كشفت مصادر دفاعية وأمنية لمنصة "ديفانس لاين" العسكرية عن تصعيد خطير في الدعم الإيراني لمليشيا الحوثي الإرهابية، تمثل في تزويدها بمواد كيميائية خطرة ومعدات متطورة تدخل في صناعة الصواريخ الباليستية وتحضير الوقود الصلب، إلى جانب معلومات استخبارية تشير إلى امتلاك المليشيا لأسلحة كيميائية ومواد مشعة في إطار تحركاتها لتوسيع قدراتها العسكرية.

وبحسب التقارير، فإن طهران كثفت من استثماراتها في المليشيا الحوثية خلال الأشهر الماضية، لا سيما عقب الضربات الإسرائيلية التي طالت مواقعها في سوريا ولبنان والعراق. ويبدو أن إيران تنقل تقنياتها العسكرية إلى مليشيا الحوثي ضمن استراتيجية تصدير الفوضى ومواجهة الضغوط الغربية والإسرائيلية في المنطقة.

قدرات صاروخية متزايدة

منذ نوفمبر 2023، أطلقت مليشيا الحوثي مئات الصواريخ الباليستية متذرعة بـ"نصرة فلسطين"، وفرضت حظرًا عدائيًا على حركة الملاحة في البحر الأحمر وباب المندب. وتشير تقارير استخبارية إلى أن هذا التصعيد يعكس ترسانة متنامية بدعم خارجي، وتوريد معدات من إيران تشمل غلايات وصهاريج وخلاطات صناعية لإنتاج الوقود الصلب.

وأكدت المصادر أن المليشيا تسعى لتطوير صواريخ متوسطة المدى تعمل بالوقود الصلب، الذي يتيح تخزينًا أطول وتجهيزًا أسرع، ويوفر مرونة تشغيلية تتجاوز القيود المرتبطة بالوقود السائل.

تدفق كيميائي مشبوه

تشير معلومات استخبارية إلى أن مليشيا الحوثي تلقوا شحنات ضخمة من نترات الأمونيوم وبيركلورات الصوديوم ونترات البوتاسيوم الخام – وهي مواد أساسية في تصنيع الوقود الصاروخي – عبر طرق تهريب غير مشروعة. ووفق "وول ستريت جورنال"، أشرفت إيران على شحنات نترات الأمونيوم من ميناء بندر عباس، عبر الحرس الثوري الإيراني، فيما وردت كميات أخرى من ليبيا ووجهات وسيطة.

وتعيد هذه المعلومات إلى الأذهان إعلان البحرية الأميركية عام 2022 عن اعتراض سفينة تحمل أكثر من 70 طناً من نترات الأمونيوم كانت في طريقها لمليشيا الحوثي، إلى جانب شحنة مماثلة ضُبطت في ميناء عدن عام 2020.

طائرات مسيرة وخلايا وقود هيدروجينية

وفي سياق متصل، كشفت تقارير دولية عن محاولات حوثية لتهريب مكونات خلايا الوقود الهيدروجينية المستخدمة في تشغيل الطائرات المسيّرة، حيث تم ضبط شحنة في البحر الأحمر تحتوي على أنظمة متطورة صُنعت في الصين، تم تمويهها على أنها أسطوانات أكسجين.

كما احتوت الشحنة على محركات أوروبية لتشغيل صواريخ كروز، ورادارات، وأجهزة تتبع للسفن، وصواريخ مدفعية موجهة، ومئات الطائرات التجارية المسيّرة، ما يعكس حجم الدعم الإيراني وتعقيد منظومة التسليح الحوثية.

تهديد متصاعد للأمن الإقليمي والدولي

يرى خبراء عسكريون أن هذه التحركات تمثل نقلة نوعية خطيرة في قدرات مليشيا الحوثي، وتهديدًا مباشرًا لأمن المنطقة والملاحة الدولية، خاصة مع التصعيد المستمر ضد السفن التجارية والمصالح الغربية.

وأكدت مصادر دفاعية لـ"ديفانس لاين" أن مليشيا الحوثي يمتلكون بالفعل البنية التحتية اللازمة لتصنيع الذخائر الصاروخية بشكل مستدام، ما يعزز قدراتهم على شن هجمات طويلة الأمد ضمن أجندة إيرانية واضحة لزعزعة استقرار المنطقة.