نبحث دائماً عن ما يعيد لنا الاتزان إلى حياتنا، فتردنا بوادر الصحوة إلى مصارحة صادقة مع النفس حينما نستشعر نداء ربنا :"وافعلوا الخير لعلكم تفلحون"..
عندما ينسدل الستار وتنطفئ الأنوار يبقى هناك قبس من نور يظهر ليزاحم ظلام أيامنا المعتمة، ينافسه بإصرار من أجل صفاء الحياة ،فعند مطلع الفجر تتصارع لحظات الضياء مع الظلام فينتصر النور لا محالة..
ليس هناك ما يستحق أن نتقاتل من أجله سوى لحظات الخير التي تبزغ بالنور في ذلك الوسط الحالك الذي يعلن ميلاد الحنين..
 تغيب في دهاليز الدنيا نفوسنا تبحث عن مرتع لأمانينا ،نتعهد بتحقيق الأحلام، فتجرنا الأيام تلو الأيام، تتجمع العتمة حول قلوبنا الوضاءة لتكتسحها بالهموم، فتثقل وتثقل وتكون كالسحابة المثقلة ، ولابد أن يأتي موعد لتفرق حمولتها، وتلك الحمولة قد تكون معول الهدم الذي لا عودة فيه..
فإذا أردت الاتزان يجب أن تحط سحائبك رحالها في مكان يثمر وأرض بالخير تعمر ونفس بالزاد تزهر وهواء ينبعث من وسط تلاوات الفجر العامرة وأيادي تنسج الأحلام مع خيوط النسيج لتعبر عن مكنونات تشهد إبداعها قلوب صفت من أدران الخطايا التي ُتعمل حول القلب أسوار، تتخفى بالهروب بعيداً عن صورة ملائكية كامنة بين ظلوعنا، فهل جربت يوماً حمل طفل يتيم ومنحته حبك واهتمامك تداعبه وتلاعبه لترى أي فرق أحدثه في حياتك؟ وهل جربت أن تحل مشاكلك بالبحث عن من يحتاج إلى اهتمام ورعاية لتعطيه من كنزك العاطفي المدفون؟.. تعالوا معي لنقرأ عن ما أكتشفه أحد علماء السلوك من أن الافتقار إلى الحب ليس هو الذي يسبب الاضطرابات السلبية في شخصياتنا، ولكن الافتقار إلى منح الحب هو الذي يؤدي لذلك.. قام أحدهم بإثبات ذلك أثناء إدارته لأحد ملاجئ الأحداث، فعند دخول الأطفال إلى الملجأ ، كان يعطيهم حيواناً أليفاً يطعمونه ، ويعتنون به ، ويتعلمون حبه.. وبالنسبة للعديد منهم ، كان هذا هو الشكل الأول في الحياة الذي أمكنهم حبه، كان معدل نجاح إعادة تأهيل هؤلاء الأطفال مذهلاً ، لمجرّد أنه علمهم أن يحبوا..
تخيل نفسك عزيزي القارئ وقد امتلكت ثراءً عاطفياً على مدار حياتك محتقناً في أغوار نفسك، ماذا أنت فاعل به.. ربما تتحول تلك المشاعر المحتقنة إلى طاقة سلبية قد تحوّل حياتك جحيماً إذا لم تخرجه إلى حيز الوجود..
 نحن هنا لنساعدك على إخراجه لتتزن حياتك وتصفو أكدار نفسك، عندما تشعر أن مشاعرك المدفونة أحيت قلوباً كانت متعطشة لتلك العاطفة التي تجاهلتها طويلاً، فلا تبخل بها، فهناك من يحتاجها لبناء شخصية متزنة، عندها ستشعر أي فرق أحدثته إنسانيتك بالنسبة لطفل كان يبحث عنك لتمنحه الحب وتعلمه كيف يمنحه للآخرين وهذه تجربتي عشتها فعلاً من أول يوم وطأت قدماي عتبة باب مؤسسة الرحمة للتنمية الإنسانية، فلا نضيّع على أنفسنا هذا العطاء من الحب.
مؤسسة الرحمة للتنمية الإنسانية