2025-07-08
اليمن: دوامة الأزمات والحلول المؤقتة.. هل من مخرج؟
خلال الفترة بين منتصف مارس وحتى السادس من مايو من العام الجاري، كثّفت القوات الأمريكية والإسرائيلية ضرباتها الجوية على أهداف تابعة لمليشيا الحوثي الإرهابية في المناطق الواقعة تحت سيطرتها، وكانت منطقة السبعين جنوب صنعاء، واحدة من المناطق التي شهدت بعض أعنف الغارات التي استهدفت البنية العسكرية والأمنية للمليشيا.
وحوّلت مليشيا الحوثي منطقة السبعين الحيوية إلى مركز تمركز رئيسي لها على الصعيدين العسكري والأمني، مستفيدة من البنية التحتية المصممة أصلاً لتلبية احتياجات الحزام الأمني المحيط بالمجمع الرئاسي، الذي كان يعد مركز السلطة الأعلى في البلاد، وكانت تسكنه نخبة من كبار المسؤولين والقادة العسكريين والشخصيات المرتبطة بالسلطة.
ولم تتوقف الضربات الجوية الأمريكية والبريطانية، ومن قبلها هجمات تحالف "عاصفة الحزم"، على المجمع الرئاسي الممتد على مساحة جغرافية واسعة تصل إلى جبال "النهدين" الاستراتيجية، وهي مرتفعة حاكمة مطلة على الرئاسة وكامل المنطقة الأمنية.
كانت تتمركز في المجمع عدة ألوية عسكرية من الحماية الرئاسية والحرس الخاص ووحدات من الدفاع الجوي والصواريخ. وتلك الجبال كانت إحدى القواعد العسكرية الرئيسية في العاصمة، تضم مرافق وقدرات كبيرة، وفيها أيضا مخازن استراتيجية للصواريخ والتقنيات المتطورة تم تأمين تخزينها في مخابئ مدفونة شديدة التحصين تم نحتها أسفل المرتفعات.
حي 14 أكتوبر.. المربع الأمني القريب
في وقت متأخر من مساء يوم السبت 14 يونيو، شهدت المنطقة تفجيرات طالت أهدافا مهمة لمليشيا الحوثي، فرضت المليشيا تعتيما شديدا حول طبيعة تلك الأهداف.
وفقا لمعلومات ومصادر "ديفانس لاين" فقد وقعت ثلاث هجمات إسرائيلية في حي 14 أكتوبر، استهدفت أحد المقار التابعة لجهاز الأمن والمخابرات، ومركزا للقيادة والسيطرة وتنسيق العمليات، ومنزلا تستخدمه المليشيا لأعمال عسكرية.
يقع الحي إلى جهة الغرب من المجمع الرئاسي، ضمن الامتدادات القريبة لأنساق الحماية الأمنية للمجمع الرئاسي.
تقع في هذا المربع، عدة منشآت عسكرية وأمنية وحكومية، بينها مستشفى القدس العسكري، وهو أقرب نقطة طبية للرئاسة والقوات المتمركزة فيها، يقع قرب حوش النهدين من جهة الغرب. وكذلك مستشفى لبنان غير الحكومي، تستخدمه المليشيا لعلاج جرحاها وعناصرها.
كما تقع فيه جامعة الرشيد الذكية، وهي جامعة أهلية جديدة افتتحها رئيس حكومة الحوثيين في سبتمبر 2021.
وبالقرب يقع مقر الجامعة اللبنانية، وهي فرع للجامعة اللبنانية الدولية في بيروت، تم افتتاحه عام 2006. وكذلك مقر الجامعة اليمنية.
وقد سيطرت مليشيا الحوثي على منازل معارضيها ومنازل المواطنين التي لا تثق في ولائهم وحوّلتها إلى مقار ومراكز عمليات وجعلتها منطقة تمركز عسكرية وأمنية، ونقلت إليها قدرات حربية فيما انتقل بعض قادة المليشيا للإقامة في المنطقة، وتستخدم المباني مقرات بديلة لمكاتب الرئاسة، هروبا من الهجمات.
وكانت المليشيا قد قامت مطلع العام 2018 بطرد سكان الحي واستأجروا منهم المنازل باستخدام القوة وقاموا بإغلاق الحي وعمل حواجز خرسانية ونقاط حراسة. وفقا لمصادر وإفادات مواطنين.
واحدة من الهجمات الإسرائيلية وقعت في منزل من طابقين على الأقل، داخل حوش يضم أربع فلل وعمارة مرتفعة، تقع غربي مبنى مستشفى القدس، بين مبنى جامعة الرشيد ومبنى مستشفى لبنان، في مربع 14 أكتوبر الواقع غربي جبل النهدين.
المبنى المستهدف يقع إلى الشرق من منزل تسيطر عليه المليشيا استهدفته غارة أمريكية يوم 26 ابريل، بقنبلة خارقة للتحصينات. وقد بدا حينها أن الهدف كان مخبأ أو مخزن تحت الأرض.
وبالقرب استهدفت غارة منزلا في اليوم الثاني. وغارة أخرى طالت مبنى في ذات المربع، ترجح المصادر أنه مقر مؤقت وغرفة عمليات تابعة لجهاز الأمن والمخابرات الذي يقوده عبدالحكيم الخيواني، ويعاونه عبدالقادر الشامي. هذا الجهاز تم تأليفه من دمج جهازي الأمن القومي والأمن السياسي اليمنية بعد سيطرة مليشيا الحوثي عليها.
وفي هذا المربع يقع أحد البيوت التي يسكن فيها رئيس المجلس السياسي الأعلى لمليشيا الحوثي مهدي المشاط، ويرجح أنه كان هدفا للهجمات. وفقا لمصادر ديفانس لاين.
كما يقيم في الحي القيادي محمد الغماري، رئيس هيئة الأركان مليشيا الحوثي. وقد كانت وسائل إعلام إسرائيلية تحدثت عن استهدافه شخصيا. بحسب المصادر.
شبكة أنفاق واستحداثات
تشير معلومات ومصادر "defense line" إلى أن المليشيا الحوثية طوّرت بدرومات ومرافق تحت الأرض في بعض الأحواش والمساحات الخالية، كغرف عمليات ومراكز تنسيق عمليات رئيسية. وأعادت تأهيل المخابئ والأنفاق وأنشأت أخرى جديدة.
كما طوّرت المليشيا منشآت مدفونة لورش صيانة وتصنيع الصواريخ والطائرات المسيّرة ومعامل التصنيع الحربي، يشرف عليها خبراء القوة النوعية يعملون مع مستشارين أجانب.
وتظهر الصور التي وثّقتها الأقمار الاصطناعية وجود استحداثات وأعمال إنشائية أسفل جبل النهدين من جهة الغرب، وبناء مرافق جديدة بدأت من منتصف العام 2023م.
كما تبين الصور التي تتّبعها محرر "ديفانس لاين" وجود أكوام ترابية في بعض الأحواش القريبة يرجح أنها ناتجة عن أعمال حفر تحت الأرض.
إلى الجنوب من تبة النهدين، استهدفت غارة أمريكية أخرى يوم 10 أبريل، عمارة في الحي الذي يقع فيه أحد البيوت التي يسكنها القيادي محمد علي الحوثي، عضو المجلس السياسي والرئيس السابق للجنة الثورية العليا، السلطة الحكومية للمليشيا. وفقا للمصادر.
وفي محيط المجمع الرئاسي تقع مقبرة الشيخ الأحمر ومقبرة الدفعي من جهة الغرب. ومن الشرق مقبرة النجيمات ونادي الفروسية.
في أطراف النجيمات المحاذية لحوش الرئاسة وقعت 3 غارات على الأقل يوم السبت 19 أبريل، استهدفت أنفاق ومخابئ تحت الأرض. بحسب المصادر.
