أزمة تواجهها كل أسرة..

ضحايا الابتزاز السعودي يعودون لليمن

2014-04-21 09:53:08 هموم الناس/ خاص

مثلت ظاهرة الاغتراب، سمة ملازمة للمواطن اليمني بسبب الأوضاع السياسية والاقتصادية والأمنية التي دفعت بالملايين من اليمنيين إلى الهجرة والاغتراب، ومع هذا لم يكن بلد الاغتراب أهون بكثير من أوطانهم إذ ظلت أوضاعهم مهمشة في الدستور والقانون على عكس البلدان الأخرى التي سعت إلى إدراج نصوص تتعلق بالمغتربين في الدساتير الوطنية إدراكاً منها لحقوق هذه الشريحة المهمة من أبناء الوطن.. وفي بلادنا يؤمل المغتربون اليمنيون والذين يقدر عددهم بأكثر من سبعة ملايين مغترب وفي ظل التحولات السياسية التي شهدها اليمن أن يتم الانتصار لما عانوه طويلاً من خلال تحقيق مخرجات الحوار المتعلقة بالمغتربين والعمل على إدراج نصوص دستورية تكفل للمغترب اليمني حياة كريمة خصوصاً في بلد الجوار..


حذر اقتصاديون يمنيون من خطورة استمرار ترحيل المملكة للعمالة اليمنية المخالفة في ظل معاناة الاقتصاد اليمنى من مشاكل متعددة، منها زيادة عجز في موازنتها للعام الجاري مع عدم التزام المانحين الدوليين تعهداتهم في مؤتمري الرياض ولندن.

ضغطاً على الاقتصاد

وقال رئيس مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي اليمني، مصطفى نصر: إن عودة العمال المرحلين يشكل ضغطاً إضافياً على الاقتصاد اليمني.

وأوضح نصر، أن السوق الخليجية وبالذات السعودية، هي الملجأ للشباب اليمني من تراجع الاقتصاد اليمني، وبالتالي فإن ترحيلهم يضاعف من حالتهم الاقتصادية الصعبة ويشكل ضغطاً كبيراً على الحكومة اليمنية، لا سيما، وهي تمر بظروف سيئة.

ويرى أن بقاء العمالة بصورة غير شرعية وعدم ترتيب أوضاعهم أيضا يشكل خطورة مستقبلية على هذا الملف، وطالب الجهات الرسمية اليمنية والسعودية بإعداد دراسة، يتم من خلالها ترتيب أوضاع المقيمين غير الشرعيين في السعودية.

كشف تقرير دولي عن ارتفاع نسبة الفقر في اليمن إلى 54.5% خلال العام الماضي من مجموع السكان الذين يزيد عددهم على 22 مليون نسمة بسبب الأزمة السياسية عام 2011، فيما تضاعف معدل البطالة في صفوف الشباب باليمن لتصل 60%.

تفاقم

وحذر مكتب الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة، “اوتشا” بصنعاء، من مغبة تفاقم الأوضاع الإنسانية في اليمن جراء عودة المرحلين من الأراضي السعودية، في ظل معاناتها من أزمات اقتصادية، ليواجه الاقتصاد اليمني المتعثر عبئاً إضافياً، جراء ترحيل السعودية آلاف العمال اليمنيين، في إطار تعديلات قانونية وحملات تفتيشية، قامت بها السعودية على العمالة غير المرخصة والتي تصاعدت بعد انتهاء مهلة تعديل أوضاعهم، في شهر يوليو الماضي.

12 ألف مرحل في3أشهر

ورحلت السعودية 12 ألف يمني منذ يناير الماضي فقط، حسب مسؤول حكومي يمني، كما رحلت المملكة مئات الآلاف من العمالة المخالفة الأخرى خاصة من دول جنوب شرق آسيا.

لي الأذرع

ويرى الناشط الشبابي اليمني، فارع المسلمي، أن ترحيل آلاف اليمنيين من السعودية هدفه الابتزاز السياسي، وقال: سياسة لي الأذرع عند فشل شراء الولاءات، هي أسلوب السعودية في فرض إرادتها على جارتها الفقيرة منذ أكثر من سبعة عقود من الزمن.

ابتزاز سياسي

ويؤيد الرأي السابق الصحفي، محمد الجرادي، الذي أكد أن عملية الترحيل، ما هي إلا ورقة ضغط سياسية استخدمت من قبل السلطات السعودية، وأشار إلى أن ترحيل آلاف اليمنيين في مثل هذا الظرف التي تعيشه البلاد يشكل عبئاً ثقيلاً على السلطة والمجتمع معاً.

وكان اقتصاديون يمنيون، حذروا من خطورة استمرار ترحيل المملكة للعمالة اليمنية المخالفة في ظل معاناة الاقتصاد اليمنى من مشاكل متعددة، منها زيادة عجز في موازنتها للعام الجاري مع عدم التزام المانحين الدوليين بتعهداتهم في مؤتمري الرياض ولندن.

سجن وغرامة

وبدأت السلطات السعودية في نوفمبر الماضي حملات تفتيشية واسعة في أنحاء المملكة لضبط العمالة المخالفة لقواعد العمل، والتي لم تستفد من المهلة التصحيحية التي استمرت ستة أشهر.. كما أقرت المملكة عقوبة المخالفين، هي السجن عامين، أو غرامة مالية 100 ألف ريال.

وقال نائب وزير العمل السعودي، مفرج الحقباني، إنه تم تجديد رخص 3.3 ملايين عامل، وتعديل مهن 2.3 مليون عامل، إضافة إلى نقل خدمات 2.45 مليون عامل، بإجمالي أكثر من 8 ملايين عامل تم تصحيح أوضاعهم.

300 ألف يمني متضرر

وحسب إحصاءات يمنية، فإن نحو 300 ألف عامل يمني، يتضررون من تعديلات في مواد قانون العمل بالمملكة، والتي تنص على عدم السماح للعمال المقيمين في المملكة العمل لحسابهم الخاص سواء حصلوا على موافقة صاحب العمل أم لا، والعمل فقط لصالح الكفيل.

ويقوم الشباب اليمني- بسبب الحالة الاقتصادية التي يمرون بها- بالهروب عبر الحدود إلى السعودية لإيجاد فرص عمل تجعلهم يجابهون الوضع الاقتصادي، الذي يمرون به في موطنهم الأصل.

ارتباك

ويواجه اليمن مشكلة كبيرة في استقبال وإيواء هذه الأعداد الكبيرة من العمال المرحلين من السعودية، وواجهت السلطات اليمنية ارتباكاً في كيفية التعامل مع هذا العدد الكبير من العائدين.

وكان وزير المغتربين اليمني، مجاهد القهالي، أكد أن بلاده غير قادرة على استقبال عشرات الآلاف من المرحلين عبر المنافذ البحرية والبرية والجوية.

تراجع التحويلات

كما تراجعت تحويلات المغتربين اليمنيين في السعودية خلال شهر فبراير الماضي بنسبة وصلت إلى 10% مقارنة بشهر يناير من العام الجاري، حسب تقارير غير رسمية.

وقدر البنك الدولي تحويلات المغتربين اليمنيين في 2011م بنحو 1.4 مليار دولار، وهو ما شكل نحو 4.2% من الناتج المحلي الإجمالي لليمن.

وتضررت أكثر من مليوني أسرة لفقدان عائلها عمله في السعودية بالإضافة إلى الخسائر التي تقدر بـ400 مليون دولار، التي كانت تستقبلها اليمن عن طريق المغتربين سنوياً.

قنبلة موقوتة

ويعتقد محللون اقتصاديون، إن عودة المرحلين اليمنيين من السعودية وبهذه الأعداد الكبيرة، سيجعل منهم قنبلة موقوتة، حيث أن وضعهم الاقتصادي الحالي يجعلهم هدفاً سهلاً للجماعات الإرهابية.

انضمام للبطالة

وهذا ما يراه المحلل الاقتصادي اليمني، علي الوافي، محذرا من خطورة انضمام هذا العدد الكبير إلى نسبة البطالة المتفشية في المجتمع اليمنى، مطالباً الدولة بتوفير فرص عمل لهم بالتعاون مع المنظمات الدولية والدول العشر الداعمة للتسوية السياسية في اليمن.

وأضاف: عودة هذا الرقم من المرحلين في ظل الوضع الذي تمر به البلاد، قد يرفع من منسوب الجريمة وسيخلق أزمة غذاء حادة في اليمن.

صرف مستحقات

  مطلع الشهر الجاري قرأت كغيري بأن وزير شؤون المغتربين اللواء الشيخ/ مجاهد القهالي اطلع على أحوال عدد من المغتربين المرحلين و القادمين من المملكة العربية السعودية عبر مطار صنعاء الدولي.

وأضاف الخبر إن الوزير تفقد سير عمل اللجنة الخاصة بتسهيل مرور المرحلين وصرف مستحقاتهم المخصصة من قبل الوزارة.

وهو ما نفاه المرحلون عبر مطار صنعاء لـ "هموم الناس" عند لقائها بهم وقالوا "لم نر أي لجنة ولا حزباً لا في المطار ولا في أي منفذ منذ بداية الترحيل لنا من السعودية وكذلك لم نلمس أي جمعية حقوقية أو حتى طبية في منافذ البلد..

 وقال المرحلون: كل ما لمسناه فقط الابتزاز سواء في الخارج أو في بلدك، وأفاد العائدون من السعودية بأن كلما سمعوه من لجان ومساعدات وتأهيل مجرد كلام قيل لم ينفذ منه شيء.. أحدهم علق بسخريه "أنت في اليمن!!".

15 ألف لم يصلوا بعد

قبل سته أيام أعلنت الجارة السعودية اعتقال قوات حرس حدودها أكثر من  15 ألف شخص عبروا بشكل غير قانوني من خلال حدودها الجنوبية مع اليمن في 45 يوما فقط وحتى الأن لم يصلوا بعد .

وقال بيان للمتحدث باسم حرس الحدود في منطقة جازان، العميد عبد الله محفوظ إن ثلاثة من حرس الحدود السعودي قتلوا على يد مسلحين مجهولين أطلقوا أعيرة نارية من داخل اليمن في الأسبوع الماضي. قتل اثنان في محافظة عسير والثالث في جازان.

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد