مأساة إلى أجل غير مسمى في حياتهم اليومية ذابت زهرة أعمار المئات في السجون دخلوا فتيان في ريعان شبابهم وخرج البعض منهم وقد أبيضت رؤوسهم وهرموا هناك.

مرت سنوات القهر عام تلو الأخر ومنهم من قضى نحبه ظلماً وعدواناً ومنهم من ينتظر وهكذا يا رجال القانون حيث أنهم حرموا من أبسط مقومات حقوقهم.

ضاع مستقبلهم وشبابهم وحقوقهم المشروعة، وفقدوا ابتسامة فلذات أكبادهم. فما أصعب المواقف عندما يأتوا أطفالهم ودموع الألم تنهمر بغزاره من أعينهم فلا يستطيعون الحديث من شدة البكاء؟ فالحرية يا إخواني لا تقاس بالأثمان فهؤلاء المظلومين عاشوها ونحن مع بعض وراء القضبان بين أربعة جدران دون صديق أو رفيق وعشناها نحن أيضاً معهم خارج إرادتنا بضع سنوات ومازلنا وراء تلك القضبان والجدران المظلمة نتجرع ظلماً جائراً دون أن نرتكب الجرائم التي تستحق وضعنا في هذا المكان.

 فماذا فعلوا الحكام من أجل مئات المظلومين والأسرى دون أي ذنب؟ لاسيما خاصة وهم حبيسين الخطابات الإعلامية خلف الأسوار، وأعتقد لو كانت هناك نملة بريئة مأسورة ببن أيديهم ما كانوا ليتجرؤوا على طلب فك أسرها .

فماذا فعلوا حكامنا لكي يميزوا الحق من الباطل بل أنهم ظلوا في غفلتهم وجعلونا نعيش في ذلك المكان المظلم والموحش أنسته إلى زمن غير معروف .

فما أبشعكم أيها الحكام وما أبشع المصير الذي ينتظركم بسبب إهداركم دماء الكثير من الأبرياء وتظليلكم للعدالة في أحكامكم بحيث كانت لديكم الفرصة الكافية لتكونوا رمزاً للعدالة لكن دون جدوى ولكننا سنظل متمسكين بالله فقد قال تعالى : {ولا تحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار .}

*سجين من محافظة- إب