القصف حصد عشرات الشهداء والجرحى وسجل نزوح أكثر من 160 أسرة وتضرر أكثر من 50 منزلاً، حتى المواشي لم تسلم من القتل والمزارع لم تسلم من الحرق

شارع الستين.. حرب السيطرة على بوابة تعز الاستراتيجية

2011-10-24 04:49:07 تحقيق: بسام غبر


 
منذ انطلاقة الثورة اليمنية المجيدة في 11 فبراير وقوات النظام تستخدم القمع والقتل بل والقصف العشوائي على المدنيين.
فلا شيء يخفى عن الجميع من أعمال النظام القمعية والهستيرية،هناك في أرحب ونهم وتعز وأبين تشكلت خارطة الاستهداف لديه وحددت الأهداف نحو صدور الأبرياء بقتلهم وجرحهم، ورغم كل هذا يقول: إنه الإرهاب!!.. مع أن الذين خرجوا يشعلون فتيل الثورة لم تكن غايتهم سوى الحرية والتوق لعيش حياة كريم، غير أن النظام يترجم ذلك كيفما يشاء ويعرفه بالإرهاب وأي إرهاب هذا الذي يبيح لك القتل والتشريد والجرح.
شارع الستين في تعز لا يخلو من سيناريو القمع والترهيب،حيث أصبح المكان الذي لا ترتفع عنه القذائف ولا يفارقه القصف منذ محرقة تعز والتي كانت استهلالاً لإغراق تعز في مستنقع العنف،هذا الشارع الذي يقع شمال محافظة تعز ويمر في العديد من المناطق كالهشمة يعتبر تقاطعاً هاماً تتصل فيه جميع منافذ المحافظة من الناحية الشمالية،هذا الشارع يقع ضمن مديرية التعزية التي تقع فيها معظم المعسكرات في المحافظة كمعسكر الأمن المركزي ومعسكر القوات الجوية واللواء 33 مدرع وغيرها من المعسكرات ونقاط التفتيش الثابتة،هو اليوم - أي شارع الستين - يحوي معسكرات مستحدثة ويتعرض للكثير من القصف بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة، بل حتى الطيران،لقي نصيبه من القصف في هذه المنطقة ليحصد عشرات الشهداء وعشرات والجرحى ويسجل نزوح أكثر من 160 أسرة وأكثر من 50 منزلاً متضرراً، حتى المواشي من القتل والمزارع لم تسلم من الحرق،بل وانتشار عسكري كثيف وبآليات عسكرية ثقيلة جداً تتمركز في ذلك الشارع.
أخبار اليوم تساءلت عن أسباب استهداف شارع الستين بالذات وهذه المنطقة.. وهاكم الحصيلة:

أهمية

البداية كانت مع عبد الرحمن عبد الجليل المليكي ـ الباحث في شؤون الثورة اليمنية، الذي يرى أن سبب استمرار النظام في قصف شارع الستين يكمن في كون الشارع والمنطقة "الستين" ذا أهمية استراتيجية تحقق جملة من الأهداف وأهمها تأمين طريق للإمداد بين المعسكرات التابعة لصالح في شرق المحافظة وغربها..فإذا ما تعرض أحد هذه المعسكرات لهجوم من قبل مناصري الثورة فإن المعسكرات الواقعة في الجهة الأخرى من المحافظة لا تستطيع إمداد قوات صالح في الجهة المقابلة لا بالعتاد العسكري ولا الأفراد، كما أن هذه المنطقة تعد قريبة من المدخل الشرقي لمدينة تعز وبالتالي يمكن وبسهولة للمسلحين المؤيدين للثورة الاستيلاء على هذا المدخل وقطع أي إمدادات للقوات الموالية لصالح داخل المدينة وبالتحديد معسكر الأمن المركزي والقوات التي تحمي القصر الجمهوري،كما أن هذه المنطقة يسهل من خلالها الوصول إلى مدينة القاعدة والتي تقع في الجهة الشمالية لمحافظة تعز، وهنا يسهل على المسلحين المؤيدين للثورة قطع اي إمدادات قد تأتي للقوات الموالية لصالح برًا من صنعاء وخصوصاً المعدات التي لا يمكن نقلها جوًا،كما أن هذه المنطقة يمكن من خلالها الوصول إلى المطار الجوي والذي يقع في الجهة الشمالية الشرقية للمحافظة وبالتالي قطع أي امدادات قد تصل للقوات الموالية لصالح جوًا من العاصمة صنعاء أو من المحافظات الأخرى.

قدرة تكتيكية في التعامل
ويضيف الباحث المليكي: كما أنه يمكن التحرك من خلال هذه المنطقة غربًا وشمالًا وجنوبًا،الأمر الذي يعطي للقوات الموالية للثورة قدرة تكتيكية ومرونة عالية في التعامل مع أي هجمات قد تشنها القوات الموالية لصالح عليهم، لذا من الطبيعي أن تقوم القوات الموالية لصالح بالقصف المتواصل على هذا الشارع والمناطق المجاورة له،على اعتبار أنه يشكل قاعدة انطلاق لهجمات المسلحين وتحاول من خلال عملية القصف انتزاع هذه المنطقة من أيدي المسلحين الذين يتخذون من بعض الأماكن في هذا الشارع مواقع لهم بدلًا من أن يتم التعامل مع هذه المواقع فقط فإن القوات الموالية لصالح تستخدم مختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة دون التفريق بين تلك المواقع التي يتواجد فيها المسلحون والأحياء السكنية، مما أدى إلى حركة نوزح جماعي بسبب القصف المتواصل والذي بلغ حد الغطرسة وإرعاب المدنيين وإرغامهم على ترك منازلهم.

محاولات لتركيع تعز
الشيخ/ حمود سعيد المخلافي يدلي بدلوه حول أسباب استهداف المنطقة فيقول:القصف يطال معظم أحياء محافظة تعز وكما تعلمون شارع الستين والخمسين ومخلاف شرعب جزء منها، فلا أستطيع إلا أن أتساءل معك لماذا تعز تقصف وليس الستين فحسب؟ فجوابي أعتقد لأن تعز هي المدينة المثقفة والمسالمة ولأن تعز كانت لا تخطر على بال علي صالح أنها تكون في أوائل الصفوف بأن تقول له لا والكل يعرف أن أهل تعز في المناطق الأخرى هم من قالوا لا وفجروا الثورة، فيبدو أن القصف الذي طالها والعنف نتيجة طبيعية لفترة القصف العشوائي وغير المبرر ونتائجه قتلى وجرحى وحرق السيارات وتفجيرها بالمدافع والصواريخ وإقلاق السكينة العامة وإفزاع الأطفال والنساء وتشريد الكثير من الأهالي في مناطق وأحياء عدة والسبب الرئيس لأن تعز كانت السباقة في تفجير الثورة، ولعلنا نعلم جميعاً أنها لم تحرق أي ساحة أخرى في الجمهورية غير ساحة الحرية بتعز، فهنا جميعنا نتساءل ونستغرب فهم يريدون تركيع تعز، هكذا هم دائما، لكن هنا نؤكد والمشاهد تؤكد ذلك أنه كلما سقط شهيد كلما زادت العزيمة والإرادة لدى الشباب الذين خرجوا وفجروا الثورة وبصدور عارية.

طوق أمني
ويؤكد الشيخ/ حمود المخلافي أن النظام حاول أن يعمل طوقاً أمنياً على محافظة تعز وبدأ بشارع الستين وكثف هناك من تواجد قوات عسكرية بشكل كبير بغرض منع أبناء المديريات المحيطة بتعز من دخلوها والمشاركة في الثورة،ولكن رغم ذلك عملوا على تعدد الساحات وعمل ساحات اخرى في القرى والمديرات،لأن هناك نقاط تفتيش في مداخل المدن خاصةً في منطقة الستين يعملون على التفتيش والدخول بالبطائق الشخصية وكـأنك في معبر رفح سابقاً وليس الآن لأن رفح مفتوح حالياً،لكن كل هذا يزيد من الثوار وإصرارهم، وصالح ينتهج القصف والقتل بممارسته الإجرامية منذ القدم وخاصة تعز وصالح كان طلوعه للرئاسة على جثث مشائخ المحافظة، فنحن الآن معنيون في تعز على إنزاله كما طلع من هنا،والآن أراد أن يقتل فلابد أن ندفع ضريبة سواءً للطلوع أو للنزول.

ليسكت الصوت الذي هز أركانه
ويعلل الشيخ/ حمود همجية القصف بقوله:القصف اليومي بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة على شارع الخمسين والستين وإقلاق الامنين هناك وتهديم منازل الأهالي وتشريدهم والعبث بمصائرهم حتى يسكت هذا الصوت الذي هز أركان النظام،صوت الحرية والعزة والكرامة الذي فجره جميع اليمنين،ولن يستطيع أذناب النظام فعل شيء بإذن الله، فالثورة نجحت بنسبة 95% والحمد لله وبالذات في تعز،ونحن الآن في الشهر التاسع من الثورة فسيولد المولود معافى وسليماً بمشيئة الله وكانت هذه المدة للثورة شيئاً إيجابياً والحمد لله.

منطقة حيوية للطرفين
سعيد سلطان ـ أحد المتضررين من القصف والذي تعرض منزله لقصف عنيف جداً يقول: هناك عدة أسباب لاستهداف منطقة شارع الستين وهي أولاً أن هذه المنطقة تعتبر منطقة حيوية تحيط بتعز،وهي المدخل الرسمي والكبير لمدينة تعز،والهدف من ذلك محاصرة مدينة تعز من الدخول والخروج وهو سبب هام،فالآن الدخول والخروج بحسب البطاقة الشخصية،وبالتالي فإن أبناء المنطقة كونهم مسالمين لم تجد الدولة صعوبة بإقامة المعسكرات والنقاط العسكرية فليس لهم ضلع بالدولة يدافع عنهم أو يرفض وجود ثكنات عسكرية في مناطق آهلة بالسكان، بل ربما قد يوفرون الحماية لبعض الشخصيات التي تنسب إلى النظام أو المؤتمر أو ما يسمون الآن بالبلاطجة، من الذين يساعدون القتلة على القتل، كما أن هناك بعض الشخصيات في المنطقة تحاصر تحركاتهم ودخولهم وخروجهم،فكما قلت لك المنطقة هي منطقة حيوية سواء للثوار أو للنظام، فهي للثوار منطقة حيوية ينطلقون منها وللنظام منطقة هامة لمحاصرة الثوار.

نقاط عسكرية عديدة
ويضيف سعيد: إن النظام قام بتحديد الأماكن التي يتم القصف منها وعمل أكثر من 5 نقاط على مستوى شارع الستين، نقطة في تقاطع يؤدي إلى منطقة الحصين وهذه كانت في بداية رمضان وقبله نقطة في تقاطع شارع العدين الممتد إلى عصيفرة فهناك نقطة كبيرة جداً فيها العديد من الدبابات والمصفحات وأطقم ويوجد فيها ما يزيد عن 400 جندي "فهذا قد هو معسكر" وكان عندنا مستوصف طبي في هذه المنطقة كون هذه المنطقة تعاني من الأوبة العديدة بسبب المجاري التي تصب هناك،وبعد جهد جهيد ومعاناة المواطنين تم اعتماد هذا المستوصف إلا أنه تحول الآن إلى ثكنة عسكرية، وكذلك نقطة في تقاطع شارع الستين المؤدي إلى شرعب السلام،ونقطة في منطقة السلمانية "القصيبة " فيها بعض الدبابات والأطقم وهي من الحرس الجمهوري،ونقطة أيضاً في منطقة الذكرة، وهناك نقطة عسكرية على مستوى شارع الخمسين، وهناك معسكرات ثابتة هي من تقذف بالقذائف بمجرد حدوث أي مشاكل تحدث على هذه النقاط.

من 20 إلى 40 قذيفة

وعن سؤاله عن هوية مسبب هذه المشاكل رد سعيد قائلا: حسب علمي الرماية في الليل على القوات تكون قليلة وضعيفة ولا تصل إليهم،فيتم كما يقال إطلاق بعض الرصاص من أماكن بعيدة تبعد عن النقطة حوالي 3 كيلو متر وكلنا نعلم أن السلاح الخفيف "الألي" لا يوصل إلى مسافة 2كيلو متر وهذه قد تكون مفتعلة من بعض الأفراد والبلاطجة بالمنطقة،وبعد هذا يتم مباشرةً قصف عنيف قد تصل عدد القذائف في القصف الواحد 20 إلى 40 قذيفة،وبظني فإن هذا ليس أكيد إذا وجد من يقوم بإطلاق الرصاص تجاه العسكر فقد يكون هناك من يقومون باستفزازهم في النهار عند الدخول والخروج وتفتيشهم بطريقة مستفزة وساخرة من قبل الحرس الجمهوري والكل يعلم ويعرف تعامل هذه الوحدات تجاه الشعب،فتحمى عنده الحمية في الليل، فيريد أن يشفي غليله لكن لا تصل إليهم ما يطلقه ويعود الوبال على أبناء المنطقة.


  • ×كلما زاد قصف النظام فإنه يبعث عبر أثير الستين روح العزة والكرامة وروح القوة والمثابرة نحو الحرية

الجو الاجتماعي استقبل الجميع
وحول عدد النازحين الذين بلغوا أكثر من 160أسرة نازحة وأوضاع الإيواء ودور المنظمات الحقوقية والاجتماعية يقول سعيد: في اليمن بيئة اجتماعية بحتة والتعامل بين اليمنيين تعامل اجتماعي، فإن وجد نازحون فلا نشبههم بنازحي الدول الأخرى الذين يكون لهم مخيمات أو من هذا القبيل، لأن الشخصية اليمنية تأبى وتأنف على القريب والأهل أن يتركوا منازلهم ويسكنوا في مكان آخر خاصة إن كانوا مستطيعين، فهذا ليس كما هو في أبين يتم نزوح الجميع إلى مدارس أو مخيمات، فهنا بعض الأهالي ليست في متناول القصف فيعمل الجو الاجتماعي على استقبال الجميع، وهذا ما يريده النظام انتقال الأهالي إلى المدارس والمخيمات لإبادة القرية،ومع كل هذا رغم وجود الضرر فالعديد من المزارع أحرقت وحدثت إصابات بين الأهالي وهم في مزارعهم، فلن يستطيعوا فعل ذلك.

تجارة بأرواح الناس
ويواصل حديثه: هناك مقربون في قوات الحرس الجمهوري نقول لهم يا إخوة انصحوا هؤلاء أن يكفوا عن هذا،وليسألوا أنفسهم هل تم إطلاق رصاص على نقاط التفتيش؟ فأقول لهم والله لم اسمع أي طلقة أو أي عيار ناري من جهتنا ولا نسمع الإطلاق إلا من جهة واحدة وهي من النقاط العسكرية فيستفسرون ويردون لنا الخبر، والملاحظ أن ما من قصف هو لغرض التجارة،وحسب علمي فإن فاضي القذائف بحلقة الدبابة تباع بـ 15000 ريال،وأريد أن أعطيك ظرافة نكتة حدثت عندنا وهو عندما يتم قصف منزل يهب الأطفال تجاه بقايا هذه القذيفة أو الذخيرة المدفعية ليأخذوا الشظايا والذهاب لبيعها، فإذا كان الأطفال انطلقوا من مربع الخوف إلى أن يبحثوا عن الشظايا لغرض بيعها، فما بالك بالعسكريين والقادة الذين يقومون بإطلاق العشرات من الرصاص وبيع المئات منها وهكذا ولا يهمهم القتل والأرواح التي تذهب،حسبنا الله ونعم الوكيل.

رسالة
ويوجه سعيد رسالة للنظام المخلوع قائلاً: أقول للنظام المتهالك كفوا،يكفي ما نعنيه،فمعاناة هذه المنطقة كبيرة جداً فهذه المنطقة دون كهرباء رغم محطة الكهرباء فيها ودون أي خدمات أساسية فمنذ القدم هذه المنطقة تستغل أراضيها من قبل نافذين في الدولة حتى الماء لا نلقى منه العذب، فحتى مياه الشرب يشربون من المياه السطحية المجاورة لمياه المجاري!.

أعذار سخيفة لاستهداف المدنيين
المحامي والناشط الحقوقي أحمد رسام يقول عن استهداف شارع الستين وقصفه بالأسلحة الثقيلة: النظام عمل على تعزيز تلك المنطقة بالمعدات العسكرية ظناً منه أنه سيسطر على منفذ هام لتعز لتقليص عدد الثوار الذين سيدخلون إلى المدينة ويعمل على تقزيم حجم الثوار ولكن ما تم هو العكس فقد زادت الإرادة والعزيمة لدى الثوار،وبهذا فهم يجدون تعليلاً لهم أن سبب القصف الذي ينتهجونه أن هناك هجمات وردود أفعال من قبل مواطني المنطقة وهذا بظني ليس صحيحاً وإن كان فلا يحق للنظام أن يرتكب مثل هذه الحماقات ويتم القصف بأسلحة ثقيلة ومتوسطة وبطريقة عشوائية لا يراعى فيها أي شيء، فالشهداء هناك كثر والجرحى كذلك والنازحون قاربوا المائتين أسرة،هذا غير إقلاق السكينة العامة ونشر الرعب لدى النساء والأطفال بل والشباب الأمن، فكل أعذار النظام وليست في الستين فقط بل في كل مكان يرتكب فيه جرائمه تكون أعذاراً سخيفة قد عفى عنها الزمن،وارتكاب مثل ذلك جرائم يدل على إفلاسه وتآكله.

بوابة لقمع الثوار

العقيد مهندس أحمد فؤاد نعمان ـ المنسق العام والمقرر بالمجلس الثوري بتعز وعضو حركة الضباط الأحرار ـ يقول عن شارع الستين واستهدافه: الموضوع الآن ليس فقط بشارع الستين بل في كل مناطق تعز،ولكن منطقة شارع الستين تمثل البوابة لقمع الثوار ومنع حماة الثورة من الدخول إلى مدينة تعز،ولكن الثوار ليسوا موجودين فقط خلف الستين بل موجودين في الخلف وفي الأمام، فالثوار أنفسهم وحماة الثوار والثورة موجودين في تعز كلها لأن تعز أصبحت عن بكرة أبيها ثورية،فقوات النظام تمثل عملية خناق على شارع الستين لا غير،وهم يمارسون هذا الخنق على كافة منافذ مدينة تعز كمنطقة الضباب وكمنطقة الربيعي وهناك كذلك مواجهات وقصف،فهم جعلوها مكثفة في منطقة الستين لقرب معسكرات الحرس الجمهوري والقوات الجوية على مدار المدفعية وقذائف الهوزر، فالنظام يراقب المنافذ ويتخوف من الزخم الثوري الذي طال الأرياف جميعها فلا يريد الإكثار فيها.

ملامح النصر فاقعة اللون
وفي معرض حديثه عن النازحين وأهالي الشهداء والجرحى يقول العقيد النعمان:نقول للنازحين وأهالي الشهداء والجرحى أن يصبروا ويصابروا والفرج قريب جداً بإذن الله،فالثورة ناجحة منتصرة لا محالة، فملامح النصر اليوم فاقعة اللون والحمد لله،ودماء الشهداء والجرحى لن تذهب هباءً،واذكر النازحين بإخواننا في أبين،ونقول لهم نحن نستشعر معاناتكم ونتلمس آلامكم، ولكن الفرج من الله قريب بإذن الله.

تقليص الدعم للثورة
الشيخ/ منصور أحمد صدام ـ أحد أهالي منطقة الهشمة التي تطل على شارع الستين وتعرض منزله للقصف بالأسلحة الثقيلة عدة مرات باليل والنهار ـ تحدث إلينا موضحاً أسباب المعاناة في أن ثورة الشباب لاقت الكثير من الدعم من مديرية التعزية و شارع الستين يوجد فيها،ولأن هذه المنطقة تعتبر بوابة مركزية لتعز ومنفذاً محورياً، ولهذا قام النظام بزج قوات عسكرية كثيفة للستين والخمسين،ولكنه بهذا العمل لم ينجح سوى بقتل الأبرياء وترعيب وتشريد المواطنين فقد ولدوا الرعب لدى المواطنين هناك وتم تلفيق بعض التهم لهم بأنهم إرهابيون، مما قلص من مشاركات أبناء التعزية في الثورة خوفاً على أهاليهم وقراهم ومنطقتهم،وقد تم استهداف منازل العديد من الناشطين في الثورة الشبابية.

كلام مبرر للقصف فقط
وحول تعليل النظام قصفه للستين باتهام الأهالي بإطلاق الرصاص على قواته ومحاولة قتلهم يرد منصور: يا أخي لا يمكن مقارنة الرصاص بالدبابات والمدافع والقصف الصاروخي،كلنا نعرف أن معظم المعسكرات في محافظة تعز تقع في مديرية التعزية مثل معسكر الأمن المركزي والنجدة ومعسكر القوات الجوية الذي بالشعبانية ومعسكر القوات الجوية في البعرارة ورغم تحملنا لهم أخذوا أراضينا ونهبوها،فأنا شخصياً أخذوا مني عشر ألف قصبة في المطار القديم بتحويل من علي عبد الله صالح للضباط وقادة المعسكرات ومع هذا لم أقاتل وهي أرضي وملكي وسبيع القصبة بــ500ألف وعادنا بنقوم نلتقيهم ونقاتلهم،هذا كلام مبرر لقصفنا لأنهم يستخدموا ناس من بلاطجة المؤتمر "مدسوسين" للوصول للقرية لإطلاق رصاصة من أسلحة خفيفة،ومن بعيد فيردوا علينا بالقصف المدفعي وبالقذائف حتى بالطيران،أنا بيتي قصف بالطيران ثلاث مرات في النهار،بالإضافة إلى العديد من المنازل، فهل هذا مبرر لقصفنا بذلك أنهم يواجهون برصاصة وهم يقوموا بإطلاق ما يقارب 30قذيفة بل وأكثر من ذلك.. هل كل ذلك مبرر لقصفنا؟!!.

وساطات وتحركات
وعند سؤاله عن التحركات لحل أزمة المنطقة قال: تكلمنا سابقاً مع المحافظ ومع مشائخ تعز بأن يتم إزالة هذه النقاط ويكفوا عن القصف وأن تبقى النقاط الأولية كنقاط للشرطة العسكرية وقوات أمنية ونحن ومشايخ المنطقة متكفلين بكل شيء إيجابي ونضمن كل شيء، فجميع مشائخ المنطقة على استعداد لتنفيذ ذلك،فالخلاف الآن هو على وجود الحرس والدبابات والآليات العسكرية الثقيلة،وللأسف المحافظ لم يجدٍ شيئاً لآن القرار ليس بيده، وجاءت وساطة عن القادة العسكريين للقاء بهم ولكن رفضنا مقابلتهم، لأننا لا نثق بهم، فهم يقتلوننا في الشوارع ويقصفون منازلنا وتضرب قرانا فكيف نثق بهؤلاء ونجتمع معهم؟.

الحل الوحيد كما يراه منصور
ويضع الشيخ/ منصور حلاً للقضية بقوله:الحل الوحيد والمناسب هو خروج قوات الحرس الجمهوري واللواء33 مدرع، بحيث تكون هناك قوات أمنية أو شرطة عسكرية وعلى أساس أن قيادات من المؤتمر إذا كانوا يريدون أن تهدأ الأوضاع في المنطقة كلها فنحن مستعدين بكل شيء، لأننا خرجنا في ثورة شبابية سلمية وإلى الآن لم ننجر للسلاح ومع هذا إذا تتطور الأمر فإننا سندافع عن أنفسنا وسنحمي قرانا وسنحمل السلاح.

رسالة منصور
وفي رسالة أخيرة لمنصور وجهها إلى قيادات الحزب الحاكم "المؤتمر الشعبي العام" مفادها: إن بيننا خلافات سياسية لم تصل إلى حد التصفية، وهذا سيصل بنا في المستقبل للضرر بكم وبعلاقة الشباب بالمؤتمر وأيضاً باللقاء المشترك وهذا ما يريده صالح،فنحن نقول لهم أن قرانا التي تستهدف هي قراهم وإخواننا الذين استشهدوا هم إخوانهم وأبناؤنا هم أبناؤهم ومنازلنا هي منازلهم،عليهم أن يكون لهم موقف من هذا النظام.
غباء النظام

  • إلى جانب المعسكرات الثابتة هناك تعزيزات عسكرية كثيفة واستحداث أكثر من 5 نقاط تفتيش بحجم المعسكرات وقصف عشوائي وعنيف بالأسلحة الثقيلة والطائرات على الأهالي

الناشطة الحقوقية جميلة جغمان تقول في استهداف شارع الستين:طبعاً من غباء النظام أنه يعتقد أن فئة معينة أو جماعة معينة أو شخصاً معيناً هو المسئول عن القوة ولم يعلموا أن القوة هي قوة الشعب بأكمله،ولو ركزنا على الشباب في الساحة سنرى أن كل شخص يمثل ثورة وهم يظنون أن القوة مركزة في شارع الستين على مستوى تعز طبعًا،كما في صنعاء يظنون أن القوة متمركزة في أرحب فكل ذلك ما يرتكبه النظام فقط غباء يسفك فيه دماء المواطنين،وهذا دليل واضح على غباء النظام فقط،فعلى النظام أن يتراجع عن غباءه وعلينا نحن الثبات في أماكننا مهما تعرضنا لقصف أو أي إجرام.

منطقة استراتيجية

وكما سبق يفسر أستاذ العلوم السياسية الدكتور/ فيصل المخلافي أسباب استهداف النظام شارع الستين وتواجد قرابة 15 ألف فرد من الحرس الجمهوري بمحافظة تعز نظراً لتصور النظام أن أي مقاومة ستكون من هذه المناطق "الاتجاهات"...مخلاف وشرعب السلام وشرعب الرونة"، فأوجدوا مبررات أن الناس يقصفهم ويضربوهم بالليل ويطلقوا عليهم الرصاص وهكذا ما هذه المبررات للنظام...فبدأت بدبابتين وانتهت بحوالي 30دبابة.. ابتداءً من مفرق شرعب الرونة "المطار القديم "عند معسكر اللواء 33 وحتى مفرق الذكرة بالقرب من مطار تعز الدولي.

اليمن كلها شارع الستين
عبد الجبار الزمير ـ رئيس منتدى الفكر الثوري بتعز ـ يحدثنا عن شارع الستين وقصفه من قبل النظام: أود أن أقول إن الستين هو الشرف والكرامة لكل اليمنين ذكوراً وإناثاً، وهو رقم صعب بالنسبة لصالح، فهذا الرقم أرعب صالح سواء هنا في تعز أو في صنعاء فاسمح لي أن أقول إن هذا الرجل جعل اليمن طيلة حكمه "شارعاً للستين"، وهو اليوم يعيد ذلك السناريو فهناك الكثير من الشرفاء والوطنين في تلك المنطقة ويعمل على تصفية جماعية لهم،فتكريسه وتعزيزه للقوات العسكرية في تلك المنطقة ما هي إلا لعبة من ألاعيبه الإجرامية التي تقوم على المكر والخديعة، فبظني كذلك تمركزه في ذلك الشارع وممارسته للقصف العشوائي والعنيف فقط ليستمتع بدماء الأبرياء والعزل لتاريخه الدموي الذي اعتاد عليه وهذه حقيقة لا تقتصر على شارع الستين فحسب بل على محافظة تعز بأكملها، لأن صالح يراها سماً له ولأزلامه.

حماقات وإفلاس
المحامي والناشط الحقوقي حمود سعيد الذيب ـ عضو لجنة الحقوق والحريات بساحة الحرية بتعز ـ يصف ما يجري في نقاط المنطقة من تعسف قائلاً: لو نظرت قبل أسبوع تقريباً إحدى النقاط هناك، تقف السيارات الداخلة من منطقة التعزية بأكملها في طوابير طويلة كأنهم في أزمة بترول، والحيرة تصيبهم والتساؤل يقول لماذا؟؟، فلا يعلمون شيئاً، هكذا ارتكاب حماقات فقط..فجعل المواطنين ينزلون ويسيرون سيراً على الأقدام، بل إن أحدهم يردد بقوله سنسير على الأقدام حتى يقفون بالشوارع ونحن على الأقدام، فكان هذا الكلام على أفواه أناس بسطاء، منهم المقاوتة والرعاة فيقولون كذلك هذا إن دل على شيء فإنما يدل على إفلاس النظام.

مبررات واهية
وحول ما إذا كانت هناك هجمات ضد النقاط أم لا يرد قائلاً: يا أخي الكريم من أين يأتون بهؤلاء القتلى؟ من الذي يطلق عليهم الرصاص؟ أهم هؤلاء الذين يأتون إلى ساحة الحرية بتعز وهم يحملون معنى السلمية ويخرجون من منازلهم بصدور عارية لا يحملون حتى مسدس والتفتيش قائم وهذه النقاط جاثمة؟ فمن أين يأتي السلاح؟ ومن أين يخرج؟.. فهذه مبررات واهية قصد منها النظام تضليل الرأي العام، إلا أن الرأي العام والآخرين يدركون أن ما يقوله النظام كله كذب وافتراء وزيف ليس إلا،فهذا النظام مركب على جهل هم يجهلون ما يقومون به من جرائم، لأنها جرائم ضد الإنسانية وجرائم إبادة وكل ذلك يتنافى مع المواثيق الدولية والقوانين والشريعة الإسلامية السمحاء،فالشرع الإسلامي حفظ دماء المسلمين واليوم الغرب يحفظون دماء أبنائهم ويحفظون كرامتهم،بسبب حبس جندي فضلت إسرائيل أن تطلق الأسرى جميعهم ونحن هنا يقتلون أبناءنا ويجرحون وتهدم منازلنا كي يبقى رئيس النظام على رأس هذا النظام ليزيدنا جهلاً وفقراً ويزيدنا غباءً.

جرائم ضد الإنسانية

وعن موقف القانون تجاه القصف الذي تتعرض له حارات وقرى في مدينة تعز أوضح الدكتور محمد عبد العزيز ـ أستاذ القانون الجنائي في جامعة تعز بالقول: ما يحدث من عدوان ممنهج ومنتظم عن طريق الأسلحة الثقيلة على السكان المدنيين الأبرياء في أحياء وقرى محددة من مدينة تعزو ضواحيها وما يحدث من عدوان بالقتل على المتظاهرين سلمياً و لدوافع سياسية هي جرائم ضد الإنسانية بصريح نص المادة السابعة من النظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، كما أنه من المنظور القانوني المحلي عدوان محض، لأنه صادر من الجيش رغم عدم وجود صفة للتعاطي مع ملف أمني، لأن مهمته بموجب الدستور هي حماية الجمهورية من عدوان خارجي ولأن العدوان الذي يقوم به الجيش وبعض الأجهزة الأمنية أيضاً مخالف للدستور الذي يمنع تسخير القوات المسلحة والأمن والشرطة لصالح حزب أو فرد أو جماعة.

لا للضمانات

ويضيف أستاذ القانون الجنائي: وبناءً عليه يكون الركون إلى ضمانات عدم الملاحقة الذي تضمنتها المبادرة الخليجية مجرد وهم، لأن سلطة مجلس النواب في إصدار العفو مشروط في القانون نفسه بعدم المساس بحقوق الغير ومن ذلك حق الأفراد في القصاص ولأن مجلس الأمن إن كان بإمكانه أن يغض الطرف عن اتفاق يخل بهذا الجانب، فإن أدبيات ومنطلقات عمله الأخلاقية تحول دون حماية مرتكبي هذه الجرائم، لأن مثل هذه العبثية التي يفصح عنها انعدام المبرر للاستخدام المفرط للقوة ضد مدنيين ومثل هذه العدوانية الممنهجة والمنتظمة الموجهة لجزء من السكان المدنيين هي التي دفعت المجتمع الدولي للتدخل بتشريعاته وأجهزته والتشدد حيالها بعدم إفلات مرتكبي هذه الجرائم من العقاب، وعدم سقوط جرائمهم بالتقادم، وإعدام أي قيمة أو وزن لأي تشريع أو قرار أو اتفاق دولي أو داخلي يتعارض مع هذا المبدأ، تأسيساً على فكرة عدم حق أياً كان في هذا الكون في التنازل أو التصالح عن حق شخصي متعلق بالغير.
ليبقى الستين..
ليبقى ذلك الستين الروح لنا مهما تعرض للقصف، نستمد منه القوة والعزيمة، وكلما زاد قصف النظام فإنه يبعث عبر أثير الستين روح العزة والكرامة وروح القوة والمثابرة نحو الحرية والكرامة، ويبقى الستين للمنظمات الحقوقية وجهة هي موليها لتنظر معنى المأساة والمعاناة التي تعيشها المنطقة، ولنقول للنظام ورأسه لا يصيبك الغرور ولا العزة فإن النصر آت ونهاية الظالم قريبة.



المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد