أمين عام حزب شباب التنمية الوطني الديمقراطي لـ"أخبار اليوم":

حكومة الوفاق أثبتت فشلها ويجب محاسبتها قبل إقالتها

2014-06-04 12:28:11 حاوره/ وليد عبد الواسع

في حديثه عن الأوضاع التي تعيشها اليمن في الوقت الراهن.. يطرح مؤسس وأمين عام حزب شباب التنمية الوطني الديمقراطي/ فؤاد عبد الرقيب الصبري خارطة طريق يتقدم بها حزبه كرؤية لإنقاذ الوضع في اليمن والذي يصفه بالاستثنائي والحرج.

ويشير الصبري إلى كثير مشاكل تعانيها البلد والتي يعد الوضع الاقتصادي أبرزها، فضلاً عن تدهور الوضع الأمني والحروب العبثية التي تقودها المليشيات المسلحة ممثلة بجماعة الحوثي والقاعدة والحراك المسلح، محذراً من خطورة هذه الجماعات.

كما يتحدث عن ضعف سلطة الدولة وعيوب المرحلة الانتقالية، وموقف الحزب من الفيدرالية والتمديد ولجوء الدولة إلى الوساطات، ومخرجات الحوار الوطني، وغيرها من القضايا.. نص الحوار:



*ما هي قراءتك للمشهد اليمني وما يجري من أحداث؟

ـ أولاً أرحب بصحيفة "أخبار اليوم" لاستضافتها لنا بطرح رؤيتنا كسبق صحفي لها وأقول إن المشهد اليمني مؤلم وحرج كوني مواطناً قبل أن أكون أمين عام حزب وما هي عليه بلادنا وضع استثنائي يدمي القلوب قبل العيون والوضع التي هي عليه في هذه الأثناء لم يسبق أن كانت عليه في تاريخ اليمن الحديث وهذا ما يقلقنا ويقلق كل مواطن غيور على وطنه.

*أين تكمن المشكلة؟

ـ المشاكل كثيرة وأبرزها:

1ـ الوضع الاقتصادي ومستوى تدني معيشة المواطن، وانعدام الخدمات الأساسية كهرباء مشتقات نفطية.

2ـ تدهور الوضع الأمني وانفلاته وانتشار الإرهاب والاغتيالات وإقلاق السكينة العامة والتفجيرات والسطو على الممتلكات العامة والخاصة.

3ـ الحروب العبثية في أكثر من منطقة وانتشار السلاح

4ـ عدم قدرة الدولة على بسط نفوذها على معظم الأراضي اليمنية وفرض هيبتها ونزع الأسلحة الثقيلة من كافة المليشيات المسلحة.

5ـ عدم وجود دولة بمؤسساتها وتطبيق النظام والقانون على الجميع.

6ـ إطالة الفترة الانتقالية والتمديد دون الاستناد إلى أسس دستورية وقانونية وتحديد آلية زمنية لانتهائها ومن ثم إنجاز الدستور والاستفتاء عليه وإجراء الانتخابات.

7ـ فقدان مبدأ العدالة والمواطنة المتساوية من خلال بعض مخرجات الحوار الوطني المتضمن تكريس المناطقية والتمييز بين جنوبي وشمالي, المناصفة في المناصب القيادية وتوزيع الثروة وتقسيم الأقاليم على أساس جنوب وشمال.

8ـ بروز ظاهرة جديدة على مجتمعنا مثل الطائفية والمذهبية وكذا المناكفات السياسية والتصعيد الإعلامي والتقاسم.

*ما الذي يحمله حزب شباب التنمية الوطني الديمقراطي من حلول واقعية للوضع؟

ـ حزبنا يتابع باهتمام بالغ ما يمر به الوطن من وضع حرج واستثنائي مما يحتم علينا الواجب الوطني والديني استشعار بمسؤوليتنا تجاه وطننا الحبيب حيث آلينا على أنفسنا أن لا نقف مكتوفي الأيدي والوقوف صفاً واحداً باستنهاض هممنا أن لا نقف موقف المتفرج وذلك بإطلاق مبادرة ورؤية خارطة طريق لإخراج بلادنا مما هي عليه وحلول للمشاكل المذكورة آنفاً وتتمثل في الآتي:

1ـ قيام رئيس الجمهورية بإطلاق مبادرة للتصالح والتسامح والمصاحبة بين جميع الفرقاء السياسيين نظراً للظروف الاستثنائي التي تمر به البلاد ولما تقتضيه المصلحة الوطنية العليا المصلحة العامة فوق كل الاعتبارات.

2ـ قيام الأخ الرئيس بالتنسيق والدعوة لجمعهم لطرح مبادرة التصالح والتسامح وبشكل عاجل والإعلان عن ذلك علناً.

3ـ قيام الأخ الرئيس بدعوة الأطراف السياسية ممثلة بالأحزاب السياسية جميعاً سواءً التي شاركت في الحوار أو التي لم تشارك للاتفاق على الآتي:

1ـ فتح باب المساءلة والتحقيق الشفاف مع الحكومة رئيساً أو أعضاء عن القصور والإخفاق في الجانب الاقتصادي والأمني ومعاقبة المدان ومن ثم تغييره.

2ـ الاتفاق بين الجميع على تحديد جدول زمني محدد ومعلوم للإسراع والبرلمانية ويتزامن ذلك مع إجراء القيد والتسجيل، وإنهاء الفترة الانتقالية بأسرع وقت ممكن كونها هي السبب الرئيسي لهذه المشاكل.

3ـ الاتفاق على تطبيع الأوضاع الاقتصادية والأمنية وتوفير الخدمات الأساسية والقضاء على الإرهاب ووقف الحروب العبثية ونزع السلاح بكافة أنواعه من كل المليشيات وبسط نفوذ الدولة على كل الأراضي اليمنية بخطة مدروسة وعلناً وباتفاق الجميع على هذه المسائل ووضع حد لتفجير أنابيب النفط وقطع الكهرباء وضبط من يقوم بذلك وتقديمهم للمحاكمة علناً ومن يقف ورائهم للتهيئة الإنجاز المهام الدستورية للوصول إلى الانتخابات.

4ـ الاتفاق على تفويض الأخ الرئيس بالقيام بواجبه الدستوري والضرب بيد من حديد لاستئصال الإرهاب ووقف الحروب ونزع سلاح المليشيات وحماية الممتلكات العامة والخاصة وأرواح المواطنين كون هذا من صميم واجبه وبما يتمتع به من صلاحيات دستورية وقانونية وإجماع محلي ودولي.

5ـ الاتفاق على وضع المعالجات العاجلة للوضع الاقتصادي والمعيشي للمواطن كونه المرتكز الأساسي لاستقرار المواطن بحيث أنه إذا لم يعالج سيصبح المواطن فريسة لاستقطابه من الإرهابيين وسيحجم عن المشاركة في الفيد والتسجيل والتصويت ويكون معرضاً لشراء ذمته مقابل حاجته للمادة.

6ـ الاتفاق على وقف اللجان الرئاسية والتحكيم كون ذلك يتنافى مع الدستور والقانون وواجب الدولة.

7ـ الاتفاق على وقف إعادة النظر في تحقيق مبدأ المواطنة المتساوية وعدم التميز بين أبناء الوطن على أساس مناطقي في المناصب القيادية وتتسم الثروة وعدم صياغتها في الدستور كون ذلك يتنافى مع تحقيق العدالة والمساواة والنهج الديمقراطي ويؤدي إلى تكريس الهويات المناطقية والكراهية بين أبناء الشعب اليمني الواحد.

الاتفاق على وقف التصعيد الإعلامي بين جميع الأطراف طيلة الفترة الانتقالية المزمنة المتفق عليها وتعميق روح التصالح والحب والوئام والسلام ويكون هذا الاتفاق بين جميع الأطراف السياسية بما فيهم الفرقاء السياسيون وعلى هذه البنود جميعها بوثيقة شرف علنا لكي لا يتصل أي طرف بعد ذلك.

 وننوه هنا أننا قد تقدمنا برؤية مماثلة لحل بعض المسائل العالقة في مؤتمر الحوار الوطني حينذاك وبتاريخ 1/12/2013م وتم عقد مؤتمر صحفي بهذا الخصوص حضرته معظم وسائل الإعلام وقد تم أخذ ما تواءم وتطابق مع رؤيتنا في حينه.

*في رؤية الحزب الجديدة للأوضاع الراهنة ما دوافع تركيزكم على أطراف معينة واعتبارها سبباً في المشكلة والحل؟

ـ دافعنا وطني خالص وبدون تحيز من خلال استقرائنا للواقع ومتابعتنا لما يدور ويعاني كل منهما من الآخر وفعلاً هم السبب وهم أساس الحل وللشفافية أكثر للاستدلال والتوضيح وشجعنا للتقدم بهذه المبادرة، ولجزمنا أن الأخ/ الرئيس بيده مفاتيح الحل مثلاً شعور النظام السابق بأنه اقصى من السلطة رغماً عنه وتعرض الرئيس السابق ومن معه لمحاولة الاغتيال واتهامه بقتل المتظاهرين وتهديده مراراً بسحب الحصانة وتعرض كوادر المؤتمر للإقصاء وكذا شعور الرئيس السابق بأن رئيس الجمهورية تنكر له ومقاطع له ويعمل لصالح الطرف الآخر ويعمل على سحب البساط منه بإعادة صياغة مرتكزات الوحدة من جديد وإنه يريد البقاء أكثر في السلطة والتمديد وأعطى الجنوبيين حقوقاً أكثر مما يستحقون ويشعر الطرف الآخر بأن الرئيس السابق وحزبه وراء قطع الكهرباء وتفجير أنابيب النفط لغرض إفشالهم ويشجع الحوثيين على كسر شوكتهم وكذا موقفهم من الأخ رئيس الجمهورية من أنه لم يؤدِ واجبه في كبح جماح الحوثيين وضربهم مثلما يضرب القاعدة لذلك نجزم بأن الأخ رئيس الجمهورية دون سواه قادر على إذابة الجليد والتوقيف بين جميع الأطراف وإطلاق مبادرة التصالح والتسامح ولو تطلب منه الأمر زيارة جميع الأطراف أولاً ومن ثم التنسيق لجمعهم ومبادرته لجدولة الفترة الانتقالية بما يتناسب مع تجهيز كل تلك المتطلبات ويكون واضحاً في ذلك.

*ما المطلوب من الدولة والأطراف الأخرى فيما يخص دعم رؤيتكم لتنفيذها؟ وهل تعتقد أنها قابلة للتنفيذ؟

ـ المطلوب من الدولة ممثلة بالأخ رئيس الجمهورية وضع هذه الرؤية والمبادرة محل عنايته واهتمامه وكذا جميع الأطراف السياسية والفرقاء كونها جاءت من حزب جديد ليس مشاركاً في السلطة أو الحوار ونابعة من منطلق الشعور بالوطن ومحايدة ومنصفة وفريدة من نوعها وليست منحازة لأي طرف وإنما تحقق مصلحة الوطن وهي قابلة للتنفيذ إذا توفرت الإرادة السياسية الحقيقية لإنقاذ الوطن من الأخ الرئيس أولاً ومن جميع الأطراف ثانياً ومن يتباطأ ويتنصل عن التنفيذ يعتبر لا يريد الحل لليمن.

*هل السلطة بوضعها الحالي وفي ظل الأوضاع الراهنة قادرة على تنفيذ سياستها العلاجية بناءً على رؤيتكم؟

ـ نعم وبكل تأكيد إذا توفرت النوايا الصادقة وتقديم المصلحة العامة على كل المصالح الضيقة.

*ما هو الجانب الأكثر حساسية في مسألة تأزم الأوضاع في البلد والتي تحتاج إلى إيلائها أهمية أكثر من غيرها؟

ـ كل الجوانب التي تطرقنا إليها مهمة والأكثر أهمية الجانب الاقتصادي والأمني.

*ما هو الدور الذي ينبغي على الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني الإسهام فيه لإنقاذ الوطن؟

ـ ينبغي على كل الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني القيام بدورهم الوطني والديني تجاه الوطن بالابتعاد عن المناكفات السياسية ونسيان خلافات الماضي والتوجه لبناء اليمن وإيلاء المصلحة العامة جل اهتمامهم وأجد هذه المبادرة يعني الاعتبار والبدء بتنفيذها كلٌ فيما يخصه.

