التعزية دمرتها النفايات

2014-05-08 08:28:17 هموم الناس/ خاص


منطقة "التعزية"، هي المديرية الأكبر في محافظة تعز، تحدها 11 مديرية من محافظتي تعز وإب، بيد أنها تصاب بالوجع من اتجاه واحد.

كانت المنطقة، ذات زمن تمد المدينة بـالحبوب والخضروات، وما تزال حتى اليوم تضخ مياهها الجوفية لتروي ظمأ مدينة تعز على حساب أراضيها الزراعية الشاسعة.

تكمن مشكلة التعزية، في كونها صارت محاصرة بالتلوث، فثمة مقلب قمامة، ومجاري طافحة، وسدود عفنة، ومناشير أحجار مزعجة.

إن منطقة "التعزية” اليوم تحولت إلى مكب كبير للمخلفات، الأمراض تلتهم أجساد سكانها الفقراء، فيما الجهات المعنية تتجاهل توفير مستشفى ريفي ليخفف عن معاناتهم.

ولا خلاف حين نقول أصبحت مديرية التعزية منطقة لجميع الأمراض الوبائية نتيجة للوضع القائم فيها والناتج عن جعلها مكبا للمخلفات السائلة والصلبة القادمة إليها من مدينة تعز، مثل مياه المجاري والقمامة، وأيضاً حاضنة لمياه السيول المتدفقة من جبل صبر وعابرة في شوارع المدينة مصطحبة معها كل المخلفات السامة وغيرها، الأمر الذي يجعلها تتعرض لأمراض كثيرة، والملاريا أكثرها انتشاراً".

يقول المسئول المحلي لمديرية التعزية: "لقد جعلنا همومنا المتمثلة بمقلب القمامة، وسد البريهي، وسد العامرة إلى قيادة المحافظة مطالبين نقل مكب القمامة وسد البريهي لمجاري مدينة تعز إلى موقع آخر، إلا أن قيادة المحافظة قالت لا يوجد بديل؛ الأمر هنا جعلنا نفتقد قدرة معالجة مكامن الداء؛ نظراً لكونه قراره بيد المجلس المحلي للمحافظة، وهو الذي يستطيع إصدار قرار بنقل مواقع المخلفات إلى موقع بعيد عن المديرية والسكان فيها، حيث إن المواقع التي تستوطن فيها مراكز المخلفات أصبحت تتجاوز المساكن العمرانية بفعل الزحف العمراني بالمديرية.

وتشير المعلومات إلى أن هذه المنطقة التي أضحت عرضة للتلوث، كانت الممول الأول لسوق الحبوب والخضار بالمحافظة، حتى تعثرت بمشكلة الاستنزاف غير المدروس لمياهها الجوفية، و السطحية أيضاً، لتصبح المديرية المركز الأساس في تموين مدينة تعز بالمياه والذي نتج عنه تجفيف أحواضها منها “ الحيمة والهشمة والشعبانيةوالمسنح وحذران” والتي لا تزال هي مصدر مياه المدينة.

وما هو أبعد من ذلك، تعاني التعزية من الحرمان في حقها في استغلال مياهها الجوفية، وعندما ذهب السكان إلى مؤسسة المياه بالمحافظة للمطالبة بإمدادهم بالمياه ضمن شبكة المشروع الحكومي، كي يحصلوا على مياه جيدة للشرب كحق إنساني وطني، قابلهم المسئولين الحكوميين هناك بالقول: نحن مسئولين عن المدينة فقط!؟.

ليس من العدل أن تعول مديرية التعزية، محافظة ضخمة بحجم تعز، بالمياه الجوفية، كي تبقى دون حق للحصول عليه، فضلاً عن مكافأتها بنفايات المدينة من المجاري والصرف الصحي والمخلفات الأخرى، وهو الأمر الذي يفاقم اتساع دائرة المعاناة لدى سكانها في الجوانب الصحية والبيئية.

هل هذا كل شيء، بالطبع لا، فهناك تحديات إضافية، تعانيها المديرية منها: انتشار الأوبئة والناتجة عن مجاري المدينة التي تصب بالمديرية ومخلفات المصانع والمحرق العام للقمامة، كل هذه مصادر وباء ساعدت على توسع مساحة الإصابات بالبلهارسيا والملاريا والطفليات بشكل غير طبيعي.

لعل كل ذلك، هو النتيجة الطبيعية، لكل القرارات غير الصائبة للجانب الحكومي، طيلة السنوات الماضية، فقد جعلت من مديرية التعزية مزرعة لإنتاج كل أنواع الفيروسات القاتلة التي تفتك بحياة الناس وتوسع من دائرة آلامهم.

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
رئيس منظمة الأسرى: الحوثيون حوّلوا السجون إلى "شركات استثمارية" ويُفشلون المفاوضات

في سجون مليشيا الحوثي الإرهابية، يتحول الأمل إلى يأس، والحياة إلى عذاب، حيث يتعرض آلاف الأبرياء لأبشع أنواع التعذيب والانتهاكات. تقرير جديد يكشف عن حجم الكارثة الإنسانية التي يعاني منها الأسرى والمختطفون في اليمن، حيث مشاهدة المزيد