بعد نحو شهر تنقضي فترة عامين منذ انتخاب المجالس المحلية الحالية في منتصف سبتمبر 2006م وفي هذه الفترة يفترض وحسب قانون السلطة المحلية أن هذه المجالس قد عقدت ثمانية اجتماعات دورية لها على الأقل. . لكن محلي أبين الراهن الذي مر على رئاسته ثلاثة محافظين لم يعقد إلى الآن غير خمسة اجتماعات فقط في عهد المحافظين مجور وشملان والمحافظ الحالي الميسري.
* الحاصل أن الحديث عن غياب نشاط وفاعلية هذه المجالس منذ انتخابه عسى نفسه على الأوضاع العامة بالمحافظة على السواء وقلت عنه وهو في عامه الأول أنه مجلس ولد ميتاً رقم أنني ألمس من القلق والنقد القوي عن عديد من أعضاءه الذين تربطني علاقات صداقة وود معهم ولكني اختلف معهم في أن توجيه نقدهم واحتجاجهم على ما يحدث من فساد وتسيب وإهمال وغياب المسؤولين يتم ذلك خارج قاعة الاجتماعات الدورية للمجلس، والتي يفترض أن يجاهرون بها داخل القاعة ويتخذون القرارات الشجاعة ولو حتى بالتلويح بسحب الثقة من أحد المدراء العابثين الذين عاثوا في الأرض فساداً نقول التلويح حتى يخاف هذا المدير وذاك ويقلل من إفراطه في اختلاس المال العام وغيابه عن موقع عمله واستهتاره بقضايا وهموم المواطنين أمام سحب الثقة فمن سابع المستحيلات لمجلسنا المحلي المغلوب على أمره الذي لم يحرك ساكناً إزاء تراجيد يا الأحداث المتواترة التي تمر بها المحافظة في أكثر من مجال في الوقت الراهن.
* الأرجح أن ما دفعني لتناول حال محلي أبين المنتخب الذي أشعر باليأس والإحباط من غياب دورة وحضوره مما يحصل ويعاني منه الناس الذين منحوا أعضاءه الثقة لتمثيلهم هو أنني تسلمت يوم أمس مذكرة من الأخوين أحمد السيد ومهدي البكيري عضوي المجلس موجهة للمحافظ أحمد الميسري ونائبه ناصل الفضلي وزاد منسوخة لوزيري الإدارة المحلية والمالية، ومدير المالية بالمحافظة ومدراء المديريات برروا في هذه المذكرة الموقعة من "12" عضواً من إجمالي الأعضاء البالغ عددهم "21" عضواً مع المحافظ امتناعهم عن حضور اجتماع المجلس المقرر أمس لمناقشة وإقرار الموازنة العامة للمحافظة للعام المقبل 2009م لسببين رئيسيين حسب المذكرة أولها مخصصات المجلس المحلي التي لم تعط أو تصرف حسب قانون السلطة المحلية، والسبب الثاني أن الموازنة لم يتم إطلاع أعضاء المجلس المحلي بالمديريات على الموازنة أو مشاركة أعضاء محلي المحافظة قبل إعدادها؛ هاذين السببين فقط اللذين احتج عليهم الأعضاء وأفشلوا اجتماعهم المقرر الاثنين.
* شخصياً أرى أن هذه الأسباب عادية التي ذكرها غالبية أعضاء المجلس الموقعين بالامتناع عن حضور الاجتماع الذي فشل وكان يفترض فيه مناقشة وإقرار موازنة المحافظة وكنت أتوقع قبل أن أقرأ ما احتوته المذكرة أن المجلس صحا ولو متاخراً ليحتج فيه أعضاءه على مظاهر الانفلات الإداري وتفشي الفساد وعرية الفاسدين من المسؤولين الذين لا يعملون ولكنهم عاثوا في الأرض فساداً. . لكن امتناع الأعضاء عن حضور الاجتماع وعرقلة الموازنة لأسباب عادية جعلتني أقتنع أن أعضاء محلي المحافظة يفردون خارج السرب.
* إن المحافظة مثقلة بالمشكلات والتراكمات يا حضرات الأعضاء وكان ينبغي منكم أن تقفوا بمسؤولية أمام الفساد والحوادث الأمنية المزعجة وتتواصلوا مع جهات الرقابة والمحاسبة لإطلاعكم على الخروقات لمسؤولين هم سبب بلوة هؤلاء وتنتزعوا الثقة منهم لا سيما وأن الحظ ساعد بوجود المحافظ الميسري الذي ما زال نظيفاً وفيه من الصراحة والشجاعة والمواجهة التي تجعله معكم في أي قرار تجدوه مناسباً لإنقاذ ما يمكن انقاذه في هذه المحافظة التي نكبت بالمسؤولين من أبناءها الذين دمروها وظلموا كوادرها المركنة لبقائهم دون تغيير أو محاسبة.
* والخلاصة لماذا لم أسمع في اجتماعات محلي أبين من يقول هذا المدير فاسد أو فاشل وغائب عن عمله وهذه الوقائع؟ لماذا لم أسمع من يقول لماذا غاب دور جهاز الرقابة والمحاسبة ولماذا مدير مركز أبحاث الكود ومدير الزراعة بالمحافظة شخص واحد مستحوذ على منصبين وكوادر مؤهلين محرومين؟ ولماذا هذا المدير يدافع عن الفاسدين من مدراء إداراته ولماذا لم يحاسب لوبي الفساد وتشخصوا الأشياء وتسموها بمسمياتها. . ممن تخافون وماذا تخسرون أن تقولوا كلمة الحق في وجه سلطان جار؟ فانتم أمام تحديات اللحظة لتحمل مسؤوليتكم والانطلاق بثورة الإصلاحات وتطهير الفاسدين والخارجين عن القانون، الفرصة ما زالت ممكنة حتى وإن كانت الصحوة متأخرة وأضمن لكم بأن المحافظ الزاهد أحمد الميسري معكم وسيبارك لكم. . بل الراجح سيتقدم صفوفكم. . فهل أنتم فاعلون؟ ونحن نختلف معكم لهذه الأسباب المرتبطة بقضايا الناس ومصير المستقبل لهذه المحافظة الصلبة والخلاف في الرأي لا يفسد للود قضية ودمتم، والله الموفق.
