أثار علماء الآثار حيرة واسعة بعد العثور على مجموعة من الأحذية الرومانية الجلدية الكبيرة بشكل غير اعتيادي، والتي يعود عمرها إلى نحو 2000 عام، في موقع حصن ماغنا الروماني في نورثمبرلاند البريطانية.

ووفقًا لتقارير «الإندبندنت» و«بي بي سي»، عُثر على ثمانية أحذية بطول لا يقل عن 30 سنتيمترًا، ما يعادل مقاس 13 إلى 14 في مقاييس المملكة المتحدة، وهو حجم أكبر بكثير من الأحجام المعتادة في تلك الحقبة. تم اكتشاف الأحذية ضمن خندق دفاعي استخدمه الرومان كمكب للنفايات، وقد حافظت تربة الموقع على الأحذية بفضل انخفاض نسبة الأكسجين.

وقالت عالمة الآثار راشيل فريم: «يبدو الأمر غير عادي نوعًا ما... ربما يعود ذلك إلى أن الناس الذين كانوا يعيشون هناك لديهم أقدام أكبر أو أطول، لكننا لا نعرف السبب». وأشارت إلى أن البحث لا يزال مستمرًا لفهم خلفية هذا الاكتشاف.

بدورها، أضافت الدكتورة إليزابيث غرين، خبيرة الأحذية من جامعة ويسترن أونتاريو، أن هذه الأحذية أكبر بكثير من معظم الأحذية الرومانية المكتشفة سابقًا، مما يفتح المجال أمام فرضيات جديدة حول السكان الذين عاشوا في ماغنا.

في سياق متصل، شهد جنوب شرق لندن اكتشافًا أثريًا بارزًا لطريق روماني عمره 2000 عام يُعرف باسم «واتلينغ ستريت»، الذي كان يمتد من الميناء الروماني في دوفر عبر لندن إلى ويست ميدلاندز. يُعد هذا الطريق، الذي يبلغ طوله 276 ميلًا، أحد أهم طرق الغزو الروماني لبريطانيا بعد عام 43 ميلاديًا، واستخدمه أباطرة مثل الإمبراطور هادريان.

وأوضحت عالمة الآثار جيليان كينغ أن الاكتشاف أعاد رسم خريطة الطرق الرومانية في لندن، مؤكدًة أهميته الكبيرة للبحث الأثري في العاصمة البريطانية.

ويقع الجزء المكتشف من الطريق جنوب تقاطع طريق «أولد كنت» وطريق «إيلدرتون»، وهو محفوظ بشكل جيد، حيث يبلغ عرضه حوالي 5.8 أمتار وارتفاعه 1.4 متر، ويتميز بطبقات من الحصى والطباشير التي تؤكد متانة تصميمه. يُعتقد أن السطح الأصلي كان مصنوعًا من مادة مشابهة ومرتفعًا ليكون على مستوى الطرق الحديثة، لكنه فقد مع مرور الزمن.

وقد تم إعادة اكتشاف هذا الجزء من طريق واتلينغ خلال أعمال إعادة بناء كنيسة «سانت ماري لي بو» التي أشرف عليها المهندس المعماري كريستوفر رين بين عامي 1671 و1673، بعد الحريق الكبير الذي دمر لندن عام 1666.