أزمة الكهربآء والمشتقات النفطية توقف عدداً من المستشفيات..والموت يتهدد الآف المرضى

2014-05-12 12:58:37 هموم الناس/ خاص

كارثة إنسانية وشيكة الوقوع.. فتعطل مولدات الكهرباء في بعض المستشفيات الحكومية وانطفاء الكهرباء المستمرة يعرّض حياة كثير من المرضى للوفاة، معاناة اليمنيين مضاعفة جراء انعدام الخدامات الأساسية عن حياتهم وخصوصاً انقطاع الكهرباء منذ بداية ثورتهم السلمية2011، بشكل بات يمثل أزمة خطيرة.

اليمن بمدنه وقراه بلد يغرق في الظلام ويعيش سكانه عزلة شبه كاملة عن العالم الخارجي على الرغم من تصريحات الرئيس/ عبد ربه منصور هادي- بعد توليه- أن مهامه الأساسية خلال هذه الفترة الانتقالية هي توفير الخدمات الأساسية كإعادة الكهرباء وتوزيع المشتقات النفطية, لكن شيئاً من هذا لم يتم، فانقطاع الكهرباء، "يصل- في بعض المناطق- إلى أكثر من 12 ساعة في اليوم والليلة".. والانطفاءات المتكررة- التي تلحق عودة التيار كل خمس أو عشر دقائق، إنما القصد منها هو "استفزاز مشاعر الناس" حسب كثيرين من المواطنين ممن تم استطلاعهم.

مرضى تواصلوا هاتفياً- مساء أمس- من محافظة تعز وبالتحديد مستشفى الثورة يناشدون الحكومة بالقيام بدورها في رفع معاناتهم ومعاناة كل مريض بجميع مستشفيات الجمهورية وحتى أتت الكهرباء كان هناك المئات من مرضى الغسيل الكلوي يتزاحمون على حوالي 18 جهازاً هناك من مرضى الكلى, الذين يتلقون العلاج حالياً في قسم الكلى بمستشفى الثورة العام بتعز ممن لا سبيل لديهم سوى انتظار الموت بسبب انطفاء الكهرباء.

عقاب لا يستثني أحداً

ولا تتوقف أضرار انقطاع التيار الكهربائي عند هذا الحد، وإنما تجاوزنه إلى الفتك بأرواح المرضى، فقد أعلنت مصادر طبية في مستشفى العلفي بالحديدة عن وفاة 15 مريضاً من مرضى الفشل الكلوي لعدم التمكن من الغسيل الدوري لهم بسبب انقطاع الكهرباء وتوقف أجهزة غسيل الكلى، كما أعلنت مصادر طبية في مستشفى معبر بمحافظة ذمار- وسط البلاد- عن وفاة 6 آخرين لتوقف أجهزة التنفس الصناعي عن العمل بسبب انقطاع الكهرباء أيضاً.

وأكد أحد العاملين في المستشفى الجمهوري بصنعاء، أن الكهرباء تنقطع عن المستشفى عدة ساعات في اليوم, رغم أن المستشفى يملك مولداً كهربائياً يعمل بصورة تلقائية بمجرد انقطاع التيار العمومي، وذلك منذ نفاذ كميات الوقود التي كان يحتفظ بها المستشفى لحالات الانقطاع الطارئ للكهرباء، كل ذلك يحدث في اليمن لانقطاع الكهرباء– كعقاب جماعي منظم وراؤه فشل دولة!!

تحذير

فيما حذر اتحاد المستشفيات الخاصة من كارثة صحية جراء توقف العمل في عدد من المستشفيات بالعاصمة وعدد من المدن اليمنية بسبب أزمة المشتقات النفطية، التي تستخدم في توليد الطاقة البديلة مع استمرار انقطاع شبه تام للكهرباء عن بعض المستشفيات.

وقال الاتحاد- في رسالة وجهها للرئيس هادي- إن عدداً من المستشفيات أوقفت العمل في أقسام العمليات الجراحية والعنايات المركزة، بعد عجزها عن توفير وقود لمولدات الطاقة، في ظل أزمة المشتقات التي تشهدها البلاد منذ أكثر من شهر.

 وناشد اتحاد المستشفيات الخاصة، رئيس الجمهورية, بالتدخل لإنقاذ آلاف المرضى، وتوجيه شركة النفط بسرعة توفير وقود للمستشفيات بصورة استثنائية وعاجلة.

انتقام من التغيير

أما الكاتب والصحفي/ جمال جبران فله رأي آخر، وهو "أن الكهرباء قد تحولت إلى وسيلة للعقاب الجماعي للناس".. محمد عثمان- وهو أستاذ جامعي- يعلق بالقول إن الفترة- التي يعود فيها التيار- "لا تكفي حتى لقراءة صفحتين من كتاب"، ويرى في ذلك انتقاماً موجهاً ضد الناس بسبب مواقفهم المنحازة لمطالب التغيير السياسي. ويتهكم علوي السقاف ساخراً بالقول " منذ بدأ مسلسل الإطفاء للكهرباء أقرأ كل ليلة كتاباً أو كتابين على ضوء الشموع"، التي اختفت من الأسواق وارتفع سعرها بشكل غير متوقع.

جراحة بالكشافات

حين تعطل المولد الكهربائي الخاص بمستشفى الثورة بتعز التقطت بعض الصور من مواطنين كانوا في المستشفى ويشاهد فيها الأطباء يقومون بإجراء الجراحة لأحد المصابين بقسم الإسعاف مستخدمين أضواء "الكشافات" كما أن مرضى قسم الكلى الصناعية أيضاً الـ 18 مريضاً ممن كانوا على أسرة المركز توقفت الأجهزة عن العمل أثناء عملية غسيل الكلى لهم ما يعرض حياتهم للخطر بالإضافة إلى تلف المواد المستخدمة في عملية غسيل الكلى والتي قدرها الطبيب المناوب بـ 20 ألف ريال عن كل حالة وقال الطبيب المستلم إن كل أربع ساعات يتم غسل كلى 18 مريضاً وهو ما يعني تعثر إجراء عملية الغسيل لبقية المرضى وهو ما يعرض حياتهم للخطر.

 وناشد مرضى وعاملون في مستشفى الثورة, ناشدوا محافظ محافظة تعز ووزارة الكهرباء بعدم قطع الكهرباء عن المستشفى لأي سبب كان، وعليهم أن يتقوا الله في المرضى.

رسالة إلى عمر

قد يستغرب القارئ حين يعرف بأن سيارات موكب رئاسة الجمهورية والوزراء، تفوق عدد أَسرَّة غسيل الكلى في جميع أنحاء الجمهورية التي لا تزيد عن 110 أسرة فقط!

وليس أمام المريض إلا خيارين: البقاءُ في طارود المستشفى أو البكاءُ لا أكثر!

مُخُّ التعاسة أن تغادر منزلك مستوطناً سبعَ بلاطاتٍ من ممرّ عام! والتعاسة ذاتها، أن يبلغك الطبيب بالحُكم التالي: أنت مصابٌ بفشل كلوي! بلدٌ منكوب وعاثر الحظ, لا شيء يكتب له النجاح وطول العمر في اليمن سوى الفساد.

السرطان مُرعب, الفشل الكلوي رُعبان: رُعب إرهاق المريض وأسرته، نفسيا وجسدياً، ورعب الفتك، طبعاً، حال مرّ أسبوع زمن، دون ثلاث جلسات غسيل.

في اليمن، خلافاً لدول العالم، خُفضتْ جلسات الغسيل إلى جلستين، في أحسن الحالات وأوفرها حظاً, أو إلى جلسة واحدة يكون على عاتقها استعادة مريض من موت محقق! ولهذا السبب لا يمارسُ غالبية مرضى الكلى الحد الأدنى من حياتهم.

لا توجد في اليمن مياه نقية للشرب وتوجد، يا للكارثة، ديناصورات فساد!.. هكذا بدأ الزميل/ محمد عبده العبسي تحقيقه الاستقصائي عن مرضى الفشل الكلوي في اليمن، توقف مركز الغسيل الكلوي في كثر من محافظات الجمهورية يشكل كارثة إنسانية، ومساهمتنا هذه كمحاولة لإيصال صوت ومعاناة هؤلاء المرضى الذين لم يتغير وضعهم كل عام سوى أن عدد المرضى في ارتفاع.

أفضل عن آخرين

مستشفى الثورة الحكومي، قياساً بالأُخريات، أفضل: كادراً ونظاماً وقدرة استيعابية: أظنه الوحيد الذي لا تُذكّرك صالة طورائه بـ «باصات» الحصبة، ظهيرة كل يوم!

 في الجهة الغربية منه، يقطن مركز القلب والكلى: مُتقابلان وجهاً لوجه، طاروداً لآخر، بؤسُ المرافقين واحد.

 ينمّ كلا المركزين، شكلاً ومحتوى، عن لمسة «مودرن» في التخطيط والإدارة على حد سواء، وعن رغبة حقيقية في تقديم خدمة موجبة لمريض سالب: بلا تأمين صحي، في بلد، متوسط دخْل الفرد فيه أقل من دولار!

 مرضى المشفى ككل، في كفّة. ومرضى المركزين، في كفة أخرى.. إذ يقصدهما المرضى من مختلف «شوالات» الجمهورية، سيما مركز الكلى الذي يعمل بطاقته القصوى: 24 ساعة في اليوم دون توقف أو فرملة, 20 ساعة فعلياً.

 افتتح المركزين ، طبعاً، رئيس الجمهورية ، صبيحة 27 سبتمبر 2004م ( ذكرى الثورة ) . ووقف في ذلك الممر المكتظ ، يومياً ، بالمرضى والشهقات ، وقال ، وليته ما قال ، بالحرف الواحد: «الإنسان هو الأهم وليس الآلة».

طبعاً، لا حاجة للخوض في مضمون الخبر الذي بثته وكالة سبأ صباح اليوم التالي هذه نتفة صغيرة من شطحاته, ذكر الخبر أن القدرة الاستيعابية للمركز تبلغ 130 سريراً. فيما القدرة الاستيعابية- كما سيأتي تفصيلاً لمركز الكلى والمسالك البولية، مجتمعين، 79 سريراً لا غير! وبالتالي: 130-79=51 جهازاً/ سريراً «فارق كذب».

 وإذا كانت الدولة تكذب بنسبة تتجاوز 40٪ في مركز للكلى؛ فبأي نسبة تكذب عندما يتعلق الأمر بحقول النفط أو غيره من الثروات المهدرة؟! إن المغالطة غريزة متجذرة في النظام.

مرضى الكلى، يتحولون، مُجبرين، إلى مشارعين في محاكم. فيما يتحول العاملون في القسم، مجبرين، مرتين، إلى حُراس للمرمى الحكومي، تارة وإلى شِبَاكٍ تتلقى أقذع الشتائم والسبّ.. تارتين!

وفي الخارج، يقضي المرافقون أكثر من أربع ساعات، كمتوسط، في انتظار ذويهم, بين البرد والقلق يا لهُ من مشهد نقالات وكراسي، روشتات وأدوية.

علاجه واحد

 للإصابة بالفشل الكلوي عشرون سبباً, بيد أن علاجه واحد: الغسيل، دون ملل، لمدة مفتوحة: سنة، سنتان، عشر.. يعتمد ذلك على صبر المريض.. وجيبيه!

 تبدأ معاناتهم هكذا: يمد المريض جسده المتعب، على سرير متعب هو الآخر، هنا، مدة أربع ساعات، كل ثلاثة أو أربعة أيام.

 من وريد في اليد أو الرقبة يخرج دم المريض، كله، حتى آخر قطرة، ثم يعود إلى الجسم، بعد تنقيته من السموم والسوائل، عبر شريان يدوي أيضا، أثناء ذلك, يمر الدم بمصفاة زجاجية، لا يتجاوز ارتفاعها 15سم، وعرضها5سم تدعى «فلتر».

مرضى.. ومرض!

 تم استئجار مسكنين مجاورين لمستشفى الثورة العام بصنعاء تحت مسمّى «جمعية أصدقاء مرضى الكلى»، خصص الأول للنساء، والآخر للرجال ويتكون كلاهما من ثلاثة طوابق "شعبي".

