- ارتفعت في الآونة الأخيرة حملات الاعتداءات على مقرات الاصلاح بإضرام النار فيها ولم تكن تلك الاعتداءات وليدة 21 فبراير, لكنها بلغت أوجها فيه.
- فرص التحالف والتوافق السياسي وانفتاح الأحزاب الاسلامية على "الآخر" والقبول بألوان الطيف السياسي, ستواجه على المدى القادم انكماشاً متزايداً وتوجسات أشد ضيقاً من أية احتمالات تقارب واندماج ممكنة، فالليبراليون بدأوا يصنعون لأنفسهم الخريف الأخير من أول ربيع تعيشه البلدان العربية التي سقطت أنظمتها المزمنة بفعل ثوري في أحداث 2011, أو ما بعد، حتى اللحظة، ليحل بعدها موسم سقوط الأقنعة، وتساقط أوراق القوى الليبرالية إلى قاعٍ، وهو مالم يكن متوقعاً لليبراليين قبل غيرهم.
امرأة محجبة ترفع صورة "تشي جيفارا" على رأسها وهي تشارك في إحدى مسيرات ثورة الربيع العربي العام 2011، وفي اليمن حصلت الناشطة الحقوقية توكل كرمان وهي ترتدي الحجاب وعضو الهيئة العليا للتجمع اليمني للإصلاح – الحزب الذي ينضوي تحت لوائه الإخوان المسلمون- على جائزة نوبل للسلام أواخر العام 2011.
الصورتان السابقتان نسفتا خلفهيما صورة نمطية عن التيارات الاسلامية في الحقل السياسي وكشفتا النقاب عن مدى التحول السياسي بمرونة معقولة في طبيعة السلوك والخطاب، لهذه التيارات التي انفتحت على قضايا المرأة والديمقراطية والحقوق والحريات ورَفع شبابها في تونس ومصر واليمن صور تشي جيفارا إلى جانب آخرين رفعوا القرآن الكريم وشعارات ليبرالية تنادي بالحرية وحقوق الإنسان والديمقراطية في منظر واحد.
التقى الإخوان المسلمون والليبراليون والقوميون وقوى اليسار والنخب الفكرية على صعيد الثورة، وربما تحت سقف حتمية واحدة في ساحات التغيير، ولم يكن مثل هذا العناق السياسي مشهوداً له من قبل، إذ ظلت الخلافات المنهجية والتباينات الايدلوجية تفرز كل تيار على حدة، عند المفترق.
يتحدث الليبراليون عن المدنية والتعايش والانفتاح والتعدد وينادون بقيم الدولة المدنية الحديثة التي تتسع للجميع، وتحت سقف هذه الشعارات كان لابد من أن تنضوي هذه التيارات والأحزاب في صف المعارضة للأنظمة العربية ما قبل ربيع 2011، غير أن حظها من القمع والتنكيل كان أقل بكثير مما نالته جماعة الإخوان المسلمين على يد سلطات الأنظمة الحاكمة حتى وقتٍ قريب, من اعتقال وتنكيل.
وفيما ظلت قيادات ورموز إخوانية خلف القضبان وجدران الزنازين والمعتقلات، استنشق الليبراليون خبرات السياسة والإدارة والحكم في الهواء الطلق وكانوا مكوناً هاماً في السياق الثوري، قبل أن يصبحوا أعداءً ألداءً للإخوان المسلمين بعد صعود هذا التيار إلى سدة الحكم والسلطة في تونس ومصر بانتخابات ديمقراطية حرة ونزيهة واقتراع شعبي على حلبة المنافسة السياسية.
الربيع العربي كشف عن صورة جميلة, إن لم تكن رائعة بالفعل, للإسلاميين في اليمن وتونس ومصر، وظهر من كان يُنظر إليهم على أنهم خصوم الديمقراطية منفتحين ويمارسون الديمقراطية بشغف، ولم يرَ الغرب الذي طالما تكرست لديه صورة مشوهة عن الإخوان المسلمين لافتةً واحدة في ساحات التغيير من :" الإسلام هو الحل".. وفي الوقت الذي كان فيه الإخوان متصدري المشهد الثوري وأكبر مكوناته، الأمر الذي دفع بصحيفة نيويورك تايمز الأميركية للتساؤل: هل نحن إزاء جيل جديد من الإسلاميين الليبراليين؟!".. وأضافت:" أن الإسلاميين الذين كان ينظر إليهم لفترة طويلة على أنهم خصوم الديمقراطية، أصبحوا اليوم يروجون لها ويمارسونها».
وفي اليمن يبدو تكتل اللقاء المشترك, الذي أعلن عن تشكيله في 2003, صورة فريدة لهذه "الليبرالية الإسلامية" أو "الإسلام الليبرالي"؛ إذا صح التعبيران، حيث توافقت تحت سقف المعارضة أحزاب متباينة المرجعيات، بل ولديها إرث من الصراع والتصادم، الأمر الذي أكسب حزب التجمع اليمني للإصلاح صورة براجماتية عابرة للمذهبية الطائفية- بحسب الكاتب الصحفي/ محمد جميح.
ويظهر موقف الليبراليين في مواجهتهم الحادة والشرسة لصعود الإخوان إلى الحكم في مصر-كمثال أوضح- خوف هذه التيارات من نجاح الإخوان في تجربة الحكم، ولا تريد هذه التيارات الليبرالية منح أية فرصة من الوقت لهذا التجريب، لذلك سعت وبحماس وحقد إلى إجهاض هذه التجربة في باكورتها حفاظاً لورقة المزايدة الدولية التي فيها تقديم الإخوان المسلمين بنسختها القديمة والمشوهة، والتي كانت تظهر هذا التيار على اعتبار أنه اتجاه أصولي ذو موقف سلبي من قضايا الديمقراطية والمرأة والحقوق والحريات، وغيرها من القيم المدنية.
ووفقاً لمعطيات سابقة، فإن فرص التحالف والتوافق السياسي وانفتاح الأحزاب الإسلامية على الآخر والقبول بألوان الطيف السياسي, سيواجه على المدى القادم انكماشاً متزايداً وتوجسات أشد ضيقاً من أية احتمالات تقارب واندماج ممكنة، فالليبراليون هم من صنع لأنفسهم الخريف الأخير من أول ربيع تعيشه البلدان العربية التي سقطت أنظمتها المزمنة بفعل ثوري في أحداث 2011, أو ما بعد وحتى اللحظة، ليحل بعدها موسم سقوط الأقنعة، وتساقط أوراق القوى الليبرالية على قاعٍ، وهو مالم يكن متوقعاً لليبراليين قبل غيرهم.
/////////////////
السياسي والبرلماني أنصاف مايو لـ(أخبار اليوم):
لا توجد فعالية شعبية أحيطت بكل هذا الاهتمام والمتابعة والرصد وأقلام الصحفيين وردة الفعل والهجوم والمدح والتقييم ونتائج عنف تمددت إلى محافظات غيرها، كما حدث على وقع غبار فعالية 21فبراير في ساحة العروض بعدن..
لم تكن قوى الثورة الجنوبية والقوى والأحزاب والسلطة المحلية بعدن ورئاسة الجمهورية، تتوقع أن يكون يوم 21فبراير مفصلياً في تاريخ الجنوب، ومنعطفاً جديداً سيرسم جنوباً بخارطة سياسية مغايرة لتلك التي حفظها الساسة والمتابعون في مخيلتهم.
في هذا السياق الصحيفة تحاور السياسي والبرلماني ورئيس حزب التجمع اليمني للإصلاح بمحافظة عدن أنصاف مايو، أهم مهندسي ومنفذي المهرجان, فإلى التفاصيل:
حاوره/ عبدالرقيب الهدياني
* اتهمكم البعض بتنظيم فعالية 21فبراير وهي التي فتحت باباً للعنف في عدن وحضرموت.. ما ردك؟
- الفعالية في جوهرها جاءت لتمنح المجتمع القدرة على تجاوز العنف, حيث إن تعطل أدوات الأحزاب السياسية عن العمل أفسح المجال لجماعات العنف ومكنها من استقطاب الطاقات المجتمعية المحبطة.. كما أننا حزب سياسي وظيفته إنعاش الحياة السياسية من خلال منح المواطن الخيارات المختلفة في عالم السياسية وفي حالة غيابنا أو غياب النشاط الحزبي عموماً فإن المجتمع سيقع ضحية خيار سياسي وحيد، وبطبيعة الحال الخيار الوحيد لا يستطيع إقناع الجميع, لذا هو دائماً ما يلجأ للعنف لأجل السيطرة وهو ما لا نريد الوصول إليه في المستقبل, فالفعالية تثبيت لحق التنوع في وجه نزوع للإقصاء وفرض الوصاية من قبل طرف يتجه للأسف نحو التسلح, ثم إن العنف قد بدأ منذ سنة وآخرها أحداث 11 فبراير التي ورغم المناشدات لم يلتفت لها القوى السياسية حينئذ.
* لكنكم تستجلبون الجماهير من المحافظات الشمالية لإظهار الجنوب بصورة غير صورته المعبرة عن أبناءه وهذا ما يستفز خصومكم وأقصد الحراك.. هكذا يتهمكم قادة الحراك؟
- الإصلاح حزب جماهيري متغلغل في أوساط الناس، يحمل همومهم وآلامهم وتطلعاتهم، الإصلاح تنظيم شعبي عمره إلى اليوم 23عاماً، ومن الطبيعي أن يكون له أعضاء وأتباع وأنصار، ثم إنه الوريث لكل المصلحين في الجنوب من لدن البيحاني وعمر طرموم وفيصل بن شملان وغيرهم، الإصلاح أصيل وجذوره ضاربة في تربة الجنوب، هذا واقع يثبته التاريخ والحاضر، وعلى من يتحدث عن (الاستعانة بأصدقاء) في فعالياتنا بعدن أن يقول غيرها، لأني أرثي لحاله وتبريراته الواهية..
الإصلاح ليس بحاجة لفعل من هذا النوع، وهذه أقاويل يرددها الذين يمتهنون تفخيخ المجتمع وتوهين علاقات المحافظات ببعضها وهو خطاب قاصر عن رؤية المخاطر التي يقود نفسه والمجتمع إليها وندعو إلى هجر أساليب التحريش بين المحافظات التي أودت في الماضي إلى حروب وهي اليوم تقود إلى أعمال قتل ومع ذلك أتحدى من موقعي هذا أن يثبتوا هذه الدعاوى.
*إذن لماذا اصريتم على الفعالية رغم سماعكم بوعيد وتهديد من قادات ونشطاء الحراك وحتى رموزه الدينية، وهل كنتم تتوقعون ردة الفعل هذه وذهاب الجنوب إلى أعمال عنف وأحداث قتل مروعة في حضرموت وعدن على أساس مناطقي؟
- جاءت الفعالية بعد سلسلة اعتداءات نفذها الحراك المسلح على فعالياتنا السلمية وقد ابتدأ هذا بحرق الساحة التي يتواجد فيها شبابنا وانتهى الأمر بالاعتداء على الفعالية والهجوم على المقر بالرصاص والقنابل, هذا الأمر وضع التعددية السياسية والحزبية كأهم مكتسبات الحركة الوطنية اليمنية واحد أهدافها التي ناضلنا من أجلها كثيراً في خطر وشعرنا أن ثمة من يريد تجريدنا من حقنا في التعبير عن خياراتنا السياسية, بل وفرض الوصاية علينا وصاية سياسية ومن ثم فكرية وهو ما يهدد المستقبل السياسي ويحول دون تحول ديمقراطي ويجعله تحولاً نحو نظام ديكتاتوري بوليسي.. لذا كانت الحرية والتعددية والسياسية وحق الاختلاف أهدافاً لفعالياتنا ويفترض أن يسأل الجهات التي تهدد لمنع نشاط سياسي, بل واعتباره تهديداً له، وهذا من أعجب ما سمعناه، لماذا لا يسأل من يجد في النشاط العام عملاً ممنوعاً.
*وهل كان تنظيم الفعالية يوم 21فبراير بحاجة لكل ذلك الانتشار الأمني والعسكري؟
- أولا الجهات الأمنية معنية بتبرير انتشارها وما يهمني هو التأكيد أن على الدولة توفير الظروف الأمنية المواتية لممارسة النشاط السياسي لأي كان, إلا أنه وللأسف في كل الاعتداءات السابقة كان الأمن يتأخر حتى ينجز المسلحون مهامهم ويتسببون بحرائق وقتلى, وعلى قدر مطالبتنا بتوفير الحماية لمناشطنا السياسية فإننا وبالقدر نفسه نرفض التعامل العنيف وغير المبرر من قبل الأجهزة الأمنية التي يجب أن تتقيد بالقانون المنظم للعلاقة بين الجندي والمواطن, عهد الأجهزة البوليسية يجب أن يختفي من حاضرنا وعلى الأجهزة الأمنية التحرك بأجندة مدنية وليست عسكرية.
* كيف تفسر كل هذه الحملة التحريضية تجاه الإصلاح وإحراق مقراته في الجنوب؟، وهذا يقودنا إلى سؤال آخر: أين هي الميليشيات المسلحة التي يمتلكها الحزب بحسب اتهامات البعض؟ لماذا لم نرها تدافع عن الحزب وقد استباح المسلحون مقراته وأحرقوها؟
- أدعو كل القوى السياسية الظاهرة منها والباطنة إلى منافستنا بأدوات السياسة التي تفضي إلى إنتاج الشرعيات الراسخة ونقول لهم بأن التعامل مع الإصلاح بأدوات غير سياسية لن يتضرر منها سوى المجتمع اليمني ويبدو أن إصرارنا على توسيع دائرة المنافسة السياسية والوقوف في وجه من يريدون خلق دوائر منافسات غير سياسية وذات طابع عسكري هو الذي يجلب علينا كل هذا الحنق من قبل البعض الذي وفي سياق صناعة إمارة خاصة به يذهب لتمزيق النسيج الاجتماعي والتعامل مع أنصاف مايو ليس بصفته البرلماني والسياسي, بل وكأنني أركان حرب لدولة معادية.
*وماذا عن مليشيات الإصلاح؟
- أي ميليشيات تقصد.
* المليشيات التي يمتلكها الحزب، بحسب اتهامات الآخرين؟
- (يضحك).. لو أننا نملك ميليشيات فعلاً لما تعرضت مقراتنا للنهب والحرائق، ولو أننا نملك ميليشيات بالحجم الذي يصوره الآخرون عنا لكانت عدن والجنوب كله في وضع أمني أفضل مما هي عليه الآن.
* الجنوب يريد فك الارتباط, هكذا يقول البعض, ويسعى البيض والعطاس وباعوم وحتى بعض شركاءكم في اللقاء المشترك إلى إظهاره بتلك الصورة, لكنكم تكسرون الصورة بخروجكم إلى الشارع ورفع العلم الوطني.. هل هذا هو سبب التحريض ضدكم وتحميلكم وحدكم مسئولية العنف وخصوصاً من قبل هذه الجهات المذكورة؟
- المخاوف التي تسيطر على البعض سببها عدم ثقتها بخيار التعدد والمنافسة السياسية, لذلك هو يحرص على تطويق الإصلاح بالدعايات والشائعات وليس بالنقد السياسي.. هذا الفرس وهذا الميدان, دعونا جميعاً نحترم خيارات الشعب في الجنوب، ولا نفرض قناعاتنا على أحد أو جماعة أو منطقة، تعالوا نتنافس ونخوض غمار السباق بأدوات عصرية سياسية ديمقراطية.. من يعتدي على فعالية سلمية في الجنوب، هو لا يحترم خيار الجنوبيين، ومن يصادر حق الآخرين في التعبير عن رأيهم، هو يكشف ضعف حجته ومشروعه وخوفه من المنافسة..
لا يستقيم الحديث عن حق الجنوب في تقرير مصيره، في وقت تمارس الاعتداءات على فعاليات وأنشطة جماعات وفئات وأحزاب ومكونات من هذا الشعب..
إلى الجميع نقول بأن إرث الحركة الوطنية اليمنية الممتدة زمانياً على نحو قرن ومكانياً على جميع مساحة الوطن, هذا الإرث ما زال تأثيره فينا كبيراً وإن كان البعض يرى فيه غزلاً يجب نقضه, فهذا شأنه.. أما نحن وخاصة إصلاح عدن نرى في اليمن الآمن والمستقر الفرصة الوحيدة لبناء دولة يمنية قوية وقادرة على إيقاف حالة الشتات اليمني, إصلاح عدن متمسك بالحوار الذي يجب أن يفضي إلى دولة توزع الثروة والسلطة بين عموم المواطنين وحتى لو تراخى موقف قيادة الإصلاح في هذا الموضوع فلن يؤثر على موقفنا.. التحريض ضدنا بسبب هذا الموقف يمنحنا شرفاً لا ندعيه.
*النخب وأقصد الجنوبية في صنعاء وحتى من شركاءكم في اللقاء المشترك سمعنا لها تصريحات وبيانات تنتقد تنظيم فعالية 21فبراير، وفي حين أدانت العنف ضد الحراك السلمي لم نسمع منها إدانة العنف الذي طالكم ومقراتكم.. ما تعليقك؟
- الإصلاح وفي سياق الحفاظ على كيان اللقاء المشترك يقوم بتقديم تنازلات لنخبة صنعاء السياسية التي تحولت إلى غطاء للحراك المسلح للأسف, وهذا أمر يقلقنا في عدن بسبب تجربتنا المريرة مع الجماعات المسلحة التي طبعاً تصل إلى السلطة عبر العنف وتتعامل مع الآخرين ليس كمنافسين, بل كأعداء يجب الخلاص منهم.. على نخبة صنعاء التعامل برشد مع حقوقنا السياسية التي يحاولون الضغط علينا للتنازل عنها بدعوى أننا امتداد لحزب الاصلاح وينسون أننا عدنيون، وجنوبيون.
*عضو لجنة الحوار صالح باصرة يتهم حزب الإصلاح مراراً وتكراراً بأنه سبب العنف الحاصل في عدن وحضرموت.. ما ردك؟
- كنت أتمنى أن أستمع لمثل هذ التباكي والحرص على الجنوب وأبناءه من صالح باصرة عندما كنا جميعاً في الجنوب والشمال نتعرض للقتل والمجازر برصاص نظام علي صالح الذي كان باصرة أحد وزراء حكومته وحزبه المهيمن، حتى نتأكد أن صالح باصرة يرفض العنف وينحاز للجنوب مبدأياً، لكننا لم نسمع شيئاً من هذا، أما ذرف دموع التماسيح اليوم فتصب في مصب المزايدات السياسية وتصفية الحسابات.
صالح باصرة يتباكى على نظامه القمعي والفاسد الذي أطاحت به الثورة، ويرى في مكونات الثورة ومنها الإصلاح عدواً لدوداً، يهاجمه ويفتري عليه وهذا شأنه.. ولصالح باصرة وأمثاله أقول: كفوا ألسنتكم عن الجنوب, فلقد صمتم عن قول كلمة حق فيما مضى, رغم جور سلطانكم الذي دمر البر والبحر والإنسان.
* كيف تنظر إلى المستقبل وهل سينجح مؤتمر الحوار؟
- كل المؤشرات في الواقع وما قطعه شعبنا من شوط وحققه من متغيرات تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك بأن اليمن يسير نحو مستقبله المنشود والعجلة تدور ولن تتوقف إلا بتحقيق مطالب الثورة الشبابية الشعبية والتي منها إقامة الدولة المدنية وحل القضية الجنوبية وتلبية تطلعات اليمنيين، دافع هذا التغيير هو إرادة داخلية ومطلب إقليمي ودعم دولي.
ما جرى من عنف ضد أبناء المحافظات الشمالية وضد الوحدويين من أبناء المحافظات الجنوبية ومقرات الإصلاح ليس أكثر من إعلان إفلاس وفشل للمشروع الانفصالي وسيحصل الإصلاح بهذا العنف الموجه إليه على احترام الشعب وأوسمة وطنية عالية الشرف.. والسؤال: لماذا مقرات الإصلاح دون غيره تتعرض للهجوم من الانفصاليين؟.. بالتأكيد ليس لأن الاصلاحيين وحدهم الوحدويون, فالقوى اليمنية كلها وحدوية والشعب الجنوبي وحدوي بالفطرة.. السبب أن الإصلاح أصبح بنظر المشروع الانفصالي القوة الوحيدة المتماسكة التي يلتف الشعب حولها لمقاومة مشروع الانفصال لتماسكه وشعبيته, ولأنه عصي عن الاختراق بعكس الكثير من القوى التي تعرضت للتفتيت سواءً من قبل صالح سابقاً وحاضراً, أو من قوى أخرى .. المعركة ليست بين الجنوبين والإصلاح كما يحاول الإعلام والصحف الصادرة من صنعاء والممولة من العائلة.. المعركة بين مشروعين, الوحدة, والانفصال.. الثورة والعائلة, ومازال صالح متواجداً بقوة في مشهد الانفصال كما كان متواجداً في حرب أبين, حين كان أنصار الشريعة يرفعون علم القاعدة على البرميل وبجانبه صورة علي عبدالله صالح, لم توجد القاعدة حينها ولا الراهدة, كان علي صالح بخططه التي أسقطها شعبنا..
اليوم تقوم شخصيات مقربة من العائلة بتوزيع الأسلحة والتحريض لقتل المعتصمين بالتنسيق مع جماعة علي سالم البيض، بينما نرى البعض بغباء أو تغابٍ يحاولون أن يحصروها على الإصلاح والانفصاليين والبقية شاهد ماشفش حاجة.. ماذا لو أعلن الاصلاحيون الجنوبيون تأييدهم للانفصال؟ هذا السؤال موجه لكل وحدوي يحاول أن يتشفى ولا يزعجه العنف وإحراق المقرات.. لقد رأينا كيف رفعت أعلام الانفصال من مقر المؤتمر الشعبي بعدن في الوقت الذي تحرق فيه مقرات الإصلاح ويعتدى على المواطن البسيط من الباعة المتجولين ولولا الوحدويون من أبناء الجنوب, الذين نتفرج عليهم اليوم ونشمت بهم, لرأيناهم يسحلون في الشوارع وعندها لن يوقف الفتنة إلاّ رب العباد.
*من مقال للكاتب أحمد عثمان