* الحوار الوطني ومخرجاته هل يمكن أن يؤسس للدولة المنشودة؟

ـ نعم في معظمها ولو أن المتحاورين تجاوزوا الواقع ولم يفكروا بالتنفيذ وما يتطلبه من إمكانيات كبيرة.

*هل لبت هذه المخرجات تطلعات وآمال المواطن؟

ـ لن نحكم على ذلك إلا عند التنفيذ.

*الفدرالية:ـ هل تحمل حلاً لإصلاح الأوضاع وتحقيق مطالب المواطن؟ وما موقف حزبكم منها؟

ـ الفدرالية والأقاليم ليست حلاً ولم تكن المشكلة ومشكلتنا في الدرجة الأساسي الجانب الاقتصادي والمعيشي, فالمواطن يريد لقمة العيش والأمن والاستقرار النفسي وضمان حقه في العدل والمساواة والعيش الكريم وشعوره بالأمن على حياته ومسكنه وممتلكاته وما يؤخذ على الفدرالية التي اعتمدت أنها قضت على مبدأ المساواة والبدالة والمواطنة المتساوية من حيث التمييز بين أبناء الوطن في التوظيف والاستفادة من الثروات فلم يكن التقسيم منصفاً ولم يأخذ بمعيار السكان والمساحة والتداخل بين الجنوب والشمال وموقفنا فيها ما ذكرنا. وصعب التنفيذ لأنها تتطلب إمكانيات مادية ضخمة وبنية تحتية وفي ظل هذا الوضع الاقتصادي المتأزم صعب التنفيذ.

*ما هي الأخطاء والسلبيات التي تمارسها السلطة فيما يخص الانتقال السياسي؟

ـ أخطاء وسلبيات كثيرة أهمها البقاء فترة أطول والتمديد الغير دستوري وعدم تحديد آلية وجدول زمني متى تنتهي الفترة الانتقالية وزيادة تدهور الأوضاع الاقتصادية والأمنية والفوضى والحروب وانتشار الإرهاب وزيادة معاناة المواطن وحرمانه من الخدمات الأساسية وزيادة في الفساد ونهب المال العام والمحاصصة والتقاسم وعدم إيجاد دولة بمؤسساتها وهيبتها وكل يرمي بالمسؤولية في الفشل على الآخر، علاوة على ذلك الخطأ الجسيم والمخالف للدستور قيام الأخ رئيس الجمهورية بالتوجيه بتشكيل اللجان الإشرافية والأساسية في القضاء مخالفاً لما كان سائداً ولا حل إلا بإنهاء الفترة الانتقالية بشكل سريع وإجراء الانتخابات لتكن هناك حكومة وبرلمان ورئيس شرعي يكونوا مسئولين ومحاسبين عند التقصير.

*ما موقف الحزب من الحروب المعيشية التي تدور في أكثر من مكان على امتداد الوطن؟

ـ موقفنا أننا ضد الفوضى والحروب الطائفية والمذهبية ولا بد من حل ووضع حد لها من قبل الحكومة والأخ الرئيس وقيام الدولة بدورها في بسط نفوذها وتحقيق العدل وتوفير الأمن.

*ما هي خطورة الجماعات المسلحة التي تقود هذه الحروب "القاعدة ـ الحراك المسلح ـ الحوثيين"

ـ جميع من ذكرتهم يشكلون خطراً على أمن واستقرار اليمن, مما ينعكس سلبياً على سمعة اليمن وإحجام الاستثمار وإنعاش الجانب التنموي والاقتصادي وتكريس المذهبية والمناطقية.

*ماذا يعني لجوء الدولة إلى تشكيل لجان رئاسية وغيرها من لجان التحكيم القبلي؟

ـ هذا يعني أنه ليس هناك دولة وينُم عن ضعفها وعدم قدرتها على بسط نفوذها وهيبتها وتطبيق النظام والقانون على الجميع.

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد