لاحقت مليشيا الحوثي الإرهابية، الجمعة 23 مايو 2025، عددًا من المدنيين في صنعاء بتهمة تصوير وتوثيق الانفجارات العنيفة التي هزّت منطقة "خشم البكرة" في حي صرف بمديرية بني حشيش شرق العاصمة، صباح الخميس، نتيجة انفجار مستودع صواريخ وذخائر تابع للمليشيا داخل حي سكني مكتظ بالسكان.

وقالت مصادر محلية لـ"المصدر أونلاين" إن مسلحي الحوثي نفذوا حملة مداهمات واسعة طالت عددًا من الشبان في حي صرف، متهمين إياهم بنشر مقاطع فيديو توثق آثار الانفجار على وسائل التواصل الاجتماعي.

وأشارت إلى أن عناصر الأمن الحوثي صادروا هواتف عشرات المواطنين في محاولة لمنع تداول أي معلومات حول الحادثة التي لا تزال المليشيا تتكتم على تفاصيلها.

في السياق ذاته، أفادت مصادر طبية بفرض المليشيا إجراءات أمنية مشددة على المستشفيات التي نُقل إليها الضحايا، خصوصًا مستشفيات زايد والمؤيد والسعودي الألماني، مؤكدة أن أقسام الطوارئ باتت مكتظة بجثث القتلى والمصابين، وغالبيتهم من المدنيين، بينهم نساء وأطفال.

ورغم مرور أكثر من 24 ساعة على الانفجار، لا تزال حصيلة الضحايا غير معروفة بدقة، وسط تضارب في الأرقام وتخوفات من وجود عالقين تحت الأنقاض. وفرضت المليشيا طوقًا أمنيًا مشددًا على المنطقة ومنعت الدخول أو الخروج منها، في ظل تعتيم إعلامي تام.

ووفقًا لمصادر متطابقة، وقعت الانفجارات في مخزن كبير تابع لمليشيا الحوثي يستخدم لتخزين الصواريخ والذخائر وسط حي سكني، واستمرت لقرابة ساعتين، وتسببت بسقوط عشرات الضحايا من المدنيين ومسلحي المليشيا، كما ألحق الانفجار دمارًا واسعًا بالمنازل المجاورة.

وتُظهر المقاطع المصورة التي سُربت من مكان الحادث أعمدة دخان كثيفة وسحبًا بيضاء تصاعدت في السماء، وسط حالة من الذعر بين السكان، خاصة بعد وقوع انفجار هائل بينما كان بعض الأهالي، وبينهم أطفال، يحاولون الاقتراب من الموقع. ووثق أحد المقاطع حالة من الهلع داخل طائرة مدنية كانت تستعد للإقلاع من مطار صنعاء لحظة وقوع الانفجارات.

ورغم التكتم الحوثي، تشير تقديرات أولية لجهات إعلامية وحقوقية إلى مقتل أكثر من 40 شخصًا وإصابة العشرات، في وقت تواصل فيه مليشيا الحوثي منع أي تحقيق مستقل أو كشف عن أعداد الضحايا الحقيقية.

في رد فعل رسمي، دان وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني الحادثة، واعتبرها جريمة حرب مكتملة الأركان ترتكبها المليشيا بحق المدنيين، في انفجار يعد الثاني خلال أقل من 24 ساعة بعد حادثة صاروخ فاشل بالقرب من مطار صنعاء.

ودعا الإرياني المواطنين في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي إلى رفض تحويل أحيائهم إلى مستودعات أسلحة، والتحرك لإزالتها حفاظًا على أرواح الأبرياء، كما طالب المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته القانونية والإنسانية، وفرض عقوبات رادعة على قيادات المليشيا.

وتعيد هذه الحادثة إلى الأذهان حوادث مشابهة شهدتها مناطق خاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي الإرهابية خلال السنوات الماضية، نتيجة تخزين الأسلحة داخل الأحياء السكنية، ما يفاقم المخاوف من استمرار عسكرة المناطق المدنية وتعريض حياة السكان للخطر المباشر، في انتهاك صارخ لقوانين الحرب والمواثيق الدولية.