السياسية في الحمامات!

2014-02-06 08:21:45 هموم الناس/ خاص


إذا أردت معرفة رأي الناس حول قضية ما تشغل الرأي العام, فما عليك سوى التوجه صوب حمامات المساجد لا تستغرب ذلك فهذا واقع الحال فجدران تلك الحمامات يعتبرها البعض المتنفس الأسهل لإيصال آرائه للجميع ليس هذا فقط فاحتمال الرد عليه والرد من قبل شخص آخر لتتحول حمامات المساجد بعدها إلى مسرح صامت للمهاترات السياسية ومكان يعبر فيه شخص ما عن رأيه بكل قوة, حتى وإن وصل ذلك للشتم لتصبح تلك الجدران مستنقعاً قذراً يتبادل فيه رواد هذا الاتجاه الشتائم متناسين أنه مكان لطهارة الأبدان هذه الأعمال قوبلت بالرفض من قبل أئمة المساجد وعلماء الدين.. تفاصيل أكثر حول السياسية قبل الوضوء كظاهرة وأسباب انتشارها تجدونها في التالي..


الحمامات مكان غير لائق لكتابة الآراء والذكريات فعلى من يقوم بمثل هذه الأعمال أن يجد مكاناً أرقى ليخلد فيها رأيه بعيداً عن إلحاق الضُر ببيوت الله, بهذه النصيحة عبر المهندس عبد الله شروح عن سخطه لمثل هذه الأعمال ويضيف: أن ظاهرة الكتابة على جدران الحمامات هي من أكثر الظواهر التي تبين هشاشة الوعي المجتمعي بشكل كبير وأيضاً تبين شُحَّة المنابر التي تسمح للمواطن العادي بإبراز رأيه خصوصاً بالمسائل السياسية، والملاحظ لهذه الظاهرة يجد أن حدتها تصاعدت بالتزامن مع الثورة الشبابية، باعتبارها سبباً في زيادة منسوب هذه الكتابات المعبرة عن المناكفات السياسية التي تشهدها البلاد، فلا تكاد تجد حماماً يخلو من حوار يضم في طياته أسماء ألمع السياسيين يسبقه طبعاً كل ما يحتويه قاموس السب من كلمات لا تليق بأحد قد تخلف وراءها مزيداً من الأحقاد والصراعات العقائدية والفكرية بين أبناء هذا البلد الموحد, لذا من المهم أن نقوم بتوعية هؤلاء وأن نضع في الحسبان مسألة الدين لأنها وحدها الكفيلة بالحد من انتشار مثل هذه الأعمال من خلال ما تقدمه من نصائح وفتاوى من شأنها أن تغير رأي من يقوم بالكتابة على الحمامات التي خصصت للوضوء.

"تعدد الوسائل"

(لقد أسمعت لو ناديت حياً ولكن لا حياة لمن تنادي) بهذه الكلمات عبر أسامة الشيباني عن رأيه في من يقومون بالكتابة على جدران الحمامات للتعبير عن رأيهم حول قضية ما أو غير ذلك ويضيف: الأجدر بمن يقوم بمثل هذه الأعمال أن ينظر إلى أماكن أخرى للتعبير فيها عن آرائه دون أن يؤذي بيوت الله وعباده فأماكن التعبير عن الرأي كثيرة وإذا ما أراد أحدهم أن يعبر عن رأيه فمواقع التواصل الاجتماعي والندوات وغيرها تتيح له ذلك فلا داعي لأن يقوم هؤلاء بذلك ولا داعي أيضاً لكتابة الشتائم وإثارة القلاقل السياسية والنعرات الطائفية من خلال كتابته على جدران الحمامات في المساجد وغيرها فهي وجدت للطهارة لا لغيرها من الأعمال.

"جبن"

ضيف الله المضماري مواطن يرى: أن من يقوم بالكتابة على جدران الحمامات شخص متخلف لأنه لو كان يملك القليل من الفكر السليم لما قام بمثل هذه الأعمال لأن أماكن التعبير عن الرأي كثيرة جداً ولا يستطيع أحد أن يلومه إذا ما عبر عن رأيه دون أن يشتم أو يقذف أحداً ويضيف: من يجلس يكتب في الحمام شخص لا يستطيع أن يعبر عن ما يراه صحيحاً أمام الناس لذا فهو يقوم بذلك على جدران الحمام لكي لا يراه احد وهذا إن دل على شيء فإنه يدل على جبن هذا الشخص وعدم قدرته على مواجهة الآخرين بتوجهه فلو كان مؤمناً بما يكتب لقاله أمام الناس ولم يتخف عن الأنظار ليكتب ما يريد وهذا ما يجعله شخصاً متخلفاً وجباناً من وجهة نظري الشخصية.

"جهل"

لو كان من يقوم بهذه الأعمال عاقلاً لما تجرأ على كتابة مثل هذه الكلمات والعبارات على جدار الحمامات التابعة للمساجد وإن دل هذا السلوك على شيء فإنه يدل على جهل صاحبه هذا ما قاله صالح الهمداني إمام مسجد التعاون ويضيف لو نعرف من يقوم بمثل هذه الأعمال لنقوم بمعاقبته لأن هذا العمل لا يقوم به شخص يحترم المساجد وحرمتها.

 لم يخف الأستاذ/ صالح استياءه ممن يقوم بمثل تلك الأعمال حيث قال كنا في السابق نشاهد البعض يكتب دعاء الخروج من الحمام والدخول إليه وهذا لا حرج منه ولكن في الوقت الحالي نشاهد عبارات لا تليق بأن تكتب حتى في الحمامات لذا أتمنى من الله تعالى أن يكف هؤلاء عن مثل تلك الأعمال السلبية.

"ظاهرة سلبية"

عبد القادر محيي الدين أستاذ في مركز التوحيد لتحفيظ القرآن الكريم ينظر إلى هذه السلوكيات التي يمارسها من يقوم بالكتابة على جدران حمامات المساجد بأنها: سلوكيات سلبية تعبر على نفسية مريضة كيف لا وهو يقوم بالتعبير عن رأيه على جدران الحمامات التي خصصت للوضوء لا لغيره من الأعمال المشابهة, وما يزيد الطين بله هو من يقوم بكتابة نصيحة لمن يقوم بهذه الأعمال على جدار الحمام التابع للمسجد وهو بذلك يقع في نفس الخطأ الذي انتقد غيره عليه.

 على هؤلاء أن يراعوا قبل كل شيء حرمة المساجد وملحقاتها, وعدم إقحامها في الصراعات السياسية هذا بيت الله أولاً وأخيراَ وأن يحسوا بعامل التنظيف الذي يحمل في كاهله مسح تلك الكتابات والشتائم من على الجدار وهذا عمل مرهق يزيد من عبء عمله ويضاعفه.

"تعظيم المساجد"

أما بالنسبة لرأي علماء الدين حول من يقوم بالتعرض لممتلكات المساجد أو حماماته بأي ضرر كان فإنهم، يرون أن الأصل في الدين هو تعظيم المساجد ومرافقها والحفاظ عليها من أي ضر ورعاية حرمتها وتنزيهها من اللغو الباطل والعبث وما نحو ذلك وقد قال تعالى (في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال)فالمساجد وجدت لذكر الله عز وجل وكذلك الحمامات وجدت للطهارة لا لشيء آخر فمن هنا يستعد المصلي للصلاة من خلال الوضوء لذا فعلى كل من يستخدم هذه الحمامات أن يحافظ عليها وأن لا يسرف في استخدام المياه وأن يحافظ عليها نظيفة لأن النظافة من أخلاق المسلم السوي وأن لا يعبث بممتلكات المساجد ومرفقاتها.

"الخجل والارتباك"

الكثير من الناس يعانون من الخوف والخجل والارتباك جراء المواقف السابقة التي يتعرض لها الشخص بالإضافة إلى ضعف اتخاذ قرار الرد في أغلب المواقف التي تواجههم أثناء الحوار أو التعبير عن أفكارهم, وهذا ما يجعلهم يلجئون إلى التعبير عنها بالخفاء, هذا ما يراه علماء النفس حيال اتخاذ البعض أساليب مغايرة لغيرهم في التعبير عن رأيهم وخاصة في الظروف والمواضيع غير العادية, لذا عليهم أن يثقوا بأنفسهم أكثر وأن يتعلموا كيفية الحوار فعلى من يريد التخلص من هذه المشكلة أن يصمت لدقائق ويفكر بتمهل وذلك لكسب الثقة قبل الرد على أي سؤال أو دخوله في أي نقاش لكي لا يتعرض للإحراج أو للإسكات مما يدفعه بالأخير إلى اتخاذ وسائل أخرى للتعبير عن أفكاره وأن يحاول الاختلاط بمن حوله بصورة أكبر وأن يبادر بالاختلاط بشخصيات مختلفة سواء في النادي أو في مكان الدراسة والعمل وهذا كله من شأنه أن يعزز ثقة الفرد بنفسه ويجعله قادراً على مواجهة الجميع علانية بأفكاره.

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد