شباب الثورة يقولون إن الإرهاب منتج محلي واختصاصيون ينتقدون دور الرقابة المجتمعية وتقارير دولية تؤكد ضلوع فلول صالح فيه..

متى يتخلص اليمن من الإرهاب!

2012-09-01 00:30:49 استطلاع / عبد العليم الحاج


مع كل قرارات يتخذها الرئيس/ عبدربه منصور هادي وتصب في إعادة هيكلة الجيش وإقالة المتورطين بقتل شباب الثورة تنشط العمليات الإرهابية، فعلى سبيل المثال لا الحصر تم تسليم المعدات الثقيلة العسكرية في أبين للقاعدة عقب إقالة مهدي مقولة قائد المنطقة الجنوبية، وتنفيذ عملية انتحارية جبانة بحق جنود الأمن المركزي في ميدان السبعين قبل يوم واحد من الاحتفال بالعيد الوطني للوحدة الثاني والعشرين من مايو الماضي سقط فيها أكثر من 300 بين قتيل وجريح.. وعملية استهداف جنود كلية الشرطة أثناء خروجهم لقضاء إجازتهم الأسبوعية، ناهيكم عن العملية الأخيرة التي استهدفت مقر الأمن السياسي في عدن عقب القرارات الأخيرة للرئيس هادي..
هذه العمليات وغيرها أكدت بما لا يدع مجالاً للشك لدى شباب الثورة أن من يسمونهم بقايا النظام السابق هي من تحرك اليوم خيوط لعبة الجماعات الإرهابية في اليمن بهدف توجيه رسائل للداخل أو الخارج، حيث يؤكد تقرير بريطاني أن بقاء المتطرفين المسلحين نشطين يشكل عنصراً أساسياً في إستراتيجية المخلوع صالح وفلوله لتقويض جهود "هادي" والاستمرار في الإشارة لحاجة واشنطن لنجله "أحمد" في البقاء في موقعه، والذي ما يزال يقاوم جهود هادي في إعادة هيكلة الحرس.
"أخبار اليوم" زارت ساحة الحرية بتعز والتقت بعدد من الناشطين الثوريين ورصدت وجهات نظرهم حول الإرهاب في سياق الاستطلاع التالي:     

يرى الثائر طاهر/ منصور العريقي أن العمليات الإرهابية التي تشهدها اليمن هذه الأيام هي من صنيعة بقايا النظام السابق الذين يخططون لإثارة الفوضى في جميع محافظات الجمهورية لإيهام المجتمع الدولي بأن النظام الحالي والثوار فشلوا في مكافحة الإرهاب ويهدف من وراء ذلك استجلاب تعاطف الخارج تجاهه وأنه القادر وحده على مكافحة الإرهاب.
ويضيف العريقي: النظام السابق أيقظ الخلايا الإرهابية النائمة ويدفع لها الأموال ويتضح ذلك مع كل قرار يتخذه الرئيس هادي لإقالة أقارب المخلوع، حيث تتزامن هذه العمليات مع صدور القرارات الرئاسية بهدف ثني الرئيس هادي عن تنفيذها، خاصة ما يتعلق منها بإعادة هيكلة الجيش وما حدث مؤخراً لمقر الأمن السياسي خير دليل على ذلك، لأن مهمة الأمن السياسي هو ملاحقة عناصر القاعدة وليس العكس.
ويعتقد العريقي أن الرئيس والحكومة تقع على عاتقهما مسؤولية محاربة الإرهاب وذلك من خلال التسريع بهيكلة الجيش ومحاسبة الداعمين له ولا ننتظر من المجتمع الدولي أن يأتي إلينا لمحاربته.
منتج محلي
ويتفق عبد الرقيب العموري مع الطرح الذي يشير إلى أن قضية الإرهاب في اليمن هي منتج محلي يستخدمها بقايا النظام السابق وهي بحسب رأيه مفتعلة لأنه ليس من عادات اليمنيين أن يمارسوا الأعمال الإرهابية أو أن ينتمون إلى مسمى الإرهاب، مستدركاً:هذه الظاهرة افتعلها علي صالح وزبانيته بهدف ابتزاز المجتمع الدولي تحت مسمى مكافحة الإرهاب.
ويرى العموري أن الفقر أحد الأسباب التي تدفع بالشباب إلى الارتماء في أحضان الجماعات الإرهابية التي تسعى لاحتواء الشباب الفاشل والعاطل عن العمل وغير المثقف، حيث يكون فريسة سهلة للجماعات الإرهابية.
راعي الإرهاب
ويشير العموري إلى أن مما زاد في تعزيز اعتقاده أن النظام السابق هو راعي الإرهاب في اليمن هو الكثير من العمليات الأخيرة التي تحمل بصمات نظام صالح، منها على سبيل المثال حادثة السبعين والتصوير المباشر للعملية من قبل قناة اليمن اليوم التابعة له إضافة إلى تسليم المعدات العسكرية الثقيلة للمسلحين عقب إقالة مهدي مقولة قائد المنطقة الجنوبية السابق.  
استغلال حاجات الناس
من جانبه يرى رياض القسيمي - رئيس المجلس الوطني المستقل للثورة السلمية- أن مفهوم الإرهاب تطور ليصبح مفهوم سياسي ونفسي يوظف ويستخدم حسب الغرض وبتطور هذا المصطلح تطورت آلياته وأساليب استخدامه بعد حرب أميركا الأخيرة في أفغانستان وبدأ يتطور هذا المفهوم حتى أصبح له تنظيمات وقيادات ومروجون واستغلت بعض الأطراف السياسية اسم الإرهاب لضرب قوى أخرى والهدف من ذلك هو الإخلال بالأمن والاستقرار وتفكيك المجتمعات وصار يستخدم بشكل مفزع وموجع.
ويضيف القسيمي أن من وسائل الإرهاب استقطاب عناصر له عبر طرق شتى مستغلاً حاجات الناس وظروفهم واندفاع الشباب وجهلهم وإقناعهم أن تنفيذهم للعمليات الانتحارية سبباً لدخولهم الجنة. مرجعاً سبب هذا الاستقطاب إلى ما أسماه غياب دور وسائل الإعلام وتلاشي دور الأسرة في عملية الرقابة المجتمعية إضافة إلى انعدام المراكز والأماكن التثقيفية بخطورة الفكر الإرهابي المتشدد وكذا عدم تحرك الدولة بشكل قوي للحد من هذا الاستغلال لهذا المفهوم والتوعية بمخاطره ـ حد قوله.
وجهان لعملة واحدة 
ويذهب الناشط الشبابي محمد الوجيه ـ رئيس حركة شباب الوفاء والعهد الثوري ـ في اتجاه آخر فيما يتعلق بالإرهاب، حيث يرى أن قوى خارجية تحت غطاء العولمة هي من تقوم بدعم الإرهاب وافتعاله وإيجاد شخصيات وهمية له سواء في اليمن أو في البلدان الأخرى وذلك بهدف إيجاد القلاقل والفوضى وإحداث الأزمات.
ويتفق الوجيه مع آراء من سبقوه في الحديث بأن النظام السابق هو من يحرك لعبة الإرهاب وأنه شريك فاعل لهذه القوى الخارجية لأنه من وجهة نظره ما يزال قائماً ويمتلك إمكانيات ضخمة وموارد مالية وجهات خارجية داعمة.
ويؤكد الوجيه أن الحل في مواجهة الإرهاب لا يكون إلا باستمرار الفعل الثوري وتوحيد الصف والتوعية بمخاطر الإرهاب على المجتمع، مشيراً إلى أن الإرهاب والنظام السابق هما وجهان لعملة واحدة فالنظام مارس كل أساليب الوحشية والتنكيل بحق الشعب عموماً والثوار، خصوصاً وما يزال يمول العمليات الإرهابية ويحرض الجيش على التمرد على قرارات رئيس الجمهورية وهو من كان يستخدم كلمة الإرهاب ويلصقها بمعارضيه كلما طالبوه بإصلاحات سياسية واقتصادية وما تزال السجون السرية مملوءة بالمعتقلين السياسيين والناشطين الثوريين.
الهيكلة أولاً
أما الناشط/ عدنان الصلاحي - رئيس حركة 11 فبراير- فيرى أن على شباب الثورة القيام بدور فاعل في توعية المجتمع بمخاطر الإرهاب وفضح جرائم بقايا النظام السابق التي تدير العمليات الإرهابية انتقاما من الشعب اليمني.
ويشدد الصلاحي على ضرورة الإسراع في هيكلة الجيش لأن التأخير معناه ضربات إرهابية استباقية من بقايا العائلة ومرتزقتهم، وعلى الرئيس هادي سرعة إقالة من تبقى منهم قبل الدخول في الحوار الوطني حتى لا يعاد إنتاج النظام السابق من جديد ـ حد قوله.
تاريخ من الصراع
ويعتقد الناشط السياسي/ محمد عبد الرحمن سفيان أن ظاهرة الإرهاب ليست وليدة اللحظة وإنما نتيجة تاريخ طويل من الصراع بين ثقافات وحضارات مختلفة، سادت فيها فترات صدامية منذ مئات السنين، وهو ما أدى إلى تحريف لبعض مفاهيم الدين الإسلامي الحنيف وقيمه السمحة استخدمت السلطات منذ زمن كغطاء لأفعال معينة كحافز قوي لمواجهة الاستعمار وجعلت الجهاد أساساً وحيداً ومطلقاً لدخول اللجنة، وأوجدت بيئة تركز على تحفيز الشاب باتجاه الموت أو الوصول إلى اللجنة عبر إراقة الدماء أياً كانت هذه الدماء.
السفياني يؤكد أن ظاهرة الإرهاب لن تنتهي ما لم يحدد المجتهدون من علماء الإسلام عن علاقتنا نحن كمسلمين بغير المسلمين وهل كلهم كفار يجب مقاتلتهم أم لا؟ وهذا الموضوع الجوهري جداً إذا لم يعاد النظر فيه فإن ظاهرة الإرهاب لن تنتهي.
العامل الإيديولوجي
يشير محمد عبد الرحمن سفيان إلى أن من يعمل في الفكر الإرهابي يستغلون فترة نمو الفرد من الطفولة حتى مرحلة المراهقة وهي الفترة التي يكون فيها النمو متسارعاً جداً والطموح كبيراً جداً والآمال تكون أيضاً كبيرة جداً بينما يكون الواقع محبطاً جداً ولهذا يستغلون كل هذه المتناقضات والتضاد والصراع داخل هذا الشاب ملاذاً في تنفيذ مخططاتهم الإرهابية.
واستدرك سفيان: لا ننسى دور الفقر وظروف الشباب وحالات الفراغ التي يعيشها وحالات احتياجاته وعدم قدرته على تلبيتها هذه عوامل مهمة في استقطاب الفكر الإرهابي للشباب لكن العامل الإيديولوجي يظل العامل الحاسم والدليل على ذلك أن كثيراً من الإرهابيين الذين ولدوا في أميركا وأوروبا في ظروف ممتازة وحياة كريمة إلا أن التعامل الإيديولوجي أثر فيهم ولعل أحداث 11 سبتمبر خير دليل على ذلك.
الرقابة المجتمعية
بدوره يقول الأخصائي الاجتماعي عبد العزيز التميمي إن الإرهاب هو آفة المجتمع وكابوس مخيف يقض مضاجع الأمة ويلتهم مقدراتها وهو بمثابة سرطان ينخر في مقدرات البلد واقتصاده كما يقوم بتشويه سمعة البلد.
ويرى التميمي أن محاربة الإرهاب واجبة على كل مواطن غيور على بلده من الإبلاغ عن أي شخص يشتبه أنه يتعامل مع الإرهابيين لأقرب قسم شطة أو جهة أمنية لأن حفظ البلد وسلمه الاجتماعي مسؤولياتنا جميعاً حسب قوله.
واشار التميمي إلى أن الأسرة تقع على عاتقها مسؤولية الرقابة والمتابعة لأبنائها حتى لا يسهل اصطيادهم من قبل الإرهابيين وتجنيدهم لتنفيذ عمليات إرهابية وأن تبني في نفوسهم حب الوطن وتربيتهم على الوسطية ونبذ التطرف وأن تنمي فيهم القيم الإسلامية السمحة والانتماء للوطن، مضيفاً بالقول: ولا ننسى دور المدرسة والجامعة باعتبارهما محضناً من محاضن التربية والإرشاد وعليهما مسؤولية إدماج الطلاب والشباب في أنشطتها المدرسية والتوعية بمخاطر الإرهاب بمختلف أشكاله وصوره.
 

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد