في مؤشر جديد على حالة الانفلات الأمني المستشري في مناطق سيطرة ميليشيا الحوثي الإرهابية، شهدت مديرية الحداء بمحافظة ذمار، اشتباكات قبلية عنيفة بين مسلحين من قريتي الأغوال ونهران، أسفرت عن إصابة خمسة أشخاص، أحدهم في حالة حرجة، وسط تدهور أمني متصاعد وغياب تام لأي تدخل من الأجهزة المعطّلة بفعل الميليشيا.

مصادر قبلية أفادت بأن المواجهات اندلعت على خلفية نزاع قديم على أراضٍ متنازع عليها، إلا أن تصاعد التوتر جاء نتيجة مباشرة لتحريض تمارسه ميليشيا الحوثي، التي تُتهم بتغذية النزاعات المحلية لتفكيك النسيج الاجتماعي وضرب القبائل ببعضها، ضمن سياسة "فرق تسد" التي باتت مكشوفة للعيان.

وأكدت المصادر أن قيادات حوثية تقف وراء تأجيج الخلاف، عبر إحياء نزاعات تاريخية تعود جذورها إلى عهد الأئمة، وإعادة رسم الحدود القبلية بطريقة فوضوية تؤجج الخصومات وتوسّع دائرة العنف الأهلي.

وتتزامن هذه الأحداث مع تعطيل ممنهج تقوم به ميليشيا الحوثي للأجهزة الأمنية والقضائية، ما حوّل النزاعات القبلية إلى حروب صغيرة تشتعل في مناطق مختلفة، دون أي تدخل رسمي يوقف نزيف الدم أو يعيد هيبة الدولة.

أبناء عزلة عبيدة والقرى المجاورة وجّهوا نداءات استغاثة عاجلة لإنقاذ المنطقة من الانزلاق نحو مزيد من العنف، مطالبين بتدخل عاجل من الجهات المحلية والوجهاء لإيقاف الاقتتال، وسط حالة من الذعر والخوف تعيشها الأسر القاطنة قرب مناطق الاشتباك.

نُقل المصابون إلى مراكز صحية قريبة لتلقي العلاج، وسط أنباء عن ضعف الخدمات الطبية وصعوبة نقل الحالات الحرجة إلى مراكز متقدمة، ما يضاعف من معاناة السكان الذين يرزحون تحت سلطة ميليشيا حوّلت مناطقهم إلى بؤر للفوضى والاقتتال الأهلي.

يرى مراقبون أن ما يحدث في الحداء ليس سوى نموذج من عشرات الحالات المشابهة في مناطق سيطرة الميليشيا، حيث تعمل على تغذية النزاعات القبلية لفرض سيطرتها بقوة السلاح، بعيدًا عن مؤسسات الدولة والنظام القانوني، ما يهدد بانهيار ما تبقى من تماسك اجتماعي في تلك المناطق.