في أجواء جماهيرية مميزة وعلى أرضية ملعب الجزيرة بضاحية مانهاتن في مدينة نيويورك، خطف فريق لكوانا بافلو نيويورك الأضواء بتتويجه المستحق بلقب بطولة الولايات المتحدة للجاليات اليمنية لكرة القدم، بنسختها الخامسة، بعد فوزه على الفريق القوي هامترامك سيتي بهدفين دون رد، في نهائي كبير جمع بين أكثر فريقين استقراراً وأداءً في البطولة.

شهدت الدقائق الأولى من اللقاء سيطرة ميدانية واضحة لهامترامك سيتي، مدعومة بتحركات الثلاثي علاء الغيثي، وبليغ الجهيم، وزكريا حسين، الذين صنعوا فرصاً خطيرة منذ صافرة البداية، وفي الدقيقة الخامسة، كاد ضياء أودو أن يمنح التقدم لهامترامك عندما انفرد بالحارس وسدد كرة قوية ارتطمت بالقائم الأيمن، في واحدة من أخطر فرص المباراة.

ثم جاء الرد من علاء الغيثي بتسديدة دقيقة من داخل المنطقة، لكنها مرت بمحاذاة القائم الأيسر.

ورغم البداية القوية لهامترامك، إلا أن لكوانا بافلو نيويورك عاد تدريجياً للقاء، وبدأ يفرض أسلوبه بعد أن غيّر من خطة اللعب التي اصطدمت بتنظيم دفاعي محكم. وعندما قرر الاعتماد على الاختراق من العمق، نجح علي الشاويش في كسر الجمود، بعد أن استلم تمريرة بينية خلف المدافعين، وسدد كرة متقنة داخل الشباك، واضعًا فريقه في المقدمة في الدقيقة 25، وكان بإمكان الشاويش أن يعزز النتيجة بعدها بدقائق، لكنه اصطدم بردة فعل رائعة من حارس هامترامك إسماعيل حيدان، الذي أبقى فريقه في المباراة.

واستمرت محاولات هامترامك حتى نهاية الشوط الأول، لكنها لم تكن فعالة، وانتهى النصف الأول بتقدم لكوانا بهدف نظيف.

مع بداية الشوط الثاني، وجد هامترامك سيتي نفسه في وضع غير معتاد عليه خلال البطولة، إذ أنها المرة الأولى التي يتأخر فيها بالنتيجة، وبدأ بالضغط الهجومي المكثف، محاولاً تعديل النتيجة، لكن حظوظه تراجعت بعد إلغاء هدف بداعي التسلل أحرزه ضياء أودو، إثر متابعته تسديدة صالح الزوقري، أثرت الإصابات بشكل كبير على أداء هامترامك، خصوصاً غياب اللاعب المؤثر مجيب نهشل، وتراجع مستوى نجم الفريق البحري البحري، مما أفقد الفريق توازنه الهجومي المعتاد.

وحاول الفريق العودة من خلال تسديدات بعيدة أبرزها من محمد البحري وضياء أودو، إلا أن حارس لكوانا، إيمانويل ريميريز، كان في الموعد بتصديات رائعة حافظت على نظافة شباكه.

في المقابل، لعب لكوانا بافلو نيويورك بذكاء تكتيكي كبير، معتمدًا على الدفاع الصلب بقيادة آدم سيف، والانطلاقات المرتدة السريعة التي قادها علي العمري، الذي كان رجل اللحظة عندما نجح في تسجيل الهدف الثاني في الدقيقة 40 من الشوط الثاني، بعد مراوغة رائعة لحارس هامترامك، أودع على إثرها الكرة في المرمى مؤكداً فوز فريقه، ورغم طرد اللاعب هيلان محسن من فريق لكوانا قبل نهاية اللقاء بدقائق، إلا أن الفريق حافظ على هدوئه وأغلق المساحات، لينهي المباراة بفوز مستحق بهدفين دون مقابل.

هذا الفوز يُعد الأول لفريق لكوانا بافلو نيويورك في تاريخ البطولة، حيث تمكن من كسر هيمنة فريق هامترامك سيتي الذي كان قد تُوّج باللقب في مناسبتين سابقتين، مما منح اللقاء طابعاً خاصاً وحماسياً.

وبهذا الإنجاز، ينضم لكوانا لقائمة الأبطال في بطولة باتت تمثل منصة رياضية واجتماعية هامة للجالية اليمنية في الولايات المتحدة.

عقب إطلاق صافرة النهاية، انطلقت الاحتفالات من لاعبي وجمهور لكوانا، وسط أجواء مبهجة غلبت عليها الأعلام والطبول والأهازيج اليمنية التقليدية، في مشهد احتفالي رائع، عكس مدى عشق الجالية للعبة الشعبية الأولى.

وتم تتويج الفريق بالكأس والميداليات الذهبية، في حضور عدد من الشخصيات الرياضية والاجتماعية اليمنية والأمريكية، الذين أشادوا بمستوى التنظيم والمنافسة في البطولة، مؤكدين دعمهم المستمر لمثل هذه الفعاليات التي تعزز من الروابط بين أبناء الجالية.

كما سدل الستار على دوري كرة القدم لفئة 35 عامًا ضمن البطولة بتتويج فريق يمن يونايتد نيويورك بلقب البطولة بعد فوزه على فريق النصر ميشيغن، الذي انسحب من المباراة النهائية، ما منح "يمن يونايتد" الفوز وحسم اللقب رسميًا.

ويُعد هذا الفوز إنجازًا مهمًا لفريق يمن يونايتد نيويورك الذي قدّم أداءً قويًا طوال البطولة، مؤكّدًا تفوقه واستحقاقه للتتويج بلقب هذا العام.

من جانبهم، عبّر منظمو البطولة عن شكرهم وتقديرهم لجميع الفرق المشاركة، مؤكدين أن هذه البطولة السنوية باتت تمثل مناسبة رياضية واجتماعية تجمع أبناء الجالية اليمنية من مختلف الولايات الأمريكية، وتساهم في تعزيز الروابط بينهم، بالإضافة إلى إبراز المواهب الرياضية في أوساط الجالية، يُذكر أن بطولة الجاليات اليمنية في نيويورك تُقام للسنة الخامسة على التوالي، وتحظى بمشاركة واسعة واهتمام كبير من الجاليات اليمنية في الولايات المتحدة.