مصير غامض لقيادات مرتبطة بمنظومة الصواريخ والطيران المسير لمليشيا الحوثي في الغارات الأمريكية

2025-05-08 10:29:33 أخبار اليوم/متابعات

 

 

وسط التوقف المفاجئ للغارات الأمريكية على مواقع مليشيا الحوثي الإرهابية ، الذراع الإيراني في اليمن، يكتنف الغموض مصير عدد من القيادات البارزة المرتبطة بشكل وثيق بمنظومتها الصاروخية وقوة الطيران المسيّر، بالإضافة إلى قيادات أخرى تُعرف بصلتها بما يُسمى "القوة النوعية" التابعة للمليشيا.

 

فبينما يُعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وقف الهجمات التي استمرت منذ منتصف مارس الماضي، مُرجعًا ذلك إلى طلب من مليشيا الحوثي ووساطة عُمانية، تتصاعد التكهنات والمعلومات الواردة من مصادر مُطلعة تُشير إلى احتمالات كبيرة بتصفية حسابات جوية مع عدد من "العقول المدبرة" لهذه المنظومات الحساسة.

 

وفي هذا السياق، تُفيد معلومات حصرية نشرها موقع "ديفانس لاين" باحتمالية مصرع المسؤول اللوجستي لـ "القوة النوعية" والمدعو "أبو عقيل" في غارة جوية دقيقة استهدفت أحد الأقبية في منطقة عصر جنوبي غرب العاصمة المختطفة صنعاء، والتي تُعدُّ معقلاً هامًا للمليشيا.

 

كما تُشير المعلومات ذاتها إلى مصير مُبهم يلف القيادي عبدالحفيظ علي الهلالي، الذي يُعتبر قائدًا لمجموعة الصواريخ التابعة لمليشيا الحوثي، بالإضافة إلى شخصية محورية أخرى في منظومة الطيران المسيّر، وهو زكريا عبدالله يحيى أحمد حجر، المُكنى بـ "هاجر"، والذي يُعدُّ خبيرًا فنيًا بارزًا في هذا المجال.

 

ولم يسلم من دائرة الغموض القيادي أحمد محمد أحمد الجوهري، المُلقب بـ "أبو مطلق"، والذي كان يشغل منصبًا رفيعًا كمدير لمكتب قائد القوات الجوية والدفاع الجوي التابعة للمليشيا، ويُعدُّ أيضًا من المسؤولين الرئيسيين في مجموعة الصواريخ.

 

يُذكر أن هذه القيادات تُعتبر من العناصر الأساسية في بناء وتطوير القدرات العسكرية الهجومية لمليشيا الحوثي، وتصفيتهم المحتملة ستُمثل ضربة موجعة لقدرات المليشيا في شن هجمات مستقبلية، خاصةً في ظل التكهنات حول طبيعة "الطلب" الذي تقدمت به مليشيا الحوثي لوقف الغارات الأمريكية، وما إذا كان يتضمن تنازلات جوهرية في هذا الملف الحساس.

 

ومثلهم القيادي عبدالملك محمد حسن أبو طالب، المُعين مسؤولاً للقيادة والسيطرة لقوات الدفاع الجوي برتبة لواء ويتوقع أنه المسؤول التنفيذي الفعلي للقوات الجوية خلفاً لقائدها السابق اللواء أحمد علي الحمزي الذي كشفت المليشيا عن مصرعه في أغسطس 2023.

 

معلومات 'ديفانس لاين' تؤكد أن هجمات دقيقة قد طالت مسؤولين تنفيذيين وخبراء وفنيين ومُشغلين للصواريخ والطيران المسير التي قامت المليشيا بنشرها في عدة مناطق خاضعة لها وتخزين منصاتها في مواقع ومخابئ مُستحدثة في محاولة لتجنيب المخازن الرئيسية والورش المركزية الضربات.

 

وكانت تقارير تحدثت عن هجمات طالت القيادي منصور أحمد محمد السعادي المكنى (أبو سجّاد) المعين رئيس أركان القوات البحرية والدفاع الساحلي برتبة عميد، ويعد أحد القيادات الفاعلة للقوات البحرية الحوثية، ومدرج على لائحة العقوبات الأمريكية والأممية.

 

وتتحدث مصادر "ديفانس لاين" عن هجمات استهدفت قيادات أخرى مُرتبطة بالقوة الصاروخية والطيران المُسير بينها القيادي عبدالرحمن مقبل مبخوت الذانبي، المُعين مُديرا لكلية الهندسة العسكرية برتبة لواء، ومُشرفا على دائرة وقطاع الهندسة العسكرية التابعة للمليشيا. وقد كانت عدة غارات أمريكية استهدفت مجمع الهندسة العسكرية شمالي العاصمة.

 

فيما تتوقع مصادر بأن غارات طالت القيادي صادق عبدالله ذياب محمد المقراني، المُعين مسؤولاً للقيادة والسيطرة الرئيسية برتبة لواء، وكانت غارات قد طالت مقرات في مقر القيادة العامة وسط العاصمة.

 

وفي هذا الصدد، يقول الباحث في المجال العسكري و مليشيا الحوثي عدنان الجبرني، أن القوة الصاروخية لمليشيا الحوثي كادت أن تخرج عن الخدمة خلال الخمسين يوماً الماضية من العملية الأمريكية، وأن المليشيا خسرت أبرز كوادرها مثل عمليات القوة ومسؤول الدراسات والمسؤول التقني ومسؤولي ورش ومختصي إطلاق وخبراء ومنصات وهناجر، وكانت تغطي نيابة عنها قوة التصنيع الحربي، ومثل ذلك في الطيران المسير.

 

ويُشير الجبرني إلى أن غارات نوعية -كثير منها عشوائي استهدفت أماكن وبنى لم تكن مليشيا الحوثي ت توقع أنها مرصودة وهذا سبب إرباك كبير للمليشيا وخلافات بين الأقسام.

 

مُضيفاً في تدوينة على منصة (X ) أنه "وفي أكثر لحظات المليشيا ضعفا قام عبد الملك بالتوجيه بضربة مطار بن غوريون لإعادة شَد المليشيا نحو الأمام أولا ثم لعكس صورة الضعف إلى صورة قوة خارجياً، كل هذه العوامل كانت سببا رئيسيا في موافقة مليشيا الحوثي على ما عرضته سلطنة عمان، ولو كان وضع المليشيا أفضل لكانت استمرت في المناورة وقتا أطول".

 

وتعرضت المليشيا الحوثية المُصنفة مُنظمة إرهابية لموجة هجمات أمريكية منذ 15 مارس، استهدفت بعضها مقار قيادية ومراكز سيطرة وثكنات تُستخدم لتخزين وإطلاق الصواريخ والطائرات الانقضاضية، وركزت بعضها على القوة الصاروخية والنوعية النشطة التي نشرتها المليشيا في مناطق بعيدة.

 

* نقلا عن "ديفانس لاين"

 

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
استعدادات الحكومة للحسم العسكري: وزير الدفاع يكشف خطط المواجهة مع الحوثيين

وزير الدفاع في حوار مع “العين الإخبارية”: حربٌ لم ينطفئ لهيبها، وهدنٌ مكسورة، وسلامٌ يُغتال قبل أن يولد.. هنا اليمن.. هنا تُسرق أحلام شعب بقبضة مليشيا لا تعرف إلا لغة الدم.. وهنا قوات شرعية تقف كالطود الأشم، وشعبٌ يقس مشاهدة المزيد