عندما تختنق الشكوى!

2014-05-19 13:44:37 هموم الناس/ إبراهيم الضلعي


أن تتكلم وتطلب المساعدة أمام الجموع وتتنازل عن كرامتك في لحظة من اللحظات وأبناؤك معك يرون انكسار وضعف أبيهم العاجز الذي عجز عن أن يوفر لأبنائه لقمة عيشهم الضرورية فهذا أمر صعب للغاية ولكن أن تفضل الصمت وتختار الكرامة والجوع والمرض والبرد فتجوع ولا تتكلم وتمرض وترفض أن تتألم ويبكي أبناؤك من الجوع أمامك وتأبى التسول فالصعوبة والجراح والألم لها حكاية أكثر قسوة.

يتجاهله الكثير رغم أنه يتكرر كل يوم، مشهد تبكي له القلوب قبل العيون وتتألم له الأرواح وتظهر فيه قسوة الناس على بعضهم، مشهد بكت له جدران المساجد من سماعه بعد كل صلاة واعتاد المصلون عليه نعم بعد كل صلاة يقف واحد أو أكثر ويطلب المساعدة وهو يذرف دمعًا ويقول ما ذليت نفسي وما أهنت كرامتي أمامكم إلا لحاجة وظروف وأقدار أجبرتني على ذلك وليس في المساجد فقط بل في الأسواق والجامعات وفي كل مكان ويتجاهلهم الأغلبية رغم أنه سمعهم وعلم بأحوالهم فكيف بمن لا يتكلم وحاله أكثر سوءاً لأن ما نراه أمامنا ممن يطلب المساعدة ويتجرأ على التسول ما هم إلا قليل من كثير من الناس ممن ضاق حالهم وتعسرت أمورهم واختنقت شكواهم قبل أن تخرج من أفواههم فاختاروا الموت البطيء تحت مسمى الكرامة والقناعة الجبرية فلا أذاناً تسمعهم ولا عيوناً تراهم ولا قلوباً تحس بهم ولا إخوة يسألون عنهم تألموا ولكن لم يتكلموا قاسوا أمر الظروف وجاعوا وسهروا ومرضوا وناموا في الشوارع دون أن يٌعلموا أحدًا بذلك تاهت سفينتهم الحائرة في بحر الفقر المدقع.

قصص مؤلمة وحكايات مخزية تكشف حال الكثير من أبناء شعبنا اليمني المعروف بجوده وكرمه ولكن من السبب ومن المسؤول فهل نقول أين دولتنا التي تمتلك الثروات كما يقولون أم نقول أين ولاة أمورنا والمسؤولين الذين تعبوا من السفريات وتغيير السيارات كل عام ومن أبناء هذا الوطن من باع كل ما يملك لينقذ ابنه أو ابنته من مرض خبيث، أم نقول أين التجار والميسورون الذين مصروف أبنائهم اليومي يفوق دخل أسر بأكملها شهراً كاملا ومن أبناء هذا الوطن من لم يفكر أو لا يستطيع أن يفكر أن يخرج يومًا مع أسرته إلى حديقة مجاورة.

أتساءل كل يوم متى سيأتي يوم نصلي ولا نجد من يسأل ونجد الناس أنفسهم يبحثون عن المحتاج هي أمنية لن تتحقق ما دام هناك دولة لا تبالي ومسؤولون يجهلون أو يتجاهلون وبشر انتحرت ضمائرهم منذ زمن بعيد ولكن مع ذلك تبقى ثقتنا بمن هو قادر وعادل ورحيم أكبر من كل شيء..

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد