في منطقة مريس بمديرية قعطبة بمحافظة الضالع تعد مشكلة حفر الآبار عشوائياً من المشاكل العويصة التي أصبحت خطراً يتهدد ثروة المنطقة المائية بالنضوب خلال العشر السنوات الأخيرة تزايدت عمليات الحفر العشوائي للآبار في عزل مريس الثلاث العمرية والمجانح وعساف والتي يعتمد المزارعون فيها اعتماداً شبه كلي على زراعة القات والذي يستنزف بزراعته كميات كبيرة من الماء.
*في كل خمسين متراً بئر
كثير من الآبار الارتوازية تم حفرها بالقرب من بعضها دون مراعاة للمسافة القانونية التي تقدر بخمسمائة متر على الأقل بحسب قرار وزارة الداخلية بهذا الخصوص.. يقول المواطن علي عبدالله إن عدد الآبار في قرية القدام التي ينتمي إليها تتجاوز 30 بئراً تعمل في اليوم ما لا يقل عن 15 ساعة وهو ما يعني أن المنطقة قد تصاب بالجفاف لا قدر الله في حال استمر استنزاف الماء بهذه الطريقة.. وتمنى على الجهات المختصة أن تلعب دورها في الحفاظ على ثروة البلاد المائية.
من جهته قال شاكر الأصهب إن الانفلات الأمني الذي تمر به العديد من المناطق أسهم في توفير مناخ آمن للعديد من المواطنين لحفر المزيد من الآبار دون أخذ الاعتبار لخطر هذه الظاهرة.
*آبار لوقت الحاجة
علي ناجي محسن من سكان قرية القدمة بعزلة العمرية قال إن 17 بئراً ارتوازية تم حفرها في قريتهم خلال ثلاثة أسابيع في مساحة لا تتجاوز الكيلو متر مربع، أي أن المسافة بين البئر والأخرى قد لا تتجاوز عشرة إلى عشرين متراً.
وأوضح محسن أن العديد من هذه الآبار لا حاجة للناس فيها وإنما تم حفرها من باب المماحكة وكاحتياط للمستقبل، مشيراً إلى أن القرية كانت من قبل تعتمد بكاملها على ثلاثة آبار وتغطي كافة احتياجات المزارعين.
أما في قرية شقران يقول المزارع/صلاح محمد صالح إن ما تم حفره مؤخراً 8 آبار، يصل عدد الآبار في القرية إلى نحو 32 بئرا منها ثلاثة آبار جفت تماماً و6 لا زالت مغطاة، أي لم يتم تركيب المكائن عليها حتى الآن.
*الجهات المختصة ..الحبل على الغارب
في مختلف المناطق يتم حفر الآبار في ظل غياب تام للجهات المختصة.. يقول الأستاذ/علي عبيد إن ما تهتم به الجهات المختصة هو أخذ الرسوم المقدرة بمائة ألف مقابل الترخيص لأي بئر.
وانتقد عبيد الدور السلبي للجهات المختصة التي تترك الحبل على الغارب وتعجز عن اتخاذ إجراءات حاسمة للحد من هذه المشكلة.
الأستاذ/ فضل النميري ـ عضو محلي قعطبة ـ أكد هو الآخر أن دور الجهات المختصة بهذا المجال ضعيف للغاية.. لكنه حمل المواطنين جزءاً من المسؤولية قائلاً: إذا حاولنا منع الحفر العشوائي نواجه بهجوم وانتقادات من قبل الراغبين في الحفر وإذا تركنا الأمر نواجه بهجوم وانتقاد آخرين من غير الراغبين وهكذا.