الزنداني لـ«أخبار الخليج»: السلام في اليمن مشروط بخروج الحوثيين ووقف الدعم الإيراني وتهيئة الشراكة الوطنية الحقيقية

2025-11-04 09:22:20 أخبار اليوم/متابعات

  

أكد وزير الخارجية وشؤون المغتربين، الدكتور شائع محسن الزنداني، في حوار خاص مع صحيفة «أخبار الخليج» البحرينية، أن مشاركة اليمن للمرة الثانية في حوار المنامة تمثل فرصة مهمة لتوضيح المشهد اليمني وتعزيز العلاقات الثنائية مع دول مجلس التعاون الخليجي.

 

وشدد معاليه على أن الأبواب مفتوحة للتعاون مع الأشقاء في الخليج، مؤكداً أن الوضع في اليمن لم يعد قضية داخلية فحسب، بل يمتد تأثيره ليشكل تهديداً مباشراً لأمن واستقرار المنطقة، خصوصاً نتيجة تصعيد مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران، وامتداد تهديداتهم إلى البحر الأحمر والملاحة الدولية.

 

وأوضح الوزير الزنداني أن السلام في اليمن لن يتحقق إلا عندما تتخلى المليشيات عن السلاح بالكامل وتلتزم بالشرعية الدستورية والقانونية، وتكون جزءاً من المجتمع اليمني بعيداً عن الإرهاب والقتل والتدمير.

 

وأشار معاليه إلى أن التدخل الإيراني في الشأن اليمني يمثل أحد أبرز التحديات، مؤكداً أن مليشيا الحوثي لم يتمكنوا من الوصول إلى هذا المستوى من القوة إلا بدعم إيراني شامل، سواءً من الناحية العسكرية أو التمويلية، بما في ذلك الاستعانة بعناصر من حزب الله، وهو جزء من مخطط توسعي إقليمي. وأضاف الوزير أن الدعم الإيراني والتمويل الخارجي يمثلان حاجزاً رئيسياً أمام أي عملية سلام، وأن أي حل سياسي لن يكون ممكناً دون معالجة هذا الواقع على الأرض.

 

وحول العلاقات اليمنية – البحرينية، وصف معالي الوزير الزنداني العلاقات بين البلدين بالمتميزة على كافة المستويات، مؤكداً حرص الحكومة اليمنية على تفعيل جميع الاتفاقات الثنائية، خصوصاً في مجال النقل الجوي، مع توفير رحلات مباشرة إلى المملكة العربية السعودية والإمارات والكويت.

 

وفي نص الحوار مع صحيفة «أخبار الخليج»، قال معاليه:

 

مشاركة اليمن في حوار المنامة :

أوضح الوزير أن المشاركة للمرة الثانية في حوار المنامة تمثل فرصة مهمة، نظراً لتعدد المشاركين من مختلف الأطياف، سواء المسؤولين السياسيين أو الأكاديميين والخبراء في مختلف المجالات. وأكد أن هذه المشاركة تعزز قدرة اليمن على عرض الحقائق المتعلقة بالتصعيد الحوثي بعد تصنيفهم منظمة إرهابية دولياً، وتتيح لقاء مسؤولين ووزراء من دول مجلس التعاون الخليجي، مؤكداً أن الأبواب مفتوحة للتعاون مع الأشقاء في الخليج.

 

العلاقات اليمنية–البحرينية :

قال الوزير إن العلاقات مع البحرين متميزة جداً على مستوى القيادة والشعب، مع وجود جالية كبيرة في البحرين تحظى بالرعاية والاهتمام. وأضاف أن الحكومة اليمنية حريصة على تفعيل جميع الاتفاقات، خصوصاً في مجال النقل الجوي لتسهيل سفر المواطنين، مشيراً إلى أن الخطوات التنفيذية مع وزارة النقل والطيران متقدمة، وأن الخطوط الجوية اليمنية جاهزة لتسيير رحلات مباشرة إلى دول الخليج، مع تحديد الموعد النهائي مرتبط بالجهات المعنية.

 

الوضع في اليمن والتحديات :

أكد معالي الوزير أن الوضع في اليمن لم يشهد تغييرات جوهرية بعد التصعيد الحوثي، مشدداً على أن تهديد مليشيا الحوثي يمتد إلى أمن وسلامة البحر الأحمر والملاحة الدولية، وأمن دول المنطقة بشكل عام، موضحاً أن أمن دول المنطقة مرتبط بأمن اليمن واستقراره.

 

دور مجلس التعاون الخليجي في دعم استقرار اليمن سياسياً واقتصادياً:

أوضح الوزير أن مجلس التعاون لعب دوراً إيجابياً من خلال المبادرات الخليجية التي ساهمت في إصلاح النظام السياسي اليمني وتحقيق خطوات مهمة بين الأطراف المختلفة، إلا أن مليشيا الحوثي انقلبوا على هذه المخرجات، ما يعقد مسار السلام.

 

التأثير الإيراني في اليمن:

شدد الوزير الزنداني على أن التدخل الإيراني يمثل العامل الأهم في تعقيد الوضع اليمني، موضحاً أن مليشيا الحوثي لم يصلوا إلى هذه القوة دون الدعم العسكري والمالي والخبرات الإيرانية، بما في ذلك عناصر حزب الله، وأن هذا التدخل جزء من مخطط توسعي إقليمي يهدف للتأثير على أمن واستقرار المنطقة بأكملها.

 

الدعم الإقليمي للحوثيين أكبر حاجز أمام عملية السلام:

أكد معالي الوزير أن الدعم الإيراني للمليشيات يمثل عقبة أساسية أمام أي عملية سلام حقيقية في اليمن، مشيراً إلى أن مليشيا الحوثي لا يمكنهم البقاء أو ممارسة النفوذ دون هذا الدعم، الذي يشمل السلاح والتمويل والخبراء العسكريين.

 

الموقف من مقترحات «حل دولتين »: :

أكد الزنداني أن هذه المقترحات المطروحة مؤخرًا حول ما يسمى "حل دولتين" في اليمن، لا توجد لها أي أسس فعلية على أرض الواقع. وإن الحديث في اليمن يتركز دائمًا على شراكات وطنية حقيقية، والسعي لمعالجة كل القضايا المتعلقة بمصالح اليمنيين بمختلف أطرافها، بما يضمن البحث عن حلول متوازنة وعادلة تلبي احتياجات الجميع.

 

وأوضح أن المشهد السياسي الحالي في اليمن يتركز في الغالب على مواجهة عدو مشترك، وهو مليشيا الحوثي، مع وجود تباينات وبرامج سياسية ومطالب مختلفة لكل قوة من القوى الفاعلة. وأضاف أن هذه التباينات يمكن معالجتها وتسويتها ضمن إطار وطني شامل، بما يتيح تجاوز تأثير المليشيات الحوثية، مشدد على أن أي حل آخر خارج هذا الإطار سيكون غير ممكن أساسًا نظرًا للظروف الراهنة والمعقدة التي تمر بها البلاد.

 

وأشار إلى أن ما يتم تداوله في هذا الصدد لا يعكس الواقع السياسي في اليمن، ولا يمثل موقف الحكومة الشرعية تجاه أي مقترح يخص "حل دولتين". وأكد التركيز على تعزيز الشراكة الوطنية، ومعالجة القضايا الداخلية وفق مصالح الشعب اليمني، بعيدًا عن أي حلول مبتكرة خارج نطاق الشرعية الوطنية.

 

تأثير التصعيدات العسكرية الأخيرة على فرص السلام:

أوضح الوزير أن مليشيا الحوثي يخرقون الهدنة بشكل يومي، مع استمرار الخسائر البشرية، مشيراً إلى أن الحكومة حريصة على عدم الانجرار لتصعيد، وتسعى لتحقيق حل سياسي شامل يضمن حقوق جميع الأطراف ويؤسس لشراكة وطنية حقيقية.

 

تأمين الملاحة في البحر الأحمر وخليج عدن:

أكد أن مسؤولية تأمين الملاحة ليست حكومية يمنية فقط، بل مسؤولية مشتركة للدول المطلة على البحر الأحمر والمجتمع الدولي، مشدداً على أهمية التعاون الإقليمي والدولي لحماية المصالح التجارية وضمان سلامة الممرات البحرية الحيوية.

 

استجابة المجتمع الدولي للاحتياجات الإنسانية في اليمن:

أوضح معالي الوزير أن استجابة المجتمع الدولي لا تزال دون المستوى المطلوب، مؤكداً حاجة اليمن إلى مزيد من الدعم الإنساني الجاد والفاعل.

 

الدور الأمريكي في إنهاء الصراع:

قال الوزير إن الوساطات الدولية، بما فيها الجانب الأمريكي، توقفت بعد التصرفات الحوثية في السابق، ولم تتوافر مبادرات جديدة للتعامل معها بجدية وفعالية.

 

واختتم معالي الوزير الزنداني حواره مع «أخبار الخليج» بالتأكيد على أن السلام في اليمن لن يتحقق إلا بإخراج مليشيا الحوثي الإرهابية من المشهد المسلح والالتزام بالشرعية الدستورية والقانونية، مع توفير الشراكة الوطنية الحقيقية للشعب اليمني بعيداً عن أجندات خارجية تهدف للتأثير في استقرار المنطقة.

 

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
التعبئة الحوثية.. أوعية لعسكرة وتلقين المجتمع على طريقة الباسيج الإيرانية

تركز مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران مجهوداتها الرئيسية على تعبئة المجتمع وتجنيده عسكريًا وتأطيره أيديولوجيًا، لخدمة مشروعها وحروبها المستقبلية، استنساخًا للتجربة الإيرانية. زعيم الميليشيا أفصح عن تدريب أ مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
قائد لواء المغاوير العميد العبسي: النصر حتمي والحوثي إلى زوال

▪ لواء المغاوير .. مسيرة تضحيات وبطولات خالدة. ▪ بشائر النصر تلوح.. والحوثي صفحة سوداء إلى زوال. ▪ الوضع الميداني اليوم أكثر استقرارًا وصمودًا. ▪ سبتمبر هوية وهواء يتنفسه المقاتلون. ▪ التنسيق العسكري في محور مران جسد واح مشاهدة المزيد