أكد وزير الخارجية، الدكتور شائع الزنداني، أن الضربات الأمريكية على مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران، تأتي في إطار تأمين حرية الملاحة الدولية في البحر الأحمر، مشيرًا إلى أن الوضع الداخلي في اليمن لا يشكل أولوية بالنسبة للولايات المتحدة في هذا السياق.

جاء ذلك في تصريحات أدلى بها خلال لقاء مع صحيفة "عكاظ" السعودية على هامش مشاركته في منتدى أنطاليا في تركيا.

وأوضح الوزير الزنداني أن الضربات الأمريكية جاءت ردًا على تهديد مليشيا الحوثي الإرهابية للملاحة البحرية وتضييقهم على حركة التجارة العالمية. وقال: "أهداف الضربات الأمريكية معلنة، وهي تأمين حرية الملاحة الدولية، وهو أمر لا يتوقف على الوضع الداخلي في اليمن".

وأضاف أن الحكومة اليمنية تدعم أي تحرك يهدف إلى إضعاف مليشيا الحوثي الإرهابية، لكنه أشار إلى أن الولايات المتحدة تركز على الملاحة البحرية أكثر من الوضع الداخلي اليمني.

وفيما يتعلق بالجهود السلمية، أكد الوزير الزنداني أن الحكومة اليمنية تتفاعل إيجابيًا مع الجهود الساعية للسلام، سواء من قبل المملكة العربية السعودية أو سلطنة عمان. وقال: "نحن لا نريد أن تفسر مليشيا الحوثي تعاطينا مع الجهود السلمية على أنه ضعف يسمح لهم بالتمدد، وإذا لم تؤتِ هذه الجهود ثمارها، فلن يكون أمامنا خيار سوى التوجه للإجراءات العسكرية".

وفي تعليقه على الوضع الداخلي في اليمن، شدد الوزير الزنداني على أن الهدف الأسمى للحكومة اليمنية هو استعادة الدولة بكامل سيادتها، مؤكدًا أن صنعاء هي الهدف الاستراتيجي مهما طال الزمن. وأوضح: "لا بد من صنعاء وإن طال الزمان، وسنعزز وحدتنا الوطنية لتحقيق هذا الهدف النبيل".

وحول جهود الحكومة اليمنية في مجال العمل الدبلوماسي، أكد الوزير الزنداني أن الحكومة بصدد تنفيذ خطة إصلاحية تشمل إعادة هيكلة وزارة الخارجية لتكون أكثر فعالية في تلبية مصالح اليمن داخليًا وخارجيًا. وأضاف أن هناك تنسيقًا مع الحكومة السورية لفتح السفارة اليمنية في دمشق قريبًا، في خطوة تشير إلى عودة العلاقات بين البلدين.

وفيما يتعلق بالعلاقات مع المملكة العربية السعودية، قال الزنداني: "لا يمكن أن نفي حق المملكة في دعمها المستمر لليمن، سواء على المستوى العسكري أو الإنساني". وأكد أن السعودية لعبت دورًا محوريًا في مساندة الحكومة اليمنية منذ بداية الأزمة.

في الختام، أكد الوزير الزنداني أن الحكومة اليمنية ماضية في تعزيز الوحدة الوطنية وتسعى إلى استعادة الأراضي اليمنية، بما في ذلك صنعاء، مشيرًا إلى أن إصلاحات وزارة الخارجية جزء أساسي من هذه الجهود في المرحلة المقبلة.