 يؤوي مسكن الرجال 17 مريضاً - النساء كذلك - يتشاطر كل ثلاثة منهم غرفة، إضافة إلى اثنين ينامان كلاً على حدة، في صالة مظلمة لا يتجاوز عرضها متراً ونصف المتر، في الدورين: الثاني والثالث وعندما تزور السكن تكتشف أن هناك معاناه فعلاً لمثل هؤلاء المرضى، وجميع المرضى هناك يحملون كروتاً، بموجبها يتم دخولهم المركز مباشرة، دون حجز أو ما شابه، وحتى يحصل مريض ما على كرت مشابه فلا بد من وفاة أحد هؤلاء, الموت لا الوساطة تمنح الكروت هنا, فيحل محله الأول في الطابور.. إلى الموت!

أسباب

نعرف أن مرض الفشل الكلوي واحد من أخطر الأمراض التي انتشرت في الآونة الأخيرة.. حيث يرجع الأطباء ارتفاع نسب الإصابة بهذا المرض إلى تلوث مياه الشرب والاستخدام غير الصحي للمضادات الحيوية, إضافة إلى تناول أوراق شجرة القات المليئة بالمبيدات السامة المستخدمة في زراعته.

وقاية

وفق ما يراه الأطباء بأن المواطن يمكن أن يتجنب الإصابة بالفشل الكلوي من خلال تجنبه للأسباب والمتمثلة بعدم تعرضه للبرد الشديد وعدم تعرضه للعطش الشديد, خاصة سكان المناطق الحارة الأكثر عرضة للإصابة بسبب تعرضهم للعطش دون معرفة ما قد يصيبهم جراء ذلك, لأنه كلما قل شرب المياه زادت مشاكل الكلى أكثر فأكثر و إن ارتفاع أسعار المياه من ألفي ريال (للبوزة) إلى 25ألف ريال في بعض المناطق الصحراوية الحارة سينعكس سلبا على المواطنين من ذوي الدخل المحدود الذين سيلجأون لشرب المياه المالحة الغير صحية التي بدورها تؤثر على الكلى وصحة الجسم..

 وأسباب الفشل الكلوي الحاد كثيرة ومتعددة وأهمها- الملاريا بمعنى إذا أصيب المريض بالملاريا وتطور يصل إلى مرحلة الفشل الكلوي.. أيضا الإسهالات والتقيؤ, وخاصة عند الأطفال أيضا حالات النزيف أثناء الولادة بالنسبة للمرأة الحامل أو التسمم الحملي للحوامل كذلك ما يحصل من بعض المشاكل في بعض العمليات كالنزيف الذي يؤدي إلى أن يصاب المريض بهبوط حاد أثناء العمليات ويدخل المريض في حالة فشل كلوي حاد, لكن غالبا هذا النوع من الحالات إذا وصلت في وقت مبكر يمكن علاجها ويعود المريض إلى ممارسة حياته الطبيعية.

مضادات الحيوية

إن الفشل الكلوي المزمن أسبابه كثيرة وفي الإحصائيات العالمية دائما ما يتبوأ داء السكري المرتبة الأولى في أسباب الفشل الكلوي المزمن وأمراض الضغط, و في اليمن الحصوات وانسداد المجاري أو المسالك البولية هي السبب الأول في أمراض الفشل الكلوي. أيضا هناك أسباب أخرى كأمراض البلهارسيا ومن الأسباب الأكثر شيوعا في اليمن الاستخدام الخاطئ للمضادات الحيوية, وكذا استخدام ما يسمى بمضادات الالتهابات بمعنى أن شخصا لديه آلام شديدة في الكلى يقوم بتناول مهدئات مختلفة في اليوم الأول واليوم الثاني والثالث فيذهب الألم, لكن المشكلة ظلت قائمة ويكتشف المريض في الأخير أنه يعاني الفشل الكلوي المزمن أيضا هناك أمراض وراثية كتكيسات الكلى, وما يسمى بمتلازمة البرتا فهذه جزء من المشاكل التي تؤدي إلى الفشل الكلوي.

تفاقم المشكلة

ويوضح الأطباء أن القات يلعب دورا سلبيا في أمراض الكلى وقد تأكد بحثيا أن القات يعمل على زيادة معدلات ضغط الدم مما يؤثر على الكلى أيضا لابد من الحديث عن سموم القات (المبيدات الحشرية) فهي بالتأكيد تؤثر على الكلى بشكل كبير جدا, ويمكن أن يصل المريض إلى مرحلة فشل كلوي, وبالنسبة لمريض الفشل الكلوي المزمن ليس لديه سوى خيارين هما ما يسمى بالاستصفاء الدموي (غسيل الكلى) والذي يغسل فيه المريض الكلى من مرتين إلى ثلاث مرات في الأسبوع وهذا شيء متعب ومرهق للمريض ومرهق لنا نتيجة الازدحام الشديد في ظل عدم وجود مراكز للغسيل الكلوي في معظم محافظات الجمهورية. فالموجود لدينا في حدود 17 مركزا على مستوى الجمهورية وهذه المراكز, بما فيها المراكز التابعة للقطاع العسكري وأعداد المرضى كبير جدا والمريض يجري الجلسة بتكاليف باهظة والجلسة تكلف المريض قرابة الخمسين دولارا تتحملها الدولة في أغلب الأحيان والمريض الواحد يحتاج إلى ثلاث جلسات أسبوعيا من دون تكلفة العلاجات وهذا عبء كبير على المريض ولا يستطيع المريض تحمل هذه النفقات.. وكما تعلمون لا يوجد للمريض تأمين صحي في اليمن وهذا يزيد المشكلة كما أن قطع التيار وغياب المشتقات بسبب الاعتداء على الأنبوب زاد من تفاقم المشكلة.

17مركزاً

وتكشف دراسة ميدانية لأحد طلاب كلية الطب بجامعة صنعاء أن 98% من الحالات التي تصل إلى مركز الكلى بمستشفى الثورة بصنعاء الذي يعد ضمن 17مركزا على مستوى الجمهورية يتم شفاؤها من مرض الكلى إلى أن غياب التوعية الإعلامية بمخاطر المرض والكشف المبكر عنه تعد مسألة تتحمل وزارة الصحة العامة والسكان الوزر الأكبر كون الحالات في تزايد مستمر.

جهاز لكل 60مريضاً

وتوضح الدراسة أيضا على سبيل المثال في إحدى دول الجوار يخصص جهاز الفشل الكلوي أو الغسيل الكلوي لمريضين, وفي اليمن الجهاز الواحد يخصص لقرابة 60 مريضا لأن رجال الأعمال وفاعلي الخير توجهاتهم كبيرة في هذا الجانب بدول الجوار بعكس توجهات رجال الأعمال اليمنيين الذين نأمل منهم خيرا في مساعدة مرضى الكلى وهم كثر وفي تزايد .

كما أظهرت الدراسة أن ثلثي مرضى الفشل الكلوي في اليمن من الذكور، وأن أكثر الفئات العمرية تعرضًا للفشل ما بين 19 و40 سنة، وأفادت الدراسة الوصفية لمرضى الفشل الكلوي الذين أدخلوا مركز الكلى بمستشفى الثورة العام بصنعاء خلال الفترة من نوفمبر 2006م إلى يونيو 2007م، أنه تم إدخال 812 مريضًا بالفشل الكلوي بينهم 514 من الذكور و298 من الإناث.

وأشارت الدراسة إلى أن 69% أدخلوا بفشل كلوي مزمن في حين أدخل 31% بالفشل الكلوي الحاد.

وبينت الدراسة أن أكثر الفئات العمرية تعرضًا للفشل الكلوي ما بين 19 و40 سنة، وأن الشكوى الرئيسة للمرضى عند الدخول كانت ضيق النفس بنسبة 41.1% يليها التقيؤ بنسبة 24.8% والوهن والضعف العام بنسبة 21% ونقصان كمية البول بنسبة 15.1%.

وخلصت الدراسة إلى أن الأسباب الرئيسة لتطور المرض إلى مرحلة مزمنة هو تأخر التشخيص والكشف لمرضى الفشل الكلوي.

وأوصت الدراسة بضرورة الفحوصات والمتابعة الدورية لوظائف الكلى للفئات الأكثر تعرضًا للفشل الكلوي وهم مرضى السكري وارتفاع ضغط الدم والأطفال المولودون بتشوهات خلقية في الجهاز البولي والمصابين بالتهابات المسالك البولية المزمنة، وحصوات الكلى والمسالك البولية والبلهارسيا البولية المحافظات، كما تؤكد الدراسة أن قسم الغسيل في المركز الرئيس المكوّن من عشرين سريراً يستقبل بين 96 إلى 100 مريض يومياً، من أصل 310 مرضى مسجلة أسماؤهم في دفاتر الحجز بالمركز.

معاناه

ولمعرفة المزيد عن معاناة مرضى الكلى هذه الأيام العصيبة التقينا بعدد من نزلاء مركز الكلى بمستشفى الثورة بصنعاء تقول الأخت منى (أم يوسف) 38عاما مريضة بفشل كلوي متزوجة ولديها طفلان: خفضت عملية الغسيل من ثلاث مرات إلى مرة واحدة في الأسبوع بسبب انقطاع التيار الكهربائي وغياب المشتقات النفطية التي تسببت في إيقاف عمل المولد للتيار(الماطور) الخاص بالمستشفى وبمركز الكلى وأجهزته خاصة وتوقف التيار الكهربائي أثر على غسيل الكلى للمرضى كون الأجهزة لا تعمل حتى أن بعض الفلاتر المستخدمة في الغسيل تحدث نوع من الحساسية للجسم نتيجة تأخر الغسيل .

تخثر للدم

وتضيف أن أكياس الدم باهظة الثمن فقد كنا نحصل عليها ما بين 5000ريال – 10000ريال وإذا وجد المتبرع يصعب حفض دمه في الثلاجة الخاصة بحفض أكياس الدم لآن الدم بحاجة إلى تيار كهرباء متواصل ودائما ما يحصل تخثر للدم.. وهذا ما يؤكده لنا مسئول بنك الدم بالمستشفى الذي رفض الحديث إلينا بخصوص ما تسببه انطفاءات الكهرباء المتكررة وانعدام المشتقات النفطية وعلى رأسها الديزل بعد أن عرفته بنفسي أني صحفي وحرصا منا على طلبه بعدم ذكر اسمه حتى لا يتأذى من هذا الحديث.

محاسبة الخارجين

أما الوالد محسن 63عاما فيقول: أنا أحد المرضى المصابين (بالانيميا) ومن الضروري أخذ حقنة كل أسبوع لرفع الانيميا وأعيش حالة سيئة, فالحصول على دم أصبح صعباً جداً لأن الثلاجة تفتقر للدم بسبب انقطاعات التيار الكهربائي وندرة الحصول على مشتقات خاصة بالمولد الخاص بالمستشفى, نتمنى من الأخوة في الجهات المعنية أن ينظروا لمعاناتنا بعين الاعتبار لأننا نعيش أياما عصيبة خاصة وأيام مرضى الكلى معدودة فلا يجعلوها أكثر قتامة وأملنا في الحكومة والأجهزة الأمنية كبير في محاسبة الخارجين عن القانون ومعاقبتهم.

ويؤكد الأخ سعد المطري- 43عاما- أن القسطرة- التي تدعمها وزارة الصحة مجانا- غير صالحة للاستخدام وكثيرة العطل بسبب انقطاع التيار الكهربائي هذه الأيام العصيبة وأن الدم- الذي يشتريه- يحدث له حساسية (حكة في الجسم) والأجهزة دائما ما تتعرض للعطل بسبب انقطاع التيار الكهربائي وغالبية المرضى من نزلاء مركز الكلى عاجزون عن العمل بسبب حالتهم الصحية وهناك مئات المرضى يترددون على عيادات المستشفى وأكثر من هذا العدد لا يجدون متسعاً في المركز لاستيعابهم.

ومن المعروف أن الكلى «فلتر» الجسم تقوم بتصفية الدم وتنقيته من مختلف السموم والسوائل الضارة, حيث يتوجب على فاقد الكليتين، إخضاع دمه إلى غسيل صناعي 3 مرات أسبوعيا، بمعدل 12 ساعة بالأسبوع، اربع ساعات بالجلسة مالم فإن نسبة السموم في الدم، ترتفع، بسرعة فادحة، مؤدية، في مجملها، إلى مضاعفات، تصل أحيانا إلى الموت!

مرضى الكلى في البلدان النامية، يخضعون لثلاث جلسات غسيل في الأسبوع وفي اليمن غسلتين وهذه الأيام غسلة واحدة للمحظوظين بسبب انقطاع التيار الكهربائي، فيما غالبية المرضى، أو جزء كبير منهم، يتضرعون بالدعاء لعودة الحياة إلى ما كانت عليه قبل ثورة2011 حين كان يحصل الواحد منهم على غسلتين وثلاث غسلات ولهذا يتعرض الغالبية من المرضى إلى مضاعفات ويصاب بغيبوبة، اختناق، اصفرار الجلد، انتفاخات مائية في الجسم..

فشل من نوع آخر

وفي محافظة "إب" يواجه عشرات المصابين بالفشل الكلوي، خطراً شديداً جراء إغلاق قسم "الغسيل الكلوي" المتكرر في مستشفى الثورة العام في المحافظة ذات الكثافة السكانية الأعلى في البلاد.

 حيث أتت عملية إغلاق قسم الغسيل الكلوي الأخيرة، بعد تفاقم المشاكل الإدارية والمالية والأمنية التي خلفها رفض قرار جمهوري يحمل رقم 29 لسنة 2014 ويقضي بتعيين رئيس جديد لهيئة المستشفى الحكومي الأكبر في المحافظة، قبل شهر تقريبا.

العاملون في المستشفى أبلغوا أهالي مرضى مصابين بالفشل الكلوي حينها، بألا يأتوا بذويهم لتلقي العلاج في القسم، وأنّ عليهم أن يبحثوا لهم عن بديل، بعدما تقرر إغلاق القسم وباقي أقسام المستشفى احتجاجاً على الأوضاع المتردية التي خلَفها رفض مدير المستشفى السابق، تسليم الإدارة لمديرها الجديد.

تعطيل مهام المستشفى وإغلاقه أمام المرضى البسطاء. وصفه نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي بتناسي أخلاق المهنة، والتعامل مع المستشفى كأنه ميراث أسري.

وأدى ذلك الإغلاق- ونتيجة توقف مركز الغسيل الكلوي بهيئة مستشفى الثورة العام بمحافظة إب وإنعدام معدات وأدوات غسيل الكلى منذ شهور- أدى إلى وفاة ثلاثة أشخاص مصابين بالفشل الكلوي وهم مخلص عبدالملك علي ونشوان محمد منصور الحاج وصالح بن صالح الأبيض فيما لا يزال أكثر من مائة وثمانين حالة ينتظرون قدرهم الحتمي في الأيام القادمة.

60 الف مريض في مستشفى واحد

مطلع فبراير الماضي كشف وزير الصحة والسكان الدكتور أحمد العنسي عن قرب افتتاح 4 مراكز جديدة للغسيل الدموي للكلى في كل من عدن وزبيد وتعز والمستشفى الجمهوري بصنعاء.

وأشاد في كلمة أمام الفعالية التوعوية الأولى حول زراعة الكلى في اليمن والتي استهدفت مرضى الفشل الكلوي وأقاربهم بحضور نخبة من الوسط الصحي والإعلامي والشخصيات الاجتماعية وأقامها فريق معا نبدع (كلية الطب) وهيئة مستشفى الثورة العام بجهود فريق زراعة الكلى في مستشفى الثورة وتطرق إلى مشكلة الفشل الكلوي المتفاقمة ووجه بوجوب عمل أبحاث علمية متعلقة للتقليل من هذا المرض في اليمن .

الفعالية هدفت إلى تعريف المرضى وتثقيفهم بعمليات زراعة الكلى والتي تجرى بشكل منتظم ومجاني في مركز الكلى والمسالك البولية في مستشفى الثورة بصنعاء وبمعدل حالتين أسبوعيا حيث ألقى الدكتور/عبدالاله غيلان- رئيس فريق زراعة الكلى ورئيس قسم المسالك البولية- كلمة تحدث فيها عن الانجازات في مجال زراعة الكلى في اليمن وعن والطموحات والخطط المستقبلية .

وأكد الدكتور شكري الفلاحي- استشاري جراحة المسالك البولية وزراعة الكلى عضو الفريق الجراحي لزراعة الكلى بمستشفى الثورة العام- أن مركز أمراض وزراعة الكلى والمسالك البولية الذي تم إنشاؤه وبدأ العمل به في العام 2005 يتردد على عياداته قرابة 60000 مريض سنويا.. وانه يتم إجراء حوالي 6500 عملية جراحية متنوعة.

وأشار الفلاحي إلى أن المركز يضم وحدة الغسيل الدموي التي تجري 50000 جلسة غسيل سنويا وان المركز اجرى 124حالة زراعة سابقا قبل أن يبدأ المشروع في الانتظام منذ شهر سبتمبر الماضي برئاسة ا.د/ عبدالاله غيلان وبمعدل حالتين أسبوعيا.. وبنسبة نجاح جراحي 100%. مشيرا إلى أن إعداد مرضى الفشل الكلوي في اليمن في تزايد.. وبحسب آخر إحصائية قبل 5 سنوات يوجد 20000 مريض في اليمن.. ونتوقع أن العدد قد يصل إلى 30000حالة.

ذمار تعاني أيضاً

طالب مركز الغسيل الكلوي بهيئة مستشفى ذمار العام وزارة الصحة العامة والسكان بسرعة إعادة النظر في المركز وإعادة تأهيله، نظراً للتزايد المستمر من قبل المرضى فيما المركز عاجز عن استيعابهم نظراً لضيق مساحة المكان الذي لا يحتوي سوى على ثمانية مقاعد فيما مرضى الفشل الكلوي في تزايد مستمر.

وناشدت الهيئة الوزارة والجهات المعنية بسرعة النظر لهذا المركز الذي يعتبر من أهم المراكز الطبية بمحافظة ذمار وتوفير العلاجات والمستلزمات الطبية له، وقال رئيس الهيئة إن أعداد مرضى الفشل الكلوي قد ازداد عما كان عليه من قبل, حيث ارتفعت نسبة المرضى إلى 140 حالة منذ بداية العام الجاري .

من جهتهم قال المرضى أنهم يعانون من المكوث الطويل أمام مركز الغسيل الكلوي حتى يأتي دورهم نظراً لضيق المساحة وأعداد المقاعد، مضيفين أنهم لا يستطيعون سوى الغسيل مرة واحده في الأسبوع فقط فيما هو المقرر غسلتين في الأسبوع.. كما يقول المرضى.

في حجة كارثة إنسانية

بمحافظة حجة حمل مدير مكتب الصحة بالمحافظة الدكتور/ أيمن مذكور, مدير شركة النفط بالحديدة, حمله المسئولية الكاملة عن توقف المستشفى السعودي بالمحافظة, نتيجة عدم توفر مادة الديزل كون توقفه سيؤدي إلى كارثة إنسانية بكل ما تعنيه الكلمة.

وأكد مذكور أن المشفى بالمحافظة والذي يستقبل في اليوم أكثر من 1000 حالة مهدد بالتوقف وأغلق أبوابه بسبب عدم توفر مادة الديزل، منوهاً بأنهم مع قيادة المحافظة والوكلاء يتابعون شركة النفط منذ فترة لتوفير مخصص المستشفيات من مادة الديزل دون جدوى .

وأوضح مذكور أن توقف المستشفى ينذر بكارثة إنسانية بداخل جميع الأقسام ومنها قسم غسيل الكلى وقسم الولادة والخدج وقسم الطوارئ والحالات الطارئة التي ستتوقف اضطراراً بسبب عدم توفر مادة الديزل لمولدات المستشفى .

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
رئيس منظمة الأسرى: الحوثيون حوّلوا السجون إلى "شركات استثمارية" ويُفشلون المفاوضات

في سجون مليشيا الحوثي الإرهابية، يتحول الأمل إلى يأس، والحياة إلى عذاب، حيث يتعرض آلاف الأبرياء لأبشع أنواع التعذيب والانتهاكات. تقرير جديد يكشف عن حجم الكارثة الإنسانية التي يعاني منها الأسرى والمختطفون في اليمن، حيث مشاهدة المزيد