ثلاثون يوماً تقريباً منذ اندلاع حركة "16 فبراير" التغييرية التي أشعل فتيلها شباب المنصورة بعدن والتي تأتي امتداداً للهبة الشعبية التي امتطى صهوة جواد ثورتها أبناء اليمن الموحد نحو إسقاط نظام فاسد جثم على أنفاس اليمنيين ما يزيد على ثلاثة عقود، قاد البلاد فيها إلى جحيم مستعر، لكن اليمن ما عجزت يوماً في أن تنجب ثواراً للحرية.
 وهاهي ساحات التغيير مكتظة بالاعتصامات الشبابية والتضحيات التي قدمها دعاة التغيير في أنحاء وأرجاء الوطن، سالت فيها دماء زكية ثمناً للكرامة والحرية وللخلاص من شبح التسلط المخيف الذي تزعمه طغاة مستبدون لا يستحقون شرف الانتماء لأرض وصفت باليمن السعيد.
* آخر الأوراق:
في ليلة تنذر بمساء ساخن التقينا بابن الثورة الشاب/ أحمد السيد بملامح وجهه المتفائل ونبرات صوته الثابتة الواثقة من النصر يبشرنا بمستقبل مشرق، كأنه يقرأ في كتاب قائلاً: أوراق النظام الحاكم تسقط اليوم ورقة تلو الأخرىـ فهو في كل يوم يفقد تماسكه وأكبر دليل انضمام عدد من القيادات وأعضاء مجلس النواب والمنظمات المدنية حتى النساء كسرن حاجز الخوف، فلم يعد النظام يخيف حتى الأطفال.
وأضاف السيد: عدن إلى اليوم قدمت "14" شهيداً فداءً للثورة وكلما حاولت السلطة استخدام العنف كلما ازداد الثوار ثباتاً حتى الأوراق الخبيثة التي كان يستخدمها النظام لزرع المناطقية والنعرات الطائفية والقبلية أضحت اليوم مفهومة، فالشعب اليوم على قدر كبير من الوعي والنضج ونقولها أمامكم اليمن واحد والشعار واحد والمطلب إسقاط النظام، وأنا أدعو كافة القبائل اليمنية الانضمام إلى ثورة الشعب مثل القبائل الأخرى التي انضمت لساحة التغيير بصنعاء.
* إصرار وثبات:
لم يكن بأقل إصراراً وثباتاً من أخيه، فلسان حاله يقول: من رافق الأوفياء قويَ بهم: إنه وليد علي ملمي الذي استرسل في الحديث قائلاً: لن يهنأ لي بال حتى يسقط هذا النظام وأنا أظن أن نهايته في هذه الأيام لأنه لن يستطع أن يقاوم ثورة شبابية موحدة على كلمة سواء وأنا أوجه نداءً لشباب اليمن بالثبات والتلاحم، فالنصر قادم وأن عليهم أن يتأكدوا بأن الوطن لن يتجزأ بعد أن قامت ثورة مبنية على التراحم ونصرة الحق.
* الفجر الجديد:
من بين المعتصمين بساحة التغيير في المنصورة كان الوالد/ صالح الخضر أمصاد الذي قال: نبارك ثورة الشباب الذين أثبتوا للعالم أجمع بأنهم أصحاب القرار وهم الذين تعلق عليهم الآمال.. فقد هرمنا ونحن ننتظر الفجر الجديد الذي ينهي أسوأ نظام على وجه الأرض لم يورث لليمن غير الدمار والتنفذ والتوريث ونهب خيرات الوطن، وتابع قائلاً: على الشباب تحقيق الوحدة الحقيقية التي اغتالها النظام الحاكم.
* أم الشهيد:
لم تبخل على الثورة فقدمت فلذة كبدها "عمار عبدالهادي" فداءً للحرية وقالت الأستاذة/ آسيا عبده صالح - أم الشهيد: لن نتراجع ولو كان لي مائة من الأبناء لقدمتهم فرداً فرداً ولن أنام قريرة العين حتى يسقط النظام المستبد الذي خنق الأنفاس وطبق الأفق بفساده ووحشيته وأدعو أخواتي لمؤازرة شباب التغيير وأقول لمن قدمت شهداء أني أرى صورة ولدي مع كل صورة شهيد وجريح "ولم تحتمل مقاومة مشاعرها فترقرق الدمع من عينيها".
* الحق منصور:
التربوية "عفاف مجاهد" ممن شاركن في الاعتصام، وعلى يقين من النصر قالت: الحق دائماً منصور في كل الأزمات والعصور ونظام الحكم في اليمن نظام كهنوتي بطريقة مقننة متخفية خلف لباس التحضر والمدنية ولكن حقيقته ظهرت، حتى الأطفال اليوم يعلمون أنه نظام مستبد حوّل الوطن إلى ملكية خاصة وأقولها بعقيدة لا تراجع إلا بإسقاطه وتحطيم عرش الفساد.
* لبى النداء من أرض المهجر:
ترك أرض المهجر وجاء لمشاركة الشباب في ثورتهم، فالأخ/ ناصر العمروط الذي جاء من أميركا يرى أن اليمن اليوم تستحق التضحية وقال: أنا سعيد جداً وسعادتي لا توصف وأنا اليوم مرابط مع الشباب وداعماً لهم، أنا وأبناء منطقتي الذين يستحقون الشكر على ما قدموه ووجه عمروط نداءً للتجار قائلاً: تجار اليمن موقفهم من الثورة إلى الآن صفر.. وأدعوهم لمراجعة أنفسهم ودعم الشباب في ساحات الصمود..