غروندبرغ: تصنيف الحوثيين "قرار أمريكي سيادي"... ولا تقدم في خارطة الطريق

2025-06-10 23:19:16 أخبار اليوم - متابعات

   

أكد المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ، أن الأزمة اليمنية لم تعد محصورة في أبعادها الداخلية، بل باتت مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالسياق الإقليمي، مشيرًا إلى أن التصعيد العسكري الأخير في البحر الأحمر، بما في ذلك الهجمات الحوثية على مطار بن غوريون وردّ إسرائيل بضربات على الحديدة وصنعاء، يعيد اليمن إلى دائرة التوترات الإقليمية المتصاعدة.

وفي حوار مع صحيفة "الدستور" المصرية، الثلاثاء، اعتبر غروندبرغ أن إعلان سلطنة عمان في 6 مايو بشأن وقف الأعمال العدائية بين الولايات المتحدة ومليشيا الحوثي الإرهابية خطوة إيجابية نحو خفض التصعيد في البحر الأحمر، ومن شأنه أن يهيئ بيئة أكثر ملاءمة للتركيز على المسار السياسي الداخلي.

وأضاف: "لا حل دائمًا في اليمن إلا من خلال تسوية سياسية تفاوضية تشمل جميع الأطراف"، مشددًا على أن مكتبه يواصل العمل مع الأطراف اليمنية والجهات الإقليمية والدولية، بما في ذلك مصر، لتهيئة الظروف اللازمة لانطلاق حوار جاد، كما حدث في لقائه بوزير الخارجية المصري في عمّان مطلع يونيو.

عوائق السلام.. وانعدام الثقة

ورغم ما وصفه بـ"التقدم المرحلي"، أقر المبعوث الأممي بوجود تحديات جوهرية تعرقل الوصول إلى سلام مستدام، في مقدمتها انعدام الثقة المتجذر بين الأطراف، وتصاعد الخطاب العدائي، والتدهور الاقتصادي الواسع، مؤكدًا أن هذه التحديات يمكن تجاوزها عبر تعزيز الجهود وإعادة تركيز المساعي نحو عملية سلام يقودها اليمنيون أنفسهم.

وأشار إلى وجود أولويات يتفق عليها جميع الفرقاء، أبرزها: وقف شامل لإطلاق النار، وتخفيف المعاناة الإنسانية، وصرف الرواتب، وضمان تدفق الوقود والخدمات الأساسية، إلى جانب إطلاق عملية سياسية جامعة تشمل كل مكونات المجتمع اليمني.

الموقف من التصنيف الأمريكي والإجراءات الأحادية

وحول تصنيف الولايات المتحدة لمليشيا الحوثي كمنظمة إرهابية، أوضح غروندبرغ أن القرار سيادي يعود إلى واشنطن، لكنه أكد أن النزاع لا يمكن حله عبر إجراءات أحادية، بل من خلال مفاوضات جادة تدعمها جهود دولية منسقة، محذرًا من أن مثل هذه القرارات قد تؤثر على مسار العملية السياسية إذا لم ترافقها جهود شاملة لإنهاء النزاع.

إدانة شديدة لاحتجاز موظفي الأمم المتحدة

وعبر المبعوث الأممي عن إدانته الشديدة لما وصفه بـ"الاحتجاز التعسفي والمطوّل" الذي تمارسه مليشيا الحوثي بحق موظفي الأمم المتحدة والعاملين في منظمات إنسانية ودبلوماسية ومدنية، معتبرًا ذلك انتهاكًا للقانون الدولي وتهديدًا لمصداقية جهود السلام. وطالب بالإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المحتجزين، مشيرًا إلى أن الإفراجات الأخيرة لا تزال غير كافية، فيما لا تزال العديد من العائلات تعيش في قلق وانتظار.

دور النساء في السلام.. ضرورة لا ترف

وأكد غروندبرغ أن مشاركة النساء في عملية السلام ليست مسألة رمزية، بل ضرورة لبناء مستقبل عادل ومستدام، مشيرًا إلى أن مكتبه يعمل على إدماج النساء في المسارات السياسية والاقتصادية والأمنية بشكل فعّال، وليس مجرد تمثيل شكلي. وأضاف: "أى عملية سلام لا تشمل النساء هي عملية ناقصة ومخرجاتها مهددة بعدم الاستدامة".

خريطة الطريق والتحديات الراهنة

وفيما يتعلق بخريطة الطريق التي ترعاها الأمم المتحدة، قال غروندبرغ إن الأطراف كانت قد التزمت نهاية عام 2023 بوقف شامل لإطلاق النار، واتخاذ تدابير إنسانية واقتصادية، والتمهيد لمسار سياسي جامع، إلا أن التصعيد في البحر الأحمر وغيره من التوترات الإقليمية صعّب إحراز تقدم. ورغم ذلك، شدد على أن الحاجة باتت أكثر إلحاحًا لاستئناف هذا المسار، خصوصًا مع وضوح رغبة اليمنيين في تحقيق سلام حقيقي يعيد لهم القدرة على بناء حياتهم بكرامة.

وختم بالقول إن "السلام لا يعني فقط وقف القتال، بل توفير فرص حقيقية للاستقرار والتنمية والعدالة، وهذا لا يمكن تحقيقه إلا بمسار سياسي شامل، وتعاون جاد من الأطراف الإقليمية والدولية، واستمرار وحدة مجلس الأمن"، مؤكدًا التزامه الشخصي والتزام الأمم المتحدة بمواصلة العمل بصبر وتصميم، لأن "السلام في اليمن ليس حلمًا بعيدًا، بل هدف واقعي وممكن التحقيق".

            

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
استعدادات الحكومة للحسم العسكري: وزير الدفاع يكشف خطط المواجهة مع الحوثيين

وزير الدفاع في حوار مع “العين الإخبارية”: حربٌ لم ينطفئ لهيبها، وهدنٌ مكسورة، وسلامٌ يُغتال قبل أن يولد.. هنا اليمن.. هنا تُسرق أحلام شعب بقبضة مليشيا لا تعرف إلا لغة الدم.. وهنا قوات شرعية تقف كالطود الأشم، وشعبٌ يقس مشاهدة المزيد