2025-06-18
انهيار تاريخي للريال اليمني.. الدولار يتجاوز 2700 والشارع يترقب موجة غلاء جديدة
قالت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية في تقرير حديث لها إن وقف إطلاق النار المفاجئ بين الولايات المتحدة ومليشيا الحوثي الإرهابية في السادس من مايو/أيار الحالي، مثّل "فوزًا دبلوماسيًا نادرًا وغير مستحق" للمليشيا المدعومة من إيران.
وأوضحت المجلة أن مليشيا الحوثي ، وبعد أشهر من استهدافهم للسفن التجارية وجرّ قوة عظمى كأمريكا إلى حرب في البحر الأحمر، خرجوا بما وصفته المجلة بأنه أثمن من الأرض بالنسبة لهم وهو "الاعتراف" الدولي.
ولفت التقرير إلى أن هذا "الفوز" لم يكن نتيجة جهود مليشيا الحوثي وحدهم، بل ساهمت فيه ما أسمتها "حملة موازية لتبييض الروايات" شنتها وسائل الإعلام الحكومية الروسية، ومنظرون مناهضون للغرب، ومؤثرون انتهازيون، الأمر الذي أدى إلى "تليين صورة المليشيا " ومهد الطريق أمام واشنطن للتعامل معهم ليس كإرهابيين، بل كشركاء تفاوضيين محتملين.
وسردت المجلة نماذج من الدعاية الترويجية التي مارسها الإعلام الروسي لصالح مليشيا الحوثي ، معتبرة أن ذلك يعكس نمطًا أوسع يهدف إلى تطبيع صورة مليشيا الحوثي من قبل أصوات أجنبية متحالفة مع ما يُسمى بـ "السرديات المناهضة للإمبريالية".
إلا أن "فورين بوليسي" انتقدت بشدة هذه الروايات، مؤكدة أنها "تُغفل السلوك الاستبدادي للمليشيا في الداخل، بالإضافة إلى دورها الاستراتيجي كامتداد للنفوذ الإقليمي الإيراني".
وتطرقت المجلة الأمريكية بإسهاب إلى تفاصيل المؤتمر الذي نظمته مليشيا الحوثي في صنعاء تحت اسم "فلسطين" بعد أسبوع من بدء الغارات الأمريكية في الـ 15 من مارس الماضي، معلقة بالقول: "أعاد هذا الحدث تسمية مليشيا طائفية بحركة مقاومة، ملفوفة بعلم التحرير الفلسطيني، وخدم جمهورًا عالميًا حريصًا على تجاهل جوهر المليشيا الاستبدادي".
وعلقت المجلة على حضور شخصيات أجنبية بارزة للمؤتمر قائلة: "كشف وجود كل هؤلاء الأفراد في اليمن عن اتساع نفوذ مليشيا الحوثي ، ليس فقط ضمن ما يُسمى بمحور المقاومة الإيراني، بل أيضًا ضمن تحالف أوسع من المُنظّرين المُعادين للغرب الذين يعملون بتناغم مع الأنظمة الاستبدادية". وأضافت أن المؤتمر قدم لمحة عن كيفية مساهمة الشبكات الهامشية، المدعومة من وسائل الإعلام الحكومية والآليات الأيديولوجية، في إضفاء الشرعية على التشدد على الساحة العالمية.
وأشار تقرير المجلة الأمريكية إلى تنامي العلاقة بين مليشيا الحوثي وكل من روسيا والصين، حيث ذكرت أن المليشيا "يسهمون بنشاط في الجهود الحربية الروسية من خلال تجنيد مدنيين يمنيين للقتال في أوكرانيا، غالبًا عن طريق الخداع". في المقابل، تستفيد مليشيا الحوثي من "مكونات أسلحة صينية المصدر، ومعلومات استخباراتية روسية عبر الأقمار الصناعية للاستهداف البحري، وغطاء دبلوماسي في مجلس الأمن الدولي".
وأوضحت المجلة ما اعتبرتها استراتيجية لمليشيا الحوثي لإرسال رسائل تحقق ثلاثة أهداف استراتيجية: "توفير مبرر بأثر رجعي لهجماتهم على الشحن الدولي؛ وتصنع شرعية دولية رغم عدم اعترافهم بها؛ وعلى الصعيد المحلي، تعزل المعارضة اليمنية من خلال الإشارة إلى أن القوى العالمية قد قبلت فعليًا حكم مليشيا الحوثي كأمر واقع". ووصفت ذلك بأنه "تكتيك حربي هجين كلاسيكي، يجمع بين العمليات الحركية وحملات التأثير لتحقيق نتائج استراتيجية لا تستطيع القوة العسكرية وحدها تحقيقها".
وتابعت المجلة تحليلها لمؤتمر فلسطين الذي نظمته مليشيا الحوثي قائلة: "يعكس هذا الحدث المُدبّر بدقة ما يُميّز مليشيا الحوثي عن الجماعات المتطرفة مثل القاعدة أو الدولة الإسلامية، ففي حين تتبنى هذه الجماعات أيديولوجية عدائية صارمة تجاه الأجانب، يُقدّم مليشيا الحوثي صورة مختلفة تمامًا: صورة ودودة، بل ومحبوبة، خاصةً لدى الجمهور الغربي". وأضافت: "بدعم إيراني أيضًا، فإن مليشيا الحوثي ليسوا مجرد متمردين مسلحين؛ بل هم قوة هجينة بالوكالة تتمتع بإمكانية الوصول إلى الحماية الدبلوماسية والمعدات العسكرية والاستثمار الاستراتيجي طويل الأجل، فعلى عكس الحركات الجهادية التي تُحرّكها العقيدة، فإن الحوثيين انتهازيون سياسيون. سيقبلون المساعدة من أي شخص يرغب في تقديمها".
وأكدت المجلة أن هذه البراغماتية مكنت مليشيا الحوثي ليس فقط من البقاء، بل من الازدهار أيضًا، مشيرة إلى أنهم على مر السنين "تمتعوا بسمعة سخية بشكل مدهش بين الدبلوماسيين الغربيين"، حيث قدم لهم البعض "هدايا، وكتبوا مقالات رأي لتحسين صورتهم، وعاملوهم بمستوى من الاحترام نادرًا ما يُمنح للمتمردين". وأضافت: "دأب الحوثيون على التلاعب بالروايات الدولية لمصلحتهم، بدءًا من اتفاقية ستوكهولم التي جمّدت ديناميكيات ساحة المعركة لصالحهم، وصولًا إلى جهود الضغط لتصويرهم كمقاومة محلية ضد السعودية بدلًا من ميليشيا استبدادية".
واتهم تقرير المجلة أيضًا وكالات الأمم المتحدة بـ "التواطؤ" مع مليشيا الحوثي قبل أن تنسحب من مناطقهم بسبب "عدوانهم المتزايد"، قائلة: "سبق لوكالات الأمم المتحدة أن التقت بقيادة مليشيا الحوثي ، وأضفت شرعية غير مقصودة على مطالبتهم بالسلطة، سواء من خلال مبادرات دبلوماسية فاشلة مكّنت المليشيا ، أو من خلال التقاط صور في خضمّ عدوان الحوثيين وسرقة الطعام". وذكرت أن "الكثيرين في المنطقة وخارجها يتشاطرون المخاوف بشأن معاناة الفلسطينيين في سياق الحرب بين إسرائيل وحماس - وهي جوهر ادعاء مليشيا الحوثي - ومع ذلك، فإن مليشيا الحوثي ، نظرًا لسجلهم الحافل بالقمع الداخلي والعدوان الإقليمي، ليسوا مؤهلين ليكونوا مدافعين موثوقين".
وحول السياسة الحالية لإدارة بايدن، رأت المجلة أن "تركيزها الضيق على إضعاف قدرات مليشيا الحوثي الهجومية في البحر الأحمر يُمثل نهجًا تكتيكيًا لمشكلة استراتيجية، لكنه لا يُعالج النظام البيئي الأوسع الذي يُمكّن مليشيا الحوثي من إبراز قوتهم"، محذرة من أنه "إذا تُركت حملة مليشيا الحوثي لإضفاء الشرعية دون معالجة، فإنها تُهدد بترسيخ مكانتهم كامتداد دائم لقدرات إيران على إبراز قوتها في شبه الجزيرة العربية". وأكدت أن من شأن ذلك أن "يُغير جذريًا حسابات ميزان القوى الإقليمي، مما يُقوّض الشراكات الأمنية الأمريكية في الخليج، ويُوسّع العمق الاستراتيجي لإيران، وهو أمر مُقلق بشكل خاص مع استمرار طهران في طموحاتها النووية".
وحذرت المجلة الأمريكية أيضًا من "برنامج التلقين العقائدي الممتد عبر الأجيال الجاري تنفيذه في الأراضي التي تسيطر عليها مليشيا الحوثي ، وهو حملة تهدف إلى بناء قاعدة سكانية ملتزمة أيديولوجيًا من خلال استغلال القضايا الإسلامية المشتركة، مثل القضية الفلسطينية".
وفي ختام تقريرها، قدمت مجلة "فورين بوليسي" توصيات لصناع السياسات في واشنطن، قائلة: "يُصيب صانعو السياسات في واشنطن في التركيز على عنف مليشيا الحوثي الخارجي، لكن ينبغي عليهم توسيع جهود الدعاية المضادة، وتحديدًا استهداف الشبكات التي تُضخّم رسائل مليشيا الحوثي ، بما في ذلك تحديد وكشف السلوكيات الزائفة المُنسّقة عبر مختلف المنصات".
وأضافت: "ينبغي أن يُسلّط التواصل الدبلوماسي مع الحلفاء التقليديين في المنطقة الضوء على التناقض بين رسائل مليشيا الحوثي الدولية وقمعهم الداخلي. كما ينبغي أن تستهدف العقوبات تحديدًا الأفراد الذين يُسهّلون تواصل مليشيا الحوثي الدولي، وليس فقط قيادتهم العسكرية". وشددت المجلة على ضرورة أن تقوم الولايات المتحدة "بالاستثمار في إبراز الأصوات اليمنية الأصيلة القادرة على تقديم بدائل موثوقة لروايات مليشيا الحوثي ".
حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد
وزير الدفاع في حوار مع “العين الإخبارية”: حربٌ لم ينطفئ لهيبها، وهدنٌ مكسورة، وسلامٌ يُغتال قبل أن يولد.. هنا اليمن.. هنا تُسرق أحلام شعب بقبضة مليشيا لا تعرف إلا لغة الدم.. وهنا قوات شرعية تقف كالطود الأشم، وشعبٌ يقس مشاهدة المزيد