كثيرة هي الشكاوي والمناشدات التي رفعها أهالي منطقتي الجعوانية والهشمة بمديرية التعزية الواقعة في الجزء الشمالي لمحافظة تعز، لمحافظي المحافظة، بخصوص تضررهم ومنازلهم المتكررة في كل موسم ماطر على الحالمة تعز، لوضع حلاً لتدفق سيول الأمطار المتدفقة بكميات كبيرة لسد العامرة عبر قراهم بكل ما تحمله من مخلفات المدينة وجبلها العملاق "صبر" وما تسببه من أضرار على مواطني المنطقة، تدفق السيول من صبر وتعز وتمر عبر مناطقهم متجاوزاً الممرات المائية وتتدافع إلى داخل بيوتهم..
وهناك منازل كثيرة تضررت وجرف بعضها ونتيجة ذلك هم يوجهون نداءاتهم لمسئولي المحافظة والحكومة بتحويل مجرى السيول بعيداً عن المنازل أو وضع الحلول السليمة لذلك وعمل مصدات إسعافيه مستعجلة قبل وقوع الكارثة ووقوع مالا يحمد عقباه لا قدر الله تعالى خصوصاً ونحن قادمون على موسم أمطار.
القليل من أهالي مدينة تعز من يعرف هذا المكان الجميل الذي تقصده العوائل .. إنه (سد العامرة ) المتلقي لمعظم سيول المدينة .. لكن الطمي المتراكم والمخلفات في مجاري السيول والعبارة الواقعة في شارع الخمسين والتي أصبحت مسدودة تماماً يشكل خطراً بيئياً وكارثياً يحدق بالمنطقة وقراها بما فيها من بشر، المكان كان أجمل من الآن قبل أن يأتي شوقي محافظاً لتعز..
فهل يا ترى يتدارك المحافظ أبناء المنطقة قبل وقوع الكارثة ؟ نتمنى أن يتحقق ذلك قبل هطول الأمطار !, اللهم قد أبلغنا .. اللهم فاشهد !
يقع سد العامرة في شمال مدينة تعز، وقد أنشئ هذا السد بوضعه الحالي في عام 1996م بهدف خزن المياه في موسم الأمطار وإعادة استخدامها لغرض الري التكميلي في موسم الجفاف علاوة على حماية الأراضي الزراعية الواقعة تحت هذا السد من الانجراف.
وتبلغ سعة هذا السد الإجمالية نحو (785000) متر مكعب بينما سعته الفعلية تصل إلى نحو (735000) متر مكعب. هذه الكمية من المياه تستخدم بصفة أساسية للزراعة حيث قدرت مساحة الأراضي المتوقع ريها من هذا السد بنحو (176) هكتاراً عند إنشائه.
في سبتمبر الماضي السيول طمرت منازل وحاصرت أخرى فيما ظل التلاميذ سُجناء فصولهم كل ذلك كان في تعز.. وبالتحديد مواطنون حارة السلام بمنطقة الجعوانية بالهشمة حيث يواجهون الموت بمفردهم والسلطة المحلية ظلت تتفرج دون أن تحرك السلطات المحلية بتعز, ساكناً إزاء الوضع المأساوي والذي ينذر بكارثة حقيقية ما لم يتم تدارك الأمر اليوم قبل الغد، ورغم إبلاغ السلطات المحلية بخطورة الوضع..
و محاولة الأهالي كل عام وبجهود ذاتية لتفادي الوضع يبوء بالفشل، وما أن تهطل الأمطار تجرف السيول كل الحواجز الترابية التي يستحدثها أهالي المنطقة, فيما السلطة المحلية تكتفي بنزول اللجان التي تكتفي هي الأخرى برفع تقاريرها للسلطة..
تخيل الأطفال في المدارس محاصرون بالسيول لم يستطيعوا العودة إلى المنازل وأسرهم في المنازل تتعذر عليهم الوصول إليهم ..أليس هذا بكارثة.
ووفقاً للمصادر حينها هناك عدداً من المنازل اخترقتها السيول وعبثت بمحتوياتها وظلت المياه الراكدة حول المنازل مما جلب البعوض إليهم وبشكل كبير، مما عد خطراً إضافياً على حياة أهالي المنطقة.. كل ذلك يجري كل عام والسلطة المحلية بقيادة المحافظ غير مكترثة بالأسر وكأن الهشمة والجعوانية ليست في إطار مسؤوليتها, حتى أنه يتم تجاهلهم ولم يتم إسعافهم حتى بناموسيات لمواجهة خطر البعوض على الأقل، بعد أن عجزت عن إنقاذ أسر بحالها تواجه الموت المحقق بمفردها.
