فُجع الوسط الثقافي اليمني والعربي، يوم الخميس، برحيل الشاعر والقاص البارز ياسين محمد البكالي في العاصمة صنعاء، عن عمر ناهز 48 عامًا، إثر مضاعفات حادة لمرض السكري، تاركًا خلفه إرثًا أدبيًا وإنسانيًا غنيًا، وتجربة شعرية عميقة شكّلت علامة فارقة في المشهد الأدبي المعاصر.

وُلد البكالي في محافظة ريمة عام 1977، وتخرج في قسم الفلسفة بجامعة صنعاء عام 2000. خلال مسيرته الإبداعية، أصدر عدة دواوين نالت اهتمامًا واسعًا، منها "أحزان موسمية" و"رمق آيل للحياة"، وشارك في فعاليات أدبية محلية وعربية، مكرّسًا حضوره كشاعر يحمل همّ الإنسان والوطن والمنفى في آن.

تميّز شعر البكالي بعمق إنساني ورمزية وطنية، حيث استطاع أن يُعبّر عن وجدان اليمني وتقلّباته بين الحلم والانكسار، بين الألم والمقاومة، بلغة شعرية آسرة تفيض بالمفارقة والوجع والتجربة الصادقة.

وقد نعته وزارة الثقافة اليمنية في بيان رسمي، مؤكدة أن اليمن فقد برحيله أحد أبرز الأصوات الشعرية الحديثة، الذي جعل من القصيدة مرآة لليمنيين في محنهم، وصوتًا للحرية والعدالة، وأضاف البيان: "كان ياسين البكالي شاعرًا لا يُكتب عنه في الماضي فقط، بل في الحاضر والمستقبل، لأنه كتب من القلب، وبقي في القلوب."

ووصفت الوزارة الراحل بأنه مثقف عضوي، ترك أثرًا بارزًا في التجديد الشعري، وأسهم بفكره وقلمه في تعزيز الوعي الثقافي والوطني، مشيرة إلى أن تأثيره امتد إلى جيل كامل من الشعراء الشباب الذين تتلمذوا على تجربته وأصغوا لصوته الفريد.

نال البكالي جوائز أدبية مرموقة، من بينها جائزة رئيس الجمهورية للشعر عام 2008، وجائزة السنوسي للشعر العربي عام 2018، تقديرًا لفرادة صوته الشعري وتجربته الإبداعية الغنية.

وأكدت الوزارة أن فقدان البكالي لا يمثل خسارة لعائلته ومحبيه فقط، بل خسارة وطنية وثقافية كبيرة، معتبرة أنه سيظل حيًّا في وجدان اليمنيين وذاكرتهم الشعرية، وختمت بيانها بتقديم التعازي لأسرته وأصدقائه وكل محبيه، سائلة الله أن يتغمده بواسع رحمته.

ياسين البكالي، رحلت الجسد وبقي الشعر، وبقيت قصيدتك شاهدًا على زمنٍ من الوجع والنور.