شرعب السلام.. تفاصيل حياة معزولة عن خيرات الجمهورية

2014-03-03 11:32:56 أخبار اليوم / خاص


هناك أجيال تتبعها أجيال، لم يتوارثوا سوى المشقة والمعاناة.! زمن مر لم يكن كفيلاً بأن يوضح تفاصيل حياتهم أو حتى يقدمها لذوي الاهتمام، عاشوا عزلة عن مناطق مديرية شرعب السلام, يفتقدون الخدمات في قرى تتناثر بين الجبال..
وعلى ضفاف أودية لا تعرف سوى الشقاء هم أجيال يعيشون رتابة الحياة لا ينتظرون سوى جهات حكومية محددة تطل على واقعهم, فتدخلهم إلى أنماط الحياة الحديثة..
 أجيال أثقلت كاهلها طرق شاقة وظلام يلف المكان وتعليم محدود وصحة مهددة بالأمراض واتصال مفقود وحكايات مأساوية, اشترك الفقر في زواياها وزادها مرارة فقدان هذه الخدمات.

وبعد أن تحقق حلم السكان بالانتهاء من أشغال إنشاء الأعمدة والأسلاك الكهربائية التي تهدف إلى تزويد منطقة المخلاف بالكهرباء، فوجئ الجميع بعدم توصيل مناطقهم بالتيار الكهربائي، وتوالت الأيام بدون كهرباء، وظلت علامة الاستفهام سيدة الموقف في المنطقة، واستمرت ساكنة في المعاناة التي ترافقها منذ عقود.
مراسل «اخبار اليوم» زار منطقة المخلاف مديرية شرعب السلام محافظة تعز التي يتجمع فيها أكثر من 109814 نسمة بلا كهرباء رغم وجود الأعمدة الكهربائية وخرج بالتقرير التالي:
كهرباء الدولة غائبة في الأساعدة
قرية الأساعدة- إحدى قرى المخلاف شرعب السلام- تعيش على أنوار مولدات خاصة لأحد المستثمرين تعمل لساعات محدودة لاتتجاوز 5 ساعات بمبالغ باهظة من خلال اشتراك شهري على كل مواطن 4000 الف وفي شهر رمضان 8000 آلاف ريال.
وفي حديث أحد مواطني القرية لـ «اخبار اليوم» قال : «نحن هنا في قرية الأساعدة معزولون عن الخدمات ومطلبنا الأساسي سفلتة الطريق الذي يعتبر شريان الحياة وإيصال الكهرباء، مشيرا إلى أن أعواما كثيرة مرت وهم بانتظار هذه الخدمة التي نفقدها ويفقدها أبناؤنا». 
وحول الكهرباء قال: «إنها مولدات خاصة لأحد المستثمرين لديهم, حيث فرض دخولية الكهرباء بــ7000 ألف ريال و بفاتورة 4000الاف ريالاً شهريا وفي شهر رمضان 8000 ألاف ريال».
وأضاف : «إنها تعمل لساعات محدودة من الساعة 6 مساء حتى الحادية عشرة ليلا فبعد الساعة الحادية عشر لا نجد سوى الظلام المحيط بنا».
حسكات .. تعليم يغيبه بعد ووعورة الطريق 
في قرية حسكات المجاورة للأساعدة ثمة معاناة أخرى تواجه المواطنين تتمثل في مشكلة التعليم الذي يتطلب منهم قطع عشرات الكيلو مترات من أجل الوصول إلى المدراس.
يقول المواطن/ شائف المخلافي لـ «اخبار اليوم» إن التعليم لديهم أصبح محدوداً كون هذه القرية لا توجد بها سوى مدرسة للابتدائية فقط للأولاد والبنات، مؤكدا أن المعاناة تكمن في وسائل النقل التي هي وسائل خاصة, حيث يدفع كل رب أسرة 500 ريال عن ابنه أو ابنته لإيصالهم للمدارس لمواصلة تعليمهم المتوسط والثانوي.
وأشار إلى أن تلك المعاناة تسببت في توقف الكثير عن مواصلة التعليم, حيث وأن المدراس المتوسطة بعيدة والوصول إليها عبر طرق ترابية ، فيما التعليم الثانوي لايوجد سوى في منطقة بني عون التي تبعد قرابة الأربعين كيلو مترا.
في مران.. نساء يضعن أحمالهن على قارعة الطريق
وفي انتقالنا لقرية أخرى مجاورة وهي قرية مران وأثناء جولتنا حاولنا أن نجري اتصالاً من جهاز الجوال ولكن تفاجأنا بعدم توفر خدمة الشبكة, حيث تبين لنا معاناة أخرى تحدث عنها المواطن محمد سعيد قائلاً : «نحن هنا نعيش في عزلة عن العالم بسبب عدم إيصال الخدمة لنا سواء الهاتف الثابت أو الجوال وقد قدم الأهالي العديد من المطالبات لشركة الاتصالات ولكن لم نجد شيئاً لهذه الخدمة الحيوية الهامة». 
وحول وعورة الطريق التي تحمل العديد من المآسي بسبب فقدان الخدمات فيها تحدث المواطن إبراهيم سعيد عن معاناة أخرى بسبب بعد المستشفى العام عنهم وأيضا وعورة الطريق.وأوضح أن هناك العديد من النساء اللائي وضعن حملهن وسط هذه الطرق وفي سيارات أزواجهن.
وقال: «لدي خمسة أبناء وضعتهم والدتهم في سيارتي خلال محاولة نقلها للمستشفى التي تبعد عن المنطقة ساعتين الى منطقة الحصين بالمخلاف الاسفل وثلاث ساعات الى المدينة وسط طريق وعره». منوها إلى أن هناك أكثر من ثلاثين امرأة وضعن أبناءهن بهذه الطريقة.
وأضاف : «أصبحنا متعودين على ذلك ونحن هنا ننتظر زيارة مسئول ليرى هذه الأوضاع فمنذ عهدي بهذا المكان لم نر مسئولاً من الدوائر الحكومية يزور هذه المنطقة أو يكشف معاناتنا».
وفي محطتنا الأخيرة لهذه الجولة كان حديثنا مع عبدالله اسماعيل حيث أوضح معاناته مع التعليم قائلا : «عمري يقارب 33 عاما إلإ أن الإمكانيات القليلة والخدمات المفقودة حرمتني مواصلة تعليمي ولا يوجد لدي سوى شهادة رابع ابتدائي، وعليه أنا متزوج ولدي خمسة أبناء وليس لدي وظيفة». وعن مصاريف أبنائه أكد أنه يعتمد على تربية المواشي الا أنها لم تعد ذات دخل مجد في ظل ارتفاع مصروفاتها.
ويعاني الأهالي من الخدمات الصحية الغائبة عن هذه القرى في ظل عدم وجود مركز صحي يقدم الخدمة العلاجية للمرضى من الأطفال والنساء.
 

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد