في مكافحة تنظيم "داعش" شمال شرق سوريا.
ردود الفعل الكردية
في إقليم كردستان العراق، رحب رئيس الإقليم نيجيرفان بارزاني بالدعوة وأكد استعداد الإقليم لدعم عملية السلام بشكل كامل.
كما رحبت "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) بدعوة أوجلان باعتبارها خطوة إيجابية نحو إنهاء الحرب وبدء عملية سياسية سلمية في تركيا.
وخرجت جموع أكراد تركيا في الولايات الشرقية والجنوبية الشرقية إلى الشوارع فور إعلان دعوة أوجلان ابتهاجاً بها ودعماً لتحقيق السلام والتضامن والديمقراطية.
مراحل رئيسية في الصراع بين تركيا وحزب العمال الكردستاني
شهد الصراع بين تركيا وحزب العمال الكردستاني العديد من التحولات الدراماتيكية، والتي يمكن تلخيصها في خمس محطات رئيسية، وهي الآتية وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»:
تأسيس الحزب والكفاح المسلح (1978-1984): تأسس حزب العمال الكردستاني في عام 1978 على يد عبدالله أوجلان ومجموعة من الطلاب الأكراد. وبدأ الحزب الكفاح المسلح في عام 1984 بعد تدريبات في لبنان وشن الهجمات على المواقع العسكرية التركية.
اعتقال أوجلان (1999): تم القبض على أوجلان في عام 1999 بعد مطاردة دولية، وأُدين بتهم الخيانة وقيادة تمرد مسلح. ومنذ ذلك الحين، يقضي عقوبته في السجن الانفرادي.
هدنة 2013-2015: في 2013، طلب أوجلان من الحزب إلقاء السلاح في إطار محادثات سلام مع الحكومة التركية، ولكن الهدنة انهارت في 2015 بعد تصاعد العنف والهجمات من الجانبين.
الاشتباكات في الجنوب الشرقي (2015-2016): تصاعدت الاشتباكات بين الجيش التركي وحزب العمال في جنوب شرق تركيا، بما في ذلك مدينة ديار بكر، إثر محاولة الانقلاب الفاشلة عام 2016.
صفحة جديدة (2024-2025): في السنوات الأخيرة، ظهرت مبادرات سلام جديدة من قبل حزب الحركة القومية، والتي دفعت نحو دعوة أوجلان الحالية لإلقاء السلاح.
الآفاق المستقبلية للصراع
تعتبر دعوة أوجلان خطوة هامة نحو إعادة توجيه الصراع الكردي التركي نحو مسار سلمي. إلا أن تنفيذ هذه الدعوة قد يواجه تحديات كبيرة، خاصة في ظل تاريخ طويل من العنف والجمود السياسي. مع ذلك، فإن هذه المبادرة تفتح باب الأمل في إحلال السلام، خاصة في ظل الدعم الإقليمي والدولي لجهود التسوية.
من المهم أن تواكب هذه المبادرة الجهود الميدانية السياسية والاقتصادية التي تسهم في بناء الثقة بين الحكومة التركية والأكراد، وتفتح الطريق أمام حل سياسي دائم يضمن الحقوق الثقافية والاجتماعية لجميع الأطراف المعنية.
حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد
وزير الدفاع في حوار مع “العين الإخبارية”: حربٌ لم ينطفئ لهيبها، وهدنٌ مكسورة، وسلامٌ يُغتال قبل أن يولد.. هنا اليمن.. هنا تُسرق أحلام شعب بقبضة مليشيا لا تعرف إلا لغة الدم.. وهنا قوات شرعية تقف كالطود الأشم، وشعبٌ يقس مشاهدة المزيد