يحاول
البعض عن قصد ومن دون قصد إضفاء الشرعية على بعض الممارسات الخاطئة التي تقود
يحاول البعض عن
قصد ومن دون قصد إضفاء الشرعية على بعض الممارسات الخاطئة التي تقود إلى الفوضى
وذلك من خلال إطلاق بعض العبارات التي توحي بأنها تحمل جزءاً من الصواب وهي في
الحقيقة تكرس ثقافة الفوضى واللامبالاة وتحدي الأنظمة والقوانين وتجاهل عادات
وتقاليد المجتمع ومن تلك الممارسات اختطاف أشخاص أو أطفال لإجبار أسرته على
تلبية مطالب شخصية، وكذلك اختطاف سياح أو أبناء مسؤولين للضغط على جهة الاختصاص
بالعدول عن قرارها أو إجراءاتها المتخذة في قضية من القضايا، وكذلك الاستجابة
لرغبات ومطالب أجنبية تسعى لفرض تشريعات أو قوانين تتنافى مع قيم وأخلاق وعادات
المجتمع اليمني، أو من خلال توصيات وبرامج تنفذها أجندة لا تخدم الأمن والاستقرار،
وتفاقم من الفوضى والاضطراب وكل تلك الأعمال مجرمة عرفاً وقانوناً، لكن هناك من
يحاول إضفاء الشرعية عليها في محاولة لفرض أمر ما يجر إلى مزيد من الفوضى والقلاقل،
لأن تغيير قانون أو مادة منه بما يتصادم مع عادات المجتمع وقيمة إجراء لا يخدم
الأمن العام والاستقرار في المجتمع، وكذلك الانقياد لتوجيهات لا تعلم طبيعة البيئة
اليمنية والتركيبة السكانية لهذا الشعب وعاداته وتقاليده لن تساعد على الاستقرار بل
ستقوض دعائم الأمن في هذا المجتمع وستعمل على زعزعته.
لذا يجب التوقف فوراً عن
إضفاء الشرعية على أعمال تتنافى مع الأخلاق والقيم وتناهض الدستور والقانون حتى وإن
كانت تحت مسميات توحي بأنها تعمل لإحقاق الحق وإقامة العدل، لأنه لا يوجد من يقول
بأن إقلاق السكينة العامة وترويع الآمنين أمر مشروع، كما أنه لا يمكن القول بأن
اختطاف شخص سواءً كان سائحاً أجنبياً أو مواطناً يمنياً أمر مشروع، وكذلك هو الأمر
بالنسبة لاستهداف رجال الأمن ومواطنين بحجة أنهم من هذه المحافظة أو تلك، وإذا كان
كل ذلك مرفوضاً فما بالنا بمن يريد أن يضفي شرعية على أعمال تنذر بانهيار المجتمع
وتفكيك أواصره من خلال تنفيذ أجندة خارجية جلبت لنا الدمار والوبال وحلت الخراب
بالعمران والإنسان وقسمت أوصال المجتمع وشرذمته، وزرعت بين أبنائه بذور الفرقة
والشتات، وأصبحت الدولة في حالة انفصال دائمة عن الشعب، والشعب منقسم على نفسه ويكن
العداء لبعضه البعض، فنرى الفوضى وقد عمت أرجاء البلاد وما ذاك إلا لأن البعض يحاول
أن يعطي الفوضى شرعية تحقق مصلحته فقط بينما تدمر مجتمعاً بأكمله..
فهل يعي
أولئك المتهورون الباحثون عن الدولار حجم الأخطاء التي يرتكبونها بحق الوطن
والشعب؟! وهل يعي أولئك الفوضويون أن أعمالهم ستؤدي بهم إلى الهلاك كما أنهم لن
يفلتوا من العقاب؟ ولن يغفر لهم التاريخ ما ارتكبوه بحق الشعب
والوطن؟.
