آباء يرحلون ملابس عيد الفطر لأبنائهم الحديدة قُبيل عيد الأضحى

أسواق مليئة بالبضائع خالية من الشراة

2013-10-13 19:10:12 فتحي الطعامي

إن أسواق الحديدة اليوم تبدو مليئة من كل البضائع إلا من الزائرين والمشترين الذين لم يكلفوا أنفسهم حتى النزول الى تلك الأسواق لمعرفة الجديد والحديث.. فالمطراق وباب مشرف والمحلات التجارية في شارع صنعاء والمحلات التجارية الكبيرة بات الواقفون فيها يتمنون حتى الزائرين أو المتفرجين الذين كانوا في السابق يضيق صدور أصحاب المحلات بهم.. .. 

مدينة الحديدة ـ وعلى غير عادتها في أيام ما قبل الأعياد والتي في الغالب ما تشهد ازدحاما وتدفقا على أسواقها سواء من المواطنين فيها أو من القادمين من المحافظات الأخرى.. بدت أسواقها اليوم وقبيل عيد الأضحى المبارك فارغة تماماً وغير مقصودة.. فالعديد من المواطنين اكتفوا بما اشتروه من حاجيات قبيل عيد الفطر المبارك ليعيدوا استخدامه في عيد الأضحى.. الأسواق المليئة بكل البضائع مختلفة المصدر ومتنوعة الخامة والشكل بدت فارغة من المشترين وحتى من الزائرين الذين يرون أن ذهابهم الى تلك الأسواق يزيدهم حسرة بسبب الضائقة المالية التي يعيشونها.. ليس أمام أبناء الحديدة.. المحافظة الأشد فقرا.. إلا أن يكتفوا بترديد بعض العبارات التي تواسي نفوسهم وتبرر وضعهم مثل (العيد عيد العافية).. ناهيك عن أن العديد من الجمعيات الخيرية والتي تنشط خلال المواسم الدينية ومنها عيد الأضحى المبارك فتقوم بتوزيع الأضاحي وكسوات العيد على الفقراء والمعوزين, شكى العديد من القائمين عليها من قلة الدعم الذي كان يقدمه رجال الخير من الميسورين على الجمعيات والذي يذهب بعد ذلك على تلك الأسر .. !

 ملابس مرحلة شهران ونيف فقطمنذ تم الاحتفال بعيد الفطر المبارك وفيه أو قبله قام الآباء بشراء الملابس الجديدة لأبنائهم (مستفيدين من بركات رمضان) كما يقولون.. ناهيك عن أن الكثير منهم ما يزالون مثخنين بكثير من الديون المالية التي اقترضها لتغطية احتياجات عيد الفطر أو تغطية لصرفيات الدراسة التي بدأت عقب عطلة العيد.. ولهذا وأمام ضعف القدرة المالية اكتفى العديد من الآباء بترحيل ملابس التي تم شرائها في عيد الفطر المبارك الى هذا عيد الأضحى .. وقال العديد من هؤلاء المواطنين أنهم بذلوا جهدا كبيرا في إقناع أبناءهم في الاحتفاظ بملابس عيد الفطر ليتم الاستفادة منها في عيد الأضحى.. يقول نصر الدين غازي وهو أب لـ 5 أبناء: إن الذهاب الى أسواق باب مشرف أو المطراق والتي تمتلئ بالملابس الجديدة لا تعني غالبية المواطنين والذين بالكاد يستطيعون توفير الحاجيات الضرورية للعيد وأيامه.. فهو لديه 5 أبناء وشراء ملابس جديدة لهم يعني ما قد يكلفه 40 الفا, بما يعادل 8 آلاف ريال لكل واحد من أبنائه وهو مبلغ كبير يصل في مقداره الى ثلثي راتبه الذي يتقاضاه من الدولة, الأمر الذي قد يؤدي إلى حرمان أسرته من شراء الاحتياجات الأساسية للعيد.. ويضيف" الحمد الله على كل حال رغم أننا ما زلنا نعاني من الديون التي علينا منذ عيد الفطر وما يزال الدائنون يطالبوننا بالتسديد, ناهيك عن أن الراتب يذهب إيجارا وسدادا للبقالة وتسديدا لفواتير الماء والكهرباء والتليفون فكيف يمكن أن نقوم بشراء ملابس لأبنائنا."
أسواق مليئة خالية أسواق الحديدة ـ
والتي تستقبل خلال المناسبات وخاصة الأعياد ـ كثيرا من هؤلاء الزائرين الذين يقصدونها بهدف شراء ملابس جديدة وخامات حديثة وموضات يقال إنها تنزل الأسواق لأول مرة.. فيسعى ملاك وأصحاب المحلات التجارية للاستفادة من تلك المناسبات وذلك بتوفير كميات كبيرة من البضائع المتعدد في الألوان والأشكال يقدم العديد من أصحاب المحلات التجارية عروضاً في لافتات تعلق في بعض شوارع مدينة الحديدة بهدف التأثير على المواطنين.. مروان الدبعي ـ صاحب أحد المحلات التجاري في باب مشرف ـ أكد أن الموسم الحالي يعد من أكثر المواسم ركوداً من حيث توافد المشترين.. فرغم توفيره لكثير من الملابس التركية والهندية الحديثة سواء منها الرجالي أو النسائي أو ما يتعلق منها بالأطفال إلا أن محله التجاري ـ وكما هو الحال مع العديد من المحلات التجارية الواقعة في سوق باب مشرف والمطراق ـ تخلو من المشترين أو وجد المشترون الراغب ولكن لا يتم الإتفاق على سعر القطعة, الأمر الذي أثر على أصحاب المحلات.. وأضاف الدبعي" لم نشهد ركودا اقتصاديا كما نعيشه هذه الأيام والسبب يعود الى وضع الناس المادي الذين ما عادوا يقدرون على توفير كثير من الحاجيات وفي مقدمتها ملابس العيد والتي أصبحت تعد من الترف أو الأشياء التي تدرج في قائمة غير المهمة, نظراً لتدهور حال المواطنين ماليا". وعن الأسعار المرتفعة التي تشهدها الملابس الموجودة في أسواق الحديدة أرجع مروان الدبعي ذلك إلى أن العديد من الملابس الموجودة في الأسواق حالياً هي ملابس تم استيرادها من العديد من الدول وخاصة تركيا والهند وماليزيا, حرصا من التجار في الحديدة على توفير خامات جيدة ونوعيات متميزة بما يلبي رغبة وطموح المواطنين في هذه المحافظة.. وهذا يكلف مبالغ مالية كبيرة لشرائها من بلد المصدر ونقلها ثم إيصالها إلى المحل.. بخلاف البضائع التي يتم تصنيعها هنا وهي أقل سعرا من البضائع التركية والهندية.. لكن لم يتم مراعاة الواقع المالي للمواطنين والذي بات يتدهور يوما بعد يوم..
جمعيات تشكو قلة الدعم غالبا ما تسهم العديد من الجمعيات الخيرية في محافظة الحديدة في تغطية احتياجات بعض الأسر في مناسبات الأعياد الدينية وكما هو الحال مع عيد الأضحى المبارك والذي تقوم فيه بعض تلك الجمعيات بتوزيع ملابس العيد أو ما بات يعرف (كسوة العيد) على الفقراء والأيتام والأرامل سواء في مدينة الحديدة أو في بعض القرى الريفية في المحافظة.. كما تقوم تلك الجمعيات بتوزيع لحوم الأضاحي على بعض الأسر الفقيرة في يوم العديد (إدخالاً للفرحة والسرور على تلك الأسر) لكن الحال هذا الموسم يبدو مختلف أيضا.. فمعظم تلك الجمعيات التي تتبنى هذه المشاريع تبدو مخازنها خالية حد تأكيد أحد مدراء تلك الجمعيات والداعمين من رجال الخير والتبرعات التي تأتي عن طريق الجمعيات الموجودة في بعض الدولة الشقيقة لم ترفد تلك الجمعيات باحتياجات عيد الأضحى المبارك كما هو العادة.. فكري أحمد ـ وهو مدير لإحدى الجمعيات الخيرية ـ أكد أن الدعم الذي كان يقدم في السابق للجمعيات الخيرية من قبل جهات متعددة للإسهام في إعانة الأسر الفقيرة والمحتاجة تضاءل بشكل كبير عما كان عليه في السابق. يقول فكري: كان يتم توزيع كميات من لحوم الأضاحي للعديد من الأسر الفقير سواء في المدينة أو في المدن الريفية وحتى في القرى البعيدة.. مئات الأضاحي يتم شراءها بمبالغ مالية يتم تسملها من قبل داعمين أو حتى تلك الأضاحي التي تأتي من جهات خيرية أخرى ليتم توزيعها على تلك الأسر.. واليوم أصبح حال العديد من الجمعيات الخيرية وما تمتلكه محدودا جدا وبالكاد يغطي الأسر المقيدة في سجلات الجمعيات في كشوفات الأيتام المكفولين. ويضيف" نحن نبذل قصار جهدنا في التواصل مع الجهات الداعمة سواء رجال أعمال أو مؤسسات خيرية والكل يتعذر بعدم القدرة المالية.. ندرك تمام الوضع المالي المتردي للمواطنين في محافظة الحديدة بالتحديد خصوصاً أولئك الذين لا يقدرون على شراء كيلوا لحم ليوم العيد ناهيك عن شراء أضحية ولهذا يتحتم على كل جهة ان تقوم التخفيف وإدخال الفرحة على تلك الأسر وليس بالضرورة عن طريق الجمعيات الخيرية بل بالطريقة المباشرة حتى يشعر الفقراء السرور في هذا اليوم".
استنفار رسمي وأمني قبيل كل عيد تقوم العديد من المكاتب الرسمية في محافظة الحديدة لإعداد خطة أمنية استعداد لمواكبة أيام العيد في المحافظة والتي تشهد إقبالا للزائرين بشكل كبير خاصة في عيد الأضحى المبارك.. والذي تمتلئ فيه الفنادق والمساجد والمدارس والشواطئ بعشرات الالاف من الزائرين إن لم يكن مئات الألاف.. والذين يتدفقون من معظم المناطق الجبيلة من المحافظات الأخرى.. ولهذا تشرع المكاتب في الحديدة للاستعداد وفي مقدمة تلك المكاتب يبرز الأمن والذي أكد القائمون فيه انهم أعدوا خطة امنية للحفاظ على الأمن داخل مدينة الحديدة وعلى طول الخطوط الرئيسية.. يقول مدير أمن محافظة الحديدة العميد/ محمد المقالح: إن أمن الحديدة قد رفع الجاهزية الأمنية خلال الأيام التي تسبق العيد وكذا خلال أيام عيد الأضحى المبارك والتي تشهد تدفقا كبيرا للزائرين لمدينة الحديدة الساحلية.. وأوضح أن أهم بنود الخطة الأمنية تتمثل في توزيع دوريات ( أمن ) على المنافذ البرية للمدينة برفقة رجال مرور منع لدخول بعض الأشخاص المسلحين والذين يعكرون صفو مدينة الحديدة ويزعجون المواطنين بتلك المشاهد المزعجة, إضافة الى أن سيارات المرور ستوكل اليها المهمة في الوقوف مع أي حوادث قد تقع, وبالتالي القيام بالمسئولية القانونية والإنسانية مع تلك الحوادث. وأضاف" لقد وجهنا الجهات الأمنية بان تكون في كامل الجاهزية لتوفير الأمن والاستقرار للمواطنين في هذه المحافظة وكل الزائرين فيها ولا مكان في هذه المحافظة إلا للأمن والهدوء". مشيراً أن الأمن سيعمل على توزيع دوريات في الأسواق والشوارع العامة لمنع أي تعدي على المواطنين سواء الرجال او النساء أو ما قد تقوم به بعض العصابات التي تعمل على السطو على بعض المواطنين ونحن سنعمل بكل جهد لمنع وقوع تلك الحوادث.. من ناحيته أكد مدير شركة النفط بالحديدة/ عايض دارس, أن المحافظة ستشهد حالة استقرار في توفير المشتقات النفطية وخاصة الديزل.. وأن الشركة قامت بتوفير كميات كافية من تلك المشتقات وبما يغطي احتياجات المواطنين وكميات احتياطية, متمنيا للمواطنين في محافظة الحديدة وفي كل أرجاء الوطن عيد سعيد بدون منغصات, مشيراً إلى أن الشركة عملت على وضع خطة لتوفير تلك المشتقات النفطية على المحطات التابعة للشركة أو حتى المحطات الخاصة وستعمل على المراقبة المستمرة والمتكررة لمراقبة سير توزيع وبيع تلك المشتقات على المواطنين حتى لا يستغل البعض فترة العيد لابتزاز المواطنين أو صناعة أزمة لتلك المشتقات.
منغصات وفي خضم الاستعدادات لاستقبال عيد الأضحى المبارك الذي ينتظره اليمنيون وكل المسلمين ولم يتبق له إلا أيام معدودة في خضم ذلك طالب أبناء محافظة الحديدة من الدولة والمسئولين فيها يقومون بمسئولياتهم حتى لا تتكرر منغصات عيد الفطر الماضي.. وقال العديد من المواطنين منذ العيد المنصرم والحديدة تعيش في وضع مأساوي يزداد يوما بعد يوم خاصة فيما يتعلق بالإنطفاءات الطويلة والكثيرة للتيار الكهربائي والتي تعكر راحة المواطنين في الأيام العادية ناهيك من تعكير فرحته في أيام الأعياد.. وشدد المواطنون على ضرورة أن يتم استثناء مدينة الحديدة من أي انقطاع للكهرباء خلال أيام عيد الأضحى المبارك خاصة وأن المحافظة تعيش طقس شديد الحرارة.. كما طالبوا حكومة الوفاق والسلطة المحلية في الحديدة العمل على معالجة الطفح الكبير للصرف الصحي في المدينة والذي لم يتم معالجته منذ أشهر عديدة وأصبحت العديد من المناطق والحارات والأحياء تعاني نتيجة ذلك الوضع.. ويشيرون إلى أن هذين الطلبين يعتبران من اهم المطالب التي يتمنى أبناء الحديدة أن يتم التعامل معها بجدية من قبل الجهات الرسمية وبما يحقق الراحة والسرور والفرحة خلال أيام عيد الأضحى المبارك.

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد