2025-04-24
صواريخ الحوثيين المضطربة تتهاوى فوق منازل اليمنيين تحت غطاء الغارات الأمريكية
في ليلة حالكة السواد، هزت انفجارات عنيفة العاصمة المختطفة صنعاء، إيذانًا بفصل جديد من الصراع الدامي الذي يمزق البلاد. غارات جوية مكثفة استهدفت مواقع ميليشيا الحوثي الإرهابية شمال العاصمة، مما أثار تساؤلات حول طبيعة الأهداف وهوية المنفذ ومآلات هذا التصعيد الخطير. وفي خضم هذه الأحداث المتسارعة، يلوح شبح الحرب الشاملة في الأفق، مهددًا بتقويض فرص السلام الهشة وإغراق المنطقة في دوامة من العنف والفوضى.
الجيش الوطني.. لماذا لا يُسمح له باستعادة صنعاء؟
وسط دوي الانفجارات التي هزت أرجاء العاصمة المختطفة صنعاء، يتردد في أذهان اليمنيين سؤال ملح: لماذا لا يتم دعم الجيش الوطني لاستعادة العاصمة وإنهاء هذا الكابوس الذي طال أمده؟ ولماذا يواصل المجتمع الدولي صمته حيال جرائم ميليشيا الحوثي الإرهابية، التي لا تهدد اليمن وحده، بل تضرب استقرار المنطقة برمتها وتمس أمن الملاحة الدولية في أهم ممراتها الحيوية؟
تساؤلات مشروعة تتزايد مع كل يوم جديد، فيما يدفع الشعب اليمني ثمنًا باهظًا لصراعات لا يد له فيها، ويواجه وضعًا إنسانيًا مأساويًا يزداد سوءًا مع تعنت المليشيا واستمرار حالة الجمود الدولي، وسط مخاوف حقيقية من انهيار شامل للدولة والمجتمع.
يرى كثير من المراقبين أن هذا الجمود ليس سوى انعكاس لحسابات دولية معقدة، حيث تغلّب بعض القوى مصالحها الاستراتيجية في الحفاظ على توازن هش يضمن أمن الملاحة في البحر الأحمر، على حساب طموحات اليمنيين في استعادة دولتهم وبسط سلطة الشرعية على كامل التراب الوطني. بينما يعتقد آخرون أن هناك أسبابًا خفية تحول دون الحسم العسكري، رغم إدراك الجميع أن بقاء مليشيا الحوثي الإرهابية مسيطرة على صنعاء يفاقم من تعقيد المشهد السياسي والعسكري، ويفتح المجال لمزيد من الفوضى وعدم الاستقرار.
وفي الوقت الذي تتوالى فيه الهجمات الجوية على مواقع المليشيا، يظل السؤال قائمًا: لماذا لا يتم تمكين الجيش اليمني من دخول صنعاء وإنهاء التهديدات الحوثية للملاحة الدولية ولأمن المنطقة؟ ولماذا لا تبادر القوى الدولية إلى دعم الحكومة الشرعية في معركتها المصيرية لاستعادة العاصمة؟
أسئلة يطرحها اليمنيون، وهم يدركون أن الحل يكمن في استعادة الدولة وفرض النظام، وليس في إدارة الأزمة وفق حسابات المصالح الدولية.
الغارات الأمريكية.. البداية فقط
بحسب مصادر محلية، شهدت العاصمة صنعاء مساء السبت ثلاث غارات جوية استهدفت مواقع استراتيجية لميليشيا الحوثي الإرهابية في حي الجراف ومحيط مطار صنعاء الدولي. كما طالت الغارات الأمريكية مواقع شمال محافظة صعدة، معقل المليشيا، إلى جانب ضربات جوية على أطراف مدينة ذمار ومديرية عنس، بحسب إعلام الميليشيا.
القيادة المركزية الأمريكية (سنتكوم) أكدت في بيان لها أن العمليات شملت "سلسلة من الضربات الدقيقة ضد أهداف تابعة لميليشيا الحوثي الإرهابية، بهدف الدفاع عن المصالح الأمريكية، وردع تهديداتهم، واستعادة حرية الملاحة".
كما أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية شن هجمات جوية على مواقع لمليشيا الحوثي في صنعاء. وذكر مسؤول أمريكي أن واشنطن نفذت هجمات على عدة أهداف لمليشيا الحوثي في اليمن. وأوضح المسؤول الأمريكي أن الرئيس ترامب أمر بتنفيذ الغارات، مشيرًا إلى أن القصف على اليمن اليوم "أهم عمل عسكري في ولاية ترامب الجديدة.
من جهته، أعلن الرئيس ترامب بمواصلة الضربات، واصفًا إياها بأنها "بداية لحملة عسكرية حاسمة وقوية ضد مليشيا الحوثي"، وتوعدهم برد قاس.
وتوقع محلل عسكري يمني استمرار العمليات العسكرية الأمريكية ضد مليشيا الحوثي دون اللجوء إلى الغزو البري.
الميليشيا تتباكى.. وتتوعد
ميليشيا الحوثي أعلنت سقوط قتلى وجرحى في صفوف المدنيين جراء الغارات، دون تقديم تفاصيل دقيقة.
القيادي الحوثي محمد البخيتي برر هجمات جماعته في البحر الأحمر بأنها تستهدف فقط "الكيان الصهيوني"، واعتبر أن ما وصفه بـ"العدوان الأمريكي" على اليمن "غير مبرر".
وفيما تتحدث الميليشيا عن ضحايا مدنيين، تواصل توظيف ذلك إعلاميًا لمحاولة كسب التعاطف، رغم تورطها المباشر في تهديد الملاحة الدولية، واستهداف السفن التجارية في البحر الأحمر.
المصالح الدولية.. لعبة التوازنات
اللافت، أن المجتمع الدولي يتدخل لحماية خطوط الملاحة فقط، بينما يغض الطرف عن استمرار سيطرة ميليشيا الحوثي على صنعاء، وما تمثله من تهديد للأمن الإقليمي.
يرى مراقبون أن بعض القوى الدولية لا ترغب في حسم عسكري ينهي وجود مليشيا الحوثي في صنعاء، خوفًا من حدوث فراغ أمني قد تستغله التنظيمات الإرهابية كداعش والقاعدة، وهو ما يزيد المشهد اليمني تعقيدًا.
وفي المقابل، يطالب اليمنيون بدعم حقيقي للحكومة الشرعية، لتمكينها من استعادة العاصمة وإنهاء الانقلاب الحوثي، باعتباره المدخل الوحيد لاستقرار اليمن.
رؤية اليمنيين.. الحسم هو الحل
يتفق غالبية اليمنيين على أن إنهاء سيطرة ميليشيا الحوثي الإرهابية على صنعاء هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام والاستقرار.
غير أن غياب الإرادة الدولية لدعم الحكومة الشرعية، والاكتفاء بعمليات محدودة تستهدف قدرات مليشيا الحوثي الإرهابية العسكرية دون إنهاء وجودهم في صنعاء، يبقي الأزمة تراوح مكانها.
اليمنيون يرون أن المجتمع الدولي يتعامل مع الحرب في اليمن من منظور مصالحه الخاصة، متجاهلًا معاناة الشعب اليمني اليومية تحت قبضة الميليشيا.
الوضع الراهن.. غارات بلا حسم
تستمر الغارات الجوية الأمريكية على مواقع ميليشيا الحوثي، في محاولة لردعهم عن تهديد الملاحة، بينما لا توجد حتى الآن مؤشرات على دعم دولي لعملية عسكرية واسعة تنهي وجود مليشيا الحوثي في صنعاء.
أما الحل السياسي، فلا يزال متعثرًا في ظل تعنت مليشيا الحوثي الإرهابية، وغياب ضغط دولي حقيقي يجبرهم على الانخراط في مفاوضات جدية.
اليمن.. بين مطرقة الحرب وسندان التدخلات
يبقى مصير اليمن معلقًا بين صراع داخلي دموي، وتدخلات خارجية تحكمها حسابات المصالح الدولية، وليس مصلحة اليمنيين.
وفي ظل هذا المشهد، يتصاعد القلق من انهيار مؤسسات الدولة، وسط دعوات متكررة للمجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته، ودعم حل شامل ينهي الصراع، ويعيد لليمنيين دولتهم، ويحقق لهم السلام والاستقرار المستدام.
هنا المجتمع الدولي مدعو إلى تحمل مسؤولياته والعمل على إيجاد حل شامل للأزمة اليمنية، يضمن إنهاء الصراع وتحقيق السلام المستدام.
حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد
وزير الدفاع في حوار مع “العين الإخبارية”: حربٌ لم ينطفئ لهيبها، وهدنٌ مكسورة، وسلامٌ يُغتال قبل أن يولد.. هنا اليمن.. هنا تُسرق أحلام شعب بقبضة مليشيا لا تعرف إلا لغة الدم.. وهنا قوات شرعية تقف كالطود الأشم، وشعبٌ يقس مشاهدة المزيد