أكدت الجمهورية اليمنية في بيان ألقاه السفير عبدالله السعدي، مندوب اليمن الدائم لدى الأمم المتحدة، أن مليشيا الحوثي الإرهابية تواصل استخدام المعاناة الإنسانية لتحقيق مكاسب سياسية وعسكرية، حيث تعمد إلى اختطاف العاملين في المجال الإنساني واحتجازهم في ظروف غير إنسانية، مما أدى مؤخراً إلى وفاة موظف في برنامج الأغذية العالمي أثناء احتجازه.

وأشار البيان، خلال جلسة مجلس الأمن المفتوحة رفيعة المستوى حول "حماية المدنيين في النزاعات المسلحة"، إلى أن المليشيا تفرض قيوداً ممنهجة على العمليات الإنسانية، وتحرف مسار المساعدات عن مستحقيها، ما أسهم في تفاقم انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية، خاصة بين الأطفال والنساء وكبار السن، في ظل تدهور التمويل والأوضاع الاقتصادية.

وشدد السعدي على أن استمرار الانتهاكات الحوثية دون محاسبة يمثل دليلاً على إصرار المليشيا على التصعيد وتقويض الجهود الدولية لتحقيق السلام، داعياً المجتمع الدولي إلى إدراج الحوثيين وقياداتهم ضمن قوائم العقوبات، واتخاذ موقف موحد لوقف هذه الانتهاكات.

وأوضح أن مليشيا الحوثي ارتكبت جميع أنواع الجرائم ضد المدنيين، من استهداف بالصواريخ والطائرات المسيرة، وتدمير البنية التحتية، وتجنيد الأطفال، إلى استخدام التجويع والحصار كأدوات حرب، مما تسبب في مآسٍ إنسانية واسعة، ونزوح أكثر من 4 ملايين يمني.

كما ندد السعدي بالتصعيد الحوثي الأخير ضد العاملين في المجال الإنساني والصحفيين والنشطاء، مشيراً إلى قيام المليشيا بخطف واحتجاز العشرات منهم، ونهب ممتلكاتهم، وإخفائهم قسراً، وإصدار أحكام جائرة ضدهم عبر محاكم تابعة لها.

وأكد السفير اليمني أن هذه الانتهاكات تأتي ضمن سياسة قمعية تهدف إلى تكميم الأفواه وتصفية الخصوم السياسيين، ومنع أي انتقاد للأوضاع في مناطق سيطرة الحوثيين.

وفي ملف الألغام، قال السعدي إن مليشيا الحوثي زرعت ملايين الألغام في المناطق السكنية والطرقات والحقول، في انتهاك لمعاهدة أوتاوا التي التزمت بها اليمن، مؤكداً أن ضحايا الألغام بالآلاف، وأن الكثافة والعشوائية وعدم وجود خرائط تمثل تحديًا مستمرًا لجهود نزعها، خاصة من قبل مشروع "مسام".

واتهم السعدي النظام الإيراني بالوقوف خلف استمرارية الحرب، عبر دعمه المالي والعسكري والإعلامي للحوثيين، داعياً مجلس الأمن إلى ترجمة قراراته إلى خطوات رادعة لمنع تهريب السلاح ووقف نزيف الدم اليمني.

واختتم السعدي بالقول: "آن الأوان للتحرك الجاد ووقف الانتهاكات الحوثية، واستعادة كرامة الشعب اليمني وحريته وأمنه وسيادته".

وفي سياق متصل، دانت الجمهورية اليمنية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، واستنكرت استمرار العمليات البرية والاحتلال الواسع لأراضي القطاع، مؤكدة تأييدها لدعوة الجزائر لاتخاذ مجلس الأمن قراراً بشأن الوضع الإنساني المتدهور في غزة، وضرورة توفير الحماية للشعب الفلسطيني.