الحوثي يشن حملة اعتقالات هستيرية وتضليل إعلامي للتغطية على خسائره

2025-04-16 03:09:53 أخبار اليوم - متابعات

   

تعيش مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران، حالة متصاعدة من الرعب والهلع الحقيقي بعد نجاح المقاتلات الأمريكية في اصطياد مخابئ قيادات بارزة من الصف الثاني وتدمير مخازن أسلحة استراتيجية ومنصات لإطلاق الصواريخ، ولهذا فقد وسعت المليشيابشكل جنوني من حملة الاعتقالات القمعية التي طالت أكثر من 100 شخص حتى الآن بتهمة زائفة بالتعاون مع الولايات المتحدة وإرسال إحداثيات بتلك المواقع المستهدفة.

وقد أكدت مصادر وثيقة الاطلاع في العاصمة المختطفة صنعاء لصحيفة "الشرق الأوسط" أن قادة الصف الأول في مليشيا الحوثي الإرهابية اختفوا تمامًا عن الأنظار منذ استئناف الولايات المتحدة لهجماتها الدقيقة والموجعة، وأن جزءًا كبيرًا منهم فر مذعورًا واتجه إلى محافظة صعدة، المعقل الرئيس للجماعة المتطرفة.

وتعادل محافظة صعدة الشاسعة أربعة أضعاف مساحة لبنان، وتوجد بها مخابئ جبلية حصينة ومراكز سرية للقيادة والسيطرة، بينما لجأت قيادات سياسية أخرى إلى الاختباء وسط الأحياء السكنية المكتظة في صنعاء تحديدًا، محاولين التستر بين المدنيين.

ومع تزايد الدعوات الشجاعة للسكان للإبلاغ عن أماكن اختباء هذه القيادات الإرهابية حتى لا يكونوا هم أنفسهم ضحايا لأي غارة قادمة، يلجأ قادة المليشياالمذعورون إلى استئجار منازل بأسماء أشخاص آخرين، إلا أن الإجراءات الأمنية المشددة التي ترافق وجودهم وتحركاتهم المشبوهة تفضحهم وتكشف أماكن اختبائهم.

يأتي هذا فيما واصلت مخابرات مليشيا الحوثي القمعية وإعلامهم المضلل تحذير السكان بشدة من الحديث عن الأماكن التي استهدفتها الغارات الأمريكية الدقيقة، أو عن عدد القتلى الذين سقطوا في صفوفهم، سواء من خلال المكالمات الهاتفية بين الأسر المكلومة أو النشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

إن حالة الرعب الحقيقي التي تعيشها مليشيا الحوثي الإرهابية أتت متزامنة وتأكيد المصادر بأنهم يحاولون من وراء هذه الإجراءات وحملة التخويف التي يتعرض لها السكان حماية أماكن اختباء قادتهم وسط التجمعات السكانية والمبالغة بشكل وقح في إعلان عدد الضحايا من المدنيين خلافًا للحقيقة.

وقد أوردت المصادر مثالًا صارخًا على ذلك بالغارات الأمريكية الدقيقة التي استهدفت حيًا في مديرية الحوك بمدينة الحديدة قبل أيام، وقالت إن المقاتلات استهدفت موكبًا لقيادات من مليشيا الحوثي عقب مغادرتهم أحد المباني الحكومية في المدينة، وإن بعض سيارات الموكب فرت مذعورة من الضربة الأولى نحو الأحياء السكنية المكتظة.

ووفقًا لهذه الرواية الموثوقة، فإن إحدى السيارات العسكرية اختبأت بجوار منزل أسرة المسوري المكونة من أربعة أفراد أبرياء، وعند استهداف السيارة سقط أحد الصواريخ على منزل الأسرة أيضًا، لكن مليشيا الحوثي عادوا وأعلنوا بكذب وافتراء عن مقتل 14 شخصًا وادعوا أن جميعهم مدنيون، في حين أن غالبيتهم الساحقة من عناصر ما تسمى بالأمنيات التابعة لهم والذين يتمركزون في أحياء المدينة لمراقبة السكان وقمعهم، وبعضهم ممن كانوا في الموكب المستهدف.

وبالمثل، ذكرت المصادر أن مليشيا الحوثي باتوا يضللون بشكل متعمد في إعلان الأماكن المستهدفة، وقالت إنهم ومنذ أسبوع يعلنون أن الغارات أصابت مواقع غير التي استهدفت بالفعل لما يعتقدون أنه حجب للمعلومات عن الأمريكيين.

وبينت المصادر أن المليشيا كانت أعلنت أن الغارات استهدفت موقعًا في ضواحي صنعاء، بينما السكان يؤكدون أن الغارات كانت في وسط المدينة قبل أن تعود المليشيا بعد عدة ساعات للإقرار بأن الغارات استهدفت عربة كانت قد تحركت من مجمع دار الرئاسة إلى ميدان السبعين، حيث استهدفت في ذلك المكان ودمرت تمامًا وتفحم من كان بداخلها، وقال الحوثيون إنهم ثلاثة أشخاص ولم يكشفوا عن هويتهم حتى اليوم.

وقد أكد سكان محليون أن المليشيا الإرهابية أغلقت منطقة السبعين عقب الاستهداف مباشرة وحتى صباح اليوم التالي، حيث عادت حركة السيارات بعد رفع العربة المحترقة وانتشال أشلاء الضحايا منها.

وتتعامل مليشيا الحوثي –وفق المصادر الموثوقة- مع الغارات الأخيرة على مواقع في محيط صنعاء بنفس الطريقة المضللة، بل وزادوا في تحذير السكان والنشطاء من الحديث عن مواقع الضربات، وباتوا يعلنون عن أماكن لم تُستهدف أو يتلاعبون بالحدود الجغرافية لتلك المواقع.

ويقول المحلل العسكري المتخصص بشؤون مليشيا الحوثي عدنان الجبرني إن المليشيا تلقت يوم 31 مارس (آذار) واحدة من أقسى الضربات الأمريكية في قرية القابل التابعة لمديرية بني الحارث شمال صنعاء، حيث استهدفت منصتين لإطلاق صواريخ ذو الفقار المتطورة.

وقال إنهما المنصتان الوحيدتان تقريبًا اللتان كانتا في الخدمة لهذا النوع الخطير من الصواريخ، ورأى أن ذلك يفسر اعتماد مليشيا الحوثي مؤخرًا على الطائرات المسيرة بشكل أكثر للأهداف البعيدة.

ويذكر أحد الناشطين اليمنيين أن مليشيا الحوثي عملت بإصرار على تهجير السكان قسرًا من بعض المناطق التي لها امتدادات جبلية وعرة قبل أن يتضح بعد الضربات الأمريكية الأخيرة على هذه المناطق أن الجبال قد استُخدمت لتخزين الصواريخ والطائرات المسيرة، في حين أن الناس كانوا يعتقدون أنها مهجورة وخالية.

               

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
استعدادات الحكومة للحسم العسكري: وزير الدفاع يكشف خطط المواجهة مع الحوثيين

وزير الدفاع في حوار مع “العين الإخبارية”: حربٌ لم ينطفئ لهيبها، وهدنٌ مكسورة، وسلامٌ يُغتال قبل أن يولد.. هنا اليمن.. هنا تُسرق أحلام شعب بقبضة مليشيا لا تعرف إلا لغة الدم.. وهنا قوات شرعية تقف كالطود الأشم، وشعبٌ يقس مشاهدة المزيد