أكد نائب وزير الخارجية، مصطفى نعمان، أن الحكومة اليمنية ملتزمة ومتمسكة بالسلام كمسار أساسي لحل الأزمة، مشددًا على أن الحرب لن تسهم في معالجة الأزمة التي وضعتها مليشيا الحوثي الإرهابية على البلاد والإقليم والعالم.

وفي مقابلة مع يمن ديلي نيوز، تطرق نعمان إلى الحراك المكثف الذي شهدته سلطنة عمان مؤخرًا لكل من مبعوث الأمم المتحدة، ونائب وزير الخارجية الإيراني، ومليشيا الحوثي الإرهابية، موضحًا أسباب اللقاءات المكثفة التي أجراها المبعوث الأممي غروندبرغ مع مليشيا الحوثي مقارنة بالحكومة اليمنية، ومدى صلاحية خارطة الطريق بعد مرور عامين على اقتراحها.

وقال نعمان: "الحكومة اليمنية هي الجهة الوحيدة المسؤولة والمعنية كليًا بالمواطن اليمني وبملف اليمن، ولا يعني أن الصعوبات الاقتصادية الحالية تجعلها بعيدة عن مجريات الأمور". وأضاف: "الحكومة ترى أن مسار السلام هو الطريق الوحيد للتقدم، وأن على مليشيا الحوثي التوقف عن أوهام القوة والترهيب والابتزاز للمجتمع الدولي".

وحول الحراك الأخير في سلطنة عمان، أوضح نعمان أن تصرفات مليشيا الحوثي الإرهابية التعسفية، بما فيها اعتقال عدد كبير من الموظفين الدوليين والمحليين العاملين في المجال الإنساني، كانت الدافع الرئيس لهذه اللقاءات.

وأضاف: "هذه الإجراءات الإرهابية أضرت بمصلحة المواطن اليمني، وأدت إلى وقف الكثير من التمويل لبرامج الأمم المتحدة ومنظمات المجتمع المدني، ما سيضاعف المعاناة الإنسانية والاجتماعية لليمنيين".

ولفت إلى أن الحوثيين لم يكتفوا بالتخلي عن التزاماتهم تجاه المواطنين، بل ضاعفوا الجبايات غير القانونية وحرمان الناس من التعبير عن آرائهم، وجعلوا الاعتقالات وسيلة الحكم الوحيدة.

وبخصوص اللقاءات المكثفة التي أجراها مبعوث الأمم المتحدة غروندبرغ، قال نعمان إن الحكومة على تواصل دائم مع مكتبه، وإن اللقاءات مع المسؤولين اليمنيين تتم عند توفر الفرص. وأوضح أن المبعوث التقى الحكومة أكثر من مرة، رغم أن اللقاءات مع مليشيا الحوثي كانت أكثر لظروف الموضوعات. وأضاف: "الحكومة تدعم عمل المبعوث وتحرص على تيسير نشاطه وتحركاته وكل المنظمات الدولية العاملة في اليمن".

وعن خارطة الطريق التي اقترحت عام 2023، قال نعمان: "كانت مجموعة أفكار كفيلة بحلحلة الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي سببها مليشيا الحوثي الإرهابية منذ سيطرتهم على صنعاء في سبتمبر 2014 ونهب المؤسسات، وكانت الحكومة موافقة على المضي في النقاشات مع بعض التحفظات على الأفكار الواردة فيها".

وأضاف: "رغم ذلك، ظن الحوثيون أنهم قادرون على الاستمرار في ابتزاز الداخل والإقليم والعالم، وفرض رؤيتهم الأحادية، مما أدى إلى إضاعتهم فرصة وقف نزيف الدماء وإدخال البلاد في معركة خارجية جلبت الخراب للبنى التحتية التي ظل اليمنيون يبنونها لعقود".