2025-11-07
تركيب شاشات عملاقة في ملعبي الناصر عزان والناصر عرفان بأبين

انتهت مشاركة منتخبنا الوطني للناشئين في بطولة كأس الخليج الأولى، بخروجٍ مبكر بعد ثلاث هزائم متتالية أمام قطر والإمارات وعُمان. مشاركة كانت مخيبة للآمال، خصوصًا أننا تعودنا عبر عقود طويلة أن تكون منتخبات الفئات العمرية مصدرًا للفرحة، ونافذة أمل لهذا الشعب الذي يرى في كرة القدم المتنفس الوحيد وسط واقعه الصعب.
لكن هذه المرة كان المشهد مختلفًا؛ أداء باهت، غياب للهوية، وأخطاء واضحة جعلت المنتخب يظهر بصورة غير معتادة على فرقنا في هذه الفئة. حتى الجمهور اليمني العاشق لكرة القدم عزف عن الحضور في المباراة الأخيرة، في رسالة صريحة عن حجم الخيبة.
بين النقد والإصلاح
أكتب هذه الكلمات من باب المسؤولية وليس لتوجيه اللوم أو الإحباط. أعرف أن هناك حساسية من النقد لدى بعض الإدارات الرياضية، التي تعتبر أي قراءة فنية مجرد تصفية حسابات أو رغبة في لفت الأنظار. لكنني أؤكد أن النقد البناء هو بداية الإصلاح.
لقد مررنا نحن كلاعبين بنفس الظروف، وذقنا مرارة الإخفاقات لأسباب متشابهة، وها نحن اليوم نكرر نفس الأخطاء التي تجعل كرة القدم اليمنية في ذيل قافلة المنطقة، فيما تتقدم علينا منتخبات كانت بالأمس تخسر منا بالعشرات.
غياب الهوية الفنية
أول ملامح الإخفاق كان غياب الهوية الفنية. لم نرَ أسلوبًا واضحًا داخل الملعب، ولم تظهر شخصية المنتخب كما يجب. السبب يبدأ من عملية الاختيار نفسها؛ اختيار غير مدروس للاعبين جعل الأداء يعتمد على الاجتهادات الفردية بدلًا من منظومة جماعية منسقة.
منتخب الفئات العمرية لا يحتاج إلا لموهبة صافية يتم صقلها بالأسلوب الصحيح، مع مدرب يعرف كيف يبني هوية واضحة، وخطة لعب متماسكة، ثم يطورها تدريجيًا. هذا للأسف كان غائبًا تمامًا.
ضعف اللعب الجماعي والبدني
كرة القدم الحديثة لا تحتمل الفردية. كل شيء فيها يُبنى على ترابط الخطوط. منتخبنا عانى من ضعف واضح في اللعب الجماعي، لم يكن هناك انسجام بين الدفاع والوسط والهجوم، ولا وضوح للأدوار التكتيكية.
أما البدني فحدث ولا حرج؛ أغلب اللاعبين ظهروا بلياقة ضعيفة، انعكست على البطء في الارتداد الدفاعي، وفقدان التركيز مع مرور الوقت. كان واضحًا أن الإعداد لم يكن بالمستوى المطلوب، وأن اللاعبين دخلوا البطولة وهم أقل بدنيًا من خصومهم.
قصور إداري وتحضيري
الإعداد المتأخر، غياب المعسكرات الطويلة، ندرة المباريات الودية القوية، كلها عوامل لا يمكن التغاضي عنها. كيف نطلب من لاعبينا أن يقفوا ندًا لمنتخبات لديها خطط متكاملة منذ سنوات؟
كرة القدم ليست مجرد تجميع لاعبين وارتداء قميص المنتخب. هي مشروع متكامل يبدأ من اكتشاف الموهبة في الأندية، مرورًا ببرامج إعداد طويلة، وصولًا إلى دعم مالي ونفسي يواكب طموحات اللاعب. في المقابل، واقعنا يعتمد على الحلول الترقيعية والمشاركات المفاجئة.
الدرس الأهم: ما بعد البطولة
الخروج من بطولة الخليج ليس نهاية الطريق. لكنه محطة مهمة يجب أن نقف عندها بجدية. إذا أردنا استعادة مكانتنا، علينا أن نبدأ من الآن:
بناء منتخب على أساس اختيار مدروس ولاعبين مؤهلين فنيًا.
صياغة هوية واضحة للمنتخب، مع جهاز فني قادر على وضع بصمة تكتيكية.
الاهتمام بالإعداد البدني والنفسي، عبر معسكرات ومعايير احترافية.
زيادة الاحتكاك الخارجي بمباريات قوية ومعسكرات خارجية.
دعم إداري يتعامل مع كرة القدم كمشروع وطني، لا مجرد مشاركة عابرة.
لا نحتاج لمعجزات
كرة القدم في اليمن لا تحتاج إلى معجزات، بل إلى إدارة واعية تعرف كيف تستثمر الموهبة اليمنية التي لا تنضب. الناشئون الذين ودعوا بطولة الخليج اليوم، هم أنفسهم قادرون على أن يكونوا أبطال الغد إذا وُضعوا في بيئة صحيحة.
رسالتي الأخيرة أن النقد ليس لإحباط اللاعبين، بل لإصلاح المسار. أبناؤنا يستحقون أن يجدوا من يقودهم بوعي وخبرة، ويمنحهم الثقة والظروف السليمة. وحده التخطيط والعمل المستمر قادران على إعادة منتخب الناشئين، ومعه الكرة اليمنية، إلى الواجهة من جديد.
*لاعب المنتخبات الوطنية السابق
تركز مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران مجهوداتها الرئيسية على تعبئة المجتمع وتجنيده عسكريًا وتأطيره أيديولوجيًا، لخدمة مشروعها وحروبها المستقبلية، استنساخًا للتجربة الإيرانية. زعيم الميليشيا أفصح عن تدريب أ مشاهدة المزيد
▪ لواء المغاوير .. مسيرة تضحيات وبطولات خالدة. ▪ بشائر النصر تلوح.. والحوثي صفحة سوداء إلى زوال. ▪ الوضع الميداني اليوم أكثر استقرارًا وصمودًا. ▪ سبتمبر هوية وهواء يتنفسه المقاتلون. ▪ التنسيق العسكري في محور مران جسد واح مشاهدة المزيد