كما لا ننسى بأن السلطة المحلية تعد الأهالي بالمنطقة بإنزال معدات مجرى السيول من حيث مشروع المياه وتحويلها إلى مجراها القديم إلا أنها لم توفِ بذلك، واليوم وعبر" هموم الناس" يطالب أهالي حارة السلام بمديرية التعزية السلطة المحلية بسرعة التحرك لإنقاذ المواطنين قبل وقوع الكارثة.
السلطة المحلية بتعز كعاتها- تحمل المواطنين مسؤولية تدفق المياه إلى منازلهم حيث أفادت الإدارة العامة للإعلام بمحافظة تعز في حينه ـ بشأن تضرر عدد من المنازل جراء السيول بمنطقة الهشمة ـ بأن هناك جهوداً جبارة تبذل من الجهات المعنية بالمحافظة لمعالجة المشكلة أولاً بأول, وأن المشكلة كانت نتيجة قيام المواطنين بالبناء العشوائي في أماكن تجمع السيول وسد العبَّارات مما أدى إلى ارتفاع منسوب المياه وتدفقها إلى المنازل.
وقالت: بعد أن شهدت المحافظة أمطاراً غزيرة خلفت أضراراً في بعض المنازل بمنطقة الهشمة وانهياراً صخرياً في منطقة "صينة" وجه محافظ المحافظة- شوقي أحمد هائل بتشكيل غرفة عمليات تحت إشرافه لمتابعة الموقف ومعالجة الأضرار, كما وجه قيادة السلطة المحلية بمديرية التعزية والهلال الأحمر بتأمين مواقع آمنة لإيواء المتضررين وتقديم مواد إغاثة عاجلة من فراشات وبطانيات وخيم للمتضررين..
كما قام بالنزول الميداني للمناطق المتضررة ومنها منطقة الهشمة واطمأن على أحوال المواطنين هناك, ووجه أيضاً بمضاعفة جهود الإغاثة وصرف 50 ألف ريال لكل أسرة من الأسر المتضررة.
ولفتت الإدارة العامة للإعلام بالمحافظة إلى أن هناك خطوات جادة تجري لتنفيذ المرحلة الثانية من مشروع حماية تعز من كوارث السيول وهو المشروع الذي سيعمل على حماية المدينة بشكل عام من كوارث السيول.
كغيري تدهشني تلك الأصوات التي تتعالى في الندوات وورش العمل.. التي تقيمها جهات رسمية ومنظمات تنسب نفسها لأصدقاء البيئة وحماتها مع ما يتم رصده من مبالغ مالية لتلك الفعاليات وبين الخطابة والتطبيق بون واسع، لا يمكن لأحد أن يفسر أسبابه غير هؤلاء الذين يتحدثون عن البيئة كثيراً، لكنهم ينأون بأنفسهم من الوقوف أمام تلك الكوارث التي تسببها تلك الألوان الكثير من مصادر التلوث البيئي وبالرغم من أن الأسباب والجهات التي تتحمل مسئولية كل هذا معروفة للجميع..
مما يجعل هذه المنظمات تمتلك قدرة مواجهة الفاعل بقوة القانون الذي يرعاها وينظم شئون عملها ويعطيها سنداً شعبياً إذا ما أدركت واجباتها وأخلصت فيها، إلا أن المنظمات التي تدعى أن الاستقلالية قد وضعت نفسها في ذات التوجه التي تمارسه كثيراً من المنظمات الأهلية التي تستكفي بحصولها على شرعية ممارسة النشاط لتذهب في اتجاه الاختيار القائم على قاعدة اختصار حدود الواجب بالمجموعة أو الأفراد الذين يديرون شئونها..
وهذا لا يمنع المجتمع من استعادة حقوقه المهدورة بهذه المنظمات.. عبر التصويب لمساراتها بالعودة إلى سلطة القضاء لسحب الغطاء القانوني عن هذه المنظمات التي لا تعرف من واجباتها غير بناء الذات.!!.