22 مايو المجيد.. طوق نجاة لليمنيين جميعا ومفتاح استعادة الدولة والجمهورية

2025-05-25 01:33:50 أخبار اليوم / سهيل نت

    

الثاني والعشرون من مايو 1990 مثل لحظة فارقة تجسدت فيها إرادة اليمنيين في إعادة تحقيق الوحدة اليمنية، والانتصار لثورتي السادس والعشرين من سبتمبر والرابع عشر من أكتوبر الخالدتين، اللتين أزالتا أسباب التجزئة والتشطير بهزيمة الكهنوت الإمامي والاستعمار الأجنبي، وعبدتا الطريق نحو المنجز الأعظم في تاريخ اليمن.

وفي العيد الوطني الخامس والثلاثين للجمهورية اليمنية، 22 مايو، تحدث سياسيون وأكاديميون وصحفيون وناشطون، عن عظمة المناسبة في وجدان الشعب اليمني، وأكدوا أن اليمن الكبير هو طوق النجاة للخروج من كل المحن والتحديات.

حيث كتب عضو مجلس النواب علي عشال، قائلا: "وحدها العقول الصغيرة ظنت أنها ستمنع الاحتفال بالثاني والعشرين من مايو وتلغيه من حياتنا كعيد وطني ويوم إجازة رسمية، أظهروا فقط أنهم لا يفقهون طبيعة عمل مؤسسات الدولة ولا يحترمون أحكام الدستور والقانون، يعيشون حالة فصام نكد بين متطلبات وظيفة رجل الدولة ونزق المتمرد الخارج عنها".

فيما قال عضو مجلس النواب الشيخ حميد الأحمر: "سيظل يوم 22 مايو 1990م حدثاً عظيماً في تاريخنا المعاصر، وثمرة نضالات أحرار اليمن، سيبقى محفوراً في وجدان اليمنيين، بوصفه يوم التئام اللحمة الوطنية بعد التشظي، فالوحدة المباركة كانت ولا تزال قدر ومصير شعبنا، وعنوان عزة وقوة لليمن الكبير، تستحق مزيداً من الاحتفاء بهذا اليوم المجيد، واستلهام قيمها السامية في النهوض مجدداً ولم شتاتنا، لاستعادة وطننا، وبناء اليمن الجديد".

وأكد أن الوحدة المباركة جاءت معبرة عن كل أطياف الشعب اليمني وإرادته الحرة، وتتويجاً لتضحيات الآباء الأوائل، وخلقت شعوراً مفعماً بالأمل والتفاؤل والمستقبل المشرق، وأضاف: "كما لا تتحمل مسؤولية ما تلاها من ممارسات خاطئة، أخلت بالشراكة، وأنعشت المشاريع الصغيرة والهويات التفكيكية، ومهدت الطريق للمليشيات الانقلابية".

ودعا الأحمر، شركاء الوحدة والوطن، إلى تغليب المصلحة الوطنية، والارتقاء بالوعي السياسي الى مستوى الوحدة كهدف استراتيجي، والشروع بحوار يمني شامل، يؤسس لمصالحة وطنية، تحفظ الهوية والثوابت، وتحقق شراكة أخوية على نحو يعالج الأخطاء بطريقة عادلة، تعيد الألق للوحدة، وتوحد الجهود باتجاه استعادة الدولة وإنهاء الانقلاب.

أما عضو مجلس النواب علي العمراني، فقال إنه "من الطبيعي والواجب أن يرتفع صوت اليمنيين بالتمسك بوحدة بلدهم في كل حين وخاصة في ذكرى عيدهم الوطني المجيد 22 مايو"، وتساءل: ما الذي يتبقى من 26 سبتمبر و14 أكتوبر و30 نوفمبر، إذا عادت اليمن إلى المشروع الاستعماري، الجنوب العربي، والمشروع الإمامي، الذي يمثله المارقون الحوثيون؟

فيما قال عضو مجلس الشورى الشيخ صلاح باتيس، إن الوحدة اليمنية تُعد منجزًا تاريخيًا تتوّج بنضال طويل خاضه أبناء اليمن في مختلف المراحل التحررية والنضالية، وأشار إلى أن الوحدة عززت روح التلاحم بين أبناء الشعب اليمني، وكسرت حواجز الجغرافيا والانقسام، ما خلق شعورًا بالانتماء لوطن واحد يضم الجميع.

وأضاف: "كما أثبتت التجربة أن الوحدة مصدر قوة، فهي السبيل للحفاظ على المكتسبات الوطنية ومواجهة التحديات الداخلية والخارجية، فشعب ممزق لا يستطيع حماية حقوقه أو النهوض بمستقبله، ولهذا، تظل الوحدة خيارًا استراتيجيًا لا بديل عنه لبناء يمنٍ آمن ومستقر يسوده العدل والمساواة".

- رافعة وطنية لانتشال اليمن

وزير الثقافة الأسبق خالد الرويشان، غرد قائلا: "نحتفل ونحتفي بيوم 22 مايو لأننا نعي تماماً أنْ لا سبيل لاسترجاع الجمهورية واسترجاع حياتنا ودرب مستقبلنا إلاّ باليمن الكبير الذي يعترف به العالم وسيظل، نحتفل بهذا اليوم لأننا نُحبّ اليمن كبيراً، ووحدهم الصغار يريدونه صغيراً مُقسّماً، يعرف هؤلاء الصغار ومَن وراءهم أن تقسيم اليمن هو وداعٌ أبديٌ للجمهورية وانتحارٌ سياسيٌ لبلاد ولشعب، وسقوطٌ مجنون في فك الإمامة المتلهف والمتربّص".

وأضاف: "توحّدت أوروبا رغم قومياتها ولُغاتها ويريد الصغار تقسيم اليمن، اليمن الكبير الذي جعل من العرب عرباً ووحّدهم ثقافةً وتاريخاً من الخليج إلى المحيط منذ أكثر من 4000 سنة على الأقل، 22 مايو طوقُ نجاة لليمنيين جميعاً، والحفاظُ عليه حفاظٌ على الجمهورية وتحفيزٌ لاستعادتها واستعادة كرامة واستقرار وتقدم وسعادة شعب وبلاد".

وتابع: "الجمهورية التي أزهرت وستزهر يمناً كبيراً وعزيزاً ومتقدماً وديمقراطيا، لا تدخلوا في جدلٍ بيزنطي حول الأحزاب والزعماء والمناطقية، تمسّكوا باليمن الكبير واستعادة الجمهورية فحسب، هذه روشتّة الحياة والتقدم للشعب اليمني، ولن تستعاد الجمهورية إلاّ بشرعية اليمن الكبير والحفاظ عليه، وغير ذلك هو دخولٌ في دوّامة تبدأ ولا تنتهي".

من جانبه، قال سفير اليمن لدى المملكة المتحدة الدكتور ياسين سعيد نعمان، "سيظل 22 مايو ذلك الفعل الواعي الذي لا يمكن إلا أن يبقى في خانة الأفعال الكبيرة والقليلة التي أقدم عليها اليمنيون في مساراتهم التاريخية المتعثرة، بغض النظر عما صنعه به الزمن المتقلب، وما ألحقه به من غبن وجهالة عمياء".

أما أمين المكتب التنفيذي للإصلاح في ساحل حضرموت محمد بالطيف، فقال إن الذين لا يحبون سوى أنفسهم ومن خلالها يحددون مواقفهم تجاه كل الأشياء من حولهم بما فيها الوطن، هم الصنف المتصدر للمشهد هذه الأيام، للأسف.

وأضاف: "هم وطنيون لكن بما يضمن لهم مصالحهم ومصالح من يعولون فإن ضاعت انقلبوا على أعقابهم ناكصين، بل هم على استعداد لخيانة الوطن وبيعه بأرخص الأثمان، فالوطن بالنسبة لهذا الصنف الذي ابتلينا به مجرد غنيمة باردة ولعبة قمار إن ربحوا منها فنعمّا هي وإن خسروا إحدى جولاتها فتباً لها ولمن جاء بها".

وتابع: "هنا تكمن المشكلة ويبدأ الحل، فمتى ما فرقنا بين ذواتنا ومصالحنا الشخصية الأنانية وبين الوطن ندرك بأن الوطن أكبر من كل تلك الاعتبارات وأن علينا أن نحبه مهما كانت الظروف التي نمر بها ومهما كانت حالة الوطن حسنة أم سيئة".

فيما قالت ساره قاسم هيثم، القيادية في التجمع اليمني للإصلاح في محافظة تعز، وابنة أحد شهداء ثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة، "تبقى الوحدة اليمنية هي الرافعة الوطنية لانتشال اليمن من التحديات الوجودية لليمن واليمنيين".

أما الكاتب والمحلل السياسي عبده سالم، فقد أكد أن جميع الدول المجاورة لليمن لا يزعجها بقاء اليمن موحدا، ولا يثير قلقها كما يظن البعض، بل إن التعامل مع دولة يمنية واحدة موحدة أسهل وأضمن لها من التعامل مع كيانين منفصلين، وأضاف: "فمصالح تلك الدول الاستراتيجية وأمنها الإقليمي يرتبطان ارتباطاً وثيقاً ببقاء اليمن موحداً، لأن الانقسام سيخلق حتماً دولتين إحداهما حليفة، والأخرى، بشكل شبه مؤكد، خصم أو خصم محتمل".

وتابع: "وهذا نمط معروف في تجارب الدول المشطرة حول العالم، إذ نادراً ما يجتمع الشطران المنفصلان على قبلة سياسية واحدة، بل غالباً ما تتعارض توجهاتهما الإقليمية والدولية، وفي المقابل، فإن توحُّد وجهة الشطرين خارجياً عادة ما ينعكس على الداخل، فيدفع إلى التلاقي والتكامل الوطني، وهذا ما أثبتته تجارب التاريخ، وما نراه واقعاً في أكثر من نموذج حاضر في العالم".

- عنوان لتماسك الأرض والإنسان

الدكتور فيصل الحذيفي، قال: "بمناسبة عظمة الوحدة اليمنية، الإنسان السوي يكره الفساد والتسلط والظلم والعمالة، لكن لا يكره الوحدة اليمنية إلا شخص يعلن ذلك نكاية بطرف مارس الظلم في حقه باسم الوحدة اليمنية، أو شخص عميل مرتزق لطرف خارجي ويتقاضى مقابل مالي للمطالبة بالانفصال، وبالتالي فإن المواطن اليمني في الجنوب وحدوي حتى النخاع، وهو من طالب بالوحدة ومن دافع عنها".

أما الصحفي رشاد الشرعبي، فقال: "ستظل الوحدة هي مصلحتي الشخصية ومصلحة اليمنيين التي تحققت في 22 مايو الوحدة اليمنية، وستظل عنوانا لتماسك الأرض والانسان والأحلام والطموحات وستصمد أمام عواصف التفكك التي تهب محليا وخارجيا".

فيما قال الصحفي عبدالرقيب الهدياني: "بحساب الزمن حافظت الوحدة على تفوق أخلاقي بينما تعرت المشاريع الصغيرة، خاسر من حاول أن ينال من وحدة الشعب والوطن".

إلى ذلك قال الكاتب عبدالرزاق قاسم: "لم تكن الوحدة، منشأ لأي من الأزمات التي عصفت بالبلاد، ولم تسجل كسبب مباشر في أي اختلال أو تعثر خلال هذه السنين المعدودة من عمرها القصير، فمواضع الخلل كانت وما تزال واضحة المعالم، معلومة المصدر، محسومة المسؤولية، والفشل كل الفشل في الإدارة لا في الفكرة، وفي من تولاها لا في المنجز ذاته".

وأضاف: "بالمقابل، مشروع الانفصال، ورغم ما بات يملك من نفوذ سياسي واقتصادي، وسيطرة أمنية وميدانية، لم يقدم حلاً واحداً لأزمة ماضية، ولم يفتح أفقاً لمعالجة الأزمات اللاحقة، وأصبح أزمة مضافة، ومأزقا جديدا يضاعف تعقيدات المشهد، وهو الذي يروج له بوصفه خلاصاً، لكنه في الحقيقة عقبة كبرى في طريق أي حل ممكن".

الكاتب عبدالعزيز الحمزة، قال: "لم يكن الثاني والعشرون من مايو 1990م رقماً عابراً في تقويم الذكريات، بل هو لحظة مفصلية في التاريخ اليمني الحديث، تجسدت فيها الإرادة الشعبية الحرة، وتلاقت عندها تطلعات الأحرار من شمال الوطن وجنوبه، وامتزجت فيها أهداف ثورتي سبتمبر وأكتوبر في حلمٍ واحدٍ اسمه اليمن الكبير".

وأكد أن "الدولة اليمنية، بمفهومها الدستوري والسيادي، لا يمكن أن تنهض على كيانات متجاورة ومتناحرة، بل على وحدة الأرض، ووحدة القرار، وشراكة السلطة، وعدالة التمثيل، في ظل نظام جمهوري مدني يتسع للجميع، وأي مساس بهذه الأسس هو مساس بجوهر الدولة نفسها، وخيانة لتضحيات أجيال كافحت من أجل يمن موحد حرّ كريم".

وأضاف: "لذلك، فإن اللحظة الراهنة تفرض على القوى الوطنية كافة، وعلى النخب السياسية والاجتماعية، وقفة شجاعة ومسؤولة لإعادة الاعتبار للمشروع الوطني الجامع، لا بوصفه ماضياً مجيداً فقط، بل باعتباره طريق الخلاص، ومفتاح استعادة الدولة، ومقدمة لهزيمة الانقلاب الحوثي واستعادة صنعاء، عاصمة الجمهورية ومهد الدولة".

                         

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
استعدادات الحكومة للحسم العسكري: وزير الدفاع يكشف خطط المواجهة مع الحوثيين

وزير الدفاع في حوار مع “العين الإخبارية”: حربٌ لم ينطفئ لهيبها، وهدنٌ مكسورة، وسلامٌ يُغتال قبل أن يولد.. هنا اليمن.. هنا تُسرق أحلام شعب بقبضة مليشيا لا تعرف إلا لغة الدم.. وهنا قوات شرعية تقف كالطود الأشم، وشعبٌ يقس مشاهدة المزيد