شجاعة القلب سلاح أتلتيكو مدريد أمام الريال بدوري أبطال أوروبا

2025-03-12 00:40:54 أخبار اليوم - متابعات

   

ستكون العاصمة الإسبانية على موعد مع مواجهة مفتوحة بين ريال مدريد حامل اللقب، ومضيفه أتلتيكو مدريد، الأربعاء في إياب الدور ثمن النهائي لمسابقة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، مع أفضلية للنادي الملكي تاريخياً وإحصائياً.

ويدخل ريال اللقاء مع أفضلية ضئيلة بعد فوزه ذهاباً على أرضه 2 - 1 الثلاثاء، بفضل هدف للمغربي إبراهيم دياز، لكن خبرته بوصفه متوجاً باللقب 15 مرة قياسية وسجله ضد «لوس روخيبلانكوس» في المسابقة القارية، يمنحانه أفضلية أكثر بكثير من فارق الهدف الواحد.

وتواجه الفريقان 5 مرات في المسابقة القارية وخرج ريال منتصراً في كل منها، آخرها في نصف نهائي موسم 2016 - 2017، وأبرزها في نهائي نسختي 2013 - 2014 و2015 - 2016.

وأقر المدرب الأرجنتيني لأتلتيكو دييغو سيميوني، بأن «التاريخ موجود وتاريخ (ريال) مدريد في دوري أبطال أوروبا مذهل».

وما زالت مرارة خسارة النهائي مرتين أمام النادي الملكي، عالقة في حلق سيميوني وفريقه الذي تقدم عام 2014 بهدف حتى الوقت بدل الضائع قبل أن يسجل سيرخيو راموس التعادل، ليحتكم الفريقان إلى شوطين إضافيين انهار خلالهما فريق المدرب الأرجنتيني وانتهى به الأمر بالخسارة 1 - 4.

وبعدها بعامين، حصل أتلتيكو على فرصة الثأر، لكنه تلعثم في ركلات الترجيح بعدما أهدر خوان فران الخامسة، بينما سجل البرتغالي كريستيانو رونالدو الركلة التي حملت ريال إلى لقب جديد في مسابقته المفضلة.

إضافة إلى هذين النهائيين، خاض أتلتيكو مواجهة اللقب في مناسبة أخرى عام 1974، وكانت الخيبة رفيقة الدرب بالخسارة أمام بايرن ميونيخ الألماني في مباراة معادة بعد التعادل، ما دفع رئيس النادي في حينها فيسنتي كالديرون إلى وصف فريقه بـ«الملعون».

وفي المواجهة الأخيرة بالمسابقة بين الجارين اللدودين، حسم ريال ذهاب نصف النهائي على أرضه بثلاثية نظيفة عام 2017، ثم اعتقد أتلتيكو أنه قادر على قلب الطاولة إياباً حين تقدم 2 - 0 بعد نحو ربع ساعة فقط على البداية، إلا أن الضيوف حافظوا على رباطة جأشهم وقلصوا الفارق عبر إيسكو قبيل نهاية الشوط الأول، موجهين الضربة القاضية لفريق سيميوني.

والآن وبوجود نحو 70 ألف مشجع في المدرجات، سيحاول أتلتيكو الارتقاء إلى مستوى شعاره «الشجاعة والقلب» من أجل محاولة الخروج منتصراً للمرة الأولى في المسابقة على ريال الذي يكفيه تكرار نتيجة المباراتين اللتين جمعتا الفريق هذا الموسم في الدوري (1 - 1 في اللقاءين)، كي يحجز مقعده في ربع النهائي.

وبعد الفوز ذهاباً الثلاثاء الماضي، قال المدرب الإيطالي لريال كارلو أنشيلوتي: «كان الأمر صعباً الليلة، فتخيلوا كيف سيكون الوضع الأربعاء المقبل».

ويعتمد سيميوني في المقام الأول على الجمهور الذي «يدفعنا، ويمنحنا الطاقة... نحن بحاجة إليهم. ما زلنا على قيد الحياة وقد نعيش ليلة جيدة الأربعاء».

ويخوض الفريقان اللقاء في ظروف مختلفة، إذ خرج ريال منتصراً من مباراته في الدوري المحلي ضد رايو فايكانو 2 - 1 بثنائية الفرنسي كيليان مبابي والبرازيلي فينيسيوس جونيور اللذين لم يقدما كثيراً ذهاباً ضد أتلتيكو، بينما خسر الأخير على أرض خيتافي 1 - 2 بعد تلقيه هدفين في الوقت القاتل.

ونتيجة تأجيل مباراة برشلونة مع أوساسونا بسبب وفاة طبيب الفريق الكاتالوني، لحق ريال بغريمه إلى الصدارة، بينما تراجع أتلتيكو إلى المركز الثالث بفارق نقطة.

وبعد فوزه الكاسح ذهاباً 7 - 1 في أكبر نتيجة لأي فريق خارج الديار في الأدوار الإقصائية للمسابقة، سيكون آرسنال الإنجليزي في نزهة الأربعاء أمام ضيفه آيندهوفن الذي بات أول فريق هولندي تهتز شباكه 7 مرات في مباراة قارية.

ويخوض فريق المدرب الإسباني ميكل أرتيتا اللقاء على خلفية تعادل مخيب ضد غريمه الجريح مانشستر يونايتد 1 - 1، ما جعله متخلفاً بفارق 15 نقطة عن ليفربول المتصدر، ووجه بالتالي ضربة شبه قاضية لآماله باللقب الأول منذ 2004.

وسيكون الفريق الإنجليزي الآخر أستون فيلا، الحالم بتكرار إنجاز 1982 حين توج باللقب، في موقف مماثل لآرسنال، إذ يستقبل بروج البلجيكي بأفضلية الفوز ذهاباً 3 - 1، بينما يبدو باب التأهل مفتوحاً بين ليل الفرنسي وضيفه بوروسيا دورتموند الألماني بعد تعادلهما ذهابا 1 - 1.

ومنح هدف كريم أدييمي المبكر دورتموند التقدم على أرضه في ملعب فيستفالن شتاديون، قبل أن يسجل لليل الإيسلندي الشاب هاكون هارالدسون هدفا قد يلعب دورا كبيرا في تأهلهم إلى ربع النهائي على ملعب بيار موروا.

يعيش دورتموند موسما محليا متواضعا، ومع خسارته أخيرا أمام أوغسبورغ المتواضع، تراجع إلى المركز العاشر في ترتيب بوندسليغا بفارق سبع نقاط عن المركز الرابع، آخر المواقع المؤهلة إلى دوري أبطال أوروبا، وعلى بعد أربع نقاط من أي مركز مؤهل إلى البطولات الأوروبية الموسم المقبل.

ظهرت علامات إيجابية بعد تعيين المدرب الكرواتي نيكو كوفاتش أواخر كانون الثاني/يناير بدلا من التركي نوري شاهين المقال من منصبه، فقاده إلى إقصاء سبورتينغ البرتغالي في الملحق المؤهل إلى ثمن النهائي.

لكنه خسر ثلاثا من مبارياته الخمس الأخيرة في الدوري الألماني، وكان السقوط نهاية الأسبوع الماضي أمام أوغسبورغ عكس التحضير المثالي لمواجهة هامة في دوري الأبطال.

في المقابل، هزم ليل ريال مدريد الإسباني حامل اللقب، وسجل نصف دزينة من الأهداف في مرمى فينورد الهولندي، ليتخطى التوقعات في دور المجموعة الموحدة من النظام الجديد للبطولة.

يحلم الفريق الفرنسي في بلوغ ربع نهائي دوري أبطال أوروبا للمرة الأولى في تاريخه.

البحث عن الإيجابيات

وبالنسبة لدورتموند الذي أحرز اللقب في 1997 وحل وصيفا في 2013 و2024، سيكون الخروج من هذا الدور من المسابقة القارية الأهم، بمثابة التراجع، بعد بلوغ المباراة النهائية الموسم الماضي حيث خسر أمام ريال مدريد على ملعب ويمبلي.

قال كوفاتش بعد الخسارة أمام أوغسبورغ "لا أريد أن أرسم صورة قاتمة بسبب هذه المباراة".

تابع "لعبنا جيدا في آخر مبارتين من الدوري وفي الشوط الأول أمام ليل، لذا يحدوني الأمل".

أضاف لاعب الوسط السابق الذي يعود إلى الملاعب الفرنسية للمرة الأولى بعد إقالته من مقعد تدريب نادي موناكو مطلع 2022 "يتعين على المدرب العثور على الإيجابيات، حتى في الخسارة".

دورتموند الذي تغلب على باريس سان جرمان 1-0 في نصف النهائي في آخر زيارة له لفرنسا الموسم الماضي، يغيب عنه ظهيره السويدي دانيال سفنسون بعد إصابته في مباراة الذهاب.

يعول على هدافه الغيني سيرهو غيراسي، صاحب عشرة أهداف هذا الموسم في المسابقة والذي سيتواجه مجددا مع الفريق الذي حمل ألوانه في البطولة خلال موسم 2015-2016.

قال مهاجم ليل الإيسلندي الدولي هارالدسون بعد مباراة الذهاب "أشعر بأننا نملك الأفضلية الآن".

خسر ليل مرتين فقط في 20 مباراة أمام جماهيره هذا الموسم، من دون خروجه بركلات الترجيح في مسابقة الكأس أمام دنكيرك من الدرجة الثانية.

ويمكن أن تحسم هذه المواجهة أيضا بركلات الترجيح بحال انتهاء وقتيها الأصلي والإضافي بالتعادل بأية نتيجة كانت، علما أن ليل أقصي أيضا بركلات الترجيح الموسم الماضي في ربع نهائي مسابقة كونفرنس ليغ، الثالثة من حيث الأهمية قاريا، أمام أستون فيلا الإنكليزي.

انتهت آخر مشاركتين لليل في هذا الدور من دوري الأبطال بالخسارة، أمام مانشستر يونايتد الإنكليزي في 2007 ومواطن الأخير تشلسي في 2022.

وبصرف النظر عن هوية الفريق المتأهل الأربعاء، تنتظره موقعة صعبة جدا أمام الفائز بين برشلونة الإسباني وبنفيكا البرتغالي (1-0).

 

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
استعدادات الحكومة للحسم العسكري: وزير الدفاع يكشف خطط المواجهة مع الحوثيين

وزير الدفاع في حوار مع “العين الإخبارية”: حربٌ لم ينطفئ لهيبها، وهدنٌ مكسورة، وسلامٌ يُغتال قبل أن يولد.. هنا اليمن.. هنا تُسرق أحلام شعب بقبضة مليشيا لا تعرف إلا لغة الدم.. وهنا قوات شرعية تقف كالطود الأشم، وشعبٌ يقس مشاهدة المزيد