" أخبار اليوم" تستطلع أحوال النازحين من مناطق المواجهات المسلحة بشبوة

2014-05-24 09:13:35 استطلاع / زبين عائض عطية

 مأساة إنسانية خلّفتها المواجهات المسلحة الدائرة بين قوات الجيش ومسلحي تنظيم القاعدة في مديرية ميفعة بمحافظة شبوة ضحايا نساء وأطفال وكبار السن الذين أجبرتهم ظروف الحرب على ترك أملاكهم والنزوح إلى مناطق ومدن أخرى بحثاً عن الأمان وبعيداً عن لعلعة الرصاص وهدير المدافع التي حولت حياتهم إلى جحيم .. " أخبار اليوم " زارت احد مواقع إيواء نازحي مديرية ميفعة إلى مدينة عتق واطلعت على أحوالهم في الاستطلاع الاتي :-

اتجهنا إلى مبنى مدرسة روضة الأطفال في مدينة عتق التي تم فتحة كمركز لإيواء عدد من الأسر النازحة من ميفعة حيث كان في استقبالنا قيادة جمعية الخير الاجتماعية الخيرية بالمحافظة التي كانت الوحيدة والسباقة في وضع الترتيبات لاستقبال أعداد النازحين وتقديم لهم الوجبات الغذائية عند وصولنا اصطحبنا رئيس الجمعية الأخ عبد الله صالح احمد محسن في جولة بين فصول المبنى التي تحولت إلى غرف تكتظ بعشرات الأسر من النساء والأطفال .. مشاهد مأساوية تروي حجم المعاناة الإنسانية التي يتكبدونها هؤلاء الناس الذين فروا من مصيدة الموت وويلات الحروب فوقعوا فريسة للجوع والمرض والحاجة .. نساء وأطفال وشيوخ ارتسمت على ملامحهم الأحزان والبؤس والفقر والمرض في ظل غياب الاحتياجات الأساسية.. حدثتنا أم محمد والدموع تنهمر من عيناها : هربانا من شبح الموت خوفا على أروحنا بفعل المعارك المسلحة في منطقتنا تاركين منازلنا وأغراضنا و ممتلكاتنا وجئنا إلى هنا على امل أن نحظى برعاية صحية ونفسية وغذائية لكن شاءت الأقدار أن تقودنا إلى نعيش حياة التشرد وشبح الفقر والجوع والعوز ويدخل معنا في الحديث نازح قائلا : يا أخي اكثر من خمسة عشر يوماً من نزوحنا نعيش ظروفاً إنسانيةً صعبة نفتقر إلى الفرش والبطانيات والأدوية وغيرها من الضروريات .

وتقول نازحة أخرى : لنا اكثر من أسبوعين ونحن نحتشر داخل هذه الغرف الصغيرة الشبيهة بالسجون ورغم ما نمر به من أوضاع إنسانية فان الحكومة أو السلطة المحلية لم تكلف نفسها بزيارتنا والعمل على تخفيف معاناتنا .

استفسرنا من رئيس جمعية الخير الاجتماعية الأخ عبد الله صالح محسن القائمة على مركز الإيواء عن اهم ما يفتقر له النازحون فأوضح لنا قائلا :

منذ بداية نزوح الأسر من منطقة جول الريدة ومدينة عزان عملنا في الجمعية على التنسيق مع إدارة مدرسة روضة الأطفال لفتح المبنى لإيواء النازحين وقمنا باستقبال عدد كبير من الأسر وبعد التواصل مع أهل الخير استطعنا توفير جزء من المعونات الغذائية البسيطة وقد خاطبنا السلطة المحلية والجهات المختصة بضرورة التحرك في فتح مراكز إيواء جديدة في عتق مثل سكن بيت الشباب وسكن المعهد الصحي وسكن معهد" المعلمب" ورفعنا كشوفات بالمواد الإغاثية العاجلة ولكن للأسف لم نلمس أي رد أو تحرك من قبل السلطة.

