"أخبار اليوم" تزور ثانوية العين بلودر وتنقل الواقع المرير الذي تعيشه..

عدم المبنى وشحة الأثاث ونقص المعلمين أهم المنغصات التي تواجه الثانوية، وتحل ضيفة على المدرسة الابتدائية"

2010-12-08 02:48:04 استطلاع/ الخضر عبدالله محمد/ "الحلقة الثانية"


ما إن وطأت قدماي بساط ثانوية العين في مديرية لودر بمحافظة أبين حتى بدأت تلابيب الماضي تعيد ذكريات المقطع المشهود "زمان كانت لنا أيام".. "لكن آه من لكن"، فشتان بين الأمس واليوم.. ماضي مشرق أضاءت فيه الثانوية ذات المجد التليد نورها في جنبات تلك البلاد بشتى اتجاهاته.. ماضي أثمر في تلك المناطق من التي أينعت وحصد ثمارها الأجيال وحاضر غير واضحة معالمة.. فثانوية العين بلودر تصبح وتمسي على هدير حزين.. تلتحف السماء داعية النظر لما أصابها.. وقادم السطور ترويه "أخبار اليوم" التي شدت الرحال صوب تلك الثانوية لتنقل الواقع بالكلمة والصورة..!!

ثانوية العين في أسطر:
نظراً لتزايد أعداد الطلاب الذين أكملوا امتحانات نهاية المرحلة الأساسية وبعد المنطقة عن الثانوية بمدينة لودر بحوالي ثمانية كيلو مترات، وكان الافتتاح الثانوية في عام 1997م أثراً إيجابياً أثلج صدور مواطني المنطقة، بإصدار توجيهات بتأسيس ثانوية العين لتلبي حاجات أعداد كبيرة من طلاب المنطقة ليتسنى لهم إكمال دراستهم الثانوية، والذين كانوا يدرسون في أحد المحلات التجارية المؤجرة.. وظلت الدراسة على هذا الوضع أكثر من ثلاث سنوات، فيما حلت الثانوية ضيفة على مدرسة الشهيد/ العبيدي حتى يومنا هذا ـومنذ ذلك الحين ظلت الثانوية أسماً دون مبنى وتخرجت منها دفعات الطلاب من حملة الشهادة الثانوية وكاتب السطور واحد منهم.
الطلاب يتحدثون

في بداية جولتنا الاستطلاعية زرنا بعض الصفوف الدراسية للالتقاء بالطلاب للسؤال عن الدراسة والصعوبات والهموم التي تواجههم إن وجدت، على النحو التالي:
ـ الطالب محمد الخضر عوضين أول ثانوي تحدث قائلاً:" الدراسة في هذه الثانوية تسير بشكل طبيعي وندرس كافة المواد عدا اللغة العربية والإسلامية التي لا يوجد لها معلمون منذ بداية العام ولنا الآن ثلاثة أشهر وهذه المواد لا تدرس في الثانوية ونتمنى أن تحل المشكلة قريباً والمشكلة الأخرى هي الكثافة الطلابية في الصفوف التي تصل في بعض الصفوف إلى نحو خمسين طالباً في الصف الواحد وندرس في غرف لا تتسع للطلاب، وما يعكر صفو سير الدراسة، عدم توفير بعض الكتب المدرسية والمختبر والأثاث المدرسي كما ترى في حالة إحباط".
الطالب هارون البرشاء الصف ثاني ثانوي "تحدث بنبرة صوت مليئة بالحزن والأسى قائلاً:"نعيش في جو نفسي لا يساعد على تقبل المعلومات، نعاني من الإحباط لا مبنى موجود ولا صفوف مؤثثة ولا مواد مختبر، ونحن أكثر من خمسة وأربعين ندرس طالباً على الأرض في حجرة صغيرة يزدحم فيها الطلاب ويحرمون الاستفادة من المعلومات ومن شرح المدرسين... وكذا عدم وجود خدمات كهربائية..

ـ الطالب محمد عبدربه أحمد الصف ثالث ثانوي علمي قال:"نحن طلاب ثانوية العين ثالث ثانوي علمي نرى أن الدراسة في هذه الثانوية تسير بشكل جيد مع أننا نواجه صعوبة كبيرة في الحضور اليومي والانتقال من مناطق سكننا إلى الثانوية، حيث تصل المسافة إلى حوالي خمسة كيلومترات ولك أن تتصور هذه المعاناة.. أما بالنسبة لوضع الثانوية فليس هناك مبنى رسمي لها، إنما نحن ضيوف على مدرسة الشهيد/ العبيدي، وجميع الفصول الدراسية دون تأثيث والطلاب يفترشون الأرض..
الثانوية تواجه صعوبات وهموم
وتحدث لـ"أخبار اليوم" الأستاذ/ ياسر الخضر ناصر الطلي معلم كيمياء قائلاً:"مر على وجودي في هذه الثانوية عدة سنوات، والمبنى هو نفسه لم يتغير ولم توفر الحكومة مبنى خاص بالثانوية وإنما نزلاء وضيوف بمدرسة الشهيد العبيدي "العين وكل ما نرجو من الجهات المسؤولة سرعة البت في اعتماد مبنى حديث وجديد لثانوية وسرعة العمل على إنشائه ، فهذا أهم مطلب لدى الجميع من إدارة ومعلمين وطلاب وطالبات وأولياء أمور، وأما عن الصعوبات فهناك عدة ومنها عدم توفر الأثاث المدرسي ونقص في معلمي مادتي اللغة العربية والإسلامية.. وقد بذلت إدارة الثانوية جهوداً طيبة ووفرت للمدرسة المواد الأخرى.. والمشكلة التي تواجهنا في الكثافة الطلابية المتزايدة حيث يزيد عدد الطلاب في الصف الواحد على أربعين طالباً وطالبة وهذا بلا شك يؤدي إلى عدم استيعاب الطلاب المعلومات وصعوبة متابعة المعلم لهم في حل الواجبات المنزلية.
الثانوية بين المخرجات الجيدة.. وتجاهل أهل الشأن

تحدث معنا أثناء الزيارة الأستاذ/ محمد عيدروس مدير المجمع التربوي بالعين الذي كلامه فتح نافذة للأحزان قائلاً: "في البداية الشكر موصول للقائمين على صحيفة "أخبار اليوم" لاهتمامهما بهذه المناطق وأوضاعها الهشة، ولا يخفى عليك كونك أحد من تعلم في هذه الثانوية، فالتعليم يسير بشكل جيد ومهنية إلا أنه يعاني الكثير من العجز والقصور في بعض الجوانب، فالثانوية يوجد فيها القسم العلمي فقط، أما القسم الأدبي غير موجود..
 فمبنى الثانوية مؤقت وتابع لمدرسة الشهيد العبيدي "الابتدائية" والثانوية ضيقة على الابتدائية لعدم وجود مبنى خاص بها والطلاب في تزايد ويبلغ عدد الطلاب في الفصل الواحد أكثر من خمسين طالباً وطالبة.. وأضاف:" هناك صعوبات جمة تواجهنا في الثانوية أبرزها المبنى المدرسي والنقص في المعلمين في بعض التخصصات مثل اللغة العربية والإسلامية وعدم توفير أثاث مدرسي، من هذا الأمر كثير من الطلاب يتلقون التعليم وهم يفترشون الأرض واختتم حديثه:"نشكر إدارة مكتب التربية والتعليم لما بذلته من جهود حثيثة تشكر عليها، ممثلة بالأستاذ/ ناصر عوض موسى مدير التربية بلودر الذي وفر ما بإمكانه من توفير لخدمة التعليم في المجتمع التربوي بمدينة العين.
نهاية المطاف
خير الكلام ما قل ودل للمعنيين فقط.. أما آن الأوان لرد الجميل لثانوية بهذا الوزن، وهي تستغيث فلا مجيب؟.. هل ستظل الآذان لتلك النداءات يسدها العجين من جهة والطين من أخرى.. أين ذهبت الوعود في زمن مشهد الانتخابي أم هو ضحك على الدقون؟! والله المستعان..


المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد