2025-04-15
لماذا ربط ترامب الصومال في حديثه عن الحوثيين؟
تكشف المواقع التي أعلنت مليشيا الحوثي الإرهابية، ذراع إيران في اليمن، إسقاط طائرات استطلاع أميركية فيها، عن خريطة انتشار قدراتها الدفاعية واستراتيجية تموضعها في عدد من المحافظات اليمنية.
منذ أكتوبر 2017، ادعت المليشيا أنها أسقطت 22 طائرة أميركية بدون طيار من طراز "إم كيو – MQ"، أغلبها من نوع "ريبر MQ-9"، وهي طائرات استطلاع وهجوم متطورة، وتزعم المليشيا في كل مرة أن عمليات الإسقاط تمت باستخدام صواريخ أرض-جو "محلية الصنع".
آخر هذه الإعلانات جاء في 9 الأربعاء أبريل 2025، حيث أعلنت المليشيا إسقاط طائرة استطلاع أميركية من طراز "إم كيو-9" فوق أجواء محافظة الجوف.
وزعمت الحوثية في الثالث من أبريل، أنها أسقطت طائرة أخرى من هذا الطراز في أجواء محافظة الحديدة شمالي غرب "بصاروخ أرض جو محلي الصنع".
هذا الإعلان جاء بعد ثلاثة أيام من إعلان المليشيا إسقاط نسخة أخرى من ذات الطائرة (فجر يوم 31 مارس) قالت إن العملية تمت "بصاروخ مناسب، محلي الصنع" وادعت أنها سقطت فوق أجواء محافظة مأرب، لكن معلومات ومصادر أكدت أن حطام الطائرة سقط قرب منطقة "السيل" جنوبي شرق مديرية الحزم بمحافظة الجوف، وهي منطقة محاذية لمديرية مجزر، شمالي غرب مأرب. وفقا لموقع "ديفانس لاين".
وقد أعلنت المليشيا في الخامس من أبريل إسقاط طائرة استطلاع أخرى فوق أجواء محافظة صعدة قالت إنها من نوع (جاينت شارك Giant Shark F360) كانت تعمل لصالح أمريكا وإسرائيل.
ويرى خبراء ومحللون بأن إسقاط الحوثية تلك الطائرات المتطورة يعكس حجم القدرات والتقنيات التي حصلت عليها مليشيا الحوثي الإرهابية مع استمرار تدفق الأسلحة والدعم من إيران واتجاه الحرس الثوري وفيلق القدس لتطوير مراكز للتصنيع الحربي لدى المليشيا، التي تمكنت أيضاً من الحصول على بعض التقنيات والقطع الحساسة ودعم معلوماتي من بعض حلفاء طهران.
وبالنظر إلى توزيع مناطق إسقاط تلك الطائرات جغرافيا، تتصدر محافظة صعدة، معقل تمركز مليشيا الحوثي عسكريا وفكريا، في شمالي اليمن، المحافظات التي أعلنت فيها عمليات الإسقاط، ومثلها محافظة مأرب شرقا، ثم الحديدة غربا. حيث ادعت المليشيا إسقاط 4 طائرات في صعدة، و6 في مأرب و5 في الحديدة، إضافة إلى ثلاث طائرات في الجوف، وطائرتين في البيضاء، شرق، ومثلها في ذمار، وسط، وطائرة في العاصمة المختطفة صنعاء.
ويلاحظ أن حوادث الإسقاط التي تمت في صعدة بدأت منذ مطلع العام 2024 بعد تمكن المليشيا من نقل أصول وذخائر حربية استراتيجية إلى مركز عملياتها في المحافظة.
كما أن معظم إعلانات الإسقاط جاءت بعد مطلع العام 2024، وأكثر من نصف تلك الحوادث تمت خلال العام الماضي.
وتشير المعطيات إلى أن مناطق سقوط هذه الطائرات تتركز قرب نقاط تموضع الدفاعات الجوية ومراكز الرصد التي عملت مليشيا الحوثي الإرهابية على إنشائها وتحصينها في مواقع ومخابئ جبلية شديدة التحصين، توفر لها غطاء طبيعيا يصعب اختراقه، ووفق نطاق ومجال انتشار بصورة تضمن تغطية جميع اتجاهات الجغرافيا والمجالات الحيوية، برا وبحرا وجوا.
فمحافظة صعدة، هي معقل تمركز الحوثية استراتيجيا، وهي منطقة التمركز الرئيسية، وإلى جانب قربها من الحدود مع السعودية، فقد طورت مليشيا الحوثي مخابئ وقواعد عسكرية رئيسية محصنة في الجبال ومؤمنة تحت الأرض، تتركز فيها مخازن الأصول الحربية والتقنيات المتطورة ومراكز القيادة والسيطرة والاتصالات وورش التجميع والتصنيع، إضافة إلى سلاسل الجبال المرتفعة والمنيعة التي تمتد وسط صعدة وصولا إلى مناطق حجة غربا باتجاه شمالي البحر الأحمر، ومناطق الجوف جنوبي شرق، وعمران جنوبا. الأمر الذي يساعد مليشيا الحوثي في نشر أنظمة استطلاع ومراقبة ومحطات اتصالات ورادارات ومنصات ذخائر الدفاع الجوي تمكنها من تغطية أكبر نطاقات والوصول إلى مديات كبيرة.
وقد استطاعت مليشيا الحوثي الإرهابية منذ عقدين تطوير قدراتها وبنيتها العسكرية وبناء مخابئ وقواعد ومنصات آمنة تستطيع منها إطلاق الصواريخ الباليستية والمجنحة والطائرات غير المأهولة.
مجهود المليشيا امتد أيضا إلى مأرب والجوف، حيث أنشأت مراكز استطلاع متطورة في السلاسل الجبلية الواقعة غرب مأرب، والمطلة على الصحراء من الجهة الشرقية، وتمتد من جبال هيلان وصولاً إلى المرتفعات الشرقية لصنعاء. ويمنح هذا التمركز مليشيا الحوثي مجالاً حيويًا واسعًا باتجاه الشرق، يشمل شبوة وحضرموت وصولاً إلى المهرة، وهي مناطق غنية بالنفط والغاز، وتُعد مسارات تقليدية لخطوط التهريب. وقد جاء هذا التوسع عقب التقدم الميداني الذي أحرزته الجماعة مطلع عام 2020 في مواجهاتها مع القوات الحكومية، ما أتاح لها استعادة السيطرة على مناطق استراتيجية في الجوف ومأرب والبيضاء.
مصادر ومعلومات 'ديفانس لاين' تشير إلى تمكن مليشيا الحوثي الإرهابية من تأمين حظائر محصنة للصواريخ والطائرات غير المأهولة بعيدة المدى، وتأمين تموضع مرابض ومنصات إطلاق، ثابتة ومُتنقلة، في المناطق الجبلية الممتدة من المرتفعات الشرقية لصنعاء وشمالي غرب مأرب وصولا إلى مناطق الجوف المتصلة بمناطق صعدة شمالا ومحافظة عمران غربا.
الأمر الذي وفر لمليشيا الحوثي منطقة تمركز عسكريا وامتداد حيوي وعملياتي وخطوط إمداد لوجستية مترابطة، ومنحها جغرافيا مواتية للمناورة بالقوات والمعدات والأسلحة.
وقد تسارعت جهود مليشيا الحوثي في التموضع في تلك الجغرافيا المتنوعة وتطوير بنى عسكرية منذ ما بعد سريان الهدنة الأممية الهشة مطلع أبريل 2022م، حين قامت المليشيا بنشر أسلحة متطورة وأنظمة توجيه وتحريك ذخائر دفاع جوي وإطلاق صواريخ أرض- أرض وأرض-جو وطائرات مسيرة، باتجاه أهداف داخل اليمن وإلى دول الجوار، ونحو البحر العربي.
الاتجاه الغربي..
الاتجاه الاستراتيجي الثالث لمليشيا الحوثي، هو البحر الأحمر ومضيق باب المندب، أحد أهم الممرات البحرية عالميا، وصولا إلى خليج عدن، وإلى القارة السوداء، أفريقيا على الضفة الغربية للبحر الأحمر، فكان تركيز مليشيا الحوثي على محافظة الحديدة، التي تعتبر رئة المليشيا بموانئها وجغرافيتها الواسعة على ساحل البحر الأحمر، وهي بوابة الاتصال خارجيا ومرفأ تدفق الواردات ووصول النفط والدعم الإيراني وخطوط إمداد السلاح والتقنيات وتهريب المخدرات، وصولا إلى مناطق محافظة حجة شمالا.
مصادر "ديفانس لاين" كانت قد كشفت سابقا عن نشر المليشيا الحوثية المصنفة منظمة إرهابية أسلحة وذخائر جوية وبحرية وأعتدة دفاع جوي بينها صواريخ متطورة في المُرتفعات الجبلية الغربية المطلة على سواحل البحر الأحمر شمالي غرب اليمن.
وقد عمدت مليشيا الحوثي الإرهابية منذ وقت مبكر إلى استغلال المرتفعات الجبلية الغربية والمواقع الحاكمة الممتدة من مناطق غربي تعز وإب وذمار وريمة والمحويت، لتكون مناطق تمركز عسكري رئيسية. فهذه المناطق، التي تطل على البحر الأحمر وصولاً إلى خليج عدن جنوباً، وفرت لمليشيا الحوثي منصات استراتيجية تمكنها من تأمين مجال حيوي ونيراني في الاتجاهات البحرية والجنوبية، كما ساعدتها في تأمين محافظاتها الجنوبية المحررة.
علاوة على ذلك، وجهت المليشيا جهوداً كبيرة نحو تعزيز تموضعها العسكري في المناطق التهامية والجبلية والغربية، حيث طورت منشآت ومقار محصنة لتخزين الأسلحة، وكذلك مقار قيادة ومراكز استطلاع، إضافة إلى بناء أنفاق، وتحصينات، ومخابئ للتجميع، والتصنيع. كما قامت بنشر أنظمة توجيه واستطلاع ورادارات، إلى جانب تجهيزات بحرية من صواريخ مضادة للسفن، وزوارق سطح تقليدية ومسيرة، بالإضافة إلى منصات إطلاق صواريخ بعيدة المدى وطائرات مسيرة وانقضاضية. هذه القدرات مكنت المليشيا من توجيه ضربات مركزة ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، إضافة إلى الإطلاق باتجاه إسرائيل منذ نهاية العام 2023.
تلك المناطق الحيوية، باتجاهاتها الثلاثة شمال، شرق، وغرب، لا تزال مسرحا للهجمات الأمريكية والبريطانية، وكانت أيضا عرضة لهجمات إسرائيلية، منذ 12 يناير 2024.
وقد تصاعدت حوادث إسقاط مليشيا الحوثي طائرات أمريكية منذ ما بعد انخراط المليشيا في عمليات استهداف السفن في البحر الأحمر والبحر العربي وخليج عدن في نوفمبر 2023 تحت لافتة مناصرة غزة وفلسطين، الأمر الذي قاد إلى قيادة أمريكا وبريطانيا عمليات "حارس الازدهار" في البحر الأحمر، أعقبه تدشين هجمات ضد مليشيا الحوثي الإرهابية، وهو ما يفتح الباب أمام احتمالات حصول مليشيا الحوثي على دعم خارجي، قد لا يتوقف فقط عند حيازة الصواريخ والسلاح الجوي المتدفق من إيران.
حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد
وزير الدفاع في حوار مع “العين الإخبارية”: حربٌ لم ينطفئ لهيبها، وهدنٌ مكسورة، وسلامٌ يُغتال قبل أن يولد.. هنا اليمن.. هنا تُسرق أحلام شعب بقبضة مليشيا لا تعرف إلا لغة الدم.. وهنا قوات شرعية تقف كالطود الأشم، وشعبٌ يقس مشاهدة المزيد