حصلنا على قرار لقيادة السلطة المحلية في شبوة يقضي بتشكيل لجنة برئاسة وكيل المحافظة الأستاذ / فهد سالم طالب الطوسلي لكن بعد أربعة أيام تقدم الوكيل باستقالته من اللجنة قالت مصادر إن تقديم الاستقالة امتعاض من تخاذل المختصين بصنعاء بشان إيجاد المعونات الإغاثية..

إحدى النازحات تقول : للأسف إن هذه اللجنة لم تكلف نفسها ولو حتى القيام بزيارة خاطفة للاطلاع على أوضاعنا حيث لم تقم السلطة بأي جهد يستحق ذكره في تقديم يد العون والمساعدة.

وأمام تقاعس السلطة في القيام بواجبها تجاه هؤلاء المشردين فكان من المفترض أن يعقد المكتب التنفيذي والمجلس المحلي اجتماعات استثنائية لمناقشة أوضاع النازحين والبحث عن مصادر تمويل لتقديم لهم إغاثة بصورة عاجلة لتخفيف وطأة معاناتهم ، كما من الملاحظ أيضاً أن مجلس الوزراء إلى حد الآن لم يناقش وضع النازحين في مديرية ميفعة وتقديم المساعدات العاجلة لهم, فمن اللقاءات الميدانية والتواصل مع النازحين لاحظنا بان هناك مأساة إنسانية حقيقة يعيشها النازحون من أبناء ميفعة فكل ما حصلوا عليه من مساعدات ومواد إغاثة محدودة جدا كانت من المنظمات الدولية والجمعيات الخيرية ومع الأسف لم يقدم لهم السلطات المحلية حتى الآن أي مساعدة وفقا ما أفاد به الشيخ / علي باجيده الحضرمي احد الناشطين في الأعمال الإنسانية والخيرية .

تشير إحصائية رسمية إلى نزوح ما يزد عن عشرة آلاف أسرة أي ما يفوق عن أربعين ألف نسمة من سكان مناطق مديرية ميفعة منها" الحوطة ، عزان ، جول الريدة ، الحويل وغيرها" حيث شاءت الأقدار أن يعيشون حياة التشرد في مناطق ومديريات ومدن أخرى, فبعضهم لجأ إلى السكن مع معارفه وأصدقاءه والبعض تحت الأشجار والبعض الأخر استأجر..

وبما أن عدد النازحين فاق التصور يرى الأخ محسن عمر القرنعة احد أبناء المديرية أن هذا مؤشر ينذر بكارثة مأساوية سيدفع ثمنها غاليا أبناء هذه المديرية حاضراً ومستقبلاً اذا لم تتسارع جهود الجميع بتدارك الوضع الراهن وعقد لقاء موسع وعاجل يضم قيادات السلطة المحلية والشخصيات الاجتماعية والسياسية والعقلاء والوجهاء والمثقفين من مختلف مناطق المديرية بدون استثناء لتدارس الوضع الراهن لاتخاذ موقف موحد وواضح من الصرعات الدائرة في المديرية من حيث كون أبناءها هم وحدهم من سيتجرعون مأسي وآلام وعواقب الحرب ، وهم وحدهم المعنيون باتخاذ القرار المناسب الكفيل بتجنيبهم ويلات الحروب وكما يقول المثل" النار لا تحرق إلا رجل واطيها" ، وهذا ما يجب أن يدركه جيدا أبناء مديرية ميفعه..

فالنازحون الذين أجبرتهم ظروف الحرب على ترك مساكنهم وأعمالهم وكل ما يملكون بحثاً عن مكان أمن يأملون في أن تتسارع الجهود لمساعدتهم على مجابهة هذه الظروف سواء من المنظمات الدولية و المحلية العامل في المجال الإنساني أو السلطات والجهات المختصة في الحكومة..

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد