في مشهد مروع وثقه مقطع فيديو انتشر على نطاق واسع، أقدمت عناصر أمنية تابعة لمليشيا الحوثي الإرهابية على سحل بائع متجول يبيع التين الشوكي (البلس) في أحد الأسواق الشعبية بالعاصمة المختطفة صنعاء، بطريقة مهينة ووحشية أمام أعين المارة، ما يعكس حجم الانتهاك اليومي للكرامة الإنسانية تحت حكم المليشيا الإرهابية.

وأظهر الفيديو لحظة الاعتداء العنيف على البائع، وسط صرخاته المؤلمة، حيث سحله عناصر المليشيا بغلظة وقسوة دون مراعاة لوضعه أو احترام حرمة السوق المزدحم بالمواطنين.

وكشفت مصادر محلية أن الضحية كان جندياً سابقاً في الجيش اليمني، اضطر للعمل بائعاً متجولاً بعد أن قُطع راتبه من قبل المليشيا نتيجة رفضه التجنيد القسري والانخراط في جبهات المليشيا، وهو مصير مشابه لآلاف الجنود والضباط الذين تعرضوا للتنكيل بسبب مواقفهم الوطنية الرافضة للمليشيا.

ووصف ناشطون الحادثة بأنها امتداد لسياسة القمع المنهجية التي تمارسها مليشيا الحوثي بحق الفقراء والباعة المتجولين، حيث تفرض عليهم جبايات وإتاوات، وتعاقبهم بالسحل والإهانة في كل مرة تزداد معاناتهم، في حين ينعم قادة المليشيا وأقاربهم بالترف والثراء على حساب معاناة المواطنين.

وأكد حقوقيون أن هذه الجريمة ليست تصرفاً فردياً عابراً، بل جزء من نمط متكرر تنتهجه المليشيا كسلطة قهرية وقمعية تستهدف أضعف فئات المجتمع لإخضاعهم واستباحة كرامتهم نفسياً ومادياً، وسط غياب القانون والأمن، ووجود "مشرفين" هدفهم ليس إنصاف الناس، بل كسرهم وتحطيمهم.

وتأتي هذه الجريمة في ظل استمرار صمت المجتمع الدولي وتواطؤ منظمات حقوقية تكتفي بإصدار تقارير دون ممارسة أي ضغط حقيقي لوقف هذه الانتهاكات، مما جعل من دماء اليمنيين وكرامة الفقراء وقوداً يومياً لجماعة إرهابية لا تعرف سوى السحق والإذلال.