من ثمار آية الحمد في القرآن

2025-03-20 01:09:40 أخبار اليوم - متابعات

   

القرآن الكريم هو كلام الله سبحانه وتعالى، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، جعله نورًا وهداية لخلقه. وفيه من الثمار المغذية للروح الشيء الكثير، كالطمأنينة، والراحة النفسية والجسدية، ومن أبرز هذه الثمار كلمة "الحمد"، التي بدأت بها سورة الفاتحة، حيث يقول الله تعالى: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الفاتحة: ٢].

معنى الحمد وأثره على النفس

الحمد هو الثناء الكامل على الله، كما يذكر ابن عطية في تفسيره: "الحمد معناه الثناء الكامل، والألف واللام فيه لاستغراق الجنس من المحامد، وهو أعم من الشكر". وعندما ينطق العبد بكلمة الحمد بإخلاص، يشعر بالأمان والراحة النفسية، لأنها تعبر عن شكر لله على نعمه التي لا تُعد ولا تُحصى.

الحمد في القرآن الكريم

القرآن الكريم يذكر الحمد في مواضع عدة، فقد أخبر عن أهل الجنة حين دخولهم، بأنهم يقولون: {الْـحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْـحَزَنَ إنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ} [فاطر: 34]، وكذلك في قوله: {وَقَالُوا الْـحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْـجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ} [الزمر: 74]. في هذه المواضع، نجد أن الحمد هو أبلغ تعبير عن الثناء والشكر لله في أعظم مقام.

الحمد في الصلاة

الله تعالى أوجب على العبد أن ينطق بالحمد في بداية كل صلاة، فتصبح الصلاة غير مقبولة بدونها. وفي الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن العبد عندما يقول في صلاته "الحمد لله رب العالمين"، يقول الله عز وجل: "حمدني عبدي". وقد ورد في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الحمد لله تملأ الميزان، وسبحان الله والحمد لله تملآن - أو تملأ - ما بين السماوات والأرض"، كما رواه البخاري، مما يدل على عظمة كلمة الحمد وفضلها العظيم في ميزان الأعمال.

الحمد وتأكيد الإيمان بالله

إضافة كلمة "رب العالمين" إلى الحمد، كما في سورة الفاتحة، تعزز شعور العبد بالأمان، حيث يشعر بأن الله تعالى هو المهيمن والمُدبر لكل شيء في الكون. فالله هو الذي يُخضع له العالمين، ويعلم السر والجهر، ويهدي من يشاء. هذا الشعور بالربوبية يُغذي الإيمان في قلب المؤمن ويمنحه سكينة وراحة.

الحمد في مواجهة التحديات

عندما يواجه المسلم صعوبة أو شدة في حياته، فإن كلمة الحمد تكون له طمأنينة وأملًا. فعندما يشعر بالظلم أو يواجه مشقة، حمد الله فزرع الأمل في قلبه واحتسب الأجر. وهو بذلك يثبت إيمانه، ويعيش في سلام مع نفسه ومع الكون من حوله، مستشعرًا أن ما أصابه هو اختبار من الله، وأنه سيجني ثمار هذا الصبر في الآخرة.

الحمد في حال السراء والضراء

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "عجبًا لأمر المؤمن، إن أمره كله خير، وليس ذاك إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر، فكان خيرًا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرًا له"، رواه مسلم. هذه الكلمة العظيمة تمنح المؤمن سكينة وحكمة، وتجعل حياته مليئة بالشكر في السراء والصبر في الضراء.

الحمد هو من أعظم الكلمات التي شرعها الله للعباد، وقد جعلها من أسس الإيمان وأساسًا للشكر والرضا. من خلال هذه الكلمة، يشعر المؤمن بالراحة النفسية، ويُعزز إيمانه ويقينه بأن كل ما يحدث له هو بتقدير الله الحكيم. لذا، يجب على المسلم أن يردد الحمد في كل لحظة من حياته ليشعر بالأمان ويدرك أن الله هو مخلصه ومعينه في جميع شؤون حياته.

        

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
استعدادات الحكومة للحسم العسكري: وزير الدفاع يكشف خطط المواجهة مع الحوثيين

وزير الدفاع في حوار مع “العين الإخبارية”: حربٌ لم ينطفئ لهيبها، وهدنٌ مكسورة، وسلامٌ يُغتال قبل أن يولد.. هنا اليمن.. هنا تُسرق أحلام شعب بقبضة مليشيا لا تعرف إلا لغة الدم.. وهنا قوات شرعية تقف كالطود الأشم، وشعبٌ يقس مشاهدة المزيد