قدّمت القائمة بأعمال الممثل الأمريكي لدى الأمم المتحدة، السفيرة دوروثي شيا، إحاطة شديدة اللهجة أمام مجلس الأمن حول تطورات الوضع في اليمن، مؤكدة استمرار صمود وقف إطلاق النار في البحر الأحمر والممرات المائية المحيطة به نتيجة نجاح الولايات المتحدة في الدفاع عن حرية الملاحة عبر عمليات بحرية مكثفة خلال الأشهر الماضية.

وأشارت شيا إلى استمرار مليشيا الحوثي الإرهابية في تهديد السلام والاستقرار الإقليمي، محملة إياهم مسؤولية تدهور الأوضاع الإنسانية في اليمن، بما في ذلك إرهاب المدنيين، وعرقلة عمل المنظمات الإنسانية، واستغلال المدنيين والمجتمع المدني، وكذلك استغلال واردات النفط لأغراض غير مشروعة. وأكدت أن مليشيا الحوثي يحتجزون موظفين في الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، مستخدمين اعترافات بالقوة في تهم تجسس باطلة، محذرة من خطر المحاكمات الزائفة وأحكام الإعدام، ومطالبة بالإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين.

وشددت السفيرة الأمريكية على أن الهجمات الصاروخية شبه اليومية التي تشنها مليشيا الحوثي على الكيان الإسرائيلي، بما في ذلك استهداف مطار بن غوريون وتهديدات الحصار الجوي والبحري على ميناء حيفا، تعكس دعم إيران المستمر لهم، معتبرة أن هذه الأعمال الإرهابية تمثل تهديداً ليس لإسرائيل فقط بل للخليج والمنطقة بأسرها. وأكدت دعم الولايات المتحدة الكامل لإسرائيل في حقها في الدفاع عن نفسها، مع تأكيد التزام واشنطن بفرض كافة العقوبات الممكنة على الأفراد والكيانات الداعمة للحوثيين لقطع مواردهم.

كما كشفت دوروثي شيا عن وجود أدلة تدعم حصول مليشيا الحوثي على مكونات وصور ثنائية الاستخدام صينية المنشأ من شركة "تشانغ غوانغ لتكنولوجيا الأقمار الصناعية المحدودة"، التي تتلقى تمويلاً ودعماً مباشراً من الحزب الشيوعي الصيني. وأضافت أن مليشيا الحوثي يعمقون علاقتهم مع حركة الشباب الصومالية، داعية لجنتي خبراء الأمم المتحدة للتحقيق في هذه العلاقة.

في المقابل، حذر المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، من "جمود خطير" في عملية التسوية السياسية في اليمن، مع تصاعد المخاطر الميدانية واحتمالات عودة المواجهات العسكرية، داعياً إلى إحياء مسار تفاوضي شامل تشارك فيه كل الأطراف، بما في ذلك مليشيا الحوثي، عبر جهود الوساطة الأممية.

وأشار نيبينزيا إلى توقف فعلي للمفاوضات منذ عامين، مع ضرورة تعزيز الثقة بين الفرقاء لإنجاح خارطة الطريق، مؤكداً دعم روسيا لجهود المبعوث الأممي هانز غروندبرغ. ولفت إلى أن وقف إطلاق النار في البحر الأحمر لم يؤدِ إلى تهدئة حقيقية، حيث تواصل مليشيا الحوثي استهداف إسرائيل، بينما ترد تل أبيب بردود "غير متناسبة" طالت المدنيين والبنية التحتية في اليمن، منوهاً بتفاقم الأزمة الإنسانية التي تطال أكثر من 19.5 مليون شخص يعانون من نقص في التمويل والمساعدات.

وانتقد المندوب الروسي استمرار احتجاز مليشيا الحوثي لموظفي الأمم المتحدة والمنظمات، واعتبر الأمر انتهاكاً للقانون الدولي لكنه دعا لمعالجة القضية عبر "دبلوماسية هادئة" مع ترحيبه بالحوار القائم بين الأمم المتحدة ومليشيا الحوثي شأن المعتقلين. واختتم بالإشادة بدور بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة في تخفيف التوتر وتأمين الإمدادات الإنسانية في غرب اليمن.