وقد كان سكان رصدوا أنشطة ليلية مشبوهة في أطراف المقبرة، ومشاهدة حركة معدات حفر "شيولات" وشاحنات في توقيتات متفاوتة.
الحي السياسي..
إلى جهة الغرب وشمالي غرب، يقع الحي السياسي "حدة" الذي تقع فيه مقرات سفارات وبعثات دبلوماسية ومقار منظمات أممية، وكان يسكن فيها كبار المسئولين ونخبة الشخصيات.
وفي هذا الحي كانت غارات أمريكية استهدفت مقار ومبان يوم 26 أبريل.
وتتحدث معلومات بأن قيادات من المليشيا انتقلت للإقامة في بعض المنازل القريبة من مقرات السفارات بغية الاحتماء من الضربات، بينها قيادات عسكرية وضباط مخابرات، ويتواجد فيها القيادي عبدالله الحاكم (أبو علي الحاكم) مسؤول الاستخبارات العسكرية. بحسب مصادر "ديفانس لاين".
وفي تلك المنطقة تقع مقرات مستحدثة لقيادة المنطقة العسكرية المركزية التي يقودها عبدالخالق الحوثي، شقيق زعيم المليشيا. وكذلك مقرات لقيادة الحرس الجمهوري وألوية الحماية الرئاسية. ويقيم فيها كذلك قادة وضباط في مجموعة ألوية الصواريخ. بحسب المصادر.
ووفقا للمصادر فقد كانت إحدى الغارات النوعية استهدفت عناصر حوثية داخل سيارة كانت تتحرك في محيط المجمع الرئاسي مساء التاسع من أبريل. أفادت معلومات "ديفانس لاين" أن الهدف كان ثلاث شخصيات على الأقل قتلوا في الهجمة، بينهم مسؤول اللوجستي في القوة الصاروخية الحوثية ومساعديه.
مجمع الأمن المركزي
شمالا، تمتد المنطقة الأمنية إلى جامع الصالح والمرافق التابعة له والبساتين والأراضي الخالية الواسعة.
وإلى منصة وميدان السبعين، تستخدمه المليشيا لإقامة الفعاليات والأنشطة وبعض الاستعراضات العسكرية والأمنية. وأنشأت فيها ضريح صالح الصمّاد، رئيس المجلس السياسي الأعلى المليشيا الذي قتل في التاسع عشر من أبريل 2018م.
ويقع فيها متنزهات وملاهي وحديقة السبعين، الممتدة لمساحات واسعة.
وصولا إلى المقر الجديد لوزارة الداخلية الذي كانت المليشيا انتقلت إليه خلال الفترة الماضية، واستخدمت مباني ومقار وبدرومات داخل مجمع قيادة قوات الأمن المركزي.
وقد طالت غارات، 26 أبريل، مبنى وزارة الداخلية، ومخبأ يستخدم كمقر للقيادة والسيطرة وغرف العمليات الأمنية. وأحد مباني الامن المركزي.
واستهدفت أيضا مقرا يستخدمه القيادي عبدالكريم الحوثي، عم زعيم المليشيا، المعين وزيرا للداخلية.
كما استهدفت مقرا مستحدثا لجهاز استخبارات الشرطة ورئيسه علي حسين الحوثي، نجل مؤسس المليشيا.
وتظهر صور وثقتها الأقمار الاصطناعية وجود أعمال إنشائية وحفريات قرب ضريح الصمّاد بدأت منذ مطلع العام الجاري.
حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد
وزير الدفاع في حوار مع “العين الإخبارية”: حربٌ لم ينطفئ لهيبها، وهدنٌ مكسورة، وسلامٌ يُغتال قبل أن يولد.. هنا اليمن.. هنا تُسرق أحلام شعب بقبضة مليشيا لا تعرف إلا لغة الدم.. وهنا قوات شرعية تقف كالطود الأشم، وشعبٌ يقس مشاهدة المزيد