تستعد السماء مساء الأربعاء 5 نوفمبر/تشرين الثاني الحالي لاستقبال ظاهرة فلكية استثنائية، حيث سيقترب القمر من الأرض مسافة تقل قليلًا عن 357 ألف كيلومتر، مما يجعله يبدو أكبر وأكثر سطوعًا في مشهد طبيعي نادر لا يتكرر كل عام.

وسيبلغ القمر ذروة اكتماله وقربه من الأرض في ما يعرف علميًا بـ "الحضيض القمري"، وهو أقرب نقطة في المدار البيضاوي للقمر حول الأرض، ما يخلق عرضًا ضوئيًا سماويًا مذهلاً ينتظره عشاق الفلك والمصورون حول العالم.

ويظهر القمر في هذه الليلة بحجم يزيد بنسبة 8% عن المعتاد وبسطوع أعلى بنسبة 16%، ليكون الأضخم بين الأقمار العملاقة لهذا العام. ومن المتوقع أن يكون المشهد واضحًا بالعين المجردة، بينما تمثل هذه الظاهرة فرصة ذهبية لرصد تفاصيل سطح القمر باستخدام المناظير والتلسكوبات.

ويعتبر هذا القمر الأقرب إلى الأرض خلال عام 2025، إذ تفصله عن الأرض مسافة 357 ألف كيلومتر، مقارنة بمتوسط المسافة الطبيعي البالغ 384 ألف كيلومتر، ما يضفي على ظهوره ضخامته النادرة ويجعله يتفوق على كل الأقمار العملاقة السابقة خلال العام.

ويعرف القمر المكتمل في نوفمبر تقليديًا باسم "قمر القندس"، في إشارة إلى فترة نشاط القنادس في بناء السدود وتخزين الطعام، وقد استخدم هذا المصطلح عبر ثقافات متعددة، من قبائل أمريكية أصلية إلى مستوطنين أوروبيين.

وعلى الصعيد العلمي، يؤثر القمر العملاق على مد وجزر الأرض، حيث تزداد قوة جذب المحيطات قليلًا أثناء اقترابه، ما يؤدي إلى ارتفاع طفيف في المد، لكن الفرق لا يتعدى بضعة سنتيمترات مقارنة بالمد القمري المعتاد.

ورغم أن هذا ليس آخر قمر عملاق هذا العام، إذ سيحدث آخر في 4 ديسمبر المقبل، إلا أن القمر لن يعود بهذا الحجم والسطوع قبل 24 نوفمبر 2026، ما يجعل مشاهدته فرصة فريدة.

ويقدم الخبراء نصائح عملية لعشاق التصوير: يمكن التقاط صور رائعة للقمر باستخدام الهواتف الذكية مع تثبيت الجهاز على سطح مستوٍ لتجنب الاهتزاز، بينما يمكن لأصحاب كاميرات SLR استخدام عدسة مقاس 250 ملم للحصول على نتائج أفضل. وللهواة الجادين، فإن عدسة 500-600 ملم أو تلسكوب طويل البعد البؤري يضمنان الحصول على أدق التفاصيل، مع ضبط سرعة الغالق عند 1/30 من الثانية وإعداد ISO منخفض للحصول على صور واضحة ونقية.

المصدر: ديلي ميل