2025-04-15
لماذا ربط ترامب الصومال في حديثه عن الحوثيين؟
توقعت مجلة فورين بوليسي، استمرار الحملة الأميركية ضد مليشيا الحوثي الإرهابية لعدة أسابيع، معتبرة قرار استهداف القيادة السياسية إلى جانب الأصول العسكرية يشير إلى رغبة في تفكيك الهيكل التنظيمي للحوثيين، وليس فقط إضعاف التهديد العسكري المُباشر الذي يُشكلونه.
وقالت المجلة في تقرير لها، إنه "في حين تآكلت القوة القتالية والترسانة العسكرية لوكلاء إيران الآخرين في ما يسمى بمحور المقاومة، بشكل كبير منذ الهجوم على الاحتلال الإسرائيلي في 7 أكتوبر 2023، فقد نجت مليشيا الحوثي دون أن يلحق بها أذى نسبيًا".
وأضاف التقرير أنه منذ الإعلان عن وقف إطلاق النار واتفاق الرهائن بين إسرائيل وحماس في يناير، كان مليشيا الحوثي على أهبة الاستعداد كمنفذين فعليين للاتفاقية، محتفظين بنفوذ استئناف العنف في الوقت الذي يختارونه. يبدو أن توازن القوة غير المتكافئ هذا هو ما تستهدفه الولايات المتحدة في سلسلة من الغارات الجوية المكثفة التي قد تمتد إلى الأسابيع المقبلة.
وتابع: "يُمثل التحول في السياسة الأمريكية في عهد إدارة ترامب، من الضربات المُستهدفة إلى حملة أوسع وأكثر عدوانية، تصعيدًا ملحوظًا. إذ يعكس هذا التغيير موقفًا مُتشددًا ضد مليشيا الحوثي، يتجاوز الاحتواء إلى التعطيل النشط لقدراتهم".
وأكد التقرير، أن قرار استهداف القيادة السياسية إلى جانب الأصول العسكرية يشير إلى رغبة في تفكيك الهيكل التنظيمي لمليشيا الحوثي، وليس فقط إضعاف التهديد العسكري المُباشر الذي يُشكلونه.
ما الذي تستطيع الضربات الأميركية أن تحققه؟
بشنها هذه الضربات، تدعم الولايات المتحدة مصالح حلفائها الإقليميين الذين يواجهون صعوبات ناجمة عن استمرار مليشيا الحوثي في سياساتهم المسلحة وتحريضهم على الحرب في اليمن وعبر حدودها، وفق التقرير.
وقد كانت مصر الأكثر تضررًا من الاضطرابات الحوثية في البحر الأحمر، حيث خسرت ما يصل إلى 7 مليارات دولار من عائداتها عبر قناة السويس مع تجنب السفن هجمات مليشيا الحوثي في عام 2024.
وللإمارات العربية المتحدة مصالح عسكرية وتجارية واقتصادية في منطقة البحر الأحمر. أما المملكة العربية السعودية، فقد علقت في عملية دبلوماسية متعثرة منذ سنوات دون أي نهاية في الأفق.
خلال المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار في غزة، التزم مليشيا الحوثي بوعدهم بعدم مهاجمة السفن التي ترفع العلم الإسرائيلي أو أي سفن تجارية أخرى في البحر الأحمر.
لكن انهيار اتفاق وقف إطلاق النار يُعيد حشد مليشيا الحوثي لاستهداف الكيان الإسرائيلي مباشرةً، وهو ما فعلوه سابقًا عبر الطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية، رغم اعتراض معظمها.
ووفق التقرير، "ستحاول الضربات الأمريكية، التي تهدف إلى شلّ قدرات كبار قادة المليشيا وتدمير بنيتها التحتية العسكرية، ومنع مليشيا الحوثي من اتخاذ إجراءات انتقامية".
ثانيًا، أدى تحويل اهتمام مليشيا الحوثي عن النشاط الحركي في المياه الساحلية إلى تمكين المليشيا من تهديد خصومهم السياسيين في المجلس الرئاسي اليمني".
وقالت المجلة إن احتمال سيطرة مليشيا الحوثي على اليمن يشكل خطرًا على مصالح الولايات المتحدة وحلفائها في الشرق الأوسط، إذ سيمنح إيران إمكانية الوصول إلى المنطقة الساحلية المرغوبة في البلاد، وميناء الحديدة الاستراتيجي، وحدودها مع المملكة العربية السعودية، مما قد يجعل اليمن منصة انطلاق لزعزعة الاستقرار الإقليمي.
هل يكون الحوثيون هم حزب الله القادم؟
تقول مجلة فورين بوليسي، إن "العامل المُعقّد هو أن مليشيا الحوثي ليسوا مجرد جماعة بلطجية أو جيش مُتفرّق من قطاع الطرق. فهم، كحركة حكم متمردة، يُسيطرون على اقتصاد حرب يُتيح لهم الاستفادة من التهريب غير المشروع للسلع، من الوقود إلى السجائر، بينما يُحصّلون عائدات الضرائب ورسوم الطوابع ككيانٍ أشبه بالدولة بحكم الأمر الواقع في صنعاء وشمال اليمن، حيث يُدّعون السلطة السياسية".
وأضافت "قد تُضعف حملة عسكرية أمريكية مُستمرة قبضة مليشيا الحوثي على موانئ اليمن وشبكات التهريب التي تُمكّنهم من الاتجار بالسلع غير المشروعة، وشراء المُكوّنات ذات الاستخدام المزدوج، وضمان صمودهم".
وفي السنوات الأخيرة، عُرف عن مسؤولين رفيعي المستوى في حزب الله والحرس الثوري الإسلامي الإيراني دعمهم لمليشيا الحوثي بالتدريب الفني وتبادل المعلومات الاستخباراتية.
وبعد الإطاحة بنظام بشار الأسد في سوريا في ديسمبر/كانون الأول، رصد بحثنا تزايدًا في انتقال قادة ومقاتلي حزب الله السابقين المتمركزين في لبنان وسوريا، بالإضافة إلى الميليشيات الشيعية من العراق، إلى المناطق التي تسيطر عليها مليشيا الحوثي في اليمن.
في تقييمنا- تقول المجلة- فإن النشاط عبر الحدود عبر محور لبنان وسوريا والعراق باتجاه اليمن هو جزء من اتجاه إعادة التعبئة وإعادة التنظيم مع تخفيض مستوى حزب الله وحماس استراتيجيًا.
وأكدت أن للحوثيين وجود في العراق ، مع مكتب في بغداد ومكاتب أصغر في كركوك وجنوب العراق. وفي حين يصعب تأكيد ذلك، فقد أخبرتنا بعض المصادر السرية داخل العراق أن مقاتلي الحوثي يستخدمون معسكر تدريب في بلدة الخالص، ديالى في منطقة تسيطر عليها كتائب حزب الله.
وأضافت" تشير مقابلاتنا إلى أن بعض الأفراد العسكريين داخل الحشد الشعبي، أو قوات التعبئة الشعبية (الهيكل شبه العسكري الشيعي المدعوم من إيران)، قد تم نشرهم على مدى الأشهر الثلاثة إلى الأربعة الماضية في اليمن لتدريب المقاتلين المحليين على تقنيات القتال الناشئة ونشر الطائرات بدون طيار المسلحة وهجمات العبوات الناسفة المرتجلة".
وقالت المجلة، إن التلقيح المتبادل لمجموعات المحاور يحسن القدرات العسكرية لمليشيا الحوثي وتكتيكاتهم العملياتية وقد مكنهم من الاستمرار في استغلال تهديد موثوق ضد ممرات الشحن البحري.
بدأ ميزان القوى في المحور الإيراني يميل لصالح الحوثيين في اليمن، الذين برزوا كأكثر الجماعات المسلحة غير الحكومية تسليحًا وتمويلًا، متحالفةً مع إيران في المشهد الأمني الجديد عقب تراجع قدرات حزب الله الدفاعية والهجومية.
وبعيدًا عن النفوذ الإيراني المباشر، انخرط مليشيا الحوثي أيضًا في أنشطة انتهازية مع حركة الشباب، الفرع الصومالي لتنظيم القاعدة، وتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية. إن وقوع الضربات الأمريكية الآن، وبهذه الشدة، دليلٌ على هذا التضافر بين الجهات المسلحة في جميع أنحاء المنطقة.
التراجع، التعافي، أو الحل؟
بينما تراجع حزب الله لإعادة بناء قدراته العسكرية، أبدى الحوثيون عزمهم على التصعيد، فأصدروا إنذارات نهائية لإسرائيل، وتصرفوا بوقاحة لتعزيز قبضتهم على السلطة في الداخل. يرى الحوثيون أنفسهم يلعبون الدور الذي لعبه حزب الله سابقًا.
في الوقت نفسه، عزز الحوثيون وجودهم في العراق، حيث انضم أعضاؤهم إلى الميليشيات الشيعية العراقية. كما نقل الحوثيون بعض عملياتهم من اليمن إلى العراق، وأنشأوا، وارتبطوا بشركات وهمية قائمة، للاستفادة من النظام المالي العراقي الذي يعمل بأمر المصالح الإيرانية. ساعدت إيران مليشيا الحوثي في نشر الطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية.
وتعتبر طهران المليشيا حليفًا قيّمًا، ولن تتردد في توجيه جهود الحرس الثوري الإيراني لتعزيز قدرات الحوثيين، حتى في ظل الضغوط الداخلية التي تتعرض لها إيران بعد إنفاق مليارات الدولارات لدعم حزب الله وحماس ونظام الأسد.
وعلى المدى القصير، تكتسب مليشيا الحوثي بعض الاعتراف، ويمكنهم الصمود إذا لم يواجهوا ضغطًا عسكريًا قويًا، وهو أمر قابل للتغيير في ظل إدارة ترامب.
ليس من الواضح إلى أي مدى ترغب إدارة ترامب في المضي قدمًا في حملتها العسكرية الحالية. فبينما تُركز هجمات مليشيا الحوثي على الطرق البحرية، فإن المشكلة في جوهرها مشكلة برية. إذ أن سيطرة الحوثيين على طول الساحل الغربي لليمن هي ما يجعل هجماتهم أكثر حسمًا وتدميرًا.
ويتفق معظم المراقبين على أن شن عملية برية من قِبل القوات الأمريكية أمرٌ مستبعد للغاية، مما يعني وجود قيود واضحة على ما يمكن للولايات المتحدة تحقيقه بالوسائل العسكرية وحدها. إن سيطرة مليشيا الحوثي على جزء كبير من اليمن وتضاريسه الجبلية تجعلهم قادرين على استيعاب أي حملة جوية.
ومع ذلك، إذا استمرت هذه الهجمات بنفس الوتيرة لفترة طويلة، فإن هذا سيحفز خصوم مليشيا الحوثي على البدء في الاستفادة من خسائرهم وعدم قدرتهم على نقل قواتهم بحرية بين خطوط المواجهة المختلفة، وفق المجلة.
وأشارت إلى أن الصراع في اليمن في حالة جمود، لكن الحوثيين لم يوقعوا أي اتفاق مع منافسيهم المحليين. كما ظهرت مظالم محلية في العامين الماضيين، والتي تمكن مليشيا الحوثي من قمعها بقوة شديدة، موضحة أن الضغط الاقتصادي الذي تواجهه مليشيا الحوثي سيجعل من الصعب حشد المقاتلين وتمويل جولة جديدة من الصراع.
واختتم المجلة تقريرها بالقول، "يدرك الحوثيون أنهم في وضع غير مؤاتٍ حاليًا لكنهم يعتمدون على فقدان الولايات المتحدة اهتمامها على مدار حملة عسكرية مطولة. بعبارة أخرى، فإن قيود أمريكا نفسها هي ما سيعتمد عليه الحوثيون لتجنب انهيار مماثل لنظام الأسد وحزب الله".
حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد
وزير الدفاع في حوار مع “العين الإخبارية”: حربٌ لم ينطفئ لهيبها، وهدنٌ مكسورة، وسلامٌ يُغتال قبل أن يولد.. هنا اليمن.. هنا تُسرق أحلام شعب بقبضة مليشيا لا تعرف إلا لغة الدم.. وهنا قوات شرعية تقف كالطود الأشم، وشعبٌ يقس مشاهدة المزيد